" الفصل الثالث عشر . "
"تحت مسمى العشق"
* * *
تأمل آسر ملامحها الرقيقة عن قرب وشعر انها نقلته لعالم تاني، عالم جميل..
اما هي فكانت تحت تأثير سحر عينيه.
اقترب آسر منها أكتر وفجأة سمع صوت الجرس فانتفضت ليان وخرجت من الغرفة مرتبكة فنادى لها آسر بصوت عالي فعادت مجددًا
قال آسر بضيق: -
- تعالي اسنديني زمانه أنس ومينفعش تنزليله كدا..
اقتربت ليان منه بتردد وجذبته ووقف ولف يده على كتفها وهي وضعت يدها بتلقائية عليه ورفعتها في نفس اللحظة بخجل فابتسم باستمتاع على ما يحدث.
وصلوا الى باب الفيلا وهمت لتفتح فحذرها آسر لكن لم تصغي اليه وفتحت الباب لأنس الذي صُدم بمنظرهم!
فرغ انس فاهه بذهول فقال آسر : -
- ادخلي جوا يا ليان
نظر أنس لآسر وقال : -
- هوبا ايه يابني انا اسيبك الصبح مزعلاها احي الاقيكوا اتصالحتوا!
خلص أنس كلامه وغمز لآسر بخبث فقال له : -
- ولله انا بشفق عليك يا ابني انتَ تعبان بجد، هات العكاز
أنس : -
- عكاز ايه بقى انتَ محتاج عكاز
آسر : -
- انا مش محتاج بس دماغك محتاجة واحد يتكسر عليها، هاته بقى
أنس اداله العكاز وقال : -
- خد ياعم متزقش بس..
أنس مكملش كلامه بسبب آسر اللي قفل الباب في وشه وقال : -
- ابقى تعالي تاني يا أنس متغيبش عليا الغيبة دي تاني، يا ليان
ليان خرجت من المطبخ وقالت : -
- نعم
آسر : -
- وديني للكنبة اللي هناك دي وادخلي اعمليلي كوباية شاي..
نظرت ليان له بغيظ وهمت لتسنده..
* * *
(حنين)عادت البيت وهي في قمة سعادتها واستطاعت تغيير ولو جزء بسيط من حالتها النفسية وشعرت انها تحسنت
وقفت حنين امام مرآتها ونظرت لشعرها بعد ما قصته حتى اكتافها وصبغت شعرها بني فاتح ولاق جدًا عليها.
ابتسمت حنين لنفسها بفخر وهي سعيدة بنفسها ولما وصلت له.
اخرجت مفكرة صغيرة اشترتها سابقًا وقامت بتسجيل افكارها واهدافها وكل هدف حققته حذفته من القائمة.
اعدت مشروبها المُفضل وجلست على سريرها وامسكت المفكرة وبدأت تدون بعض الخطط والاهداف وهي تحتسي مشروبها وقامت بحذف اول هدف حققته رغم بساطته، انها غيرت مظهرها، جاء الدور على ثاني هدف هو "العمل" اقتنعت حنين انها لن تنجح في نسيان احمد وتخطيه ولديها الكثير من وقت الفراغ ولا يوجد لديها ما يشغلها.
فتحت حنين هاتفها وبدأت تبحث بجدية على العمل واجرت مكالمات هاتفية ودونت بعض مواعيد مقابلات.
* * *
في فيلا آسر الالفي..كان آسر جالس يشاهد التلفاز بتركيز وجلست ليان بجانبه واعطته كوب الشاي الخاص به.
اخذ آسر كوبه منها وشرب منه رشفة قبل ان يضعه على الطاولة بقرف وقال : -
- ايه دا يا ليان، انتِ حاطة ايه في الشاي دا!
قالت ليان بلامبالاة : -
- حاطة ايه شاي عادي
تمتم آسر باستنكار : -
- يستحيل يستحيل يكون شاي طبيعي ابدًا، انتِ اكيد حطالي سم فيه
هتفت ليان بخوف : -
- لا ولله حاطة 3 معالق شاي ومعلقة سكر زي ما قولتلي..
غمغم آسر بذهول : -
- نعم!!، دا انتِ كنتي عايزة تموتيني بجد بقى
قالت ليان بتساؤل : -
- ليه بس
آسر : -
- في حد في الدنيا يحط 3 معالق شاي في كوباية واحدة يا مفترية، مصعبتش عليكي بذمتك
ليان بحنق : -
- يا آسر ما انتَ اللي قولتلي..
آسر : -
- قولتلك ايه بس قولتلك 3 معالق سكر ومعلقة واحدة شاي، يا شيخة خليني انا وحش ومبعرفش حاجة عمرك ما عملتي شاي قبل كدا
ليان : -
- لا عملت بس ماما كانت معايا
آسر : -
- ومحستيش ان في حاحة غلط خالص
ليان بضيق : -
- آسر خلاص بقى متأفورش الله، مكنتش كوباية شاي يعني انا قولتلك قبل كدا مبعرفش اعمل حاجة، فيتستحمل اللي اعمله يا تقوم تعمله انتَ
قال آسر بارهاق : -
- بقولك ايه يا ليان انا معتش قادر تعالي شدي ايدي كدا..
حرك آسر قدمه الموضوعة على الطاولة بجانب الكوب حتى ينزلها على الارض فدفع الكوب دون قصد ووقع على الارض وانكسر
نظرت له ليان بصدمة وقالت : -
- ينفع كدا يا آسر مين هينضفها الوقتي!
نظر آسر لعيني ليان بتأثر بسبب شروده في مشكلتها وما سببه لها معظم الوقت وقال بنبرة ذات معنى: -
- هو للأسف نظرًا لحالتي الصحية انتِ يا ليان، بس صدقيني لو انا سليم او على الاقل مش مجبس كدا كنت صلحت غلطتي، على قد ما اقدر كنت صلحتها.
فهمت ليان نبرته ونظراته جيدًا وردت عليه بنفس نبرته : -
- هتصلح مج اتكسر وبقى ميت حتة ازاي يا آسر؟ للاسف اللي اتكسر مبيتصلحش بيترمي في الزبالة، وياريت تاخد بالك وانتَ بترمي بقايا الكسر دا بعد كدا لانه بيكون حاد جدًا وممكن يعورك بس وقتها مش هيكون ذنبه على قد ما هيكون ذنب اللي كسره..
نظر لها آسر بتركيز كبير وفهم معنى كلامها، التقفت ليان القطع المكسورة الكبيرة وذهبت لترميهم وعادت حتى تنظف الباقي فوجدته نهض من على الاريكة ويحاول الاتكاء هنا وهناك حتى يصعد على السلم ولكنه فشل ان يصعد درجة، وضعت ليان ما في يدها جانبًا وذهبت له حتى تساعده ووضعت يد على ظهره ولف ذراعه على كتفها ونظر لها بامتنان وشجن.
* * *
وصل أنس الى لشركة ودخل الى مكتب المساعدة وظل في مكتبها ليراجع عمل كل الشهور الماضية، جمع أنس كل الاوراق الموجودة في المكتب والملفات ووضعهم امامه وجاءت القهوة التي طلبها انس بمجرد وصوله الشركة وبدء في مراجعة الملفات بتركيز كبير.
مرّت حوالي ساعة على آنس ومازال يراجع الملفات وبدأ يشعر بصداع في رأسه، تذكر حنين على حين غرة وهو في جم ارهاقه وعمله فاخرج هاتفه ورنّ عليها..
رأت حنين مكالمة أنس وقررت تجاهلها وأكملت البحث عن عمل مناسب ليها..
بحث أنس عن صورة حنين التي اخذها من ملفها الشخصي على موافع التواصل الاجتماعي وبدأ يتأمل صورتها وابتسم بحب واغلق هاتفه وعاد للعمل الذي بدأه ونادى على موظفة من الشركة وقال بنبرة ثابتة : -
- بلغيهم ينزلوا اعلان شغل الوقتي حالا.
الموظفة : -
- بس مفيش تعليمات بتعيين موظفين جدد يا مستر انس..
قال أنس بصرامة: -
- انا عايز سكرتيرة لمكتبي وضروري جدا، اهم حاجة تكون امينة ومنظمة وشاطرة في شغلها بدل العك اللي انا فيه دا
خرجت الموظفة حتى تنفذ تعليمات انس.
قال أنس وهو ينظر حوله بقرف والى الملفات المبعثرة حوله وقال لنفسه باستياء:-
-انا ازاي مرفدتكيش من بدري يا الاء، ايه اللي صبرني عليكي كل دا!
* * *
في المســـــاء..
أنت تقرأ
تحت مُسمى العشق - علا فائق
Romance{إقتباس} كانت تجلس على الارض بإحدى زوايا الغرفة وتضم ساقيها الى صدرها وتحيط ساقيها بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها بحنو لتهون على نفسها ما حدث وما سيحدث وايضا كانت تدفن راسها بين ساقيها بخوف وهي تبكي وجسدها يرتجف من البكاء.. سمعت صوت المتاح وهو يفتح الب...