الفصل الخامس عشر

29 4 3
                                    

أومأت له متفهمة فالتفتت للخلف لتجد دارون واقف مكانه شاردٌ، اقتربت منه وقالت بابتسامة:
"لنعد للداخل"
أومأ بابتسامة متكلفة فأمسكت يده ودخلت معه.
عاد الجميع فعلًا في اليوم الموالي على متن طائرة جميع ركابها هم رجال كريستوفر. دخولهم وحده هزّ كيان المطار بأكمله، من هيئتهم واضح أن من على متنها هم رجال المافيا. اتجهوا من فورهم بسياراتهم المعتمة للمقر، فكانت السيارة التي يركبها نوريس، دارون وفيكتور يقودها آندرو:
"إذًا، كيف كانت رحلتكم؟!"
فقالت نوريس بانزعاج:
"تتحدث كما لو كنا في رحلة ترفيهية، تعرضنا للكثير بالفعل، حتى أننا اكتشفنا بعض الخونة"
فقال آندرو متفاجئًا:
"خونة؟ من بين الرجال الذين أرسلهم كريستوفر لحماية دارون؟! مستحيل"
أومأت نوريس فتابع فيكتور موضحًا:
"لم يهيأ لي أنهم سيفعلون هذا، كانوا يحاولون استغفالي لاختطاف دارون بخداع بقية الرجال ونقله لمكان آخر، صدفة دخلت المنزل فوجدتهم يضربون الصغير ويحاولون حمله معهم، حاول مقاومتهم لكنهم تمكنوا من امساكه، لولا تدخلي والاستنجاد ببقية الرجال، ما كان لينجو، اكتشفت بعضهم لكن البعض الآخر لا يزال مجهول الهوية، لا أثق بكل من هنا، لذا علينا إيجاد حل سريع لهم قبل فوات الأوان"
تنهد آندرو بثقل وقال:
"أعلم كريستوفر بكل هذا؟!"
نفى فيكتور برأسه وقال:
"ليس بعد، لو أخبرته، لحضر للمطار بنفسه وفجر رؤوس كل من كان معنا، لربما فجّر رأسي أيضًا، ما أدراني؟!"
قهقه آندرو بشدة وقال:
"على أية حال، لن نؤجل الأمر، سنخبره فور وصولنا، علينا الانتهاء من هذا بسرعة. مع ذلك، قد يكون عليكما تحمل نوبة غضبه، لذا آنسة نوريس، لا تنفجري به كما السابق وحاولي استيعابه هذه المرة"
فقالت بملل:
"حسنًا حسنًا"
وصلوا بالفعل فكان كريستوفر على وشك الخروج لمكان ما، لكنه توقف حين رؤية السيارات قد وصلت فقال:
"كنت أخطط للذهاب والعودة قبل قدومهم، لكن لا بأس"
خرجت نوريس من السيارة وانتظرت الصغير حتى نزل، نظر لوالده بهدوء، لكنه انفجر باكيًا ثم ركض له مما أصاب الآخر بالذعر فانخفض لمستواه واحتضنه قائلًا:
"ما الأمر؟ ماذا جرى؟!؟"
فانتبه لآثار قبضة على عنقه وبعض آثار الضرب على يديه فقال بنبرة مخيفة دون النظر للبقية:
"ما تفسير وجود هذه العلامات؟!"
اقترب فيكتور منه وأخبره بكل ما لديه فقال:
"هكذا إذًا، على أية حال، ليس العدد الضخم هو القوة، لم لا نصفي بعض أعدادنا؟!"
ثم وقف مخرجًا سلاحه موجهًا إياه للرجال الذين كانوا مع دارون فأسرعت نوريس لإحدى السيارات وقالت:
"أنتظر، لا تتهوّر! فلتخرج الآن أيها الوغدّ"
بينما تشدّ شيئًا ما، ليخرج الخائن من السيارة مخفضًا رأسه فقالت نوريس:
"ليس عدلًا أن تقتل حتى من لا شأن لهم، لا يبدو هذا مألوفًا لك ولن تهتم لهذا، لكن ماذا ستسفيد لو لم تكشفهم جميعهم؟ ابدأ تصفية حساباتك بهذا"
ثم دفعته ليسقط أرضًا تحت أقدام كريستوفر ودارون. تنهد كريستوفر بثقل وقال:
"إلياس، قم بتأجيل موعدي، هنالك ما علي الانتهاء منه أولًا"
اتسعت عينا دارون مع كلام والده ليراه ينزل لمستوى الآخر، شدّه من شعره وقال بتعابير مخيفة:
"أنبدأ رحلتنا الآن؟ أظننا لن ننتهي قريبًا على أية حال"
ثم بدأ بضربه بيديه، قدميه، أسفل سلاحه، حتى أنه خلع حزامه وبدأ جلده به، بينما الآخر يصرخ من شدة ألمه دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب. استمر الأمر مدة ساعتين كاملتين، لم يكلّ كريستوفر ولا يمل أو يتعب، وعلى ذات الحال، بقي الجميع يتفرجون دون حراك.
وقفت نوريس جوار دارون وقالت:
"رغم أنني لا أشعر بالاستمتاع لرؤية هذا، لكن أترى؟ لن يتهاون في حمايتك ولن يسامح من يحاول أذيتك، قد لا يكون والدك مدركًا لكيفية اظهار مشاعره، لكنك بالتأكيد من أولوياته"
أخفض دارون رأسه للأسفل وقال وسط دموعه:
"آسف"
ثم سقط مغشيًا عليه.
صرخت نوريس منادية باسمه رافعة رأسه عن الأرض تحاول جعله يصحو. التفت كريستوفر للخلف فرأى إلياس يسرع له يتفحصه ثم حمله وراح يركض للداخل.
أمر كريستوفر آندرو فيكتور وروبينا بتولي الأمور بينما دخل مسرعًا يتبع نوريس وإلياس لفحص الصغير.
ظلّ يحوم حول الغرفة ذهابًا وإيابًا حتى صرخ به إلياس:
"هلّا أوقفت عادتك السخيفة هذه عند القلق؟ انك توترني، لا يمكنني التركيز"
لكنه تجاهل كلامه وسأل:
"ما الذي أصابه؟!"
شدّ إلياس على يديه وقال:
"توقف عن هذا حتى أنهي عملي وأخبرك بكل ما لدي"
اقتربت نوريس منه محاولةً تهدأته وجعله يجلس على الأريكة، لكن الارتباك واضح عليه، فرغم تعابير وجهه الجادة، إلا أنه لم يتوقف عن اللعب بأصابعه أو هزّ قدمه.
ضحكت نوريس على منظره فسألها متعجبًا:
"ماذا دهاك؟ أهذا موقف يثير الضحك؟!"
نفت برأسها وقالت:
"أبدًا، لكن منظرك هذا ظريف، لا بد من اخبار دارون عنه"
رفع أحد حاجبيه متعجبًا وقال بعد أن هدأت أعراضه قليلًا:
"ولم هذا؟!"
اخفضت رأسها للأسفل وقالت:
"دارون، يظن أنك لا تزال بعيدًا عنه، باعتقاده أنت لا تريد سوى الانتقام لزوجتك ولا تفكر فيه، يعتقد أنه خارج أولوياتك لدرجة أنك لا تحبه"
أدار جسده كاملًا ناحيتها وسألها:
"ما هذا الذي تقولينه؟!"
تنهدت بثقل وقالت بعبوس:
"هذا كله بسببك، أنت فاشل بإظهار مشاعرك والصغير يفهمها بشكل خاطئ"
"ماذا؟ من الفاشل يا هذه؟"
"ومن هي هذه؟ لدي اسم يا هذا"
فغر فاهه وقال مصدومًا:
"هذا؟ أتمزحين الآن؟!"
حاولت كبت ضحكتها فوقف إلياس أخيرًا، تنهد بعمق ثم قال وهو يلتفت لهما:
"انه بخير، يبدو أن مستوى السكر والفيتامينات لديه منخفض بعض الشيء، سيستعيد عافيته قريبًا"
الاثنان ينظران له بهول فتساءل:
"ما خطبكما؟!"
فصرخا به:
"ما خطب تنهديتك في البداية؟! أفكارنا تأخذنا وتعيدنا"
فضحك وقال:
"آسف. لكني سمعت حديثكما وأجده مضحكًا، على أية حال، شكرًا لك آنسة نوريس على كل جهودك، اعذراني"
ثم خرج تاركًا إياهما متعجبين من قوله:
"شكرًا على مجهودي؟ ماذا فعلت؟!"
فقال كريستوفر:
"سافرت مرتين في رحلة طويلة من أجل ابني، حتمًا شكرًا لك"
لم تعلم لم تشعر بالخجل فقالت:
"كلا، هذا لا يعد شيئًا يذكر"
وقف من مكانه وتابع:
"اذهبي لترتاحي، بالطبع لم يكن سهلًا، غادرت بعد مهمة وعدت بعد مهمة، لتأخذي قسطًا من الراحة لعدة أيام"
تشكرته ثم خرجت من هناك تنوي العودة لغرفتها، لكنها تفطنت لأمر الخونة فخرجت تلقي نظرة.
"ها؟ ما كل هذا؟ كيف؟ ماذا جرى؟!"
فقالت روبينا ضاحكة:
"بعد ضرب كريستوفر له، مجرّد أن قال آندرو بأنه سيستمر لوقت مضاعف اعترف بأسماء جميع الخونة، لم نبذل جهدًا حتى، الشكر لكريستوفر"
تنهدت نوريس بثقل وقالت:
"المهم أننا انتهينا من هذا، أستغرب أنهم لم يأخذوا درسهم المرة الماضية"
وكزتها روبينا على كتفها وقالت:
"يبدو أنهم تجرأوا بعد أن رأوا أن كريستوفر لم يتعرض لك وجلّ ما فعله كان طردك، حسنًا على حسب ما وصلهم من معلومات دون تفاصيل"
أخفضت نوريس رأسها للأسفل فقالت روبينا:
"أعتذر لم أقصد تذكيرك بهذا"
نفت نوريس برأسها وقالت:
"لا بأس، اعتذر لي بالفعل سابقًا، لا يهمني. على أية حال، أظنني سأعود لغرفتي واستغل عطلتي على أكمل وجه، أراكم لاحقًا"
"عطلة؟ أتمزحييييييين؟!"
صرخت بها روبينا فضحكت وقالت:
"للأسف لا. أراكم لاحقًا، اعملوا بجد"
واختفت عن أنظارهم.
ابتسمت روبينا ثم قالت:
"انها تستحق عطلتها هذه، أظن أن هنالك ما هو على وشك التغير أخيرًا، ستكون خطوة كبيرة لنا لو حدث هذا"
فقال آندرو متململًا:
"ماذا؟ أتخططين لتزويجه مرة أخرى؟!"
فقالت هنا:
"ولم لا؟ ألا يحق له هذا؟! أظن أنها تفعل الكثير من أجله على أية حال، حتى لو لم تفهم هي مشاعرها الآن، ستفهمها لاحقًا"
ارتمت نوريس بثقل جسدها على السرير بينما تفكر:
"حتمًا، لم أكن منزعجة وقتها، لم فهمتني روبينا على هذه الشاكلة؟ أشعر بالتعب، النعاس يغلبني…"
استيقظت على صوت طرق خفيف على الباب. اعتدلت بجلستها ثم أذنت للطارق بالدخول بعد أن علمت أنه لم يكن سوى دارون الذي سألها:
"هل أيقظتك؟ آسف"
نفت برأسها بابتسامة وقالت:
"لا تقلق حيال هذا، تعال اقترب"
ركض لها ثم جلس قربها على السرير فسألته:
"كيف أنت الآن؟!"
ليجيبها:
"بخير، أظن أن والدي سيخرج في مهمته الآن، رغم أنني وددت الجلوس معه بعض الوقت بما أننا عدنا توًا"
أمالت رأسها للجانب وقالت:
"ماذا؟ ألم تكن صحبته وأنا نائمة؟!"
نفى الصغير برأسه وأجاب:
"كلا! كان يخطط لأمر ما مع إلياس والآخرون"
أومأت متفهمة وسألت:
"إذًا، أهي مهمة هامة من أجل خطته؟!"
فكردارون قليلًا وقال:
"لست واثقًا من هذا"
وإذا بالباب يطرق فسمحت للطارق بالدخول.
لم يكن سوى كريستوفر الذي قال:
"دارون، ما الذي تفعله هنا؟ عليكما بالراحة"
كان الصغير على وشك الخروج حتى تمسّكت به نوريس وقالت:
"لا تذهب، ابقى هنا. وأنت كريستوفر، أمهمتك هذه تدعمك في خطتك؟!"
استغرب الأقوى سؤالها وأجاب:
"ليس صحيحًا! لكني لم أخرج بمهام كهذه من فترة لذا…"
قاطعت كلامه بقولها:
"حسم الأمر، لتبقى هنا أنت أيضًا."
حدّق بها بعض الوقت حتى استوعبت ما قالته فتابعت بتوتر:
"لا، لم أقصد هذا، كما تعلم، عدنا لتوّنا من سفرنا ودارون لم يكن هنا لفترة ففكرت بجعلكما تقضيان بعض الوقت معًا"
حوّل الآخر نظره للصغير وقال:
"بدّلا ثيابكما ولاقياني في الخارج"
ثم أخرج هاتفه وخرج من هناك بينما يطلب رقم أحدهم.
استغرب الاثنان قوله ليسأل الصغير:
"أننتظره بالخارج فعلًا؟!"
أومأت ليخرج الصغير لغرفته يبدّل ثيابه وتفعل هي الأخرى. التقى الاثنان في الممر فأمسكت يده وأخذا يتمازحان حتى خرجا من الباب الرئيسي.
كان الأطول يراقبهما بهدوء وهما يتضاحكان حتى وصلا له وقالا:
"نحن هنا"
فأجابهما بهدوء:
"أنا أرى. قبل أن ننطلق لوجهتنا، علي المرور بالمنزل بعض الوقت"
فتساءلت مستغربة:
"منزل؟ أولست تعيش هنا؟!"
"أتظننين حقًا أن هذا منزلي؟ لم نكن نعيش في المقر السابق قبلًا حتى … حتى الحادثة، لكن لحماية دارون ظننت أن هذا الحل أمثل حتى خطرت ببالي فكرة اخراجه من البلاد"
ابتسم دارون وقال:
"لم نذهب لهناك منذ فترة، ما وضعه يا ترى؟!"
"اركبا"
امتثل الاثنين لأمره، وضعا حزام الأمان لينطلق الآخر لوجهته.
وقفت نوريس مدهوشة من المنزل أمامها وقالت متعجبة:
"وااااااه! وتترك كل هذا لتعيش في ذلك المكان الكئيب؟!"
أطبقت فمها بقوة حين أدركت قولها ونظرت له فوجدته يبتسم بهدوء ثم انطلق للداخل.
"تريدين القاء نظرة؟!"
كان هذا دارون الذي سألها مقترحًا الفكرة لتومئ فأخذ يقودها للداخل.
أدلت باعجابها في تصميم المكان حتى وصلت غرفة الصغير فدخلتها معه.
"غرفتك رائعة، أهو ذوق والدتك؟؟!"
أومأت بحماس وقال:
"تريدين رؤيتها؟!"
أجابته قائلة:
"هل تمتلك صورًا لها؟!"
فتح درج مكتبته مخرجًا البوم صور ومذكرات. جلست قربه على السرير فناولها المذكرة قائلًا:
"يمكنك قراءتها لو أردتِ"
نفت برأسها يمنة ويسرى وقالت:
"لا بأس"
لكنه ناولها إياها فاتحًا ألبوم الصور وأخذا يقلّبان به فقالت:
"إنها آية في الجمال. أتفهم لم لم ينظر كريستوفر لفتاة أخرى للآن"
ضحك دارون معها وقال:
"إنها الأروع فعلًا، أتمنى لو لم تفارقنا"
احتضنته الكبرى بقوة وقالت:
"حسنًا، ما جرى قد جرى، لكن تأكد، أن أكثر من يحبك والدك …"
بتر حديثها وقال:
"ماذا عنك؟ دائمًا ما تتحدثين عن محبة والدي لي، لكن، ماذا بشأنك أنت؟!"
قرصت وجنتاه وقالت:
"بالطبع أحبك، وكيف لا أفعل وأنت بكل هذه الظرافة؟!"
ابتسم بهدوء مغلقًا البوم الصور وقال:
"أتمانعين لو ناديتك أمي؟!"
حدّقت به مطولًا بصدمة لم تعلم كيف تفكر أو ما تقول حتى ضحك الصغير وقال:
"آسف لو أزعجتك، خرج مني هكذا دون تفكير"
ابتسمت له بدورها وقالت:
"هذا لم يزعجني لكنه مفاجئ قليلًا، ثم أنه سيكون من الصعب قليلًا مقارنتي بأمك، بمجرد رؤية صورها وتعلق والدك بها يجعل أمر تصديقي لقولك صعبًا"
كان كريستوفر قد انتهى من أخذ ما يريد متوجهًا للاثنين، لكنه وقف خارجًا بعض الوقت يستمع لحديثهما حتى تفاجأ بما سمعه.
تنهد بثقل ثم ابتعد قليلًا وقال مناديُا:
"أين أنتما؟ لنذهب"
وضعت نوريس المذكرة في حقيبتها ثم خرج الاثنين من هناك، أغلقت نوريس الباب خلفها ثم أمسكت يد الصغير واتجها لكريستوفر وهما يتضاحكان مجددًا.
اتجه بهما كريستوفر إلى مدينة الملاهي، لعب الاثنين العديد من الألعاب بينما الآخر يحدق بهما بهدوء يفكر في قول ابنه سابقًا.
تعبت نوريس بعد فترة فجلست على المقعد جوار الآخر بينما دارون يحاول جرّها للعب مجددًا فقالت:
"توقف أرجوك، ما عدت أشعر بقدماي، سآخذ قسطًا من الراحة العب وحدك قليلًا وسآتيك قريبًا"
عبس مومئًا ثم استدار ليغادر فقالت:
"لا تبتعد عن ناظرينا"
التفت لها مبتسمًا ثم لوّح بيده وغادر.
"لا أفهم من أين له كل هذه الطاقة، جسدي متعب أكثر مما يكون بعد مهمة بمراحل"
ابتسم كريستوفر لقولها فانتبهت له لتحدّق به بهدوء بينما تفكّر أنه لسبب ما يبتسم كثيرًا اليوم.
ورده اتصال من فيكتور فأجاب:
"أجل؟ ماذا؟ هكذا إذًا .. كلا! تدبروا الأمر أنتم .. أنا خارج الخدمة اليوم"
تمكنت من سماع صرخة الآخر عبر الهاتف المندهشة فأغلق كريستوفر الخط بينما يحدق بملل بشاشته. وضعت نوريس يدها على جبهة الآخر فاندهش لفعلتها وسألها:
"ماذا تفعلين؟!"
فقالت بلا تفكير:
"أتأكد من أنك لم تصب بالحمى، هذا غريب"
أبعدت يدها بهدوء واضعة إياها على ذقنها وهي تفكر:
"عقلي لا يحتمل هذا، مهلًا لحظة، ماذا لو استبدلوك كما استبدلوا دارون من قبل؟"
قالتها فزعةً منتفضةً من مكانها فانفجر ضاحكًا على قولها وأجاب:
"لا أفهم سبب تعجبك هذا، ألا يعجبك الوضع الحالي؟!"
كان دارون يحمل بعض المثلجات بيده لكنه أسقطها حين رأى والده بهذا الوضع فالتفت الاثنين له. أسرعت نوريس له وقالت:
"أسقطتها، لنذهب لشراء أخرى"
لكنه صرخ:
"أهذا والدي؟!"
مشيرًا له بسبابته. تنهد كريستوفر بثقل وقال:
"انتهت النزهة، سنعود"
عبس الاثنان لكنه لم يعرهما اهتمامًا واتجه للسيارة فلحقا به.
"اسبقاني أنتما، سآتي في الحال"
كانت هذه نوريس التي ركضت لمكان ما بعد أن تفطنت لأمر ما، فأمسك دارون يد والده وسارا معًا.
"أتجدني غريبًا حقًا؟!"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن