الفصل السادس والعشرين

42 5 2
                                    

كان دارون يلهو هنا وهناك حتى لم يبقَ أحد عداه ووالده. أشار له الأكبر بالإقتراب فسأل:
"هل نوريس بخير؟ بدت على غير طبيعتها"
فأجابه كريستوفر بينما يغمض عينيه بعد أن أدرك أمرًا:
"ااه صحيح، أنت لم تعلم بعد. بصراحة، هي فقدت والدها"
تبدّلت تعابير دارون من الإستغراب للخوف وسأل:
"وماذا ستفعل الآن؟!"
تنهد الأكبر بثقل وقال:
"لا أعلم، تصرفت بتهور وانتقمت دون تفكير، لكن جزاء فعلتها كان ما يجري الآن، لا أظنها مدركة لما يحدث على أية حال"
أمال دارون رأسه قليلًأ وسأل:
"ماذا عنك؟! ألديك خطة؟!"
نفى الأكبر برأسه وقال:
"ليس بعد، كل ما أفعله هو لتدارك الأمر فقط"
أتته لحظة إدراك متأخرة وسأل:
"أتفهم علي ما أقول حقًا؟!"
نظر له دارون بملل وقال:
"لست طفلًا حتى لا أفهم"
ضحك الأكبر بهدوء وقال:
"إذًا، أين وصلت تدريباتك؟!"
فقال بملل:
"آندرو يرفض تعليمي استخدام الأسلحة، لكني أتقنت فنون الدفاع عن النفس والقتال قريب المدى تقريبًا"
"أتريد أن أعلمك؟!"
لمعت عينا الصغير بشدة وسأل:
"ستفعل؟!"
أومأ كريستوفر فسبقه دارون للخارج راكضًا يصرخ بفرح.
انضم له كريستوفر بعد بعض الوقت يحمل سلاحًا فارغًا وقال:
"بدايةً، عليك أن تتقن حمله وكيفية اخراجه بسرعة للمواقف الحرجة قبل أن تتقن إطلاق النار"
أومأ الصغير مؤيدًا فتابع الأكبر:
"دائمًا ضعه في مكان قريب من متناول يدك، وإن أردت اخفاءه، فحاول أن تجعله سهل الوصول حتى لا تضيع الوقت، كل ثانية خلال المواجهة مهمة، فإما ستفوز أو تفقد حياتك"
أومأ الصغير متفهمًا ليتابع الأكبر:
"أولًا، خذ هذا"
رمى له جيب للمسدس وتابع:
"تعلم كيف تربطه على كل أنواع ثيابك، حاول تقليدي"
مخرجًا جيب سلاحه من مكانه ثم أعاده مجددًا ليقلده الصغير.
"أحسنت، أدخل هذا فيه"
رمى له السلاح الفارغ فوضعه بداخله بسرعة ثم أخرجه بسرعة فقال كريستوفر باعجاب:
"ممتاز، لنرى من الأسرع منا الآن .. "
وبسرعة أخرج الإثنان أسلحتهما من جيبهما ثم رفع كريستوفر سلاحه نحو الصغير وقال:
"ما رأيك؟! أفهمت لما أقول لك أن كل ثانية مهمة؟! ترددك في جزء من الثانية حول ما ستفعله لاحقًا كان ليودي بحياتك بسهولة"
أومأ دارون متفهمًا وقال:
"فهمت هذا، لذا دائمًا ما تحاولون الحفاظ على تركيزكم .. "
أومأ الأكبر مؤيدًا كلامه ثم قال:
"سأبدأ تعليمك على هذا المسدس حتى وصول طلبيتنا للأسلحة، سيبدأ آندرو هذا معك ليعلمك على كل أنواع الأسلحة وكيفية استخدامها"
صفق الصغير بحماس وقال:
"أخيرًا"
حضرت نوريس لهما وسألت:
"ما الذي يجري هنا؟! لم تحمل هذا؟!"
ركضت لدارون بقلق فقال كريستوفر:
"أظنه الوقت المناسب لتعلمه"
"لكنه طفل .. "
"ما المشكلة؟ أليس هذا أفضل؟! سيكفيه نفسه للدفاع عنها دون انتظار المساعدة كل مرة"
"نحن لن نقصر بهذا…"
"صحيح، ثقي بي، أتريدين رؤية مهاراته للآن؟!"
فكرت قليلًا ثم قالت:
"أظنني سأبدأ بفحص ما علمك إياه آندرو للقتالات القريبة"
نظر لها كريستوفر بتعجب وقال ساخرًا:
"أنتِ ستتفحصين عمل آندرو؟! حقًا؟! أليس معلمك على أية حال؟!"
"هلا توقفت عن السخرية؟! أنا أتفحص تقدم دارون، لا أشكك بقدرات آندرو"
ضحك الأقوى على كلامها فبدأت قتالها مع الصغير باستعمال بعض قوتها لفحص استجابته لها، ثم أضافت عنصر السرعة وقد استجاب بشكل جيدٍ أيضًا فقالت بانبهار:
"ممتاز"
"طفل والده، ماذا تتوقعين؟!"
تنهدت بملل وقالت:
"لكن، أظن أن أسلوبه مختلف قليلًا عمّا علمني إياه آندرو"
فأجابها الأقوى موضحًا:
"أكيد، ما يعلمه لدارون من حركات، تتأقلم بشكل جيد مع ليونة جسده، وبالمثل يفعل معك. يحاول استخراج أفضل قدراتكما القتالية لتستغلاها، فلا تخلطي تدريبك مع دارون، هذا لا يصب بصالحكما"
عبس الاثنان ليقول دارون:
"كنت أريد التدرب معها"
"يمكنك ذلك، لكن لا تقلدا حركات بعضكما وليقاتل كل منكما بأسلوبه، سينفعكما هذا لو قابلتما أحدًا بأسلوب يختلف عمّا تتقنانه، ولتفعلا هذا مع فيكتور وروبينا أيضًا"
صفّق كلاهما كفيهما ببعض فتركهما كريستوفر وغادر مبتسمًا، أخيرًا ضحكت بجدية.
بعد أن أنهت تدريبها مع دارون، اتجهت لإلياس تسأله عن خطتهما وإلى أين وصلت بالضبط.
"إلياس، أنت هنا؟"
نادته فور دخولها باب مختبره فقال:
"أجل، سأوافيكِ في الحال"
أتاها بعد لحظات وقال:
"ما الأمر؟!"
"أتيت أسأل عن مدى جاهزية خطتنا، كم من الوقت سيستغرق انهاؤه؟!"
ابتسم لها باتساع وسألها:
"تريدين تفحصه؟!"
أومأت بحماس فأخذها لغرفة سرية ممنوع على أحد دخولها عداه، حتى كريستوفر حرّمها على نفسه تحت طلب الآخر واصراره.
"تادا"
حدّقت بدهشة بالذي تراه وقالت:
"هذا تقدم ملحوظ، سيتفاجأ الجميع به"
وضع يده على فمها وقال:
"إياكِ وإخبارهم بالوقت الراهن، وضع كريستوفر لا يسمح، سننتظر ليتما يحين الوقت المناسب لتنفيذ خطته"
أومأت متفهمة فقال:
"ليتني استطيع تجريبه دون أن يلاحظني أحد، أظننا سننتظر حتى يجهز ثم نخرجه من هنا خلسة، وبعدها سنجربه في منطقة معزولة، وإن نجح سنعيده فورًا ونعرضه عليهم، وإن لم يحدث، سنبقيه هناك ونقوم يتطويراتنا بعيدًا عن المقر"
"وكيف تنوي اخفاؤه عن الجميع؟ أعني سيتساءلون عن سبب اختفائنا من حين لآخر، فهذا بالطبع مثير للريبة"
أومأ وأجاب:
"تمامًا، هنا سنستعمل قدرات التجسس، سنخرج ليلًا دون أن يلاحظنا الحرس حتى، وعلى فترات متباعدة لألا نرهق أنفسنا ويشك بأمرنا الجميع. أمر اللمسات الأخيرة أسهل مما نقوم به الآن وقد لا يستغرق الكثير من الوقت، لذا لا فرق لو أخرناه قليلًا"
أومأت مجددًا متفهمة وقالت:
"فهمت، فقط أخبرني لو احتجت مساعدتي"
ابتسم لها وقال:
"فكرتك هذه وحدها كانت مساعدة ضخمة، أشكرك عليها"
فقالت بحرج:
"لا تقل هذا، هذا واجبي"
خرج الاثنان من هناك يتحدثان عن أمور عدة فالتقيا كريستوفر الذي سأل:
"ما الذي تفعلانه هنا؟! أليس من المفترض لكِ أخذ قسط من الراحة؟ لا يزال أمامنا الكثير لفعله هذه الفترة"
ضمّت نوريس يديها لصدرها وقالت بسخرية:
"ألا ينطبق هذا عليك أيضًا؟! حالتك تزداد سوءًا بسبب عبثك هنا وهناك"
"عبثي؟!"
"أجل عبثك"
"ألم تكن المرة الأخيرة بسببك وتهورك؟!"
تلاشت ابتسامتها منزلةُ رأسها وقالت:
"صحيح، وددت الإعتذار على هذا، حزني وغضبي أعمياني"
نظر لها بضع لحظات ثم قال بهدوء:
"لا عليك، المهم الآن ألّا نحمّل أنفسنا أكثر ممّ تستطيع"
فقال إلياس بحزم:
"وبما أنك قدوتنا، فلتفعلها أنت أولًا حتى نمتثل لك"
"لم تملي عليّ الأوامر كوالدي؟!"
"لأنك مهمل تجاه ذاتك. والآن تحرك أمامي لغرفتك"
"تقمصت الدور إذُا؟!"
ابتسم إلياس بهدوء فتركهما الآخر على مضض وغادر لغرفته.
"أدركت للتو أنني لا أعلم شيئًا عن والدَي كريستوفر"
كانت هذه نوريس. فكر إلياس قليلًا وقال:
"حتى أنا، يكفيني صدمة أن كالفن شقيقه الغير شرعي، لا أظنني سأحتمل أكثر من ذلك لذا لن أسأل"
ضحكت الأخرى على قوله وأجابت:
"علمت أن والده توفي جرّاء مرض بعد أن سلمه المافيا، لكني لم أعلم شيئًا بشأن والدته"
أومأ إلياس ثم قال متململًا:
"أنت تعرفينه، لو لم نسأل لن يجيب، وإن لم يرغب بالاجابة وتجاهلها، مستحيل أن نحصل على أية معلومات"
أومأت موافقة فتركها وغادر، لكن يبدو أن هذا سيأخذ حقه في جعلها لا تفكر بشيء سواه.
لم تر كريستوفر بالجوار طوال اليوم التالي أبدًا. لم تعر الأمر اهتمامًا في البداية، فهو غالبًا ما يفعلها.
فجأة، وردها اتصال منه، يخبرها أن يحضروا أنفسهم وبعض الرجال بسياراتهم بعد لعنه لآندرو وفيكتور ملايين المرات لأنهم لا يجيبون على هواتفهم، فهناك اجتماع طارئ.
أسرعت تنبئ البقية فارتبك آندرو وفيكتور، غضبه سيصب كاملًا عليهما الآن لمجرد أنهما تركا هاتفيهما على الوضع الصامت في خضم تدريبهما.
وصل كريستوفر فوجد كل شيء قد صار جاهزًا. ركب السيارة التي تستقلها نوريس بعد أن أدرك خدعة آندرو وفيكتور ليتجنبا غضبه في الوقت الراهن، حين ركبا صحبة روبينا وإلياس بذات العربة، لربما نوريس الوحيدة القادرة على تهدئته الآن.
أخبرها بشكل موجز عن هدفهم فأرسلته بسرعة للبقية.
ترجلوا بثقة أمام قصر واحد من المتاجرين بالأعضاء البشرية والعاملين على الجثث المسربة، فقال كريستوفر:
" كونوا حذرين في كل خطوة"
دخلوا يقودهم أحد رجاله حتى وصلوا قاعة اجتماعاته، فرحّب بهم أحر ترحيب، وبالطبع، لم يخلو نقاشه من التملق لكريستوفر وذكر عظمته حتى لا ينكر المشروع أو يلغيه من الأساس.
خلال نقاشهم، نادى الرجل على إحداهن طالبًا منها إحضار حاسوبه النقال ليعرض فكرته بعرض تقديمي مفصل، لكن تعابير وجهه انقلبت مئة وثمانون درجة فجأة. كان كريستوفر يراقب تحركاته وقد لاحظ صدمته هذه، التفت ناحية نوريس التي تجلس قبالته فكان يرتسم على وجهها ذات التعبير ليجوّل نظره للشخص الذي أتى وأخذ كل هذا الاهتمام.
كانت فتاة في بداية العشرينيات من العمر، لا يمكن تمييز ملامحها بسبب الكدمات التي تغطي جسدها بالكامل، حتى أن بشرتها كانت متشققة اثر جروح في بعض المناطق.
"مشروعك الذي طلبه هنا، سيدي"
صرخ صرخة ترجف لها الأبدان قائلًا:
"كيف تجرؤين على الظهور أمامنا بهذا المنظر؟!"
تنهدت بيأس وقالت:
"أنت من ناديتين في حالتي هذه، وغير هذا، لدي ما أقوله لرئيس الكوبرا، إن سمح لي طبعًا"
صرخ بها مجددًا بعد أن استفزته بقولها:
"لن يسمح لك أحد بهذا، أغربي عن وجهي فورًا وإلا.."
"مهلًا، من تظن نفسك لتقرّر بدلًا عني؟!"
قالها بعد أن نوى في ذاته ألّا يتدخل، لكن صدمتها وتصنّم أطراف القابعة مقابله بدّل له رأيه.
نظر له الجميع بدهشة من بينهم نوريس التي لم تستوعب ما قال بعد. نظر للفتاة وقال:
"تفضلي، ماذا لديكِ؟!"
تنهدت بثقل واضعة الجهاز من يدها وقالت بينما تنظر للأسفل:
"ماذا لو أخبرتك، هنا والآن أمام الجميع، أن هذا الشخص منافق ويحاول الإحتيال عليك؟! لقد عقد عقده مع الياكوزا آنفًا"
وقف كريستوفر من مكانه يحدق بها بصدمة فتابعت:
"أنا، أرافقه من زمن ليس ببعيد، لكنه شخص نرجسي خطير، كاذب، منافق، غدّار. بعد أن توفي والدي، أوهمني أنه سيكون سندي وسيحميني، لكنه قام باستغلالي بأبشع طريقة ممكنة. استغل نقاط ضعفي كلّها ضدي وأخذ مني ما يريد، دون مقابل. كلامه المعسول طوال الوقت، يناقض أفعاله، جسدي الدليل الأكبر على ما أقول. لا أهتم لما سيحدث لي لاحقًا، لكني أفعل هذا لأنني لا أريد لشخص آخر أن يخدع كما خدعت فأبقى صامتة على ما يفعل دون الرد"
لم يوفّر كريستوفر ثانية واحدة أخرى، وزيّن جبينه برصاصة، ثم وببساطة، أعاد سلاحه لجيبه.
وقف الجميع متسمرًا مكانه دون حراك أو استيعاب لم جرى، حتى سألت نوريس أخيرًا:
"ماذا فعلت؟! أنت لتوك أعلنت الحرب على الياكوزا مرة أخرى"
لم يظهر أي اهتمام لقولها وأجاب:
"الحرب مستمرة منذ زمن، وستبقى حتى أحصل على انتقامي، احضريها والحقوا بي"
هل جن جنونه؟
أمسكتها نوريس من يدها وجرتها خلفها راكضين جميعهم خلف زعيمهم.
وصلوا المقر فوجدوا روجين هناك بالفعل فسأل آندرو:
"روجين؟!"
فسألت كريستوفر مستفسرة:
"ماذا جرى؟! لم طلبت حضوري بهذا الشكل؟!"
أشار للفتاة جوار نوريس قائلًا:
"اهتمي بها"
"ماذا؟!"
"كما قلت. ستدربينها وسأختبرها لاحقًا لأرى ان كانت مؤهلة للانضمام لصفوفنا، هي مدينة للكوبرا الآن"
امتثلت روجين لأمره فورًا وأخذت الفتاة معها. لم يبقى أحد عدا كريستوفر وآندرو فسأل الأخير:
"هناك ما يحيرني .."
نظر كريستوفر له باهتمام فتابع بعد أن نظر مباشرة لعينيه:
"لم طلبت من روجين الاعتناء بها بينما في حالة نوريس أنت من فعلت؟!"
صفعه كريستوفر على مؤخرة رأسه ثم أجاب:
"لم أكن متعاقدًا مع روجين أو غيرها في ذلك الوقت أيها الأحمق لو تذكر. ثم أن دين والد نوريس كان لي أنا شخصيًا، بينما في حالة الأخرى، هي لا تدين لي شخصيًا، بل للكوبرا ككل، فنحن من خلصناها من بؤسها"
"أنت تدمر سمعتنا بقولك هذا، ثم أولست أنت من أنقذها؟ نحن لم نحرك ساكنًا أصلًا"
"هلا أطبقت فمك وأوقفت دماغك عن تحليلاتك التي بلا طعم؟! أشكرك"
مغادرًا المكان بهدوء.
بلغتهم أنباء عن إعلان الياكوزا للانتقام مما فعلته الكوبرا، فلم تقصّر الأخرى بشحذ قواها والخروج للمواجهة.
التقوا منتصف المدينة، تسمّر السكان بأماكنهم حين توقفت تلك السيارات الفاخرة وسط الطريق بأعدادها الكبيرة، ثم ترجّل منها أعداد لا تحصى من الرجال ذوو الدروع والأسلحة. وبأمر عسكري في بث مباشر على شاشات العرض وسط المدينة، أعلنت الدولة حالة طوارئ وطلبت من الجميع الهرب الى الملاجئ القريبة بأسرع ما يمكن، فقال كريستوفر:
"تصعيدك ممتاز للأحداث، نلت اعجابي هذه المرة"
ضحك كالفن باستهزاء وقال:
"سأريك التصعيد الحقيقي للأحداث الآن، تذكر أنك في حال لا تحسد عليها، أعلم أنك مرهق جسديًا وفكريًا، كيف تريدني أن أفوت هذه الفرصة؟!"
قهقه كريستوفر بشدة على قوله وقال:
"أتظن أن الضغط الهائل بالفترة الأخيرة يمكنه أن يهز كياني؟! نحن أقوى مما تظن يا أخرق. أوتعلم؟! لتفكر بسطحية كما تشاء، لكن لا تفقد عقلك في النهاية"
مخرجًا سلاحه ورجاله بسرعة لتبدأ الحرب بين الإثنين.
تبعثرت صفوفهم كلها، ولولا أزياءهم، لما ميز أحدهم حليفه من عدوه.
"ألن تستسلم؟!"
كان هذا كالفن الذي همس لكريستوفر بينما يضع كلٌّ منهما سلاحه على رأس الآخر:
"ألم أخبرك ألا تحكم على الكتاب من غلافه؟! أرجوك، لا تنهر الآن"
فرأى كلٌّ منهما حليف الآخر يحاول إصابته فتحركا من مكانيهما بسرعة دون محاولة اصابة بعضهما.
مركز المدينة دمّر كليًا. الجيش حاصر المكان من كل جانب، ثم بدأ تهديداته للجماعتين:
"لتنسحب العصابتين فورًا وتخلي المدينة، وإلّا سنقصف بدبابتنا ولن نبالي بالخسائر المادية، يكفي إرهاب في الدولة"
همس كريستوفر بسره:
"انظر من يتحدث عن الإرهاب .. "
حتى استوعب الأمر أنه وبطريقة ما تم خداعه ومحاصرته كليًا وحيدًا من الياكوزا.
"حانت نهايتك كريستوفر كابوني، استسلم قبل أن يكون مصيرك كمن سبقك"
ثارت نيران الغضب كبركان داخله، فوجه سلاحه فورًا لرأس كالفن قائلًا:
"وتظنني سأخاف؟! أفضل الموت هنا على أن أتراجع خطوة واحدة للخلف"
قهقه كالفن بشدة وقال:
"أتظن نفسك بطلًا؟ لست سوى…"
لم يكد ينهي كلامه حتى شعر بيد ناعمة تحاصر عنقه وسلاح موضوع على رأسه، لم يخلو الأمر من صوت هامس في أذنه:
"أمر رجالك بالانسحاب فورًا قبل أن أفجر رأسك الآن"
ابتلع الأقوى ريقه تحت نظرات كريستوفر المدهوشة  فحاول المماطلة:
"منذ متى يحتاج زعيم الكوبرا شخصًا يحميه ويسانده؟! وفتاة أيضًا؟ لم تعد لعهدك بل إنك في تراجع"
ابتسم كريستوفر ساخرًا من إنقلاب الأوضاع:
"هذه الفتاة تحاصرك بالكامل، بإشارة واحدة يمكنها إنهاء مسيرتك كلها"
أشار كالفن لرجاله بالإنسحاب فورًا، عدا أحدهم ليقله بعد الخروج.
اقترب منه كريستوفر بهدوء بعد أن نفذ رجال الآخر أمره وقال:
"كان بإمكانك التخلص منها بكل سهولة، لم لم تفعل؟!"
ضحك كالفن على قوله وقال:
"ما كنت لأنجو، فلو تحركت أي حركة خاطئة، لقطّعت شرايين رقبتي كلها. مجنونتك هذه تلصق بعض الشفرات على كفها ولن تترد بغرسها برقبتي وتقطيعها .. "
حدّق كريستوفر مصدومًا مما سمع بالأخرى وقال:
"أنتِ لا تصدقين"
ابتسمت بجانبية بينما لا تزال تحكم قبضتها على عنق الآخر فتابع:
"على اية حال، لا أفكر بخوض معركة معك في الوقت القريب، هناك ما علي فعله قبل الإشتباك معك في معركة النهاية"
همست نوريس بأذن الآخر دون السماح لكريستوفر الذي يقف أمام الآخر أن يستمع:
"لدي سلاح بين يدي يستطيع القضاء عليك بضغطة بسيطة، تذكر هذا ولا تتحامق، ونفّذ ما يطلب منك"
نظر لها كالفن بطرف عينه وقال:
"ما الذي تهدفين له؟!"
قطب كريستوفر حاجبيه بعدم فهم لسبب سؤاله فأجابت نوريس بصوت مسموع:
"مساعدة زعيمي بالطبع. نحن أقوى بأضعاف الآن، تذكر هذا وضعه حلقة في أذنك"
توتر الآخر حقًا حين استشعر نبرة تهديدية بصوتها وسط نبرتها الساخرة فقال:
"حسنًا، سنعقد هدنة أخرى حتى إشعار آخر"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨
.
.
.
اعزائي القراء، لكم بالغ اعتذاري عن الأسبوع الماضي، بسبب بعض الظروف والمناسبات، لم أتمكن من نشر الفصل، أعدكم أن هذا لن يتكرر🙏🏻 أشكر كل من سأل عن حالي وأعتذر عن إثارة قلقكم، وأبشّركم أنه لم يبقى لنا الكثير حتى انتهاء أحداث روايتنا. دمتم سالمين🌸

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن