حِين تنهمر الكلمات فأني كلي أشعل فتيل روحي وأحمل دلاء وخرقًا وأجمعها لأصنع بِها فراتًا تتندى بِه حمم جَوفي الهائجة،
وهكذا تروني أكتب تارة على الدوام كَما سَلف
وتارة يجف منهلي وَيذوب الفتيل في يدي،
يحرقني فأصبر عَلى ذاك الحَريق، وأبكِي حد الشجن، أشعر بشيء عميق،
شيء أنقطعت عنه وانقطع مِني، أزعمُ اني نسيت وأُحايل بأني لا أستفهمة، ولكني حِين أعود وحدي ويخيم الظلام ،
أراهُ ينظُرنِي متأملًا متوشحًا بالصمت في إحدى الزَوايا فأغزل ذِكرى تلو أُخرى واضيء بدم أصبعي مَخدعي،
وأتلو عَليه ضياعي وَاستمرار خفوتي وانصياعِي لمآسي حياتي،
أفترش له بساطًا مِن نسيجٍ كسير،
وأمرر عَليه بَعض أحلامِي فَيُعيدها شاحبة،
ويقوم دوني ذاهبًا كما المُعتاد،
راحلاً دون هَمهمة وداع،
لم يُخبئ بَين الأركان قُبلة شاردة أو ضمة خَاوية،
لعلّهُ عند الفِناء تَرك على طَريقهِ هَامش حب
فَلا اجد شيئًا غَير الغِياب، بِغير إرادةٍ منِي تَمنّيتُ بأنّ يجيء إليّ،
يُسدِلُ حَولي الوُرود كَأنّهُ يحملُ كل الوُجود،
وَيرفعُ بِجذعي ويُمسك بيدي وَيُراقصني حَول البِساط،
وينبش بابتِسامته رُفوف أكدارِي
وَيُخرج لي مسرّاتي وَأطراف رياحِيني،
يضمُّ رُوحِي معيدًا الي بعض الرَحِيق وَيُطفئ مَا بِجوفي من حَريق،
لو انه فعل لواريتُ كُل الصخب وكُل أنواع التَعب،
لأُزهِرت أرضِي بعد طُول الجَدب،
تُراه أدرَك أني عِبارة بِدونهِ عابِرة،
وأني درب طويل و بلا حُضوره أصيرُ تيهًا باليًا !
تُراه تمنى أن يمضِي إلي رغم انقِطاعي؟