بعد عدة ساعات، طرق أحدهم باب غرفته فسمح له بالدخول حيث أنه متيقن أنه ليس والده.
"أنت؟ كيف وصلت إلى هنا؟!"
سأله بحذر ليقول الطفل الآخر:
"تتذكرني إذًا، صحيح، سيكون صعبًا عليك نسياني، لكن، لا تكن حذرًا هكذا اتجاهي، ليس لديّ أية ضغينة ضدك"
سمح له دارون بالاقتراب رغم الشكوك التي تراوده وسأل:
"ما الذي تفعله هنا على أية حال؟!"
ابتسم الآخر وقال:
"والدك أمرهم باحضاري، يظن أنه قد تتقبل وجودي بجوارك، مما فهمت، قد حدث شجار بينكما"
لم يجب دارون بحرف فاعتذر الآخر بسرعة وقال:
"أعتذر لو أزعجتك، أنا مايك، سررت بلقائك دارون"
نظر دارون له بشك ثم مد يده ليبادله المصافحة بينما يقول:
"تشرفت بقائك"
مرّ الوقت، وعلى ما يبدو أن الاثنين أصبحا صديقين بسرعة، فصوت الضحكات المتعالية تملأ المكان. طرق أحدهم الباب فسمح دارون للطارق بالدخول، فما كانت إلّا نوريس التي تساءلت:
"ماذا؟ أوجدت صديقًا غيري؟!"
علامات التعب واضحة عليها فأسرع لها الصغير وقال:
"تبدين متعبة، لم أنت هنا؟!"
ابتسمت بهدوء وقالت:
"سمعت صوت ضحكاتك فأتيت لأرى من هذا الذي يضحكك هكذا، لم أتوقع أن يكون .."
صمتت بعد أن لم تعلم ما اسم الفتى فقال:
"مايك، أدعى مايك"
فابتسمت وتابت:
"مايك، أتفضله علي الآن؟!"
نفى دارون برأسه ثم قال بتعبير جاد:
"مايك، هلّا تركتنا بمفردنا بعض الوقت؟!"
أومأ الصغير الآخر فقالت نوريس:
"أتحاول أن تبرهن لي أنك تفضلني؟ كنت أمزح، اقضيا الوقت معًا"
فقال دارون:
"كلا، لكن هنالك أمر مهم علي الحديث معك بشأنه"
أهذا دارون حقًا؟ الفتى ذو الأحد عشر ربيعًا؟!"
خرج مايك فعلًا فقالت نوريس بينما تجلس بجواره:
"ماذا هناك؟ أكل شيء بخير معك؟!"
نفى الآخر وقال:
"كلا. تشاجرت مع والدي، ولا أظن أننا سنتصالح أصلًا"
تفاجأت من قوله وقالت متعجبة:
"ماذا؟! كيف؟! ولماذا؟!"
تنهد يثقل وقال:
"كنت منزعجًا منه، لم يسأل عني طوال الفترة التي غبتِ بها، وحين عاد، بدأ بتبرير أفعاله بأشياء لا أفهمها ولا تبدو منطقية، وجهت له كلام جارح وأنا مدرك أنه غاضب علي، لا أظن أنه سيسمح لي بالبقاء هنا"
ربّتت على رأسه وقالت:
"اهدأ. أظن أن سبب غضبه هو شكك به مجددًا صحيح؟!"
انفجر الأصغر باكيًا في حصنها وقال:
"لا أعلم لما لا يمكنني تصديقه. كل ما يفعله يدمره بلحظات ويجعلني أتراجع عن كل شيء يخصه. رغم ما أحاول إيصاله له لكنني لا أشعر أنه يفهمني، يمكنه أن يتجاهل أمري بسهولة كما فعل الأيام المنصرمة"
تنهدت نوريس بثقل وقالت:
"اسمعني وحاول فهم ما أريد قوله، كريستوفر لا يكرهك، مستحيل أن يفعل هذا. سبق وأخبرتك أنه سيء بإظهار مشاعره، أظنه كان قلقًا لأنه لم يتلقى أي خبر مني عن المهمة فشغلت باله طوال الوقت، وبما أنه يعلم أنك جواره، كان مطمئنًا أنك بخير فأعطاك الوقت لتنفرد بذاتك وتفكر في ما تفعله. أنا لا أنكر أنني صعقت عندما جرّك بشدة هكذا وقال ما قال، لكنه فعل هذا لأنه لا يريد لمشاعرنا أن تؤثر بنا، في أوقات كهذه، الحكمة ضرورية، لو رفضت المهمة وحصل الانقلاب أولًا على العاصمة ثم انقلبوا علينا، لتعرّضنا لخسارة كبيرة، وهذا سيتيح لكالفن فرصة التخلص منا. والدك لديه الكثير من المسؤوليات، هذا لا يعني أنه يتجاهلك، لكن في بعض الحالات، خصوصًا عندما تكون آمنًا، هنالك أولويات أخرى تقع على عاتقه عليه تدبّر أمرها، هذا لا يعني أنه يكرهك، لا أريد سماعك تتحدث حول هذا الأمر مجددًا مهما حصل، أتعدني؟!"
شد حضنه حولها وقال:
"أعدك"
ربّتت على رأسه ثم ابعدته وقالت:
"الآن، عليك الذهاب والحديث معه، لا أطيق رؤيتكما متخاصمان"
أومأ الأصغر ثم وقف من مكانه واتجه للباب. توقف فنظرت له بتعجب ليلتفت بسرعة وبقول:
"هلّا أتيت معي؟ أظنني سأشعر بالثقة؟!"
نفت برأسها وقالت:
"كلّا، هذا المرة عليك الذهاب وحدك، ثق بنفسك"
أومأ له مبتسمًا ثم خرج راكضًا يبحث عن والده.
رآه من إحدى النوافذ في الباحة فركض له بينما ينادي:
"أبي! أبي! أبي!"
تعجّب كريستوفر ركضه هذا ونداءه فأسرع إليه بقلق وسأله:
"ماذا جرى؟ ما الأمر؟!"
لكن الآخر احتضنه بقوة وقال:
"لم يحدث شيء، لكنني أردت الإعتذار لك، آسف"
تنهد الأكبر براحة وقال ممازحًا:
"استيقظت نوريس إذًا؟!"
ابتعد الأصغر عنه بضحك وقال:
"صحيح. لكن، ماذا تفعل هنا؟!"
وقف من مكانه وقال:
"كنت ذاهبًا لرؤية منطقة جديدة وقعت تحت سيطرتنا، تريد القدوم؟!"
فقال آندرو بسرعة:
"قد يكون المكان خطيرًا، لن يصمت العدو هكذا فقط"
فقال كريستوفر:
"لن يتجرأ على فعل شيء بوجودي، لنذهب"
ثم انطلقوا بسياراتهم للمكان المنشود تحت أنظار نوريس من النافذة بابتسامة.
عادوا أخيرًا فوجدوا نوريس تجلس مع الفتى الآخر ليقول دارون:
"أأصبحتما صديقين؟!"
التفت الاثنان لهما فقالت نوريس بابتسامة:
"أهلًا بعودتكما"
فاقترب دارون منها واقفًا أمامها كأنه يحميها وقال موضحًا:
"لن أسمح لك بأخذها مني"
ضحكت نوريس بشدة على كلامه وقالت:
"من ذا الذي سيقدر على أخذي منك؟! لن أسمح بهذا"
نظر دارون بشك للآخر فقال بتوتر:
"لن أفعل هذا، أظنني لن أبقى طويلًا أصلًا"
فقال كريستوفر:
"صحيح، لا يمكنني احتجازه للأبد، لكنه سيبقى مراقبًا بعض الوقت لنتأكد أن كالفن لا يتواصل معه"
أومأت نوريس متفهمة فقال كريستوفر:
"سأذهب الآن، أراكم لاحقًا"
ثم غادر من هناك لتقول نوريس:
"ماذا الآن؟!"
فقال مايك:
"سأحضر شيئًا لشربه، أتريدان؟"
أومأ له الاثنين موافقين فبدأت نوريس بالمزاح مع دارون حتى عاد الآخر وقدم لهما الشراب ثم أخذوا يتضاحكون بعض الوقت.
فجأة، بدأت أعراض غريبة بالظهور على دارون، فسألته نوريس:
"أنت بخير؟!"
أومأ مبتسمًا بتكلّف وقال:
"أجل، أظنني متعب قليلًا فقط، ربما بسبب الجولة مع أبي"
لكن الأخرى لم يرتح بالها بينما الصغير يضع يده على معدته ويشدّها، ثم وضع يده على فمه بينما يشعر بالغثيان فقالت:
"هذا غير مطمئن، سأنادي إلياس"
وقفت من مكانها تنوي الخروج، لتسمع صوت ارتطام جسده بالأرض فالتفتت وصرخت:
"دارون"
ركضت ناحيته تحاول إيقاظه دون فائدة.
انتبهت لكون تنفسه غير منتظم فبدأت بالصراخ:
"إلياس! إلياس! أرجوك أسرع!"
ثم حملت الفتى وبدأت تركض به بسرعة للآخر بينما تكاد لا ترى شيئًا أمامها من تراكم الدموع في عينها وهي تصرخ:
"إلياس، لا أعلم ماذا جرى له. أين أنت بحق الإله؟!"
وإذا به يظهر أمامها بعلامات استفهام فوق رأسه فركض لها بينما يقول:
"ما الذي جرى؟!"
ثم أخذه من بين يديها وهي تجيبه:
لا أعلم! بدت عليه أعراض غريبة ثم سقط فجأة مغشيًا عليه"
ركض إلياس لغرفة العلاج تتبعه الأخرى. حضر كريستوفر والبقية بعد أن سمعوا صوت صراخ الأخرى ليتفقدوا ما يجري.
لم يوفر كريستوفر ثانية واحدة وغادر ناحية الفتى الآخر، مخرجًا سلاحه نحوه، قتله دون تردد.
عاد مسرعًا ليسأله آندرو:
"أين كنت؟ وما صوت اطلاق النار ذاك؟!"
فقال ببرود:
"تخلصت من الجرثومة"
صعق الجميع ممّ قال بمن فيهم إلياس الذي توقفت يداه عن العمل فصرخ به:
"لا تتوقف"
فوجه أمره لنوريس بينما يضع قناع التنفس للصغير ويتفحص نبضه وضغط دمه:
"نوريس، أحضري لي من عندك شريحة زجاجية، حاولي أن تمسكيها من الطرف وأحضريها لي"
فعلت الأخرى ما طلب منها بينما يزداد مستوى تنفس الأصغر ويشحب وجهه. قام إلياس بتأكيد نتائج شكوكه والكمية المتواجدة بدم الصغير من جلايكول الايثيلين فقال لروبينا:
"أسرعي للرف الثاني، القارورة الرابعة، مكتوب عليها فومبيزول، أحضريها"
ركضت روبينا بالفعل وأحضرت القارورة بسرعة وناولته إياها، ليبدأ بسحب الكمية المطلوبة بابرة وأعطاها للصغير بالوريد وقال:
"انتهيت، سيتحسّن قريبًا"
خلع قفازاته ونظر للآخر المغلق لعينيه بوجه خالٍ من التعبير حتى قال فجأة:
"متى؟ متى تواصل مع الفتى واتفق معه على هذا؟!"
بينما يشدّ على قبضته اقتربت نوريس منه وقالت:
"لتذهب للراحة بعض الوقت، دارون بخير الآن، أنظر، لقد عاد نبضه، ضغط دمه وتنفسه للطبيعي"
لكنه نفى قائلًا:
"غادروا أنتم، سأبقى هنا"
نظروا لبعضهم ثم امتثلوا لأمره وغادروا. جلس قرب دارون ممسكًا بيده حتى غفى جواره.
"كيف لك أن تحتفظ بكل هذه المواد هنا؟!"
كانت هذه نوريس التي سألت فأجابها:
"علي أن أكون يقظًا لكل شيء، رغم أنني لا أملك كل المضادات، لكن أشهرها. مواد كهذه متوقع استعمالها لذا حضّرت نفسي"
وصلوا الغرفة التي كانت بها نوريس والفتيين ليجدوا جثة الصغير مزينة برصاصة في منتصف الجبهة لا تزال هناك، فقال آندرو:
"رغم كل الضغط، لا يزال دقيقًا باصابته"
ثم حمل جثة الصغير وخرج للتخلص منها.
"وماذا سنفعل الآن؟!"
كانت هذه نوريس فأجابها إلياس:
"دارون الان بخير، لا يجب أن يعطلنا هذا أكثر، ومع ذلك، لا أظن أن كريستوفر سيصمت على هذا، سيأمرنا برد الصاع صاعين بالتأكيد"
أخفضت نوريس رأسها للأسفل وشردت بعيدًا. وضع إلياس يده على كتفها فرفعت رأسها نحوه لتراه ينظر والبقية لها باستغراب فسألت:
"ماذا؟!"
تنهد الآخر مبعدًا يده وقال:
"ممتاز، لم تسمع شيئًا! أين شردت؟!"
أخفضت رأسها مجددًا للأسفل وأجابت بلا وعي:
"لربما أخطأت باعادة دارون لهنا. أظن أنه كان من الأفضل لو امتثلنا لأوامر كريستوفر منذ البداية ولم نضع آمالًا زائفة كهذه للفتى ببقاءه آمنًا جوار والده"
فكر الآخر قليلًا وأجايها:
"لربما كلامك صحيح، لكن ما عاد يفيد الندم. سيرفض دارون العودة خارجًا بشدة. والأهم من هذا، كنّا نتحدث بشأن عميل زارنا وأنتم خارجًا، لم أتمكن من الحديث مع كريستوفر بالموضوع بعد ويبدو أنه لا يهتم بتهديداتي بأنه لو عاود الاتصال سنقتله"
قطبت حاجبيها بتعجب وقالت:
"عميل؟ ماذا تقصد؟!"
تنهد الآخر بثقل وقال:
"أحيانًا يطلب أشخاص كهؤلاء مساعدتنا، يقول أن شقيقه سلبه حقه في الميراث ويريد التخلص منه وتحويل كل شيء لصالحه دون تلطيخ يديه"
فقالت الأخرى باستغراب:
"وأنت صدقته؟!"
نظر لها متعجبًا وقال موضحًا:
"لا يهمني لو كان ما يقوله صحيحًا! إتمام المهمة يعني أننا سنتمكن من وضعه تحت سيطرتنا مع فوائد مالية كل فترة"
أومأت متفهمة وقالت:
"ماذا أتوقع على أية حال؟!"
ضحك الآخر ساخرًا وقال:
"ماذا؟ أتظنيننا نساعد كريستوفر لتحقيق انتقامه دون تلطيخ أيدينا بهذه القذارة كل فترة؟!"
أومأت بصراحة وقال:
"صحيح، ظننت أن همكم الأول والأخير هو مهمتكم هذه، لم أتوقع أنكم تقبلون مهامًا جانبية كهذه"
فقال موضحًا مجددًا:
"هذا ما يحصل، رغم أن هذه قد يفيدنا في النهاية لتحقيق مطلبنا"
ثم سألت بفضول بعيدًا قليلًا عن مجرى الحديث:
"ماذا سيفعل كريستوفر بالمافيا عند تحقيق انتقامه؟! أسيفكّكها؟؟!"
فكر إلياس بعض الوقت وقال:
"لست واثقًا من هذا، الأمر يعود له. لكني أظنه يستطيع التخلي عنها ببساطة بمجرد تحقيق انتقامه، قد يوقعه هذا بمشاكل كبيرة هو بغنًى عنها لكنه لن يهتم لو ظن أن هذا سيكون كافيًا"
أومأت متفهمة فقال آندرو بملل:
"لو أنهيتما حديثكما، هلّا باشرنا بالعمل؟!"
نظرت الأخرى له بعدم فهم فقال إلياس:
"شردت وخرجت عن فحوى خطتنا، سيستمر تدريبنا حتى نحصل على أوامر كريستوفر بالتحرك، لا أظن أن دارون سيستيقظ قريبًا على أية حال"
رمشت عدة مرات غير مستوعبة لما قال وسألت:
"لم يكن هذا ما أخبرت كريستوفر به، لم؟!"
تنهد بثقل قوال:
"أنتِ حتمًا شيء ما. لو أخبرته لخرج كبركان هائج مدمرًا كل ما يراه أمامه، وقد يذهب لعرين الياكوزا وحده دون خطة للانتقام فقط. ااهٍ لا تذكريني بالماضي"
ارتجف جسد روبينا وقالت:
"كان كابوسًا"
ضمت الأخرى يديها لصدرها وقالت:
"أستبقونني خارج كل شيء؟ أريد أن أعلم كل شيء بالتفصيل"
فقال آندرو:
"لم لا نفعل هذا ونحن نتدرب؟ تضييعنا للوقت هكذا لن يفيد"
فقال فيكتور محاولًا اغاضته:
"لم أرك متحمسًا للتدريب هكذا من قبل، ماذا جرى؟!"
حاول الآخر لكمه لكنه صدها فبدآ بالقتال والهرب حتى وصلا الفناء. إلياس راقبهم بصمت بينما روبينا ونوريس بدأتا التدرب معًا، فقالت روبينا:
"بمَ أنك سألتِ، سأخبرك. بعد أن ولادة دارون، رفضت رين الهرب خارج البلاد رغم أن الوضع كان سيئًا واستمر الحال بالفعل عامين كاملين، كريستوفر لم يضغط عليها لتفعل فنوعًا ما كان له الثقة بالقدرة على حمايتها من أي خطر، ولربما يظن أنه قد كان هذا خطأه الأكبر، لذا فهو يتحمل المسؤولية، حيث أنه في ذلك الوقت، شنت الياكوزا هجومها على منزله فجأة، بعد أن علموا موقعه، لم يتوقع أحد هذا، وبالطبع، لم نتخيل ما هو هدفهم. علموا بالضبط الغرفة التي تقبع بها رين والطفل، فشقّوا طريقهم بالقوة إلى هناك ثم قاموا بإصابتها بأسلحتهم في مناطق غير حيوية في البداية لتعذيبها ثم قتلوها بعد ذلك. حمت الصغير بجسدها للنهاية، حتى وصل كريستوفر ودخل راكضًا لها، فوجد خمسة رجال يحيطون جثتها وصرخات الطفل تملأ المكان فقتلهم دون رحمة. حاول إنقاذها دون فائدة، لذا ترينه ينوي الانتقام بشدة."
توقفت نوريس عن الضرب والدفاع حين سأل فيكتور:
"ألم يحدث هذا قبل انضمامنا نحن حتى للكوبرا؟ كيف تعرفين كل هذه التفاصيل؟!"
كان الاثنين الآخرين مركزين مع الحديث السائد فتوقفا ليعرفا الإجابة أيضًا فقالت روبينا:
"أخبرتكم سابقًا أنه ليس لي الحق لقول هذا، لكن، يبدو أنني سأكون مجبرة"
فسألها آندرو:
"من تكونين؟!"
ابتسمت الأخرى بهدوء وقالت:
"أنا، توأم رين المختلف"
أفواههم وصلت الأرض من صدمتهم فصرخت نوريس:
"توأمها؟؟! مم .. ماذا تقولين؟! ألم تكوني صديقتها؟! كيف هذا؟!"
فسأل آندرو متعجبًا:
"صديقة؟ منذ متى وأنتِ تعرفين؟!"
فقالت روبينا:
"أنا فقط كذبت سابقًا بشأن قصة انضمامي. كنت أنوي الانتقام من كريستوفر والغدر به في البداية لظني أنه السبب في مقتلها، لكن حين علمت الحقيقة، ساندته ثم فكرت بهذه الكذبة لإخفاء الأمر. لم أرد أن أكون نقطة ضعف أخرى له، ستستغل الكوبرا حقيقتي للإطاحة به بالتأكيد لذا…"
وضع فيكتور بده على جبهته وقال:
"هذه حتمًا صادم، وأنا الذي ظننت طوال الوقت أنك آخر من انضم لنا."
ابتسمت وقالت:
"كنت أول من انضم، لكن كريستوفر أخفى وجودي حتى عنكم لحماية هذا السر"
تنهد الجميع حتى قالت نوريس:
"أكان كريستوفر من طلب منكِ إخفاء الأمر؟!"
نفت روبينا برأسها وأجابت:
"كلا، لم يهمه وأخبرني أنه لن يسمح بإيذائي لو علمت الياكوزا هذا، لكني من رفضت لأني أعلم أنهم سيستغلون هذا بأبشع الطرق الممكنة، لم أفعله لحماية نفسي فقط، بل لحمايته والصغير أيضًا، آسفة لإخفاء هذا لفترة طويلة"
وضعت نوريس يديها على كتفيها وقالت:
"لا عليك، المهم الآن هو ما سنفعله لاحقًا، جميعنا مدركون أن هذا لن يمر على خير"
فكر إلياس قليلًا وقال:
"لنحاول ردع كريستوفر بإقناعه أن قتل الصغير يكفي في الوقت الحالي، عاجلًا أم آجلًا هنالك حساب طويل علينا تصفيته مع كالفن"
"من ستردع بهذه الكلمات؟!"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨
أنت تقرأ
كوبرا | Copra
Actionوضع حاجزًا مهولًا بينه وبين معنى الحياة منذ زمن طويل، لا يهوى أو يسعى إلا للانتقام. فهل سيكون هناك من يكسر هذا الجدار؟ أم سيبقى حبيس الماضي والذكريات؟