إلى رفاق الأيام ورقتها،
الذين إن ضاقت بنا الأرض كانت قلوبهم أرحب وأطيب باحتوائهم إيانا، إلى مخمومي القلب، وأصفياء الروح، الذين إذا رأوا سرورنا كأن الدنيا في عينيهم باسمة مسرورة،
وإذا رأيناهم أحسسنا بخفة الحياة وجمال الدنيا، أولئك الذين يقدرون العِشرة ويوفون بها، ولا يبخلون علينا بشيء قط، إلى رفاقي الحقيقيون، أنا أحبكم
الأحباء الأصفياء الأخلاء، الذين تملكوا منا القلب والروح
الذين نشعر بالحياة كلها بقربهم، والذين يمثلون مشاعر السرور والسلام والجمال في هذا العالم
الذين نراهم طيوفًا من الحب الجارف
ابتساماتنا العذبة، وضحكاتنا الشجية سويًا
الذين يهونون علينا مرارات الحياة، وقساوتها
آه كم نحن سعداء في قربهم
الذين هم في سعيٍ دائم من أجل أن يسعدونا، ويِفرحو أرواحنا المتعبة والمثقلة
الذين عندما نراهم نشعر بأنهم أزاحوا عن كاهلنا "كل شيء "متعب ومؤلم
أتصور بأن المقصود من الفرح، الحب، الحنان، الجمال، اللطافة، هو هم
بل حتى أكاد أجزم بأنهم هم تلك المشاعر ذاتها حينما يذكر الناس الحب، كأنهم يشيرون إليهم !
يا ترى، كيف ستكون الحياة من دونهم ؟
كيف ستصبح أيامنا الذهبية ؟
أو حتى كيف كنا سنصبح بدون أن نعرفهم؟
إنهم بلسم الحياة بلا شك، وهم جمال هذا الكوكب، وهم الحرف العذب، وضوء هذا القمر المبهج، بل هم البهجة كلها!
هم السعادة، السرور، الحب، المحبة
هم وهم وهم، ومهما وصفناهم، فبحار الكلمات لا تنفذ ..
لأن الوصف لا ينتهي ما دام يصفهم، حتى أن اللغة على كثرة ألفاظها ومفرداتها وحروفها، لن تكفيهم، ولن تستوعبهم أية لغة في العالم بأسره
لأنهم أسمى من ذلك بكثير جدًا ، آه يا لسعادتنا بهم
"هذه أسطر الحب أنقشها لكم أنتم يا زينة أيامنا، إن ذُكرت كل المشاعر الرائعة، كنتم أنتم المقصد والمعنى"