أجلس على ركبتيّ
أتأمل هذا الفراغ اللامع في الأنحاء
الظلمة المشتقة من الحزن
الألم المنسوج على الجدران ، مثل بيت العنكبوت
ظلي الذي لايعرف كيف يكون ظلًا
يهرب في المساء ويعود
يعود في وضح نهارٍ بائس
أكون أنا فيه
الإنسان الذي عرف بحق
كيف إستطاعت افكارة أن تأكله
كيف تمردت عليه آلامه ؟
فأضحت في صدره حريقًا
وفي جسدة تعبًا ، وفي عمقه أمنية
أمنية فناءٍ لايعود منه
كشبّح أو شيطان ، أو حتى
مجرد إنسان
هربت منه إنسانيته
فصار خواءً يجوب في أنحاء بيته
بارد ، مظلم
ودفء أهل الأرض جميعهم ، لايشكل لسعة حريقٍ واحده في صدره
ضائع داخل ديمومتي
وأتمنى لو أني أستطيع أن اتوارى
خلف الأشجار المنسية
كورقة خريفٍ سقطت سهوًا ، من يد جذعٍ يرتعش
هكذا..أتخيلني ذاهبًا
ماوراء الأبدية وفي يدي
حلمي الضعيف وذكرياتي المنسية ومشاق حياتي ومواجعي
أحمل في صدري حنينًا إلى ماقد مضى تاركًا خلفهُ أزرق
الذي لا يعرف النسيان
أزرق الممزق مثل مكاتيب الحب بعد الفُراق
تسحبني الرياح وتجلسني على الأرض
أرضي الباردة الصلبة
تُمسك بي كي لا تتعالى كلماتي المكتومة
فأغيب في العدم
-أزرق