الفصل الحادي عشر

26 5 1
                                    

أخبروا كريستوفر بالمستجدات فأمرهم بالمتابعة حتى عثر على خمسة آخرين. طلب إحضارهم لذات المكان الذي تخلص به من الخونة السابقين، وفعل المثل أمام أعين الجميع مجددًا مما دبّ الفزع في نفوس البقية.
اقترب إلياس منه بينما يسأله:
"ألن يجعل هذا الباقون يخسرون ثقتهم بنا؟ إن لم يعد هناك ثقة متبادلة، سينهار كل شيء"
أومأ كريستوفر موافقًا ثم قال بصوت عالِ يسمح للجميع بسماعه:
"أكره فعل هذا ولا أطيقه، نحن نعمل معًا من سنوات، لا تجعلوني أفقد ثقتي بكم فتفقدونها بي، لدينا أهداف مشتركة سنتعاون للوصول إليها، فهل أنتم معي؟!"
صرخ الجميع دفعة واحدة بينما يرفعوا أياديهم للأعلى ب:
"معك يا زعيم"
ابتسم كريستوفر برضا وتابع:
"إذًا دعوني أرى إخلاصكم وتفانيكم، لنفعلها"
صرخوا مجددًا مؤيدين كلامه ثم انصرفوا لمتابعة أعمالهم.
شخر آندرو ساخرًا ثم قال:
"لم أتوقع كلامًا كهذا منك، رغم أنك أحسنت بقوله، هذا سيكوّن التوازن"
فتح كريستوفر هاتفه ثم قال:
"سأخرج، اهتموا بالبقية"
ليقول فيكتور بانزعاج:
"لم تستمر بالخروج بالمهام وحدك؟! عليك اصطحاب أحد ما ولو بالخفاء"
التفت كريستوفر له ثم قال بابتسامة كابتسامة النصر:
"ليس هذه المرة، هناك ما عليّ انهاؤه بسرعة لضمان سيطرتنا وازدياد قوتنا"
يبدو أن أحدًا ليس لديه فكرة عن ماهية هذه المهمة. خرج كريستوفر بالفعل ليقول فيكتور:
"الفضول يقتلني"
فكر آندرو قليلًا ثم قال بسرعة:
"روبينا، نوريس، لما لا تلحقان به؟! تجسسا عليه واعلما ماذا ينوي أن يفعل"
فسألته روبينا:
"ولم لا تفعلها أنت؟ أتنوي التخلص منّا بسهولة؟ انسى الأمر"
أومأت نوريس موافقة كلامها ليتابع الآخر تفسيره:
"أنتما أفضل الجواسيس لدينا، ولو كشفكما كريستوفر، سيتغاضى عن الأمر بالتأكيد"
لتقول نوريس ببرود:
"وهل على رأسنا ريشة؟!"
ضحكت روبينا على كلامها فقال إلياس:
"ولم أنت مهتم لهذا الحد للمهمة التي سيذهب إليها؟ عاجلًا أم آجلًا سنعلم بأمرها"
أومأت الفتاتين موافقتين لكلامه فقال آندرو كنوع من الدعابة:
"ماذا لو أنه يواعد إحداهن سرًا؟!"
وبلحظة سقط أرضًا. كانت روبينا من أسقطته بينما تقول:
"إيّاك والتفوه بالهراء مرة أخرى"
اعتذر لها بسرعة لتفلته قبل أن تكسر ذراعه فقال بتهكّم:
"ماذا جرى لك؟ لم كل هذا الغضب؟ هذا احتمال وارد"
صفعته على مؤخرة عنقه بينما تقول:
"إيّاك أن يسمع دارون"
التفت لها منزعجًا بينما يقول:
"ولو كان الأمر كذلك، حقه أن يتابع حياته بالنهاية، لا دارون ولا أنا ولا حتى أنت أو أي أحد آخر يمكنه منعه"
تنهد إلياس بثقل ثم قال:
"لم تأخذون مجرى الحديث بعيدًا؟ على كل حال، أنا متيقن أن كريستوفر شارف على إنهاء مهمته بينما أنتم لا زلتم تتناقشون"
تنهدت نوريس بثقل ثم فتحت هاتفها لتشهق بقوة:
"ماذا؟!"
اتجهت الأنظار ناحيتها فقالت بتعابير مصدومة لا توصف:
"تحليل آندرو صحيح"
"ها؟؟"
تفاجأ الجميع بما قالت لتدير لهم الهاتف. كانت صورة مرسلة لكريستوفر يجلس مع فتاة غريبة ليقول إلياس بعد أن ارتفعت الصورة لأعلى قليلًا:
"وصلت رسالة أخرى"
أدارت الهاتف ناحيتها ثم قالت بتململ:
"ما هذا الآن بحق الإله؟!"
ولم يكن إلّا حبيبها السابق يقول لها:
"كيف لك أن تثقي به وهو يخونك أمام أعين الجميع؟!"
لكنها أرسلت رسالة صوتية له بينما تصرخ:
"ومن أخبرك أنه حبيبي حتى تقول أنه يخونني؟!"
استوعبت ما قالته أخيرًا فنظرت للأعلى لترى تعابير البقية المصدومة فانفجرت ضاحكة بلا سبب محدد.
"ماذا كان هذا للتو؟ أكنت تتحدثين عن كريستوفر؟!"
مسحت دمعتها ثم قالت:
"صحيح، إنه مِيا، فهم الأمر بشكل خاطئ من آخر مرة"
ليقول إلياس متسائلًا:
"تقصدين الشاب من يومها، صحيح؟!"
أومأت ثم قالت:
"الغبي الأحمق يظن أنني استجبت لكريستوفر لأنني مرتبطة به"
انفجر آندرو ضاحكًا ساخرًا من الوضع بينما يقول:
"أنت حتمًا أضفت عنصر التشويق لهذه المافيا المملة، وماذا الآن؟!"
لكنها أجابته بصراحة:
"سأتجاهله، لم قد اهتم بتوضيح الأمور؟!"
ليقول فيكتور:
"لكني بتّ أريد أن أعلم لم يخفي هذا عنا بهذا الشكل، ومن تكون على أية حال؟!"
طلب إلياس من نوريس أن تعاود فتح هاتفها وتريه الصورة إن لم تمانع ففعلت.
فغر فاه ثم قال:
"أليست هذه الزعيم القادم لمافيا العاصمة؟!"
صرخ آندرو وفيكتور في آن واحد:
"مستحيل"
نظر إلياس بتعجب ناحيتهما ليقول آندرو:
"أيعقل أنه ينوي بناء العلاقات معهم؟"
تنهد إلياس بملل ثم قال:
"لم لا نعود لأعمالنا وسنسأله عن التفاصيل حين يعود؟ ألم يخبرنا أنه ينوي الإفصاح عن كل شيء على أية حال؟!"
كانت نوريس تنظر لمكان ما شاردة ليخرجها من شرودها إلياس الذي انتبه لها:
"أين شردتِ؟"
فقال آندرو بسرعة بينما يقترب منها:
"لا تخبريني أن شك المدعوّ مِيا في مكانه"
قلبت عينيها بملل ثم قالت بابتسامة تتوعد بالقتل:
"لا تقلق، ليس هنالك شيء من هذا القبيل. لكني أنا الأخرى عليّ التأكد من أمر ما"
قاطعها فيكتور منزعجًا أكثر:
"منذ متى وأفراد الكوبرا يخفون الأسرار عن بعضهم؟ هذا سيدمر كلّ ما بنيناه. إيّاك أنتِ أو كريستوفر أن تفكرا ولو مثقال ذرة أنني سأسمح لكما بهذا، الشوط الذي قطعناه بالفعل لا يمكن العودة منه الآن"
نفت برأسها بسرعة ثم قالت:
"لا تقلق، ليس بالأمر الجلل ولن أفعل ما قد يضر الكوبرا!"
لكنه التفت دون إضافة أي شيء وغادر.
عاد كريستوفر أخيرًا طالبًا عقد اجتماع عاجل.
"إذًا؟ لم نحن هنا؟!"
كان هذا آندرو ليجيبه كريستوفر:
"تقريبًا انتهيت من عقدي لصفقة مع عصابة العاصمة، لم يتبقى شيء سوى بعض الخلافات البسيطة، سأحلها قريبًا. لكنني أريد منكم التعاون معي لدعمهم في مهمتهم القادمة، نجاحها سيعطينا خطوة كبيرة في مهمتنا."
قطب إلياس حاجبيه بعدم فهم وقال:
"وكيف يكون ذلك؟!"
تنهد كريستوفر بثقل ثم قال:
"مهمتهم تقتصر على اختراق غرفة الجثث في مشفى المدينة، هنالك بعض الجثث التي سيتم تشريحها الليلة وعليهم استعادتها بأي ثمن، فعليها دلائل قوية على نقاط ضعف مافيا العاصمة وجرائمهم"
فقال فيكتور بتعابير مبعثرة:
"هذا يبدو معقدًا"
أومأ كريستوفر مؤيدًا ثم تابع:
"اشترطت عليهم أن أرى الجثث بنفسي وأستفيد منها قدر المستطاع، هذا هو موضوع خلافنا الحالي، فوراءه ستكون أسرار عظمى لهم بين يدي، لكنهم سيردون علي بعد ساعتين بإجابتهم، لذا كونوا مستعدين، قد نتحرك في أية لحظة"
لتسأله نوريس:
"ولكن، ما فائدة هذا لنا بالضبط؟!"
وقف كريستوفر من مكانه بينما ينظر إليها بحزم:
"لست واثقًا تمامًا من الفائدة الثانية، لكن الأولى ستكون ضمانهم في صفنا وقد نحتاجهم ضد الياكوزا، أما الثانية، فهي استغلال هذه النقاط ضدهم عند الحاجة للضغط عليهم"
لتقول روبينا:
"بالطبع لم يوافقوا عبثًا، سيكون هناك فوائد أخرى لهم غير استعادة جثثهم"
أومأ كريستوفر مؤيدًا كلامها ثم قال:
"تمامًا، مساندتنا لهم كمافيا ضخمة، ستعطيهم الأمان ضد مافيا أصغر، سيتدرب أعضاؤهم معنا تحت اشرافكم فيكسبون القوة ليخيفوا أعداءهم حتى دون الحاجة لنا"
ليسأل فيكتور مستفسرًا:
"ماذا لو استغلوا هذه القوة ضدنا؟! كيف سيكون موقفنا؟! علينا حساب كل كبيرة وصغيرة قبل الموافقة"
تنهد كريستوفر بثقل ثم قال:
"فعلت بالفعل، مجرد تفكيرهم بهذا يعني خيانتنا، قوانينا واضحة، سنبيدهم عن بكرة أبيهم، سيخضعون لرقابتنا كما سنخضع لرقابتهم لضمان عدم الإتحاد مع طرف ثالث قد يشكل خطرًا"
لم يجب أحد، فسأل:
"أية استفسارات أخرى؟!"
نفوا جميعًا فتابع:
"ممتاز، أبلغوا البقية بالتأهب حتى نتلقى الرد"
ليسأله آندرو:
"لا تسأل عن المصدر فحياتي على المحك، لكن لم قد تلتقي بها علنًا؟ ألن يشكل هذا خطرًا عليكما وخططكما؟"
ليجيبه الأقوى بشك:
"كلا، لن أقوم بشيء كهذا إلا لو حسبت ألف حساب لما هو قادم فلا تقلق"
خرج الجميع مسرعين ينفذون الأوامر عدا نوريس التي بدت شبه واعية لما يدور حولها. استوقفها كريستوفر متسائلًا:
"أنتِ بخير؟!"
التفتت له بسرعة وابتسمت:
"أجل بخير لا تقلق، لكن لدي سؤال لك بعيد عن موضوع مهمتنا، هو شخصي نوعًا ما"
أمال رأسه للجانب متسائلًا:
"أي سؤال هو هذا؟!"
تنهدت بثقل ثم قالت:
"هل علّم أحد ما سابقًا دارون عن أنواع الأسلحة أو ما الذي تستخدمه الشرطة بالضبط؟!"
فكر كريستوفر قليلًا ثم قال:
"لا أظنني فعلت، ربما آندرو أو البقية"
أومأت متفهمة ثم ابتسمت وقالت:
"لا تشغل بالك، كان مجرد فضول بسبب ما جرى اليوم، سأذهب"
أومأ لها فالتفتت وغادرت بهدوء.
نادى كريستوفر دارون فحضر له بعد مدة ليسأله:
"لم تأخرت بالرد هكذا؟!"
توتر الصغير للحظات ثم قال:
"لم أسمعك مباشرة، ما الخطب أبي؟ أنت بخير؟!"
أومأ كريستوفر بهدوء ثم سأله مجددًا:
"هل تميز أنواع الأسلحة؟!"
تبدلت ملامح الصغير مئة وثمانين درجة ليومئ فقال كريستوفر:
"لا تخف لن أغضب، هذا يصب في صالحك في النهاية، لكن، من علمك؟!"
ابتلع دارون ما بفاهه ثم قال:
"آندرو، آندرو من علمني .. "
آندرو؟! هكذا إذًا.
"أوه! إذًا لا بأس، لا تقلق كان مجرد سؤال، أخبرتني نوريس أنها لاحظت هذا ففكرت في سؤالك طالما أنني لم أفعل"
ابتسم دارون له ثم قال:
"لا عليك أبي، هل بامكاني الذهاب الآن؟!"
أومأ كريستوفر مجددًا ليخرج الصغير تحت تعابير كريستوفر المشوشة، تجاهل الأمر لفترة حتى ينهي صفقته، وسيتعامل مع هذا لاحقًا.
مرت الساعتين بالفعل، طلب كريستوفر حضور الجميع ففعلوا.
"حصلت على إجابتهم، سيعطونني ما أريد ويجيبون متطلباتي، بالمقابل علينا ضمان سلامتهم ونجاح المهمة، استعدوا، سننطلق في غضون ساعة"
انطلق الجميع بسرعة يتخذون أماكنهم ويشرحون الخطة لباقي الرجال. وصل قوات من مافيا العاصمة بالفعل بقيادة الآنسة من الوقت السابق، فاستقبلهم كريستوفر بنفسه ثم أمر رجاله بالتحرك فورًا بعد أن ترك بعضهم لحراسة دارون.
بدأوا تحركاتهم بخفة حول المشفى وأحاطوها بالكامل دون ملاحظة أحد، ثم انطلق جواسيسهم بمن فيهم نوريس، روبينا وكريستوفر للداخل.
قسموا أنفسهم وانطلقوا على شكل أزواج، فكانت نوريس مع كريستوفر اللذان انطلقا إلى أبعد غرفة متخفين بين حشود الناس.
"من أنتما؟! ماذا تفعلان هنا؟!"
سأل أحد الأطباء عن كيفية وصولهما كشخصيين عاديين إلى المشرحة. أشهرت نوريس سلاحها بسرعة نحوهم فقال كريستوفر:
"أحتاج بعض الجثث لديكم، هل من اعتراض؟!"
فقال أحدهم:
"هذا ضد القوانين، لا يمكننا إخراجها دون تشريحها ولا يمكننا اعطاؤها لك لمجرد طلبك لها، من أنت على أية حال؟!"
ابتسم كريستوفر بثقة ثم قال:
"كريستوفر كابوني، هل ساعدك هذا على فهم وضعك؟!"
اتسعت عيون الجميع وبدأوا يتهامسون فيما بينهم فسألت نوريس:
"ألن يعرضك هذا للخطر؟!"
نفى برأسه ثم قال مطمئنًا إياها:
"لا تقلقي، لن يجرؤوا على فتح أفواههم، أم أنني مخطئ؟!"
موجهًا سؤاله للأطباء فأفسحوا له المجال ليأخذ ما يريد. استدعى بضعة رجال آخرين لينقلوها.
خرج من هناك متثائبًا فقال فيكتور:
"هذا فعلًا ممل، توقعت أن يقاوموا على الأقل"
أومأ كريستوفر ثم قال متململًا هو الآخر:
"حين أخبرني بأمر القوانين، ظننت أنه سيتمسك بها حتى لو علم من نحن، لكنه كالفأر استسلم فورًا"
اجتمعت قوات الجيش والشرطة فجأة حول المكان. حاصروهم ليقول أحدهم بمكبر الصوت:
"أيها العامة، اختبؤوا في ملاجئ المشفى بسرعة، أفرغوا غرف المرضى في الحال، أما الكوبرا والعاصمة، أنتم محاصرون من كل الجهات، سلموا ما لديكم فورًا وإلا…"
رفع فيكتور أكمامه ثم قال بحماس:
"هذه هي الروح المطلوبة، لنستمتع بفعلها"
استعد الجميع بالفعل بمن فيهم رجال مافيا العاصمة، الذين قرروا الانصياع لأوامر كريستوفر فورًا لنجاتهم.
بدأ كريستوفر بتوجيه محاولاته لجعل الشرطة تتراجع دون فائدة، فقال:
"أنتم من جنيتم على أنفسكم. لا نية لي بأذية العامة على كل حال، لذا الفرقة الأولى والثانية، استلموا الجبهة الشمالية، الفرقة الثالثة والرابعة استلموا الجبهة الجنوبية، العاصمة، انقسموا فرقتين نحو الشرق والغرب، لا ترحموا أحد ولا تتركوا أحدًا خلفكم، نلتقي في المكان المتفق عليه خلال نصف ساعة، انطلقوا"
ثوانٍ وانطلق الجميع فورًا في مواجهة للجيش والشرطة، فصرخ كريستوفر بقوة:
"تجرأتم على اقتحام منطقتي مرة رغم الهدنة بيننا، وها أنتم تشنون الهجوم علي وسط الجموع، أنتم من بدأتم، وأنا من سأنهي"
ليقول ذات الشخص مجددًا:
"نحن من بدأنا؟ ألم تكن أنت من اقتحمت مشفى عام؟! عرضت المرضى والأبرياء للخطر .. "
قهقه كريستوفر بقوة ثم قال:
"لن يوقفني أحد عن إتمام مهمتي، وإن كان رئيسكم الحثالة، نحن الخارجون عن القانون لن نخضع لكم ولمتطلباتكم أبدًا، محاولاتكم ستبوء دائمًا بالفشل وستدمركم في النهاية، ضعوا كلامي هذا حلقات في آذانكم، لن اسامحكم البتة"
صرخ الآخر مجددًا:
"سحقًا لك! ما سبب كرهك للدولة بهذا الشكل؟!"
وهنا وجه إلياس سلاحه نحو رأسه وقال:
"قل كلمة أخرى وسأنسف رأسك"
فصمت الآخر بالفعل.
حضر آندرو بسيارة وسمح لكريستوفر وإلياس بالركوب ثم عادوا لمقرهم مجددًا دون أن تجرؤ الشرطة أو الجيش على اللحاق بهم بعد أن رأوا الخسائر التي تكبدوها بالفعل.
كانوا يجتمعون في ساحة المقر حتى انحنت زعيمة مافيا العاصمة، روجين، وقالت:
"شكرًا لكم على مساندتكم لنا، نحن ها هنا نعلن لكم أننا تحت رعايتكم وأوامركم، سنكون عند حسن ظنكم"
فانحنى رجالها كلهم لكريستوفر الذي قال:
"هذا ما أريده بالضبط. سأعطيكِ خيارين، إما أن يتواجد رجال خلال تشريحك للجثث وتفحصها كما يشاؤون، أو أن تخبريني بكل التفاصيل التي تنوين اخفاءها عن العالم، ولو علمت أنكِ تخفين شيئًا، هذا لن يصب في صالحك البتة، وأنتِ أدرى بوضعك"
أومأت متفهمة ثم قالت:
"أفضل أن أعطيك أنا المعلومات على أن تفهمها بشكل خاطئ، أنتظر تقاريري كل فترة حتى أنتهي منها كلها، وسأبلغك بهذا"
أومأ كريستوفر ثم قال:
"إذًا، ها نحن هنا نعلن اتحادنا، خيانتكم لنا ستعني نهايتكم، وأنتم أدرى بمعاملاتنا مع شركائنا، العقد الذي بيننا سيتم المضي حسبه بدءًا من اليوم، أتطلع لخدماتكم"
انحنت له مرة أخرى متشكرة ثم استأذنت وانسحبت مع رجالها بهدوء من المكان.
تنهد كريستوفر بثقل ثم سأل آندرو:
"أنت"
نظر آندرو ببراءة نحوه فتابع:
"متى سمحتُ لك بتعليم دارون عن الأسلحة؟!"
قطب آندرو حاجبيه بعدم فهم وقال:
"من؟ أنا؟ لم أفعل! ألم تكن أنت من طلبت مني تأجيل الأمر حتى تعطيني الأوامر بفعلها؟!"
أومأ كريستوفر متفهمًا ثم قال:
"هكذا إذًا، سيلعبون بهذه الطريقة"
ثم دخل راكضًا للمقر يتبعه البقية بينما يصرخ باسم دارون بكل ما أوتي من قوة.
حضر الصغير أخيرًا أمامه ليصفعه كريستوفر بقوة تحت أنظار الجميع المصعوقة، فكريستوفر ما كان ليفعل هذا لابنه في حياته.
"ما الذي يجري لك؟!"
كان يحملق بكفه ثم ابتسم بريب وقال:
"هكذا إذًا، من تكون؟!"
موجهًت نظرة ساخطة مرعبة للطفل فتراجع للخلف وقال:
"ماذا تقصد يا أبي؟! أنا دارون"
رفع كريستوفر رأسه للأعلى بينما لا تزال عينيه على الصغير ثم اقترب منه فحاولت نوريس إيقافه بقولها:
"ما الذي تنوي عليه؟ دع دارون وشأنه"
لكنه أمسك الفتى من شعره وقال:
"أنا لا أرى دارون حتى"
ثم نزع قناع الفتى بعنف تحت صرخاته المتألمة وقال:
"من أنت؟ أخبرني فورًا أين دارون وإلا مزقت جسدك لأشلاء"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن