دخلت غرفة كريستوفر لتتجاهل حقيقة أنه يمسك جرح معدته وقالت:
"لا تفكر بكلامي السابق وفكر فيما سأقول! ابنك قبل أن يفكر بأي شيء يخصه، يفكر بك أنت، طلب مني التوقف عن ازعاجك حول الموضوع لأنه سمع رجالك يقولون أنك لست على طبيعتك ليس فقط بسبب اصابتك، الأمر كله منوط بك. لو كنت ستبقى على عنادك ولم ترد الذهاب، سأذهب أنا"
اختفى دارون خلفها بقلق من ردة فعل والده، لكن كريستوفر حافظ على هدوءه بضع لحظات ثم حوّل نظره لابنه متنهدًا وقال:
"ماذا تريد أنت؟!"
رفع دارون رأسه للأعلى ليواجه وجه كريستوفر بنظره ثم قال:
"لو لم يضر هذا بك أو بصحتك، هلّا أتيت للمدرسة؟!"
بتر حديثهم دخول فيكتور وفي يده هاتف يرن:
"كريستوفر، انه اتصال من المدرسة"
تنهد الآخر بثقل ثم أخذ الهاتف، شعر فيكتور أن حديثًا خاصًا سيدور لذا خرج، ليجيب كريستوفر:
"مرحبًا؟!"
ليجيب الطرف الآخر وقد كان عائدًا لفتاة:
"مرحبًا سيد كابوني، تحدثك معلمة دارون من المدرسة، أردت التأكيد على الأهل بقدومهم للاجتماع الأسبوع القادم، أرجو أن يكون لديك الوقت لتشرفنا بحضورك"
فرك كريستوفر مؤخرة رأسه ثم قال:
"لست متأكدًا من هذا، غالبًا لن آتي .. "
تبدّلت نبرة صوت المعلمة وانخفضت بينما تقول:
"هذا مؤسف، أرجو أن تحاول ذلك، سيسرّنا وجودك"
تشكرها ثم أنهى الاتصال. نظر للاثنين الواقفين ومدّ الهاتف للكبرى بينما يقول:
"لا تزعجوني طوال الأسبوع وإلا فلن أذهب، أخبري إلياس أن يؤجل أمر المهام ويرتبها لوقت لاحق، أخرجا ودعاني أخلد للنوم"
خرج الاثنين بالفعل دون قول كلمة واحدة غير مستوعبَين ما قاله الآخر:
"هل يعني هذا أنه وافق؟!"
كان هذا دارون الذي نظر للأخرى بحماس لتقرصه من وجنته وتقول:
"هذا صحيح، جيد أنه اقتنع"
انحنى لها الأصغر ثم قال:
"شكرًا لك آنسة نوريس"
رفعت له رأسه ثم قالت بينما تجره:
"أخبرني بصراحة، هل تواجه أية مشاكل في تعاملك مع زملائك؟!"
أخفض الآخر رأسه للأسفل مجيبًا:
"ليس الجميع، لكني أسمع أحاديثهم الملفقة في بعض الأحيان"
قرّبته منها ثم قالت:
"لا تدع كلامهم يحبطك، ثق بأنك ستكون شخصًا مهمًا يومًا ما، وسيأتون لطلب مساعدتك بالتأكيد. بالمناسبة، ماذا تنوي أن تكون مستقبلًا؟!"
رفع رأسه ناحيتها وقال:
"أفكر في دراسة الطب، هذا لأجل حماية والدي، دائمًا ما يخاطر بحياته لأجلي محاولًا حمايتي، لذا أريد رد هذا له على الأقل"
اتسعت ابتسامته مع نهاية حديثه لتجيب نوريس بابتسامة هي الأخرى:
"هذا مدهش! أظنك أحسنت الأختيار، لكن، لا يزال عليك الاجتهاد لتحقق هذا"
أومأ بشدة متحمسًا ثم توقف وقال:
"في نفس الوقت، أريد أن أكون شخصًا قويًا، لا أريد رؤية والدي مجددًا بذلك الوهن. على الجميع أن يخاف بمجرد تذكر اسمه، أما أن يذل لأنه بشر ويضعف أيضًا، سأكون قوته قبل حدوث هذا"
لم تفهم نوريس مغزى حديثه فسألت مستفسرة:
"ما الذي تقصده بكلامك؟! عن أي ضعف تتحدث؟! والدك ذو قوة ذهنية مدهشة، حتى لو أصيب يمكنه التركيز، حين اختطفت وإلياس، لم يشتت هذا تركيزه واستمر بالبحث بذات القوة والثبات، لا تفكر به على أنه قد يُغدر أو يفقد مكانته، أظنه ليس بتفكير لائق نحو شخص مثله"
نفى الأصغر يمنة ويسرى ثم قال:
"لم تفهمي مقصدي! على كلٍّ، هل ستأتين معنا؟!"
أمالت رأسها قليلًا بينما تفكر:
"طالما والدك سيذهب، لا أظن أنني سأفعل، ما حاجتي هناك؟!"
أومأ الأصغر متفهمًا ولم ينبس ببنت شفة.
صوت ركض أتاهم من آخر الممر ليلتفت له الاثنين فلم تكن سوى روبينا يتبعها آندرو وفيكتور اللذان تسألهما:
"أين كريستوفر؟!"
فأجابتها نوريس:
"في غرفته، أخبرنا ألا نزعجه"
رصّت روبينا على أسنانها ثم قالت:
"لكن، لا يزال علي اخباره!"
استوقفها آندرو الذي يقول:
"ما الذي حصلتي عليه وتنوين إخباره إياه لهذا الحد؟!"
أخفضت الأخرى رأسها للأسفل وقالت:
"الياكوزا، يملكون معلومات مفصّلة حول الجماعة الذين اختفوا بعد قتلهم رين"
ارتجف جسد دارون بعنف ليحتضن نوريس بقوة فالتفتت له وقالت بتوتر:
"ماذا حصل؟! أنت بخير؟!"
انحنت لمستوى الآخر واحتضنته ليتشبث بها، رفعت رأسها لترى صدمة الاثنين الآخرين ليسأل آندرو:
"معلومات مفصلة؟! حتى إلياس لم يتمكن من الوصول اليهم، كيف حصلوا عليها؟! ثم أوليسوا هم من قتلوها؟!"
لتجيبه الأخرى بسرعة:
"لم أعد واثقة من هذا، وقد سمعت كالفن يقول أنه حصل عليها مؤخرًا وقد بيعت له بسعر ليس بقليل"
ليسألها فيكتور بسرعة:
"الأهم، هل حصلتِ على أيٍ منها؟!"
نفت الأخرى برأسها ثم قالت:
"كدت أكشف لذا هربت قبل أن يمسكوا بي"
أتاهم إلياس المنزعج بينما يقول:
"لم تركضون بهذا الشكل المخيف في كل مكان؟! وما خطب تعابيركم هذه؟!"
أخبرته روبينا بكل ما لديها ليقف مصدومًا بينما يقول:
"هذا غير منطقي! لم أثاروا الضجة حول الموضوع الآن وفي وقت تواجدك هناك تحديدًا؟! هذه طريقتهم في اللعب إذًا. سيبدأون بالضغط عليه بالعواطف حتى يستولوا على كل ما يملك، كالفن أيها الوغد"
ليقول فيكتور مستفسرًا:
"تقصد أن هنالك احتمال كبير أن هذه المعلومات كاذبة ولا صحة لها؟!"
أومأ إلياس بينما يقول:
"أشم رائحة فخ ما"
وقفت نوريس بينما تحمل الصغير ثم قالت:
"سأعيده لغرفته"
أومأوا لها لتغادر.
غفى الصغير بعد بعض الوقت لتتساءل في قرارة نفسها:
"ترى من هي هذه رين؟! لم تبدّلت ملامح الجميع حين سماع اسمها؟! ماذا كان يقصد إلياس بقوله أنه فخ وكيف اكتشف الأمر؟!"
وقفت من مكانها تنوي الخروج لتسمع صوت أحدهم ينادي:
"كريستوفر أنتظر! لست في وضع يسمح لك بالتحرك حتى بمجموعة! توقف الآن ولا تتهور!"
خرجت متساءلة عمّا يجري ليمر الآخر من أمامها دون رؤيتها فاستوقفت آندرو:
"ماذا جرى؟!"
تنهد الآخر بينما يقول:
"سأخبرك كل شيء لكن ساعديني على إيقافه، إلياس وفيكتور ينتظراننا في الأسفل، كريستوفر توقف هذا لن يجدي الآن!"
مناديًا الآخر، سارت الأخرى معه بالفعل ليقول:
"سمعنا ونحن نتحدث حول الموضوع وسألنا عن التفاصيل، اضطررنا لإخباره وها هو ذاهب ليأخذ كل المعلومات من الياكوزا!"
شهقت الأخرى بقوة وقالت:
"ماذا؟! ألم يثق بكلمات إلياس؟!"
نفى آندرو برأسه بينما يقول:
"لم يعطه الفرصة للتحدث حتى! غادر للبحث عن أسلحته وها هو ينوي الذهاب. توقف بحق الاله، أتريد لعب القط والفأر الآن؟!"
لم يعره الآخر اهتمامًا ليخرجوا من الباب الرئيسي فركضت نوريس ناحية الأقوى ممسكة يده ليفلتها بقوة فقالت:
"توقف الآن، أعطهم فرصة للشرح، قد يكون هذا فخًا. ثم ألم تعد دارون بالذهاب معه الأسبوع القادم؟! هل ستذهب لمهمة خطيرة كهذه معرضًا حياتك للخطر متناسيًا واجبك كأب؟!"
التفت الآخر لها بسرعة ممسكًا إياها من ياقة قميصها وقال:
"لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ. أنتِ هنا لرد دينك، لذا توقفي عن التدخل في شؤوني، هذه مرتي الأخيرة في التحذير، أطلت بالي عليك أكثر من اللازم، لذا أغلقي فاهك الكريه ودعيني وشأني وابتعدي عن دارون ولا تؤثري على أفكاره مستغلة مشاعره أكثر من هذا"
صرخ في نهاية حديثه لتبعد الأخرى يده ببرود وتقول:
"أردت مساعدتك حقًا، لا نوايا خفية لدي، أحببت دارون وقررت الوقوف معه طالما أنا هنا، لكن يبدو أنه غير مرحب بي وأنك تفعل كل هذا فقط لإرضاء والدي الذي باعني لك دون التفكير بي حتى! خطط لمهمة أكسب منها ما يساوي الدين ولأخلصك مني"
ثم رحلت من هناك ليقترب إلياس من الآخر الفاقد لصوابه بينما يقول:
"هذا فخ واضح، لا أصدق أنك سمحت لمشاعرك بالسيطرة عليك مجددًا. جميع الدلائل التي معنا تنص على أن الياكوزا هي الفاعلة، ولو كانت كاذبة، إن كنت أنا لم أتمكن من الحصول على أية معلومات، فمستحيل عليهم أن يسبقوني إليها، ضع هذا في بالك ولا تشكك مرة أخرى بقدراتي وإلا فإني لن أساعد في هذا مجددًا ويمكنك الذهاب إليهم وأكل الطعم"
ثم غادر المكان ليضرب كريستوفر سلاحه بالأرض بينما يقول بسخط:
"هل اتفقتم جميعكم على هذا؟!"
موجهًا نظرة متوعدة بالقتل لفيكتور الذي قال:
"مستحيل علينا خداعك! لا تفكر بكلامهما كثيرًا، سيهدآن."
لكن الآخر ركب سيارته وغادر.
تنهد فيكتور بثقل ليقول آندرو مصفقًا بسخرية:
"كان هذا عرضًا رائعًا لا يمكن تصديقه، شكرًا لكم جميعًا على جهودكم"
لتقول روبينا موبخة له:
"لا تتفوه بالحماقات! علينا إيجاد حل سريع لهذا"
ليتابع الآخر كلامه الساخر:
"اجل صحيح، لنسد دين الآنسة وندعها تغادر، ثم نتخلى عن مساعدات إلياس ونقتل كريستوفر، بهذا سيحل السلام على أرضنا. ماذا تريدينني أن أفعل بحق؟!"
صرخ في نهاية حديثه لتقول روبينا:
"توقف عن هذا الآن، لا وقت لسخريتك! سنتحدث أولًا لنوريس وإلياس، بعدها سنتفق على ما سنفعله مع كريستوفر."
تنهد فيكتور بعمق ليقول آندرو:
"ما رأيك بهذا؟!"
نظر فيكتور له بملل وقال:
"لا تحشروا أنفي في هذا!، لا علاقة لي وافعلوا ما شئتم"
فقالت روبينا بينما تلحق بنوريس:
"اجتمعوا في القاعة، سأحضرهما وآتي لنرى ما سنفعل"
أسرعت خلفها لتجدها تنوي دخول غرفتها فنادتها بينما تقول:
"انتظري نوريس، هلّا أتيتِ لقاعة الاجتماعات؟ هناك ما سنقرر بشأنه"
التفتت لها نوريس وقال بابتسامة مصطنعة:
"أنا لستُ منكم على أية حال"
أمسكت روبينا يدها وجرّتها خلفها بينما تقول:
"أنت منا، على الأقل ليتما تسددي دينك."
أفلتت الأخرى يدها وأجابت بعد أن وقفت مكانها:
"مهمتي النهائية قادمة قريبًا، سأغادر بسرعة على ما يبدو، لا تتعلقوا بوجودي هكذا واعتبروني نكرة"
لم تسمع روبينا المزيد بل جرّتها مجددًا وتابعت:
"أنتِ معنا حتى قدوم موعد مهمتك الأخيرة لذا توقفي عن هذه الدراما، ثم إنني لا أظن أن كريستوفر أخطأ قوله، توقفي عن التصرف كالأطفال، يبدو أنك أنت من بدأت تتعلقين بنا وليس العكس"
ثم التفتت بابتسامة ناحيتها فلم تجبها نوريس بل سارت معها بهدوء.
طرقت باب غرفة إلياس ليسمح لها بالدخول لتقول:
"تعال معنا، سنقيم اجتماعًا قبل عودة كريستوفر"
تنهد إلياس بينما يقول:
"أقيموه بدوني، أخبروني النتائج فيما بعد"
ابتسمت روبينا باتساع وقالت:
"إذًا فأنت لا تزال مصرًا على مساعدته رغم كل شيء؟ توقفا عن تصرفات الأطفال هذه وتعاليا معي"
لم يقوى الآخر على اجابتها فهو بالفعل ينوي حمايته ومساندته حتى النهاية، يحاول فهمه لكن تفكير كريستوفر مفاجئ للجميع دائمًا ومشاعره لم تستقر بعد. تنهد إلياس بثقل ليسير أمام الاثنتين حتى وصلوا قاعة الاجتماعات ليقول آندرو:
"أرأيت؟ مهما جادلا لا يمكنهما تحديها وستعجزهما عن المراوغة"
رمت روبينا كرسي بكبره على الآخر لينخفض أسفل الطاولة متجنبًا إياه، ثم وقف بينما يلتقط أنفاسه بصعوبة ويقول:
"كنتِ ستقتلينني يا فتاة"
لم تهتم الأخرى بل جلست مكانها وقالت:
"لن اخطئ المرة القادمة!"
ليفعل البقية المثل. تنهد فيكتور بثقل وقال:
"ماذا لديكم من أفكار لتصحيح الوضع وتجنب الفخ؟!"
لتقول روبينا:
"ما زلت غير مصدقة لحقيقة أن كريستوفر كاد يقع في فخهم، ألم يفكر أنه لم قد يكشفون الأمر الآن فقط؟ أوليس لأن نقطة ضعفه معه؟!"
ليسألها آندرو مستفسرًا:
"تقصدين بنقطة الضعف هذه دارون صحيح؟!"
أومأت ليقول فيكتور:
"ربما لا يزال عالقًا في الماضي، لكن لا بد له من تجنب أخطاء فادحة كهذه، إلياس، هلّا حاولت اختراق جهاز الياكوزا الأمني مرة أخرى؟!"
نظر إلياس له بملل وقال:
"ثم يأتون للقبض علي، انسى الأمر، لن أكرره دون أمر كريستوفر وضمان سلامتي"
ليجيبه فيكتور بانزعاج:
"ما هذا؟ ألا تثق بنا ونحن حولك؟!"
انفجر الأخر ضاحكًا ثم قال:
"أتذكر ما جرى آخر مرة؟ ولم تكن الياكوزا بل محض قمامة لا تساوي شيئًا أمام الكوبرا! تذكر أنني لست بمقاتل ولا تنساه أرجوك!"
حسنًا هو صادق في قوله هذا، لكنه قاسٍ بعض الشيء. لم يتفوه فيكتور بأي حرف ليقول آندرو:
"هل لديكِ أية أفكار آنسة نوريس؟!"
نظر نوريس له ثم سألت:
"ما علاقة كريستوفر بكالفن؟ لم هذا الكره بينهما؟ ما هي نقاط ضعف كل واحد منهما وما مقدار معرفة كل واحد بالآخر؟!"
فكر آندرو قليلًا ثم قال:
"لست أعلم علاقتهما بالضبط، على الأقل من الظاهر أنهما يكرهان بعضهما لكنهما يعلمان أنهما بحاجة لقوى بعضيهما البعض، لذا يحاول كل منهما السيطرة على الآخر وهذا سبب من أسباب مواجهتهما المستمرة، وأظن أن ما يعلمه كريستوفر عن كالفن أكثر بكثير مما نتصور، لم يكشف لنا شيئًا، لكنه دائمًا ما يضع خطوات كالفن بالحسبان، لذا لا أعلم ما أقول بالضبط حولهما!"
لتقول روبينا بهدوء:
"علاقتهما معقدة، ربما كالزيت والماء، رغم ذلك يحاولان امتلاك بعضهما لتحقيق القوى العظمى، يقشعر بدني كلما أتخيل ما قد يحصل لو انسجما"
تنهدت نوريس بثقل ثم قالت:
"لو كان كريستوفر يعرف كالفن جيدًا وما قد يفكر به، لم يركض خلف فخه هكذا؟!"
نظر الأربعة نحو بعضهم البعض ليتنهد فيكتور ويقول:
"حسنًا، لا يمكننا اخفاء هذا للأبد على أية حال"
قطبت نوريس حاجبيها ليسألها فيكتور:
"رين التي تحدثنا عن سابقًا، هي والدة دارون، مما سمعت، أن كريستوفر كان شخصًا مختلفًا معها، لكن بعد ولادة دارون بعامين، وجدها مقتولة في غرفتها مع دليل يكاد لا يذكر على هوية القاتل رغم أننا نشك بأن كالفن الفاعل. ما تحدثت عنه روبينا عن الياكوزا، كان أن لديهم ديلًا قاطعًا عن هوية قاتلها، لكننا لا نظن أن هذا صحيح ولا بدّ من أنه فخ، الأمر الذي يحيرني حقًا، هو لم يستغل كالفن موت رين الآن فقط؟! ولم يحاول تزييف الدلائل - كما نعتقد - وتبرئة نفسه؟! ما هدفه؟!"
لتجيب نوريس بسرعة:
"ماذا لو أن هذا لم يكن فخًا حقًا؟ أعني، ربما هم ليسوا الجناة وقد وجدوا شيئًا فعلًا، وها هم يخططون لاستغلاله ضد كريستوفر"
فقال إلياس موضحًا:
"وإن كان كذلك، لا بد لنا من وضع خطة لكشف الحقيقة، لا يجدر به التسرع هكذا والركض خلفهم دون تفكير .. "
تنهدت نوريس ليقول آندرو:
"أنت توقفت من مدة عن البحث حول الأمر صحيح؟!"
أومأ إلياس مؤيدًا لكلامه ليتابع:
"عد للبحث مجددًا وتجاهل أمر مهمته الكبرى حاليًا، علينا حل هذه القضية قبل أن نخسر كل شيء، لا يمكننا التراجع الآن!"
تنهد إلياس بثقل ثم قال:
"لكني لا أريد"
تفاجأ أربعتهم من كلامه ليسأله فيكتور:
"ما هذا الآن؟ لم ترفض؟!"
نظر له الآخر بملل وأجاب:
"هذا لأنه ليس الوقت المناسب لكشف الحقائق، أظن أن علينا إبعاد الطفل من هنا أولًا، فمعركة دامية ستقام بعد ذلك ولن نتمكن من حمايته لو خرج الأمر عن سيطرتنا"
لتقاطعه نوريس بكلامها:
" لكن دارون أخبرني سابقًا أنه لا ينوي العودة للخارج، حتى أنه طلب من كريستوفر تسجيله في المدرسة حتى لا يتمكن الآخر من نقله كثيرًا هنا وهناك"
تنهد آندرو بثقل ثم قال:
"إذًا؟! على أية حال لا أظن أنه من الصائب إبقاء الفتى بعيدًا عن والده، وفوق هذا هو يتيم الأم، هو مجرد طفل في النهاية وبالطبع يفتقد حنان والديه"
انتهزت روبينا الفرصة لاغاضته وقالت:
"أووه العميل آندرو لديه بعض المشاعر"
حاول الآخر صفقها بملف تموضع أمامه لتمسكه الأخرى بسهولة وتقول:
"ما هذا على أية حال؟!"
ليجيبها إلياس:
"خطة العمل من الآن فصاعدًا حتى نكشف الحقيقة، لن نورّط كريستوفر أو الطفل في هذا"
لتستفسر نوريس عن الأمر قائلة:
"الأمر برمته يدور حولهما، فكيف تنوي ابعادهما بالضبط؟!"
ليجيبها الآخر بينما ينظر مباشرة في عينيها بهدوء:
"الفتى إما سنعيده للخارج مع عدد أكبر من الرجال، أو سنخفيه مع خدعة ما تثبت عدم وجوده هنا. أما كريستوفر، سيكون مجرد عائق أمامنا بسبب عدم انتظام مشاعره ولا فهمه لما يريد حقًا حول الأمر، لذا سنتحرك بدونه، علينا إقناعه بأنه ليس الوقت المناسب وننسيه الأمر لفترة حتى ننجز مهامنا ونحصل على النتائج الأكيدة فنعرضها عليه"
انفجر آندرو ضاحكًا وقال:
"وهل سيسرّ وينحني لك شاكرًا على فعلتك؟! هذا كريستوفر، تعلم أنه يريد الانتقام بشتى الطرق."
تنهد إلياس بملل وقال:
"لا أقول أنني سأنتقم له، نحن سنعطيه كل ما يحتاج حتى يفعلها بنفسه، لن يرتاح إلا لو فعلها بهذه الطريقة على أية حال"
لتسأل نوريس مستفسرة:
"وكيف تخطط لنفعل هذا بالضبط؟! لجمع المعلومات يعني الخروج دون علمه ومحاولة عدم جعله يفتقد وجودنا وفوق هذا لا يجب عليه البحث في الأجهزة حتى لا يجد الدلائل على فعلتنا صحيح؟!"
فكر إلياس لبعض الوقت ثم قال:
"سنعدل على مواعيد تنفيذ خططنا، سنجعلها تنفذ في ساعات الصباح والمساء، أما منتصف الليل سيكون كل منا إما في غرفته للبحث حول الأمر، أو خارجًا للسطو على بعض الأماكن والبحث فيها، علينا أن نكون حذرين، الأمر يمكن أن يفسد لمجرد خطأ صغير، والأهم أننا لن نقحم أحدًا في الأمر غيرنا نحن الخمسة، لذا اعتمادنا على أنفسنا سيكون كاملًا دون توقع قدوم دعم، فهل أنتم مستعدون على خوض هذا رغم كل المخاطر التي تحيط به؟!"
فكر آندرو قليلًا ثم قال:
"لكن ألا تظن أن تغيير مواعيد خطتنا هكذا فجأة سيثير شكوكه؟!"
أنت تقرأ
كوبرا | Copra
Actionوضع حاجزًا مهولًا بينه وبين معنى الحياة منذ زمن طويل، لا يهوى أو يسعى إلا للانتقام. فهل سيكون هناك من يكسر هذا الجدار؟ أم سيبقى حبيس الماضي والذكريات؟