" الفصل التاسع عشر . "
" تحت مسمى العشق"
* * *
ضحك اسر بفرحة واخرج المحبس من العلبة ووضعه في اصبعها ومسح دموعها برقة واقترب منها اكثر.
سمعوا صوت الجرس فذعرت ليان وضحك عليها اسر ونزل حتى يفتح الباب ..
كانت عليا واقفة امام الباب وبجانبها سارة وخلفهم صباح ومحفوظ ..
وصل اسر الى الباب وعلى وجهه ابتسامة واسعة وفتح الباب !
عبس اسر تلقائيًا عندما رأها امامه وتحديدا في هذا الوقت.
نظر الى عليا بتساؤل وهي نظرت له بقلة حيلة فتحدثت صباح وقالت : -
- إيه هنفضل واقفين على الباب كتير يا اسر
تنحى اسر جانبا حتى يفسح لهم الطريق وقال : -
- اتفضلوا ..
كانت ليان تنزل على السلم وتفاجئت بوجود سارة ونظرت لاسر بضيق واكملت نزول وجاولت موراة غضبها خلف ابتسامة مصطنعة !
نظرت لها سارة بغيرة وحقد وتخيلت نفسها مكانها، متزوجة من اسر الذي يعشقها وتعيش في الفيلا مكانها، تعيش في سعادة بدلا منها
لاحظت عليا نظرات سارة الى ليان وخافت على ليان واسر من شر سارة !
وصل بعدهم بدقائق قليلة احمد ورحمة التي ارتمت ليان في احضانها بمجرد رؤيتها واخوها ايضا عانقها بقوة مثلما كان يفعل وهو يطبطب عليها بحنان ، نظرت لوالدتها واحمد بامتنان لوقفتهم بجانبها رغم كل شيء، ومحاولة اسعادها على الرغم من المواقف التي تعرضوا لها بسببها ، نظر ليان الى الباب لدقائق وانتظرت دخول ابوها من الباب ولكن تيقنت انه لن يأتي !
امسكت رحمة يد ليان وقالت لها : -
- ايه الجمال دا يا حبيبتي
ليان : -
- حبيبة قلبي اكيد طالعالك
رحمة : -
- وانا بردو جميلة كدا ، بس شكلك مختلف غير لما روحتي مع جوزك شكله طيب وشكلك مبسوطة معاه ..
نظرت ليان الى اسر بحب وقالت : -
- مبسوطة اوي يا ماما
دخلوا سويا واستقبل اسر رحمة بترحيب شديد ، وعانق احمد دون اي مقدمات وصُدم احمد من تصرف اسر ولكن بادله العناق، قال اسر ولم ينس بعد انه انقذه في المستشفى رغم ما فعله مع شقيقته : -
- نورت بيتك يا صاحبي
احمد : -
- البيت منور باصحابه يا اسرنظرت ليان لهم بسعادة وقطع سعادتها رنين الجرس فتوجهت الى الباب لتفتح وذهب خلفها اسر وقال : -
- زمانه انس
ليان : -
- لا ممكن تبقى حنين ..
وصل اسر وليان الى الباب سويا ووجدوا انس وحنين واقفين بجانب بعض فضحك اسر وغمز بعينه لانس وخجلت حنين من اسر وليان التي تبتسم ابتسامة واسعة فنظرت حنين الى الارض حتى تتلاشي نظراتهم ..
قطع اسر الصمت وقال : -
- اتفضلوا العيلة كلها جوا
حنين : -
- لا ادخلوا انتوا الاول وانا هاجي وراكوا
اسر : -
- ماشي يلا يا انس
ليان : -
- وقعتك مهببه معايا ، بتحبي من ورايا يا حنين احنا اتفقنا على كدا ؟
حنين : -
- حب ايه بس انتي متعرفيش حاجة
* * *
" في فيلا اسر الالفي . "
* * *
كان احمد كان جالس مع الرجال ولكن عقله في عالم اخر، عالم جرته عليا اليه بجمالها وسحرها..
كان مسلط نظره عليها وهي لاحظت نظراته لها وارتبكت ونظرت اليه من حين الى اخر بطرف عينها حتى تتأكد ان كان مازال يراقبها ام لا وفي كل مرة يزداد توترها اكثر بسبب مراقبته لها، وضعت عليا يدها على قلبها وكأنها تطلب منه ان يهدأ.
لاحظت سارة حالة عليا المرتبكة ونظرت لها باستغراب ولمحت احمد الذي لم يرفع عينه عن عليا وكأنه لا يرى غيرها فضحكت سارة بخبث.
دخل انس واسر وبعدهم ليان وحنين وتجمع الكل في الحديقة التي جهزها ليان واسر سويا بشكل انيق.
تجمعوا كلهم حول الطاولة.
وجلست ليان قبالة اسر بعدما اصرت والدة اسر الجلوس بجانبه وبجانبها جلست سارة
جلست ليان امام اسر وبجانبها والدتها وبعدهم احمد والذي كان يجلس امام عليا وجلست حنين بجانبه وقبالتها كان انس.
جلس محفوظ على رأس الطاولة ونظرت ليان الى الكرسي الاخر على رأس الطاولة من الجانب الثاني كان فارغا ومن المفترض ان والدها كان سيجلس عليه، تخيلت ليان للحظة ان والدها جاء من اجلها ويبتسم لها كما كان يفعل.
سالت دمعة من عيون ليان لاحظها اسر فمد يده يمسك يدها ونظر لها بحنو وكأنه فهمها ويواسيها.
بدأوا بتناول الطعام وكان كل حبيب يسترق النظر الى حبيبه من حين لاخر، وبعضهم كان ينظر بحقد وندم والبعض كان ينظر بسعادة وفخر واطمئنان ..
نظرت حنين الى احمد لحظة وتفاجأت انه جالس بجانبها منذ وقت، ضحكت بسخرية على نفسها ، وقالت في داخلها لو هذا الموقف تكرر من شهر لكانت كل حواسها منتبهه وكانت تطير الان من السعادة ، نظرت له مجددًا وقالت في ذاتها
" شهر كان كفاية اوي ينهي مشاعر علاقة من طرف واحد ، علاقة مبتدتش ولا عمرها كانت هتبتدي طول مانا بديك كل حاجة من دون مسمى ومن دون طلب ومن دون مقابل ! "اما عليا فنظرت الى أحمد وقالت في داخلها
"يا ترى يا احمد كل دا حقيقة ولا وهم ولا تمثيل يا ترى انتَ في ايه جواك ، طيب انا المفروض اعمل ايه ، اعمل ايه في قلبي اللي كل ما يشوفك يجري عليك وبالي اللي معداش يوم من ساعة ما شوفتك ومتشغلش بيك يا احمد ، بس لا مينفعش اتحرك بأي شكل ناحيتك ولو خطوة واحدة انا لازم اكون جامدة اكتر من كدا "انس نظر لحنين بنظرة محبة وقال في نفسه
" عملتي ايه فيا يا حنين ، رغم اني كنت كل يوم بكلم بنت واقابل بنت واسهر مع بنت تانية الا اني محستش نفسي فرحان كدا غير معاكي ، عمري ما حبيت نفسي معاهم وقد ايه كنت انسان كارهه نفسه ومش مرتاح وبيسعى انه يلاقي راحته مع اي واحدة بس طلع العكس ، طلع ان الراحة متمثلة فيكي ، في واحدة بس معادها مكنش لسه جه ، واحدة حبيت نفسي معاها بكل عيوبي ومميزاتي بجد ، يمكن في الاول انتِ شدتيني وعجبتيني وكنت عايز اكلمك يومين وخلاص زيك زي غيرك لكن فجأة لقتني بتسحب من غير اي ارادة مني بتسحب من غير رحمة ورغم كل دا لسه حتى مقولتلكيش بحبك بس انا فعلا بحبك جدا "اسر نظر لـ ليان وقال في نفسه
" رغم انك اكتر انسانة وجعتها اوي الا انك مقدمتليش غير كل السكينة والامان من غير ما تحسي بدا حتى ، كنتي الحب والسند والحنان في مرضى وعجزي رغم اني مستخدمتش قوتي غير عشان اقهرك ، هددتك باخوكي وخدتك من اهلك وعاملتك باسلوب وحش في البداية بس رغم كل دا متخلتيش عني ، متخلتيش رغم اني مقدمتلكيش الحب مدتكيش نص اللي اديتهولها .. "
نقل نظره اتجاه سارة ونظر لها بغضب مكتوم وتذكر خيانتها له ..نظرت ليان لاسر وقالت في داخلها
" رغم كل حاجة عملتها معايا في البداية يا اسر الا اني عمري ما قدرت اكرهك ، ممكن اكون اضايقت منك وطلعت مضايقتي في عندي معاك واستفزازي ليك ورغم كل دا مفكرتش انك تمد ايدك عليا او تقهرني او تغصبني عليك زي ما فكرت وتخيلت لما عرفت انك متجوزني انتقام ، لقيت قدامي انسان تاني الظروف جت عليه والدنيا عاملته بقسوة حتى حبيبته ..
واتاكد من دا بعد اللي اشرف عمله قدام عيني ، خلال الشهر اللي فات دا شوفتك بشكل تاني يا اسر ، شوفت وشك التاني ورغم اني كنت انا اللي بساعدك في كل حاجة الا اني كنت حاسة بالامان جمبك اوي وحتى لما اتنقلنا ننام في اوضة واحدة مخوفتش منك لان شوفت اسر الراجل الشهم مش القاسي اللي حاولت تقنعني في البداية انه انتَ "نظر احمد لعليا وقال في نفسه
" هو اللي انا حاسس بيه دا الحب يا عليا ، هو الحب انك تقدري تخطفي عقلي بنظرة واحدة او طلة منك ، حتى لو حاسس بيه دا حب جمودك وتجاهلك معناه ايه ، اطفي الشرارة دي قبل ما تبدي احسن وابعد عن وجع القلب ولا اغامر واكمل في الطريق اللي شدتيني ليه من غير ما احس ؟! "قطعت صباح الصمت الرهيب بين الكل وقالت : -
- الا فين ابوكي يا ليان وهو مجاش ليه
بلعت ليان ريقها بصعوبة ونظرت لاسر ولوالدتها ورد احمد : -
- تعبان شوية وقالنا نروح مكانه ونسلمله عليها ، حضرتك عايزاه في حاجة ؟!
شعر اسر بالحرج من تصرف امه وقال : -
- لا مفيش يا احمد ، ايه اخبار شغلكوا ؟
احمد : -
- كويس حتى انا عايز اتكلم معاك في حوار الشغل دا
اسر : -
- خلاص تمام بعد الاكل ..
سمعوا صوت رنين الجرس فتوقعت ليان انه ابوها ولم يفرط بها وجاء، فنهضت من مكانها بسرعة وقالت لاسر : -
- هفتح انا ..
فهم اسر لهفتها ودعى ربه ان يكون والدها فعلا وقرر النهوض خلفها لان شعر بشعور سيء.فتحت ليان الباب بسرعة وابتسامتها على وجهها وقالت : -
- بـا..
ابتلعت كلامها وصدمت عندما وجدته امام الباب والكابوس التي رأته في مرض اسر اعاد نفسه مجددًا في عقلها ..
ليان بصدمة : -
- اشرف !!* * * *
يتبع ..
أنت تقرأ
تحت مُسمى العشق - علا فائق
Romance{إقتباس} كانت تجلس على الارض بإحدى زوايا الغرفة وتضم ساقيها الى صدرها وتحيط ساقيها بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها بحنو لتهون على نفسها ما حدث وما سيحدث وايضا كانت تدفن راسها بين ساقيها بخوف وهي تبكي وجسدها يرتجف من البكاء.. سمعت صوت المتاح وهو يفتح الب...