تحت مُسمى العشق - علا فائق

الفصل الخامس

تحت مسمى العشق
***

ودع آسر اهله الذين حاولوا بدورهم ان يلوموه بعدما غادر أهل ليان، ولكن هو اغلق الحديث فقرروا ان يغادورا ايضا بعدما تضايقوا منه..
صعدت ليان على غرفتها سريعا وهي تخفي شيء ما في فستانها وكان آسر يغلق الباب ودلف للداخل ولمح طيفها تصعد للاعلى فصعد خلفهة بسرعة..
دخلت ليان وقفلت الغرفة عليها بخوف وشعرت بخطواته قد اقتربت..
فتح آسر الباب ونظر لها بصدمة وعاد خطوة للخلف بذهول..
نظر آسر الى السكين الذي تحمله في يدها وهو يعود للخلف خطوة وهي تقترب منه بشر..
آسر بغضب : -
- ايه اللي انتِ مسكاها دي يا مجنونة هتعوري نفسك..
قالا ليان بنبرة محطمة : -
- انتَ دمرتني
هتف آسر بخوف عليها وهو ينقل نظره بينها وبين السكين : -
- ليان ارجعي لعقلك وفوقي، هتودي نفسك في داهيه
قالت ليان بيأس : -
- انا في الداهيه اصلا، خلاص كله محصل بعضه..
صاح آسر بغضب : -
- ليان ارمي الزفته دي واهدي
قالت ليان بنبرة مختلة : -
- وان مرمتهاش هتعمل ايه، ولو قتلتك الوقتي هيحصل ايه
غمغم آسر بنبرة صادقة : -
- هتكسري اهلك وهيعيشوا بحزنهم عليكي طول عمرهم..
قالت ليان بحزن: -
- هما اتكسروا فعلا
شعر اسر بالذنب تجاهها وقال : -
- الوقت كفيل يدواي اللي حصل النهارده، بس لو قتلتيني هتدمريهم..
ليان بسخرية : -
- خايف على عمرك
تقدم خطوة ناحيتها عندما قالت تلك الكلمة وقال بلامبالاة : -
- بالعكس انا معنديش حاجة اخسرها..
بدأت ليان تتوتر من قربه للسكين وخطواته ناحيتها فبدأت تتراجع للخلف والسكين تهتز في يدها بسبب الخوف..
آسر بلا مبالاة : -
- يلا يا ليان لو انتي كمان معتش عندك حاجة تخسريها موتيني ونرتاح احنا الاتنين..
اقترب آسر منها اكثر فالقت السكين جانبا بخوف انها قد تخدشه وقالت بانفعال : -
- مقدرش مقدرش اموتك حتى لو عايزة، ابعد عني، مش عايزة اشوف وشك..اخرج برا!!
انخفض اسر بهدوء واخذ السكين من على الارض كي لا تؤذي نفسها عندما يغادر وخرج واقفل خلفه الباب..
وما ان اغلق الباب ما حتى انهارت وجلست على الارض وضمت قدميها وبكت بصوت عالي كان سهل جدًا ان يسمعه..
* * *
في صباح اليوم التالي..

نامت ليان مكانها من التعب بعد ساعات من البكاء، دخلت الشمس الى الغرفة عبر النافذة المفتوحة منذ ليلة امس، رمشت بعينيها عدة مرة وفتحت عينيها وبدأت تتذكر كل ما حدث امس.
نهضت من مكانها بانهاك شديد ودخلت المرحاض حتى تغسل وجهها ونظرت الى نفسها في المرأة..
شحوب وشها، الحُزن الطاغي على ملامحها الجميلة، لمعة عينيها التي انطفئت، ابتسامتها الباهتة..
ثم رفعت رأسها بشموخ وقالت الى نفسها في المرأة : -
- فوقي يا ليان لازم ميأثرش عليكي ولا اي حاجة تأثر عليكي..
انا هندمك على اللحظة اللي فكرت فيها تدخلني حياتك يا آسر..
* * *
(في بيت اشرف الموجي)

خرجت سارة لتوقظ اشرف الذي ظل جالس في الصالون طول الليل وعندما ذهبت اليه نهرها وقام بتهديدها انها اذ لم تبتعد فسوف يحرق روحها اكثر..
ظلت سارة تبكي طول الليل وهي تشعر بالاهانة بسبب معاملة اشرف لها وفي داخلها ندم شديد انها تركت آسر الذي كان يتمنى رضاها.
فتح اشرف عينيه وتألم بسبب الصداع الذي اصاب راسه وعندما رأها عاد غضبه مرة اخرى وتذكر ما حدث وكأنها السبب وتركها دون ان ينطق بنصف كلمة..
* * *