" الفصل العاشر . "
" تحت مسمى العشق."
* * *
انهت ليان حديثها ولمحت ظل احدهم واقف عند عتبة الغرفة وتحرك صاحب الظل حتى يُظهر هويته لهم فنظر الاثنين لبعضهم البعض بصدمة وذهول!!
تقدم أنس عدة خطوة ناحيتهم واعطى الهاتف الى ليان ونظر لها لها مطولًا وهو يسترجع ما حدث قبل قليل..
تحرك أنس بسيارته بعدما اوصل ليان الى منزل حنين، ولكنه سمع صوت هاتفها يرن بجواره فتفاجيء وضرب جبهته بضيق وغير طريقه وعاد ثانيةٍ حتى يعيد لها هاتفها..
صف انس السيارة امام المنزل وصعد الدرج حتى وصل لأول طابق وتذكر ان حنين قالت له من قبل انها تقطن في الدور الاول لكنه استغرب عندما وجد الباب مورابًا.
كان سيطرق على الباب قبل الدخول ولكن سمع صوت ليان وكان واضح اليه لان البيت هاديء وكانوا جالسين بالقرب من الباب ولفت نظره حديث ليان، فدلف بهدوء على اطراف اصابعه ووقف بجوار الغرفة وسمع حديثهما بوضوح اكثر منذ البداية..
منذ سردها لمحاولة اشرف القضاء على شقيقه.
صدم أنس من كل ما سمعه وتضايق جدا من المصائب التي تخفيها الفتاتين وعندما سمع ليان تتحدث عن هاتفها قرر ان يكشف نفسه لهم افضل من ان يتم كشفه بواستطهم!
حنين بتوتر : -
- انتَ بتعمل ايه هنا!
تمتم أنس بنبرة مستاءة : -
- ربنا بعتني في الوقت المناسب عشان اكتشف المصايب اللي انتوا مخبينها ومش حاسين بخطورة الموقف!
هاجمته حنين وقالت: -
- انتَ مالك ودخلت هنا ازاي وجيت ليه اصلا!
اقترب منها أنس وقال بوجه مكفهر: -
- جيت عشان المدام ليان نسيت موبايلها في عربيتي والباب لحسن حظي كان مفتوح عشان اسمع كل اللي قولتوه، ازاي تخبوا عننا حاجة زي دي، ازاي يا حنين ابقى معاكي امبارح طول اليوم وتخبي عني احنا مش اتفقنا نكون صحاب وانتِ يا ليان ازاي تخبي عن آسر المصيبة اللي حكيتيها الوقتي دا مهما كان جوزك، ولو مش جوزك فهو انسان روحه في خطر..
قالت حنين بنبرة صادقة: -
- انا اترددت وقولت انا لو اتكلمت هفتح النار على ليان، خوفت عليها من آسر انه يأذيها وياخدها بذنب أشرف زي ماخدها بذنب عدواتهم بردو واتجوزها غصب عنها..
تفاجأ أنس برد حنين ولم يستطع التحدث فتحدثت ليان وقالت : -
- وانا خوفت العدوات تكبر والدم يزيد، خوفت آسر يروح المرة دي بجد في العدواة دي، خوفت يبقى قاتل وايده تتوسخ بدم اشرف، قولت انا هكون جمبه واشرف هيبعد وخصوصا بعد ما كشفته، مكنتش اعرف ان هو اللي قطع الفرامل والسبب في حادثة آسر..
جلس أنس على كرسي في الغرفة وقال : - وناويين تعملوا ايه؟
قالت ليان بتردد: -
- بفكر اكلم احمد واحكيله.
أنس بتفكير : -
- لا خلي أحمد على جمب، هيعمل لأشرف ايه هيضربه على ايده ويقوله كدا كخ، وبعدين منضمنش اشرف لما يعرف انه اتكشف يستبيع ويلعب على المكشوف.
قالت حنين بنبرة متسائلة: -
- طيب انتَ في دماغك ايه؟
قال أنس بنبرة ثاتبة: -
- في دماغي ان انا هأمن آسر كويس وهبقى حواليه طول الوقت وكدا كدا آسر شبه متأكد ان اشرف هو اللي قطع فرامل عربيته وناوي يطلع عينه لما يفوق..
قالت ليان بنبرة متفاجأة: -
- هو آسر عارف ان الحادثة مدبرة ومقالش!
قال أنس بتأكيد: -
- طبعا عارف.
هتفت ليان بتساؤل: -
- طيب مقالش ليه؟
غمغم أنس باستياء: -
- اتشل في لسانه زيكوا انا معرفش ايه الناس اللي بتحب تخبي حاجات خطيرة دي، فكرتوا تصارحوا الناس يمكن تمنعوا مصيبة قبل ما تقع لا لازم اكشن، المهم يا ليان عشان تروحي البيت، لازم تبقي مع آسر في البيت انا عين عليه في الشغل وانتِ في البيت.
قالت ليان برفض: -
- لا طبعا مش راجعة البيت.
تمتم أنس بضيق : -
- ليه بقى ان شاء الله؟
قالت ليان بكبرياء مجروح: -
- آسر كلمني باسلوب زي الزفت النهارة وقالي تقعدي الشهر دا عند اهلك ولما اعوزك هعدي اخدك فانا يستحيل ارجع لا دلوقتي ولا حتى لما يعدي لما يبقى يعتذر بقى.
نهض أنس من مكانه وقال بصوت عالي متأففًا: -
- يا صبر، صبرني ياللي بتصبر انا قربت اتجنن من الناس دي، انا ماشى.
ليان : -
- مع السلامة
قالت حنين بلامبالاة : -
- خد الباب في ايدك يا أنس مش قادرة اقوم.
خرج أنس من عند حنين وليان واستقل سيارته وتحرك على سرعة عالية تجاه المستشفى..
* * *
" على الجانب الاخر "
* * *
عليا واهلها كانوا قد استيقظوا من نومهم وشرعوا في الاستعداد للذهاب الى المستشفى كي يطمئنوا على آسر .
ليان هاتفت أحمد واخبرته انها عند حنين حتى لا يذهب الى المستشفى.
وصل أنس الى المستشفى وصعد بسرعة الى غرفة آسر وفتحها باندفاع ففزع آسر وقال: -
- ايه الكبسه دي، جاي تزور تاجر مخدرات.
قال أنس وهو ينظر في الارض يبحث بعينه على شيء، وقال بتهكم : -
- عامل ايه يا عسل، هموت مرة من خفة دمك دي آسر.
قال آسر بنبرة حانقة: -
- مش فايقلك يا انس ولله، مالك كدا انتَ في حاجه ضايعه منك..
تجاهل أنس حديثه وانخفض فجأة حتى ينظر اسفل الفراش ووجد ما كان يبحث عنه..
آسر نظر له باستغراب وقال : -
- انتَ اتجننت على الاخر
ذهب انس وحمل الابرة وكانت مازالت كما هي المكبس مسحوب الى الاخر، فقال لآسر : -
- شايف دي
آسر بتساؤل : -
- مالها دي
طُرق الباب ودخلت عليا واهلها فقال أنس : -
- خليك فاكراها وهقولك بعدين
عليا : -
- صباح الخير عامل ايه يا آسر النهارده
آسر : -
- الحمدلله
عليا : -
- امال فين ليان
آسر : -
- روحت عند اهلها
عليا بفزع : -
- ليه، حصل حاجة
آسر : -
- انا اللي قولتلها تروح لأهلها وانا هقعد معاكوا شوية
أنس : -
- معلشي يا عليا اخوكي الحادثة مأثرة على دماغه اوي، هنقول ايه ربنا يشفيه
احست عليا ان هناك شيء مخفي خلف حديث أنس فاختصرت الحديث حتى لا يُفتح الحديث امام والدتها، وقررت انها سوف تتحدث فيما بعد..
جلست عليا ووالدتها مع آسر بعض الوقت ومحفوظ ذهب الى الشركة بدل آسر وأنس، وانتهت زيارتهم وسلموا على آسر وغادروا..
* * * * * * * * * * * * * * * *
كان أنس جالس يتناول طعام الغداء وآسر حانق منه وطرده اكثر من مرة حتى يجلس وحده..
انهى أنس طعامه وشرب العصير وكل هذا تحت انظار آسر الساخطة..
آسر بغيظ : -
- هو انتَ اللي عامل الحادثة ونزفت وانا مش واخد بالي يا أنس
أنس ببرود : -
- ليه بتقول كدا يا صاحبي
آسر : -
- مش عارف حاسك هفتان كدا..
أنس اكمل شرب العصير وهو يقول : -
- اه ولله نعمل ايه بس، المهم..
آسر بتهكم : -
- ايه المهم
انتقل انس وجلس بجوار آسر رغما عنه وقال : -
- ندخل في المهم..
اخرج أنس الابرة من جيبه وقال : -
- عارف ايه دي يا آسر
نظر له آسر بغيظ من تفاهته وقال : -
- أنس انتَ اتجننت ما تتظبط
أنس : -
- بردو مجاوبتش على السؤال دي ايه؟
آسر : -
- زفت سرنجة
سحب انس مكبس الابرة وقال : -
- ولو شديت دراع السرنجه دي لتحت كدا بقت ايه
آسر بضجر : -
- قوم من جمبي يا أنس، قوم من جمبي يا أنس واخرج برا انا مش طايق اشوف وشك
أنس : -
- لو قولتيلي السرنجة بقت ايه هقوم
آسر بملل : -
- بقت ايه؟
أنس فتح الكانيولا التي في يد آسر وقال : -
- بقت حقنة هوا أشرف كان هيجيب بيها أجلك امبارح..
آسر بعدم استعياب : -
- نعم!
أنس اغلق الكانيولا وقال بجدية : -
- زي ما بقولك كدا أشرف كان هيجيب أجلك بنفس السرنجة دي امبارح لولا ليان الله يكرمها كانت صاحية وكشفته..
آسر : -
- انتَ بتقول ايه، جبت الكلام دا منين
أنس : -
- بقول ان لولا اللي انتَ اول اما صحيت كافئتها على انقاذها لحياتك وطردتها كان زمانك ميت..
آسر : -
- اشرحلي حالا في ايه انا دماغي هتتفجر من التفكير
أنس : -
- بُص يا سيدي انا قابلت ليان بعد ما حضرتك طردتها النهارده الصبح ووصلتها لحنين صاحبتها، ويشاء القدر ان المدام تنسى تليفونها في عربيتي فارجع لها مرة تانية واطلع الاقي الباب مفتوح وفضولي يخليني ادخل اتصنت عليهم، يارب سامحني على الذنوب دي كلها وبعدين سمعت ليان وهي بتشتكي منك وخايفة عليك عشان شافت أشرف وهو رايح يقتلك واشرف اترجاها عشان تداري عليه وهي سكتت لحد ما تشوف هتعمل معاه ايه..
تذكر آسر حديث ليان الليلة الماضية عندما رأى أشرف ممسك بذراع ليان..
عاد آسر للواقع مرة اخرى عندما نادى له أنس بصوت عالي، وقال : -
- آسر انتَ معايا..
آسر : -
- معاك، كمل
أنس : -
- بس يا سيدي ليان قالت على حوار اشرف دا من هنا قامت حنين قايلالها ان اشرف هو اللي قطعلك فرامل العربية وانه السبب في حادثتك..
آسر باستغراب : -
- ودي عرفت منين!
أنس : -
- سمعت أشرف وسارة وهما بيتكلموا وخد الكبيرة..
آسر : -
- هو في أكبر من كل دا!
أنس : -
- سارة كانت عارفة بالحادثة قبلها وسمعت أشرف وهو بيتفق مع اللي هيقطعلك الفرامل..
آسر بصدمة : -
- كانت عارفة!
أنس : -
- كانت عارفة ومع ذلك مخافتش عليك ولا فكرت تنبهك يا آسر، تفتكر دي كانت بتحبك يا آسر!!
حنين سمعتها وهي بتساوم أشرف يا ينفذلها طلباتها يا تفضحه، بتساومه على حسابك..
شعر آسر ان انفاسه تُسحب، واحس بالتشتت والضياع، فقال لأنس : -
- كفاية يا أنس، انا عايز افضل لوحدي..
أنس : -
- ماشي يا آسر انا قاعد برا لو احتجتني
آسر : -
- لا روح الشركة انا كويس..
أنس : -
- ماشي، سلام
ظل آسر تحت تأثير صدمته وخذلانه مدة من الزمن وهو يتذكر كل لحظاته مع سارة وكل مواقفها معه التي كانت تثبت له انها لم تحبه بل احبت دلاله لها ونقوده، احس اسر فجاءة انه كان مخطىء في اشياء كثيرة وقرر قرار مصيري نوى تنفيذه عندما يخرج من المستشفى!!!
* * *
يتبع ..
أنت تقرأ
تحت مُسمى العشق - علا فائق
Romance{إقتباس} كانت تجلس على الارض بإحدى زوايا الغرفة وتضم ساقيها الى صدرها وتحيط ساقيها بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها بحنو لتهون على نفسها ما حدث وما سيحدث وايضا كانت تدفن راسها بين ساقيها بخوف وهي تبكي وجسدها يرتجف من البكاء.. سمعت صوت المتاح وهو يفتح الب...