الفصل الواحد والعشرون

25 4 4
                                    

فسألها آندرو بدهشة:
"تنوين وضعه؟!"
فأجابه كريستوفر بدلًا منها:
"مستحيل أيضًا"
نظر الجميع له بغرابة فقال:
"انه محظور على الفتيات، نسيت؟!"
ضحكت روبينا وقالت:
"صحيح، حتى أنا محظورة من وضعه"
فقالت نوريس خائبة الأمل هي الأخرى:
"هااااا! ظننت وخاب ظني، كنت قد أحببت فكرة وضعه، لم لا إذًا؟!"
فأجابها كريستوفر بصراحة:
"ببساطة، أنتِ فتاة، ستجدين شريك حياتك وتتزوجين، تريدين ترك علامة كهذه على نفسك؟ يظنها البعض وصمة عار، أما لو كان رجلًا، فستكون فخرًا لأنه ترك طريقًا كهذه"
فأجابت:
"لكن هذا عائد لي، ما هذا التمييز بين الذكر والأنثى؟ ثم ما خطب هذه الطريق؟ أظنني لن أتركها هكذا فقط، أريد وضع الوشم ففي النهاية لن أترك الكوبرا"
رمش الأقوى عدة مرات وقال:
"وما الذي يؤكد لك أنك لن تفعلي؟ ألم تفعليها سابقًا؟!"
فقالت بملل:
"صحيح أنت من أجبرتني، لكن هذه المرة رأيي مختلف ولن أفعل مهما كان رد فعلك"
نظر آندرو لعيني روبينا وتم وصل البلوتوث بنجاح، فانفجرا ضاحكين تحت نظرات البقية المندهشة فصرخت بقوة:
"يا الهي، انها المرة الأولى التي أتفق معك هكذا، أخشى فقط أن أجده ممتعًا"
ليجيبها الآخر:
"ستفعلين ستفعلين، عدو اليوم صديق الغد"
فقال إلياس بملل:
"ألم يكن بالعكس؟!"
فقال آندرو بعد أن هدأ قليلًا:
"لا تقتل المتعة يا رجل"
تحمحم كريستوفر فصمت الجميع ليقول:
"أظنني حذرتك سابقًا، وأنتِ آنسة روبينا، لا تقعي بفخه فهذا لن يصب بصالحك"
وصل اتصال لهاتف إلياس فتعجّب الأمر وقال:
"أليس هذا رقم مقرنا الرابع؟ لم يتصلون هكذا؟!"
نظر الجميع له ففتح الخط ووضعه على مكبر الصوت ليقول الطرف الآخر:
"أرجوك سيد إلياس، بسرعة أخبر الزعيم أن رجال الليل يحومون حول المقر، حاصرونا بالكامل وسيشنون هجومهم قريبًا"
فسأله إلياس:
"ماذا؟"
توتر للحظات فأخذ كريستوفر الهاتف منه وقال:
"كم عددهم؟!"
"أربعة عشر دراجة نارية وسبعة سيارات وثلاثة خيول"
"خيول؟!"
"أجل! أما عدد الرجال بالضبط فلا نعلمه للآن، رجالنا هنا على أتم الاستعداد لكننا لا نعلم القادم أو ما يخفون"
"هنالك الكثير من المستندات والأسلحة المهمة لديكم، لا أريد أن يضيع أي منها، سنأتي فورًا"
"علم"
مقفلًا الخط رمى كريستوفر الهاتف لإلياس وقال:
"أظننا لن نكفي ستتنا هذه المرة، هنالك كما يخفونه بالتأكيد كورقة رابحة، ليتبعني خمس العدد من هنا، وارسلوا طلبًا للمقر الثاني والثالث والخامس أيضًا بذلك"
خارجًا من هناك يتبعه البقية تاركًا دارون وحده مسرعًا لسيارته. انطلقوا خلال دقائق بأقصى ما لديهم ليجتمع ببقية رجاله محاصرين الليل التي تحاصر مقره.
لم يشن أي هجوم، لكن الليل انسحبت بالكامل تحت تعجبه ورجاله فقالت نوريس:
"ما معنى هذا؟ لم يلتفتوا لنا حتى"
فكر كريستوفر بعض الوقت وقال:
"لم أفهم، أوقفتكم عن مهاجمتهم لأنني ظننتهم ينوون الحديث، لكن انسحابهم بهدوء هكذا…"
اتسعت عيناه بهيستيرية وقال:
"دارون"
راكبًا سيارته انطلق كالمجنون عائدًا للمقر يتبعه من أتى معه من رجال بسرعة.
أوقفها ونزل راكضًا للداخل راجيًا أن هذا الهدوء لا يعبر عن شيء.
وجد دارون يجلس بملل على أحد الكراسي في القاعة التي تركه بها. تنهد بعمق فانتبه له الصغير ليقف من مكانه متجهًا له بينما يسأله:
"أبي؟ عدت مبكرًا جدًا، أكل شيء بخير؟!"
انخفض لمستواه وقال مبتسمًا:
"أصبح بخير لأنك بخير"
ابتسم الصغير له فربّت على رأسه وقال:
"يبدو أن الليل تخطط لأمر آخر، ماذا عساه يكون؟!"
دخل البقية متنهدين براحة فجلسوا على المقاعد هناك يحدقون بنوريس وإلياس الهادئين بشكل غريب فسألهما كريستوفر:
"أنتما، لستما تفكران أن هذا سيشكل أي خطر علينا صحيح؟!"
نظر الاثنان لبعضيهما بتعجب ثم أجاباه بصوت واحد:
"لا نفعل، لكن…"
منتظرًا اجابتهما تنهد الاثنين ثم تابع إلياس:
"ماذا لو أنهم هنا من أجل الانتقام؟!"
فقال كريستوفر ساخرًا:
"الانتقام؟ الانتقام من أجل ماذا؟! قتل زعيمهم وتدمير مقراتهم؟! كان لا بد لي أن أبيد كل شيء يخصهم .. يبدو أنكما نسيتما ما كان ينوي أن يفعل صحيح؟!"
ارتجف جسد نوريس فانتبه لها كريستوفر ليقول إلياس:
"على أية حال، قوتنا كلها هنا، لنستعدّ"
انطلق الجميع للاستعداد حتى عاد إلياس راكضًا لكريستوفر يسأله:
"سمعت الأخبار؟!"
فأجابه الآخر بملل بينما يعيد تعبئة سلاحه:
"لست متفرغًا للأمور الجانبية .. "
فتح الآخر جهازه اللوحي وأداره للأقوى ليرى عنوان الخبر:
"تمادي مافيا الكوبرا بالسطو على البنوك واحتجاز الرهائن بعضًا من الوقت، قسم مفقود ويقال أنه تم نقلهم للتجارة بأعضائهم"
"ها؟ ولم أفعل هذا؟!"
فقال إلياس:
"تمامًا، أنت لم تفعل، من الذي يلفق التهمة لنا؟! ما هدفه؟!"
استدرك الأقوى الأمر وقال:
"فهمت الأمر، استدعِ الجميع للساحة الرئيسية"
خرج إلياس بسرعة يستدعي الجميع ليتهامسوا بينهم عن سبب الإجتماع المفاجئ في خضم التحضير لمهمتهم.
"هناك أخبار منتشرة عن سطو بنكي واحتجاز رهائن، التهمة ملفقة لنا بالكامل والناس والشرطة بدأت بالتحقيق والتخطيط للتخلص منا كليًا، استعدوا للتوجه للمدينة"
فسأله آندرو:
"ألن يكون هذا خطيرًا؟! سنؤكد الإتهامات بفعلتنا هذه"
"علينا فعل المستحيل، سيدمر كل شيء لو تحركت الحكومة والشعب وانقلبوا جميعهم ضدنا، سيستغل أعداؤنا الأمر لمصلحتهم وتبرئة اسماءهم من تهم موجهة لهم بمجرد محو اسمنا، أتريدون هذا؟! انتهاء كل شيء بوصمة عار علينا؟!"
فقال أحدهم ساخرًا:
"أولسنا نقوم بما هو أبشع من هذا؟ لم نهتم لاتهامات سطو بنكي؟!"
ليجيبه الأقوى دون تردد:
"لأن هذا ليس من فعلنا، جل ما أقوم به لسبب. هدفي لا يمس الأبرياء ولا طرقي تفعل. جميع ضحايانا كانوا ممن عادونا وحاولوا تعطيل مهامنا أو شكلوا خطرًا علينا، لست مهتمًا بتوريط الأبرياء"
فسألت نوريس:
"من عساه يفعل هذا؟!"
فأجايها ببساطة:
"ألم تجدوا مهمتنا هذه غريبة؟ انسحاب الليل بهذا الشكل المفاجئ، لا بد أن هذه خطتهم من البداية، سيضربوننا بهذا الشكل ولن نصمت، مستعدون للانطلاق؟!"
فصرخ الجميع في آن واحد:
"أجل"
ثم ركبوا سياراتهم ودراجاتهم النارية وانطلقوا للمدينة.
حاصروا منطقة البنك بالكامل لتنتشر الأخبار كالنار في الهشيم. التفت طائرات الشرطة وسياراتها مع دباباتها في المكان، يبدو أن هذا لن يكون سهلًا. ترجّل كريستوفر من سيارته لتوجّه كاميرات الإعلام له وهو يسير مع جنده ناحية البنك. حاصروه بالكامل فصرخ:
"الليل، فلتخرجوا حالًا"
تعجّب الناس من قوله وتشتت قوى الشرطة ليسمع أحدهم من الداخل يقول:
"زعيم؟ أخيرًا حضرت، كنا على وشك الإنهيار"
فزين جبينه برصاصة. شهق الجميع حوله وتهامسوا فالتفت للشرطة وقال:
"ليسوا اتباعي، التهمة تلفق لي ولن أصمت عن هذا، وكل من خطط وتآمر ضدي سيلقى حتفه هنا والآن. فلتظهر نفسك أيها الجبان ولتواجهني وجهًا لوجه قبل أن آتي لإيجادك بنفسي."
سمع همس الناس بينهم:
"هل الكوبرا تحاول التغطية على أفعالها؟ أهم يحمون الرهائن في الداخل؟ ألن تتدخل الشرطة؟!"
تنهد كريستوفر بثقل فقال آندرو:
"لا يهمنا أمر الأبرياء في الداخل، لكننا هنا لتوضيح الأمور، سمعتنا سيئة ولن نبرئها بمساندة الناس مرة واحدة، ليس هدفنا. لكن أن يتم التقليل من شأننا ومحاولة القضاء علينا بغسل دماغ العامة وتحريضهم علينا ليلقوا حتفهم ببساطة دون معرفة الحقائق والتقرير بأنفسهم ليس بالأمر الذي سنسمح به"
فصرخ أحدهم ساخرًا:
"ألم تضموا أحدهم قسرًا لتسديد دين؟ أليس تلاعبًا بحياته من أجل المال فقط؟!"
التفتوا للمتحدث فلم يكن سوى مِيا، فصرخت نوريس متفاجئة:
"ميا؟! ما هذا الذي تقوله؟ ولم أنت هنا؟!"
فقال:
"علمت أنكم ستظهرون أنفسكم وسط هذه الفوضى فأنتم متسببوها. بإمكان الشرطة والناس حمايتك هنا، لا تقلقي واتركيهم وعودي الآن"
ألا يحاول جعل الأمر يبدو كأنها تقف هناك رغمًا عنها؟ كأنهم يهددونها ويستغلونها، لكن هذا ليس الواقع فقالت:
"توقف فورًا، أنت تخلق سوء فهم، أنا من عدت لهم بإرادتي وقواي العقلية الكاملة. القضية الآن لا تدور حولي فلا تضلل الجميع"
لكنه قال بينما يقترب منها بسرعة:
"تعالي معي ولا تقلقي، سأحميك منه"
قاطع طريقه وقوف كريستوفر أمامه بينما يقول بنية القتل:
"ابتعد عنها وعد أدراجك قبل أن أفقد أعصابي"
"ولم عساي أفعل؟ لن اتراجع هذه المرة مهما كانت النتائج، اترك الفتاة وشأنها"
فصرخت نوريس به:
"توقف فورًا. أخبرتك أنني أسانده بكامل إرادتي ولا علاقة لك بهذا. ما الذي تحاول فعله بحق الجحيم؟ لا تتدخل في ما لا يعنيك، لا تحلل من عندك. أخبرتك سابقًا أنني سأوضح لك كل شيء في لقاءنا القادم، فلم تفعل هذا الآن؟!"
لكنه حاول التقدم أكثر بينما يقول:
"لأنك لم تحاولي الإتصال بي حتى، لا بد من أنك كنت ممنوعة من التواصل مع العالم الخارجي"
رفع كريستوفر مسدسه لرأس الآخر وقال:
"حذرتك من الإقتراب خطوة أخرى، سأقتلك لو تحركت انشًا واحدة اتجاهها"
التفت الآخر للخلف رافعًا يديه بينما يقول:
"أترون؟ إنه يهددني أمام العلن، كل ما أردته هو إنقاذ الفتاة منه لا أكثر، لكنه رافض للفكرة ويحاول فقط تبرئة اسمه من سطو بنكي، لم؟ لم لا يبرئ نفسه من جرائم أكبر من هذا؟ كالتجارة بالبشر وتفجير الأماكن"
كان كريستوفر على وشك الانقضاض عليه لولا إمساك نوريس ليده وصراخها:
"كريستوفر توقف، يحاول استفزازك لقتله، لن يتردد هذا العدد بالهجوم عليك فورًا  وقتلك، لن ننجو .. "
شدّ قبضته على سلاحه فقالت نوريس بثقة مبتعدة عنه:
"أنا لست رهينة ولست تحت التهديد، أنا وبكامل قواي العقلية، أعلن أنني عضو رسمي في الكوبرا، من لم يعجبه هذا فليبتعد عن طريقي ولا يتدخل في شؤوني، حياتي وأنا أملك الحق للتحكم بها كما أريد، أوقفوا هذه الاتهامات ولتركزوا على القضية الأساسية هنا، الليل أيها الأوغاد فلتخرجوا أنفسكم فورًا وإلا فسندخل إليكم"
لكن لم يستجب أحد فقال مِيا:
"أليس هذا لأن من بالداخل هم الكوبرا؟!"
نظرت نوريس له بصدمة وسألته:
"مع من تعمل؟ لم تقلب الأمور علينا بهذا الشكل؟!"
فقال محاولًا استعطافها والناس:
"لأنني أريد حمايتك"
فصرخت بقول:
"تحميني ممن؟! لم تريد حمايتي؟ لتتحكم بي على هواك؟ لتسميني عشيقتك وتجعلني مدينة لك طوال حياتي؟ شكرًا، أنا لست بخطر ولا أنوي ترك الكوبرا تحت أي ظرف، ولو كان سيزين جبيني برصاصة"
"كيف تجرؤين على قول هذا؟ وأنا الذي أفعل كل شيء من أجلك؟!"
"من أجلي؟ أنت تفعل كل هذا لترضي غرورك. ما سبب انفصالي عنك ورفضك بعدها عدة مرات برأيك؟! ألم يكن بسبب تملكك؟ هذا هدفك من الأساس. دعني وشأني ولا تقترب مني مجددًا، وإلا فأنا من سيزين جبينك برصاصة ولن أندم"
"أكان هذا هدفك من البداية؟ إيقاعي بشباكك ثم قتلي؟! أكنت مع الكوبرا من البداية؟! أتفعلون هذا بكل شباب هذا الجيل؟!"
"فلتخرس أيها الوغد، أظنني أخطأت حين أوقفتهم عن الإنفعال في لقائكم الأول، فلتغرب عن وجهي بسرعة وإلا.."
"وإلا ماذا؟ تقتلينني؟ لا يهمني"
بالطبع لن يهمه، سيكون قد حقق هدفه ولن يهمه شيء آخر.
تجاهل كريستوفر الحديث السائد واتجه للداخل يتبعه آندرو وفيكتور. أنهوا أمر عصابة الليل في الداخل ثم خرجوا ليقول للأخرى التي لا تزال تحاول جذب انتباه الجميع لها ولمِيا:
"انسي الأمر، تخلصنا من العدو ولن تهمنا حشرة مثله، لنغادر. بالمناسبة سيادة الشرطي ..."
موجهًا حديثه لقائد الجيش المصعوق من جرأته:
"الرهائن بخير في الداخل، يمكنك التأكد من الشعار المزيف على رقاب الضحايا، أرجو ألا يقف أحد في طريقنا مجددًا ومحاولة عرقلتنا وإلا فهذه ستكون نهايته، لننسحب يا رجال"
ركب الجميع سياراته دون أن تحرك قوات الدولة ساكنًا، لكن نوريس لا تزال تنظر لمِيا بصدمة فابتسم بخبث لها، ركبت السيارة رفقة كريستوفر وغادروا.
جلست بهدوء تفكر بما جرى حتى بعثرت شعرها بعد أن لم تجد الحل فقال لها الآخر:
"توقفي عن التفكير فيه، لا يهمنا ما يقول أو يحاول فعله"
تنهدت بثقل وقالت:
"ماذا لو أنه تعاقد مع مافيا أخرى ويحاول القضاء علينا؟!"
فأجابها ببساطة:
"أزين جبينه برصاصة، ستبدو رائعة عليه"
نفت برأسها بسرعة وقالت:
"أرجوك لا تفعل، حتى لو قتله شخص آخر الآن، جميع التهم ستكون موجهة لك. ألقى بعداوته لك مباشرة أمام الجميع"
فأجابها بلا مبالاة:
"لا يهمني، لن يستغرب أحد هذا على أية حال، فالجميع يعرف عملنا"
أخفضت رأسها للأسفل وقالت:
"لكن هذا يبقى .. "
قاطعها بقوله:
"مهما جرى سنتعامل مع الأمر، لذا أوقفي هذا الآن"
نظرت له بهدوء لترى الثقة واضحة في عينيه فابتسمت وقالت:
"حاضر"
وصلوا المقر، ترجلوا ليقول آندرو:
"ما الذي جرى هناك بحق الإله؟!"
تنهدت نوريس وأجابت:
"حتى أنا لا أفهم، أشعر بالصداع من كل هذا"
فقال كريستوفر:
"استريحي في الوقت الحالي ولنتعامل مع هذا لاحقًا"
أومأت له ودخلت متجهة لغرفتها، فنوى مغادرة المقر هو الآخر ليسأله آندرو:
"إلى أين؟!"
فأجابه:
"أليس واضحًا؟ سأعود متأخرًا"
ثم ركب دراجة نارية وانطلق لتقول روبينا:
"هذا جدير بالمشاهدة حقًا"
فأجابها فيكتور ضاحكًا:
"بالفعل، لنتركه يفعل هذا"
أيده الجميع وانتشروا من هناك.
استيقظت نوريس صباح اليوم التالي على صوت ضحكات في الخارج. نظرت من نافذتها فوجدت البعض يجتمع حول شيء ما. طُرِقَ باب غرفتها فسمحت للطارق بالدخول. لم تكن سوى روبينا التي قالت:
"صباح الخير، كريستوفر يطلب حضورك فورًا"
"صباح الخير، ما سبب كل هذا الضحك في الخارج؟!"
تنهدت الأخرى وقالت:
"لتري هذا بنفسك"
بدّلت ثيابها بسرعة وخرجت لتنضم للبقية. التفت لها كريستوفر فور وصولها لتفغر فاهها على وسعه وسألت:
"ما  هذا؟؟! لم هو هنا؟! كريستوفر؟!"
أومأ وأجاب:
"أجل، أنا فعلتها. حاول توريطي بما لم أرتكب، سواء سطو بنك، اتخاذ رهائن أو حتى اجبارك على اطاعة أوامره"
وضعت يدها على جبينها ثم قالت:
"حسنًا لكن، ألن يورطك هذا أكثر؟!"
"كلا، قتله وإخفاء جثته كافٍ"
"سيلاحظ أقرباءه أنه اختفى"
"يمكننا اخراسهم"
"وان تسرب الخبر؟!"
"نرسل شخصًا يتنكر بهويته"
"أنت لست ثملًا صحيح؟!"
"كلا، أنا بأتم وعيي"
"انسى الأمر، فكر بطريقة أخرى"
"قتله وتزييف مسرح الجريمة على أنه انتحار، ثم نقول أنه خاف بسبب كذبه على العلن بشأننا وجعل الناس تصدق ذلك"
"لم كل أفكارك اجرامية هكذا؟!"
"ألا يستحق؟!"
"كلا، لنوقف هذا، لنفهم أولًا لم فعل ذلك ولنحاول حل الموضوع من جذوره"
ثم اقتربت من الآخر وأبعدت القماش عن فاهه فصرخ:
"أيها المجانين"
فأجابته بهدوء:
"لست في وضع جيد كفاية يسمح لك بالتفوه بما تريد، الواقفون خلفي لم يقتلوك بعد لأنني أرفض هذا"
فهمس آندرو:
"ما هذه الثقة؟!"
ضحكت روبينا وقالت:
"اخرس"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن