ضحك الآخر على كلامها ساخرًا بينما يقول:
"أليس شبيهًا بالمطار؟!"
فكرت قليلًا ثم أجابته بهدوء:
"بالتفكير في هذا، أنت محق"
وصلا مكتب المدير فاستأذنا بالدخول ليسمح لهما بذلك.
"تشرفت بلقائكما سيد وسيدة كابوني"
"سيدة كابوني؟! على رسلك يا رجل، ستموت حالًا"
فكرت نوريس. لكن كريستوفر كان هادئًا بشكل غريب وهو يقول:
"الشرف لنا. نعتذر عن عدم استطاعتنا للقدوم للاجتماع، لكن صحتي وقتها لم تسمح بذلك، سأحرص على ألّا يتكرر هذا"
ابتسم الأكبر لكلماته بينما يقول:
"صحتكم أهم، هل كان دارون متوعكًا أيضًا؟!"
نفى الأكبر برأسه ليجيب بثقة:
"كان قلقًا علي بعض الشيء، سأحرص أيضًا على أن لا يكررها، رغم أنها متساهلة جدًا معه عندما لا أكون بالجوار"
ماذا؟! أيقصدني؟! أنا؟!
"ومتى أصبحت أنا المذنبة؟!"
ضحك دارون بخفة ثم قال:
"بل أنت حازم جدًا يا أبي"
أومأت الكبرى مؤيدةً كلام الصغير ليقول كريستوفر:
"كيف سأأتمن على حياتي لدى طبيب لا يتابع دروسه؟!"
لم يعلم لا الأصغر ولا الكبرى بما يجيبانه ليقول المدير:
"هذا حلمك إذًا، ليس من السهل تحقيقه، عليك بذل قصارى جهدك وتذكر دائمًا تعب "والديك" عليك ليوصلانك إلى ما تريد، حاول بجد وستصل"
ابتسم الاثنان للمدير بينما نوريس اكتفت بالنظر لهم بهدوء. انتهى الاجتماع مع المدير حتى تطوع لإيصال دارون لفصله حتى يتمكن الاثنين من المغادرة.
في طريق خروجهما كان هنالك بعض أولياء الأمور الذين لم يعلم كريستوفر سبب تواجدهم حتى يتهامسون هنا وهناك مع أبنائهم حول هوية كريستوفر وحقيقة الشائعات بأنه زعيم الكوبرا وأنه ابنه في فصل بعض أطفالهم.
"لا تقترب من ابنه، لن يرحمك لا أنت ولا أي أحد منّا لو أصابه مكروه، لذا أرجوك يا بني أبقى بعيدًا عنه"
التفت كريستوفر له بابتسامة وقال:
"اسف لاستراق السمع، لكن أريد تأكيد حقيقة أنه لو شكك ابني بأحدهم أنه سيحاول ايذاءه بالكلام أو الأفعال وأخبرني بهذا، سيكون اليوم الأخير للعائلة بأكملها، فإما أن تعاملوه كطفل عادي أو أن تنالوا نصيبكم"
ابتسم باستفزاز للبقية ثم سار بشموخ للخارج تتبعه الأخرى.
خرجا من بوابة المدرسة فتنهد كريستوفر بعمق ليخرج سيجارة أخرى بينما يقول:
"لنعد سريعًا، فكرت مليًا الليلة الماضية وهنالك ما علي مناقشته مع البقية"
نظرت له باستغراب وسألت:
"نقاش مع البقية؟! أهو من أجل المهمة؟!"
أومأ لها ليركبا السيارة ويعودان للمقر.
اجتمع البقية مع كريستوفر ونوريس كالمعتاد ليبادر الأقوى:
"وردتني معلومات عن أن موعد انطلاق السفينة التي سننفذ عمليتنا عليها قد تغير موعد انطلاقها، وذلك سيكون غدًا، يبدو أن بعض أولئك الأوغاد شكوا بأنهم مستهدفون لذا اتفقوا على هذا سرًا فيما بينهم"
ليقول آندرو محاولًا استفزاز إلياس بعد أن أدرك حقيقة أنه من أتى بالمعلومات:
"أحيانًا أتساءل من أين لنا كل هذا النفوذ لتردنا كل كبيرة وصغيرة، هل لدى أحدكم أي علم بهذا؟!"
لكن إلياس أجابه ببرود:
"أرجوك توقف لم أتناول وجبة افطاري بعد حتى أتحمل سخريتك"
تنهد كريستوفر يائسًا من حقيقة أن آندرو وحركاته السخيفة لا يمكن تغييرهما.
"هذا يعني أنه على نوريس التوجه غدًا للمهمة صحيح؟ لكنها لم تتقن شيئًا من تدريبها بعد"
أومأ كريستوفر مؤيدًا كلام روبينا وقال:
"هذا بالضبط ما أردت الحديث حوله معكم، المهمة ستبقى بين يدي نوريس كما هو مخطط، لكن الأمر سيزداد صعوبة لنا، علينا أن نكون أسرع في اللحاق بالسفينة فلو فشلت المهمة لن تصمد ثانية واحدة أمامهم"
نظرت نوريس له ببرود وقالت:
"أكان عليك أن تصوغ الأمر بهذه الطريقة؟! أشعر أنني فاشلة كبيرة"
ضحك الآخر مصدومًا من كلامها لكنه نفى برأسه وقال:
"لا أقلل من شأنك لكن هذا لضمان سلامتك. بالمناسبة، أخطط لترك أحدكم مع دارون غدًا، سينتظره خارج المدرسة ويعود معه إلى هنا ولن يفارقه حتى عودة الجميع، فلا شيء مضمون"
خطر سؤال ببال نوريس ولم تتردد في طرحه:
"أنت تجعله يذهب وحيدًا للمدرسة مع مرافق واحد فقط متنكر في هيئة معلم، لكن هنا وسط مئات الرجال تخاف عليه؟!"
أومأ مؤيدًا كلامها وقال:
"ببساطة، الأمر أنه قد يقتحم المقر أي أحد لو علم أننا لسنا هنا، لكن في المدرسة وطريق العودة منها، سيشكون في أنه وحيد ولن يتجرأوا على الاقتراب منه دون أخذ الحيطة، ولو فعلوا، رجالي منتشرين في جميع أنحاء المدينة، لا تنسي أنها في النهاية داخل حدود منطقتي"
علامات الاعجاب باتت واضحة على محيّاها بينما تومئ متفهمة ليتابع:
"وهذا بالطبع ينطبق على الجميع، فسلامتكم جميعكم تهمني"
وكالعادة، بطل انتهاز الفرص لم يضيعها وقال بتمثيلية:
"كريستوفر يقول كلامًا مؤثرًا؟! سأجن، منذ اصابته وهو يتفوه بالحماقا .. "
لم يكد ينهي جملته إلا ورأسه ملتصق بالمنضدة أمامه ليقول كريستوفر:
"أشكرك روبينا على فعلها وتوفير طاقتي"
أشارت لها أنه لا بأس فتابع:
"بدلًا من تفوهك بالحماقات ستذهب صحبة إلياس ونوريس للتخطيط حول تحركاتنا داخل السفينة، أطلعوني على ما تجدون فور انتهائكم"
ثم خرج من هناك بعد أن رفع آندرو ابهامه موافقًا بما أن جمجمته تحطمت بعد تلك الضربة لدرجة أنه لم يرفع رأسه بعد.
"أنتم ستخططون لهذا، لكن ماذا عني أنا؟"
سألت نوريس ببلاهة لتجيبها روبينا:
"ربما عليكِ أن ترتاحي حاليًا ليتما تتم الخطة فنعلمك بها، إلّا لو أردت الانضمام"
أومأت بحماس موافقة لفكرة الأخرى ليقطع حديثهم إلياس الذي قام بتشغيل الشاشة الكبيرة أمامه يعرض لهم مخطط مفصّل للسفينة:
"هذه تخطيط مفصّل للسفينة، في الجزء الأسفل منها ستكون مقصورة الهدف، حجزت لنوريس مسبقًا غرفة في الطابق العلوي، سيتوجب عليكِ استدراجه لإحداها ولا تنسي اعلامنا بهذا، بعد التفكير بكلام كريستوفر وتغيير الخطة، نحن سنتحرك بغواصة تحت السفينة، وفور انطلاق الإشارة سنصعد للسطح ونهاجم، تذكروا أننا لن نسمح لأحد بإيقاف مهمتنا هذه، فهذا الشخص القبض عليه أو التخلص منه نهائيًا خطوة ضخمة نحو هدفنا، مع أنني شخصيًا أفضل قتله إلا أن كريستوفر أصرّ على محاولة إمساكه حيًا، وأنتِ يا آنسة، لا يجب عليك قطع الإتصال معنا مهما حصل، ولو شعرت بخطب ما، سيكون معك في هذا السوار محدد مواقع وبإمكانك تشغيل الميكروفون لنسمع ما يجري، سأعطيك أقراطًا أيضًا تسمعين توجيهاتنا منها، فور وصولنا ستهربين بأقصى سرعة لديك ولا تنتظرينا أو تنظري خلفك، بل استمري بالركض حتى تصلي مؤخرة السفينة، روبينا ستنتظرك بالغواصة هناك وستساعدك على الركوب، ستغوصان لأسفل حتى يصل بقيتنا، ولا تعتمدي على إمكانية انقاذك من قبل أحد الرجال فهذه مهمة خاصة لن يشارك فيها أحد عدانا"
"إلياس، أنت تثرثر كثيرًا، بدأت أشك أنك من تضررت وليس كريستوفر"
لم تعره نوريس الإهتمام وقالت ممتنة لإلياس:
"هذا واضح، سأحاول إنجاح الأمر حتى لو كلفني حياتي"
لكن فيكتور قاطعها بقوله:
"على رسلك، إلا حياتك، لو حدث لك مكروه قد نقتل جميعنا وراءك، عليك العودة سالمة"
ابتسمت باتساع له وقالت:
"لا تقلق، متى سنبدأ تحركاتنا بالضبط؟!"
نظر إلياس بجدية لهم وقال:
"سنتحرك الليلة، لذا كونوا مستعدين، علينا الاختباء قبل ركوبهم بالسفينة"
لتسأل نوريس مجددًا:
"وماذا عن دارون؟ من سيبقى معه؟!"
ليجيب فيكتور:
"أظنني سأبقى أنا"
فكر إلياس قليلًا ثم قال:
"ليس كذلك، سنحتاج قوتك في الهجوم، أفكر في إعادة مناقشة كريستوفر حول الأمر"
لتقول روبينا مباشرة:
"ستترك الصغير وحده؟ مستحيل أن يقبل كريستوفر، سأبقى أنا، ولتأخذ أنت مكاني في الغواصة تنتظر نوريس، ستكون ذو فائدة أكبر مني في المراقبة وتوجيههم"
فكر الآخر قليلًا ثم قال:
"أنت واثقة من هذا؟"
أومأت الأخرى موافقة بينما تقول:
"أثق أنكم ستنجحون مع قوة كريستوفر، فيكتور وآندرو، فلا أقارن بهم، ودارون لا يمكن تركه لوحده. في الوضع الطبيعي كان ليكون خارج البلاد الآن، لكن علينا إيجاد الحل الأنسب للوضع الراهن، لذا لا بأس"
أومأ الآخر لها متشكرًا تطوعها ثم قال:
"بإمكانكم المغادرة للتجهيزات الآن، ولا تنسوا أخذ قسطٍ من الراحة قبل الغد"
وافقوه لينصرف كل منهم يكمل عمله قبل المهمة.
حان الوقت، الجميع في أماكنهم، نوريس ترتدي فستانها حسب الخطة وتضع جهاز تنفسها بحقيبتها، كما ستفعل قبل كل مهمة من الآن فصاعدًا، وها هي تتجه للسفينة وتركبها.
"نسيت أنني قد أفقد وعيي من دوار البحر، كان علي أخذ حيطتي"
قالتها بينما تحاول عدم فقدان التوازن. اتجهت لمنضدة العصير تتناول شيئًا علّ دوارها يخف لألّا تفسد المهمة. انتبهت أن هدفها يجلس قريبًا منها، فاقتربت بحذر محاولةً استراق السمع إلى ما يقول، يبدو أنه غاضب.
لحسن حظها لديها معلومات سابقة عن تصرفاته اللا إرادية أثناء غضبه، منها تحطيم ما بيده. تناول ما بالكأس أمامه دفعة واحدة، ثم صرخ بعد أن رمى الكأس للخلف:
"أيها الأوغاد لن تفلتوا بفعلتكم"
لكن أصوات صراخ علت خلفه. التفت مستفسرًا عمّا يجري ليرى شابةً صغيرة قد جرحت في رأسها، لا بد أن كأسه هو السبب. أسرع إليها يتفحصها بينما يقول:
"أنتِ بخير آنستي؟! لم أقصد أذيتك، أنا .. "
ابتسمت له بتلعثم وقالت:
"لا بأس أنا بخير"
حاولت الوقوف لكنها فقدت توازنها، لنكن صريحين، السبب هو دوار البحر وليس الكأس الذي اصطدم برأسها، لكنها ستستغل هذا لصالحها.
سمعت بضع كلمات ممن حولها:
"هييه سيتركها تذهب هكذا؟! هذا غير أخلاقي، ليضمد جرحها على الأقل"
حسنًا، سمعته الطيبة هنا عكس حقيقته، عليه الحفاظ عليها نظيفة، لذا قال بابتسامة عريضة:
"دعيني أساعدك، لنذهب للأسفل فأسألهم أن يعالجوا جرحك"
أومأت له موافقة ليساعدها على الوقوف ويتجهان سوية.
أعطاها منديل لتمسح الخمر عن ثيابها ثم راح يبحث عن شاش يلف لها رأسها، فقد نزف بعض الشيء.
اقترب منها بينما يقول:
"دعيني أساعدك"
تشكرته بأدب ليبدأ بلف الشاش على رأسها، ولسوء حظها، فقد لاحظ أن أقراطها ليست سوى سماعات في الحقيقة. ابتسم بخبث ثم قال بلا مبالاة:
"هل أتيتِ هنا مع أحدهم؟!"
لم تفهم مغزى سؤاله ليوضّح:
"أعني، حبيبك ربما؟!"
نفت برأسها يمنة ويسرى ثم قالت بهدوء:
"بل أنا هنا وحدي، شعرت بالملل من روتيني اليومي وسمعت عن هذه الرحلة فقررت الانضمام"
ليقول الآخر متظاهرًا بالاندهاش:
"هييييه، أيعني هذا أنه لا خليل لك؟!"
أومأت متعجبة من أسئلته الشخصية هذه فتابع:
"خسارة، صبية في عمر الزهر متروكة وحيدة دون عشيق، أهذا عدل؟! لو أردت، بإمكاني أن أعرفك على أحدهم"
ابتسمت الأخرى بتوتر واضح في معالم وجهها وقالت:
"شكرًا لك، هذا من لطفك"
لا يبدو أنه ينوي خيرًا، بدأ بملامستها بطريقة قذرة فسألته بقلق:
"ماذا تفعل؟!"
اقترب أكثر منها ثم قال:
"إما أن تخضعي لي، وإما أن أقوم بفضحك ها هنا، فأنشر خبرك أنك إرهابية تنوين قتل كل من على السفينة، وها هم أتباعك خلفك، أظنهم يسمعونني الآن، أليس كذلك؟!"
اتسعت مقلتيها غير مصدقة لما يجري، كيف أدرك الأمر؟! أين أخطأت؟! كيف ستصلح الأمر؟!
"ما رأيك؟ أأفعل ذلك وأتركهم يرمونك وسط البحر؟!"
"أيها الوغد اللعين"
كان هذا إلياس الذي استمع وكريستوفر لكل ما جرى، ليقول كريستوفر:
"اهدأ، آندرو وفيكتور في طريقهما إليها"
أرسل إلياس إشارة لطيارته التي بدون طيار وحركها مع كاميرا مراقبة نحو السفينة، لينتبه لأمر غريب:
"كريستوفر، هناك أمر خاطئ يحدث"
نظر كريستوفر ناحيته ليتابع إلياس:
"أيمزحون معنا؟! علينا تنبيه البقية، ليخرجوا بسرعة من السفينة، الياكوزا هناك بالفعل"
ركض كريستوفر ناحية شاشات المراقبة ثم التقط جهاز الإرسال ووجه أمره لآندرو وفيكتور قائلًا:
"أخرجوها فورًا وإياكم والاصطدام مع أي أحد، الياكوزا عندكم بالفعل"
ليخبره آندرو:
"ذلك الوغد فاقد لوعيه حاليًا حسب الخطة، سنخرج فورًا، نحتاج للقوارب السريعة حالًا، لن ننجح بالهرب في الغواصة"
خرج كريستوفر وإلياس بسرعة للميناء، أخذ كل منهما قاربًا وأسرعا لموقع المهمة.
بينما ينتقل كل من آندرو، فيكتور ونوريس خفية، انتبه لهم أحد أعضاء الياكوزا فصاح:
"الكوبرا هنا"
ليسرع بعض الاعضاء خلفهم ويبدأون بإطلاق النار، حتى دب الفزع في نفوس كل من على السفينة.
الرصاص الطائش يملأ المكان، سواء من الياكوزا أو من أعضاء الكوبرا القليلين، لحسن حظهم أن السماء معتمة ولا إنارة في صالح الياكوزا وإلا لقضي عليهم.
أمر كريستوفر رجاله بالإنسحاب فورًا بعد أن حضرت نوريس وقبل أن يدرك الياكوزا كيف يستغلون الأمر لصالحهم، في النهاية عددهم يفوقهم وهذه لوحدها نقطة قوة، لكنه أرسل إشارة لكالفن بلقاءه قريبًا.
في منتصف الطريق، تأكدوا أن أحدًا لا يتبعهم فأسرعوا للمقر.
اصطفت سيارتهم هناك لينزلوا بهدوء فاستقبلتهم روبينا ودارون مع خروج بعض الرجال للتأكد أنه لا أحد في المنطقة.
"نجحتم صحيح؟!"
انفجرت نوريس ضاحكة مع فيكتور وآندرو ثم قالت:
"من تظنيننا؟! لن نخيب أمل رئيسنا أبدًا"
اندهش كريستوفر من قولها ليقول دارون:
"نجحتم بالفعل، هذا مدهش"
لتقول روبينا:
"حصلتم على ما تريدون؟!"
أومأ كريستوفر قائلًا:
"لنناقش هذا في الداخل"
دخلوا قاعة الاجتماعات لتسأل نوريس مستفسرة:
"دارون؟! ماذا تفعل هنا؟!"
ابتسم لها وقال مجيبًا:
"أريد مشاهدتكم لمرة على الأقل"
أومأت متفهمة ليقول كريستوفر:
"حسنًا، آنسة نوريس، علام حصلتٌ بالضبط؟!"
تنهدت ثم مدت يدها داخل حقيبتها لتخرج منها شريحة للحاسوب وقالت:
"بعد أن فقد وعيه، بحثنا سريعًا في الأرجاء ووجدت هذه"
ثم ناولته إياها ليضع إلياس حاسوبًا لم يستخدم قط أمامه ليشغله كريستوفر.
"لم لم تعطه الحاسوب المعتاد؟!"
نظر بملل لها وأجاب ساخرًا:
"ماذا لو كان خدعة وبه ڤايروس ما؟! لن نخاطر بالطبع"
علامات الحماس واضحة على وجهها لتقول:
"لم أكن لأفكر لهذا البعد أبدًا"
فأجابها آندرو منتهزًا فرصته:
"مبتدئة بعقل صغير مثلك لن تدرك هذا بالطبع، أخاف أن تورطيننا يومًا ما"
خلعت حذاءها ورمته عليه بلا مبالاة وقالت:
"وجدتم شيئًا؟!"
موجهة سؤالها لكريستوفر الذي يبدو متوترًا.
"حسنًا، هذا لم يكن متوقعًا البتة"
قطب البقية حواجبهم ليتابع إلياس:
"هنالك بعض الأدلة الضعيفة عن هوية قاتل رين بشكل صادم ها هنا"
ليقول فيكتور بسرعة:
"أظهرها لنا"
أومأ إلياس بسرعة وقام بنقل الصور لشاشة عرض أكبر وقال:
"الأدلة تقول أن هدفنا كان هو القاتل، لكن هنالك بعض البيانات المتلفة بشكل جزئي مرتبطة بالياكوزا، لذا لست واثقًا ما العلاقة بينهم"
قالها بينما يتنقل ويعرض كل ما وجد ليقول كريستوفر بسخط:
"إن كان هو الفاعل، لم ينكر هذا طوال الوقت؟! ما هدفه بالضبط؟! أيخطط لإضعافي بتزييف دليله وضم رجالي تحت امرته قسرًا؟!"
ثم حطم الجهاز أمامه وقال:
"سيندم على هذا، سأؤجل موضوع مهمتنا بعض الوقت، عليّ التخلص منه، ما عدت أريد استغلاله، هذا سيعرّضنا للخطر ليس إلًا. إن كان قادرًا على إتلاف وتزييف كل هذا، سيكون قادرًا على تحطيمنا واحدًا تلو الآخر فور كشف نقاط ضعفنا، توخوا الحذر"
أشار له الجميع بتنفيذ أمره، لينظر ناحية دارون ويقول:
"الآن، بإمكانكم الانصراف لأخذ قسط من الراحة، نتحدث لاحقًا"
أومأوا متفهمين له وخرجوا، ليبقى وحيدًا مع دارون.
أشار له بالاقتراب منه ففعل. جلس بحضنه ليخرج كريستوفر سيجارته ويشعلها بينما يقول:
"مالي أراك مرتبك هكذا؟!"
فسأله الأصغر مباشرة:
"أنت واثق مما تفكر؟! أعني، هذا لن يجعلك تندم على شيء صحيح؟!"
نفث كريستوفر ما برئتيه وأجاب:
"لا تقلق! طالما أن هذا سيقودني لتحقيق انتقامي، لن أمانع ببضعة تضحيات"
نظر دارون له ببراءة وسأل:
"حتى لو كنتُ الأضحية؟!"
نظر كريستوفر بهدوء ناحيته مما أربك الصغير ليجيب:
"أولست أفعل هذا من أجلك؟! كيف سأضحي بك؟! أضحي بالكون كله ولا أفعل بشعرة منك"
انزعج الصغير من كلامه ليقول عابسًا:
"ستضحي بنوريس والآخرين؟!"
قطب كريستوفر حاجبيه بعدم فهم وسأل:
"لم تسأل عن هذا؟!"
ليجيبه الأصغر بسرعة:
"لأني لن أسمح لك بالتحول لوحش لن ينقذ رفاقه"
رمش كريستوفر عدة مرات غير مصدق لما يسمع. أطفأ سيجارته ثم سأل الصغير مستفسرًا:
"ولم لن تسمح لي؟ هذا من أجل سعادتك في النهاية؟!"
وقف دارون مواجهًا لأبيه بينما يقول:
"أمي تركتني وحيدًا هنا، وأنا لن أسمح لشخص آخر بفعل هذا، ولا حتى أنت! لذا إياك والتفريط بهم وإلا فإني لن أكلمك!"
ضحك كريستوفر بقوة ثم قال:
"ألن يعني هذا أنك ستفقد اثنين بدل واحد؟!"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
أنت تقرأ
كوبرا | Copra
Actionوضع حاجزًا مهولًا بينه وبين معنى الحياة منذ زمن طويل، لا يهوى أو يسعى إلا للانتقام. فهل سيكون هناك من يكسر هذا الجدار؟ أم سيبقى حبيس الماضي والذكريات؟