فكر دارون بعض الوقت وقال:
"توقف عن ازعاجي. أنت تعلم جيدًا كم ارتعبت من فكرة فقدانك سابقًا، لا أريد عيش هذا مرة أخرى، ولا أريد أن يراودني ألم الفقدان مجددًا، أنا لا ألهو هنا، ولا تعاملني كطفل لا يفقه شيئًا!"
ليجيبه كريستوفر مستفزًا إياه:
"لكنك طفل بالفعل، كيف تريدني أن أعاملك كشخص بالغ؟!"
انفجر دارون غاضبًا وقال:
"لا تحادثني إذًا إن كنت تراني لا أفهم!"
ثم استدار ينوي الخروج من هناك لكن ذراع الأكبر أسرع وأقوى من جسده الضئيل ليقول من بين ضحكاته:
"حسنًا حسنًا توقف! أنا أمزح معك، وأعدك أني لن أدعك تخسر شيئًا مجددًا ولا حتى أنا، لذا تعال إلى هنا"
التفت الأصغر له بهدوء وسأل:
"تعدني؟!"
أومأ كريستوفر بابتسامة ثم قال محتضنًا إياه:
"أنت عالمي، ولن أسمح لك بأن تُكسر"
احتضنه الصغير بينما يقول:
"أحبك بابا"
استيقظت نوريس صباح اليوم التالي كعادتها، قامت بروتينها ثم اتجهت للأسفل لتسمع آندرو يضحك بقوة. انضمت للبقية ففهمت فورًا أنه قد قال شيئًا مزعجًا مجددًا، ليدخل دارون راكضًا بينما يسأل البقية:
"اليوم عطلة، وقد سمح لي والدي بالخروج شريطة أن يتواجد أحدكم معي، من سيأتي؟!"
لتقول نوريس:
"لم لم يقترح أن يذهب هو؟!"
ليقول دارون ببساطة:
"لقد رفضته، سيجعلني أعود بسرعة وأنا أريد قضاء بعض الوقت"
فكرت نوريس قليلًا ثم قالت:
"أظنني سأذهب، أحتاج إلى شراء ملابس جديدة"
لتقول روبينا مباشرة:
"إن كان الأمر كذلك، أظنني سأذهب أيضًا"
أومأت لها نوريس ليقول دارون منزعجًا:
"هااا؟ أريد اللهو وتناول الطعام والتنزه هنا وهناك لا الجري وراءكن وثيابكن"
انخفضت نوريس لمستواه وقالت:
"أولسنا هناك لتمضية الوقت؟! يمكننا فعل هذا، كلما تعبنا نتناول شيئًا ونستريح لبعض الوقت"
ليقول آندرو:
"يا حبيبي، طارت ثروة الكوبرا"
ليجيبه دارون هذه المرة متخطيًا كل التوقعات:
"لن تنهيها أشياء كهذه، ستحتاج لقرون حتى تفعل، هلّا ذهبنا؟!"
أومأت نوريس بحماس لتخرج من هناك صحبة روبينا والصغير.
استمتعوا أولًا بتناول وجبة الإفطار، ثم اتجهوا لأول مجمع تجاري صادفوه لتبدأ رحلتهم هناك.
بعد قضاء بعض الوقت، وقبيل قرارهم بالعودة، أراد دارون تناول بعض المثلجات. توقفوا أمام الثلاجة ليبدأ دارون بالنظر فيها علّه يختار شيئًا، فاخترق مسامع الأخرى صوت لم تسمعه من فترة يقول:
"نوريس؟ أهذه أنتِ؟!"
رفعت رأسها تنظر للذي سأل لتقول بعد أن أدركت هويته:
"هذا .. صحيح .. مر بعض الوقت"
ليسأل:
"لديك بعض الوقت؟!"
نظرت ناحية روبينا لتشير لها أنه لا بأس فقالت:
"أجل، لكن يبدو أنك المشغول"
خلع ثياب العمل وقال:
"سيدي سأخرج بعض الوقت"
ليقول الصغير:
"لكني لم أحصل على مثلجاتي بعد"
ليسألها الأكبر:
"من هذا؟!"
فقاطعهما دارون بقوله:
"لا تتجاهلني"
ابتسم الآخر بتكلف وقال:
"حسنًا إذًا، ما هو طلبك؟!"
اتسعت ابتسامة دارون وقال:
"أعطني إياها بنكهة الشوكولاة"
نفذ الآخر طلبه بسرعة ثم طلب من نوريس الجلوس في زاوية ما ولم يمانع بقاء الاثنين الآخرين.
"إذًا كيف حالك؟!"
سألها مستفسرًا فابتسمت وقالت:
"أنا بخير، ماذا عنك وأحوالك؟!"
فأجابها مبتسمًا:
"الآن أصبحت بخير. أين اختفيت كل هذا الفترة؟! والدك رفض اعطائي أي معلومة عنك حتى رقم هاتفك، وحين أخبرته أنني سأبلغ الشرطة أخبرني أنك بمكان آمن ولا داعي للقلق، لم أتمكن من عدم التفكير"
فكرت قليلًا بينها وبين نفسها:
"هل يرى والدي وجودي مع المافيا آمنًا حقًا؟!"
"أووه لا عليك، أنا بخير حقًا"
"لن تخبرينني إذًا بما يجري معك؟!"
نظرت مباشرة لعينيه فتابع:
"متى أصبحتُ غريبًا عنكِ هكذا؟!"
حسنًا هي لن تكشف له تورطها مع المافيا، عملها معهم الآن، وأنها في الحقيقة مع ابن رئيسها بالضبط.
"لا تفهمني بشكل خاطئ، لكن، لدي أسبابي بالفعل .. "
لكنه رصّ على أسنانه وقال:
"لم تفعلين هذا؟! لم أنتِ مصرة على ابعادي عنك طوال الوقت؟! أين أخطأت في حقك؟!"
ارتبكت الأخرى ولم تعلم كيف تبرّر موقفها لتسمع صوت أحدهم خلفها:
"ماذا تفعلان هنا؟! ومن هذا؟!"
التفت الجميع نحو الصوت لتقول نوريس مندهشة:
"كريستوفر؟! إلياس؟! ماذا تفعلان هنا؟!"
لينظر لها بملل ويقول:
"أنا من سألتك أولًا فأجيبي"
لتقول بسرعة:
"حسنًا، هذا صديق لي، رآني صدفة وجلسنا نتحدث هنا"
نظر كريستوفر ببرود للآخر وقال:
"فهمت. إن كنتم قد انتهيتم لنغادر"
لتقف بعد أن التفتت للآخر مبتمسة وقالت:
"نلتقي لاحقًا"
لكن الآخر وقف غاضبًا وقال لها:
"من هذا على أية حال؟! لم تستجيبين له ولا تخبرينني ما يجري معك؟! هل يهددك؟! بإمكاني مساعدتك"
انزعج كريستوفر من قوله فسأل:
"ماذا؟! من أنت لتقف أمامي؟!"
نوريس مدركة تمامًا أنه لو أزعج كريستوفر أكثر من هذا سيرتكب جريمة بحقه لذا قالت بسرعة:
"لا تفهمني هكذا، لنتحدث لاحقًا وسأوضّح لك كل شيء"
نظر لها بنظرة ميتة خالية من أي مشاعر:
"لا شكرًا، ما عدت أريد أن أعرف شيئًا عن شخص غريب عني"
حاولت إيقافه لكنه غادر كما العاصفة.
لتسمع كريستوفر يقول:
"دارون، لنغادر"
ثم أمسك يده بنيّة الرحيل. اقتربت روبينا من الأخرى وسألتها:
"أنتِ بخير؟!"
ابتسمت نوريس لها وقالت:
"بخير لا تقلقي، لنلحق بهم ونغادر معًا"
أومأت لها موافقة لتخرج الاثنتان من هناك.
"أنتما كالسلاحف، لم لا تعجّلان قدميكما قليلًا"
كان هذا دارون، لتقول روبينا موبّخة له:
"أنت تتعلم الكثير من آندرو، لا تتأثر به وٱبقى على سجيتك"
ليقول إلياس مبديًا رأيه:
"حسنًا، دائمًا ما أكون حيادي، لكني هذه المرة أتفق مع روبينا"
ليقول دارون باستياء:
"هل ما تقولونه صحيح؟! لا أريد أن أكون مثله"
فقالت روبينا بعد أن انحنت لمستواه:
"لا تستمع له ولا تقضي الكثير من الوقت معه"
أومأ الصغير شاعرًا بالندم ليقول كريستوفر:
"لنذهب"
في طريق عودتهم سأل دارون:
"نوريس أنتِ بخير؟! لا تبدين على سجيّتك!"
لتقول بانزعاج شديد:
"لم يفعل هذا الأحمق كل هذا؟! أنا من سأموت من فرط التفكير الآن، ما خطبه على أية حال ولم هو غاضب هكذا؟!"
ليقول إلياس:
"تتحدثين عن الشاب من الوقت السابق؟!"
أومأت له لتقول روبينا:
"أنتما فقط صديقين؟! لم يبد هذا لي بصراحة"
تنهدت الأخرى وقالت:
"هو يمتلك مشاعرًا اتجاهي بالفعل، لكن هذا لا يبرر تصرفاته، أنا رفضته سابقًا على أية حال وعلى حد علمي هو مرتبط الآن"
لتقول روبينا:
"هيييه، ما هذا التناقض الغريب لديه؟!"
نفت نوريس برأسها غير مدركة للأمر ليقول كريستوفر:
"الأهم الآن، أريد شكرك لأنك لم توافقي على شخص مثله، لو أخبرتني للتو أنه خطيبك لأنزلتك من السيارة دون سؤال عنك ولن يهمني أمرك"
حلقة جار التحميل باتت واضحة على جبينها لتسأل:
"عفوًا؟! لكني لم أفهم"
ليقول كريستوفر غير مستوعب لموقف الآخر أيضًا:
"وإن لم يدرك هوياتنا وحقيقة ما تخفينه، ألم يفكر لوهلة أنه قد يعرض حياته للخطر؟! جازف وحاول الاصطدام معنا، أحيي شجاعته وحدها من بين كل صفاته، ثم لا تنسي أن أمركم جميعًا يهمني، لن أتحكم بحياتكم الشخصية لكن لو رأيت أمرًا واضحًا كهذا لن أغض البصر"
ضحكت نوريس على كلامه فسألها:
"ما المضحك في هذا؟!"
فأجابته:
"قلت كل ما بخاطري. على أية حال، هو ليس بالشخص السيء، لكني ما كنت لأنسجم معه فعلًا، لطالما ما ظننت أنه يعرف حدوده مع أصدقاءه، لكن لو تطور الأمر بيننا لأكثر من هذا، أظنه سيحاول السيطرة على كل شيء في حياتي، نوعًا ما هو متملك من هذه الناحية"
ليقول إلياس:
"كان ليكون وضعكما مضحكًا"
لتقول نوريس:
"أرجوك، لا أريد السخرية منه أكثر من هذا"
أدار الآخر وجهه للناحية الأخرى ليقول دارون:
"أنت تضحك صحيح؟!"
لتنفجر نوريس ضاحكة فسألها كريستوفر مستفسرًا:
"لا أفهم، لم تضحكان؟!"
لتقول روبينا ببرود:
"لو علمت أرجوك أخبرني"
فأجابت نوريس:
"حسنًا، صفعته عدة مرات سابقًا بالفعل، لكنه مصر على العودة، وأنا لا أريد الإرتباط صراحة، فقد كنت سبب انفصالنا أصلًا، ولا أظنني سأنجح بأية علاقة كهذه، أنا الأسوأ بالفعل. يا أخي، لما عليّ الحديث معه طوال اليوم؟! لم سأحتاج أن أخبره أين أذهب وأين آتي؟!"
ليقول إلياس:
"حسنًا، لا أتفق معك بالثانية، بما أنك مرتبطة به، عليه أن يكون على علم بمكانك، ماذا لو أصابك مكروه ما؟!"
لتقول بينما تنفي برأسها:
"لو كان الأمر كذلك لما مانعت، لكنه كان يحشر نفسه في كل مرة أريد بها الخروج، وكلما حدثته حول الأمر، يقول أنه يخاف ويغار علي، حتى رأيته يومًا مع فتاة أخرى فاستغللت الفرصة وانفصلت عنه، رغم أنه يدعي أنني فهمت الموضوع بشكل خاطئ"
نظر كريستوفر لها ببرود وقال:
"هيييه! تجعلينني أريد العودة لتزيين جبهته برصاصة"
لكن الأخرى بسرعة نفت وقالت:
"أرجوك لا تفعل، الأمر لا يستحق!"
لتقول روبينا متسائلة:
"بالتفكير بالأمر، نحن لا نعرف الكثير عن بعضنا"
فكرت نوريس قليلًا ثم قالت:
"يهيأ لي أن لكم قصصًا مشوقة تحكونها عن كيف انضممتم للكوبرا"
ليقول دارون هو الآخر:
"حتى أنا لا أعلم حكاية الجميع، هل نجمعهم ونسألهم حول هذا؟!"
أومأت نوريس موافقة ليقول كريستوفر:
"تأكدوا أنكم لا تعقيقون مهام أحد، بعضها لا يحتمل التأخير"
صفّق الاثنين بحماس ليكونوا قد وصلوا بالفعل للمقر.
نزل دارون راكضًا للداخل ينادي كل من آندرو وفيكتور لينضما إليهم، فأخبروه أن يؤجل الأمر لوقت متأخر من الليل. انزعج من كلامهما لكنه وافق لألّا يعصي أوامر والده.
حلّ الليل بالفعل، وها قد حان وقت اجتماعهم، ليدخل آندرو متثائبًا بينما يقول:
"ما خطبكم؟ ولم فكرتم بهذا الآن فقط؟!"
ليقول فيكتور بابتسامة عريضة تكاد تصل ما بين أذنيه:
"هذا لا يهم، لنستمتع بهذا"
التفوا جميعا حول طاولة الاجتماعات لتسأل نوريس:
"كريستوفر لن يأتي؟!"
ليجيبها آندرو:
"وتسألين عن هذا؟ هو يعلم حكايا الجميع، لم قد يرغب بالاستماع لهذا؟!"
لتجيبه بصراحة:
"أظن أنه قد يكون لديه جانب مختلف من القصة ووجهة نظر معارضة، ألا يجب أن نناديه؟!"
فكرت روبينا قليلًا ثم قالت:
"وجود وجهة نظر مختلفة للقصة سيجعل الأمر أكثر تشويقًا"
أومأت نوريس بحماس ليتصل آندرو بتنهد على كريستوفر يطلب قدومه، لكن الأخير رفض. أغلق آندرو الخط. أنتظر بعضًا من الوقت ثم اتصل مجددًا وقال بصراخ:
"كريستوفر أسرع إلى هنا، دارون يعاني من نوبة هلع بعد أن كذب فيكتور عليه وأخبره بقصة مرعبة لا تصدق"
لم يسمع إجابة الطرف الآخر، لقد فصل الاتصال. فقال:
"فيكتور، اختبئ فورًا"
ليقول فيكتور بتعابير مرعوبة:
"أنت وغد حقير. هذه نهايتي. وصيتي، نعم وصيتي، أرجوكم أوقفوه ليتما أكتبها، أوتعلمون؟ سأقولها، نعم سأقولها، أرجوكم لا تقطعوا جسدي وتبيعوا أعضائي، وأبلغوا الجميع تحياتي وأنني أحبهم ولن أنسى أحدًا منهم، ولا تجعلوا كريستوفر يشعر بالذنب بل ألقوه كله على هذا الوغد، والآن أنا مستعد للموت"
ليصفق كريستوفر الباب بعنف، شحب لون فيكتور حد الجحيم وارتخت عضلاته ليقول آندرو ببساطة:
"ها قد حضر"
فهم كريستوفر الوضع بسرعة فأخرج سلاحه ووجهه ناحية آندرو مطلقًا عليه عدة مرات مما دفعه والبقية للاختباء. اقترب كريستوفر منه ببرود بينما يقول:
"إذًا سيد آندرو، كيف تفضل الموت؟ هل أقطع أطرافك وأنت حي ثم أستأصل أعضائك الداخلية؟ أم أغرز ألف ابرة في جسدك وأضعك في قدر ماء يغلي؟ وربما أقوم بفصل أظافرك عن لحمك، ثم أشوي جسدك رويدًا رويدًا. أخبرني، مع كل هذه الاحتمالات، أيّها تفضل؟!"
أطل آندرو برأسه فأطلق الآخر عليه مجددًا لكنه تفاداها وقال:
"حسنًا آسف آسف! كنت أمزح، فكرة جعلك تنضم لنا كانت فكرة الفتاتين، أنا فقط بالغت بالتنفيذ لم أقصد، اعفو عني لم يحن الوقت بعد لموتي"
تنهد كريستوفر بثقل ثم جلس على أحد الكراسي وقال:
"لم لا تبدأ أنت أولًأ؟!"
ابتلع آندرو ما بفاهه ثم أطلّ برأسه مجددًا وقال:
"أوامرك"
"اجعلها شيقة وإلا لن أسامحك"
ليخرج الجميع من مخبأهم. اقترب دارون من والده وجلس بحضنه ليتموقع البقية على مقاعدهم كأن شيئًا لم يحدث من لحظات فباشر آندرو القول بهدوء كما لو أن حياته لم تكن على المحك:
"حسنًا، أظن أنني من سيبدأ. حتى أتممت عامي العشرين، كنت لا أزال أعيش في منزل والدي، لكني بتّ أشعر بالاختناق رغم أن مساحته شاسعة ولدي كل ما أحتاج، فوالدي كان رجلًا مهمًا في النهاية. تشاجرت مع والدي عدة مرات، إما لأني أريد الخروج، أو لأني عدت من الخارج. لم أكن أدرك السبب وراء عدم سماحه لي بالحراك بحرية، لذا ما كان مني إلا أن تشاجرت وإياه وهربت ليلًا. ليس لي أصدقاء ولا معارف ولا أعلم أين أذهب. تشردت في الشوارع عدة ليالٍ دون أن يبحث عني أحد، يبدو أنه سئم من تحكمه بي أخيرًا، أو هذا ما كنت أظنه. رأيت محلًا لرسم الوشوم وأعجبتني الفكرة، دخلت إليه أسأله عن عمل، رفض في البداية فعل ذلك فأنا لا أزال صغيرًا حسب قوله، لكنه وافق بعد أن شهد ابداعي في خلق أفكار جديدة والرسم. عملت هناك فترة، حتى تتبع أثري أبي. بدأ بارسال بعض البلطجية خلفي وتهديد المحل بطردي أو تدميره، فما كان بوسعي إلا الهرب. حتى فكرت بالانضمام للمافيا للوقوف بقوة أمام وجهه، فلن يسعني الهرب طوال حياتي"
ليتابع كريستوفر بملل:
"هيييه! يبدو أنك نسيت رفضي لك عدة مرات"
ليجيب الآخر بسرعة:
"كلا لم أنسَ، فقد رأيت قدراتي واعترفت بها فقبلت بي"
ابتسم كريستوفر بفخر لتقول نوريس:
"هذا قاسٍ. لم يحرمك من فعل ما تحب؟! حتى أنك لم تطلب شيئًا، هذا حقك بالنهاية .. "
رفع كتفيه بالتزامن مع زمّه لشفتيه دلالة على عدم علمه أو فهمه لطريقة تفكير والده، ليقول دارون:
"أريد سماع قصة فيكتور، قصتك مملة يا سخيف"
حسنًا هي ليست كذلك، لكنه لن يعترف بهذا ولن يخسر أمام استفزاز آندرو لهم، وهذه فرصة سانحة فكر باستغلالها.
فهم كريستوفر هدفه بسرعة فضحك وقال:
"أظن أن كلامك صحيحًا، سينال عقابه بعد هذا. لنرى ما بجعبة فيكتور إذًا، سنحكم على أفضل قصة في النهاية"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
أنت تقرأ
كوبرا | Copra
Actionوضع حاجزًا مهولًا بينه وبين معنى الحياة منذ زمن طويل، لا يهوى أو يسعى إلا للانتقام. فهل سيكون هناك من يكسر هذا الجدار؟ أم سيبقى حبيس الماضي والذكريات؟