الفصل السابع عشر

26 4 2
                                    

أخذتها روبينا لغرفة الاجتماعات وجلست تحادثها بحذر حتى دخل دارون بعد أن استيقظ وقال:
"أين أب… ما الذي تفعله هذه هنا؟!"
موجهًا نظرة مريبة لروجين. اقتربت روبينا منه لكنه لم يحرّك نظره عن الأخرى فقالت:
"اهدأ دارون! كان هناك سوء فهم، تفاهم والدك معها"
نظر دارون لها وسأل متعجبًا:
"وماذا سيفعل والدي؟!"
فأجابته الأخرى:
"سيجعل نوريس ترافقها لتتجسس عليهم هناك"
"وكيف تسمون هذا تجسسًا إن كانت تعلم؟ ماذا لو أخبرت رفاقها؟!"
فقالت روبينا محاولة طمأنته:
"لا تقلق، فلو كانت لا تعلم العواقب، ما كانت أتت لتوضح سوء الفهم"
موجهة نظرة مخيفة للأخرى التي أومأت بسرعة وإذا بنوريس تدخل بينما تقول مدهوشة:
"ما الذي سمعته للتو؟! هل كريستوفر بكامل قواه العقلية؟ كيف يثق بهم مجددًا؟!"
لم تعر اهتمامًا للأخرى التي وقفت من مكانها على الفور فأجابت روبينا بعد أن وقفت هي الأخرى:
"نوريس، تبدين بخير. اهدأي، كريستوفر لا يثق بهم وقد أوضح لها هذا، لذا فكّر بارسالك"
تنهّدت نوريس وأومأت معلنة أنها ستمتثل للأوامر رغم أن هذا لم ينل إعجابها.
عادت لغرفتها يتبعها دارون بينما يقول:
"ما الذي يفكر به والدي؟! ما عدت أفهمه"
أومأت نوريس موافقة وأردفت:
"ولا حتى أنا .. "
فاخترق صوته مسامعهما وهو يقول:
"أتتحادثان حولي من خلف ظهري؟ هذا مشين. منذ متى وأنت تجيد النميمة سيد دارون؟!"
التفت الاثنان له بسرعة متفاجئان فضحك ساخرًا وقال:
"سأوضح لكما كل شيء، اتبعاني"
نظر الاثنان لبعضهما بدهشة ثم امتثلا لطلبه.
"أعلم أنك لا تزالين مرهقة، وأنني ضغطت عليكِ كثيرًا مؤخرًا، لكني أريد منك القيام بهذه المهمة"
ضمّت يديها لصدرها وسألت باستنكار:
"ماذا لو رفضت استلامها؟! يمكن لروبينا القيام بها"
نفى برأسه معلنًا أن هذا لن يحدث وقال:
"عرضت عليها الأمر، لكنها رفضت قائلة أنّ لها أسبابها، أمرتها أن تخبرني بها لاحقًا وحوّلت المهمة لك، أحتاج لفتاة هنا"
نظرت له بملل ثم استوعبت ما تقوم به فتحمحمت وقالت:
"احم .. وماذا إن رفضت؟!"
فقال بينما يقلب الملفات بين يديه:
"رفضك مرفوض، تقرر الأمر، أنت مجبرة على هذا"
فقالت بعد أن لم ينل الأمر اعجابها:
"ها؟ ولم يحق لروبينا أن ترفض وأنا لا؟!"
وضع الملفات جانبًا وقال بينما يقترب منها:
"كان اقتراحًا من البقية بشأن روبينا، أما في حالتك، فهو أمر"
دفعته للخلف باصبعها وقالت:
"حقًا؟ أنا متعبة، لن أقوم بهذا .. "
رفع الآخر رأسه عاليًا وتنهد بعمق مغلقًا عينيه وقال:
"أنت مصرة على ازعاجي إذًا؟ منذ متى وأنت لك الجرأة؟!"
أمسك دراون يدها وقال:
"مذ أنني سأدعمها؟!"
تفاجأ الاثنين منه فانخفضت نوريس لمستواه وقالت بينما تقرص وجنته:
"ما هذا النضووووج؟ أحبك يا فتى"
ضحك دارون معها وقال:
"وأنا أحبك نوريس"
قلّب كريستوفر عينيه بملل وقال:
"ليس لي خيار إلّا هذا"
ممسكًا دارون من يده بقسوة وقال بينما يجره خلفه:
"لن تريه مجددًا إلا بعد انتهاء مهمتك بنجاح"
وقفت مصعوقة من تصرّفه بينما دارون يصرخ عليه:
"دعني، أبي دعني، ما مشكلتك؟ لا تريد الانصياع للأوامر وترفض مهمتها ما المشكلة؟! دعني أنت تؤلمني .. "
أتى البقية ليروا سبب صراخ الآخر فتساءلت روبينا:
"ما الأمر؟ ماذا يجري؟!"
فقال كريستوفر بحدة:
"لو ظن أي منهما أن توافقهما يمكنه أن يغير أوامري أو قوانين المافيا، فهما يحلمان"
مبتعدًا عنهم يجر الصغير بقسوة بينما الآخر لا يزال يصرخ طالبًا من أحدهم انقاذه.
أسرعت روبينا للداخل فوجدت نوريس لا تزال واقفة مكانها فسألتها:
"ما الذي جرى؟ لم يتصرف كريستوفر هكذا؟!"
تنهد الأخرى وقالت:
"لأنني ببساطة رفضت المهمة ووقف دارون بصفي"
تنهدت روبينا بثقل وقالت:
"أرجوكم أخرجوا جميعكم وأغلقوا الباب، علي التحدث إليها"
امتثل الجميع لطلبها فجلست ونوريس على كراسٍ هناك وقالت:
"لربما تتساءلين لم سمح لي كريستوفر بالانسحاب بينما لم يسمح لك، لا أريد لهذا أن يتسبب بأي سوء فهم أو خلاف، لذا أظنني سأقول لك الحقيقة التي لا يعلمها سوى كريستوفر وكانت دافعًا له ليجعلني أعتزل المهمة حتى قبل أن يعلم أسبابي"
قطبت نوريس حاجبيها بتعجّب وقالت:
"ماذا تقصدين؟!"
تنهدت روبينا وقالت:
"هويتي الحقيقية، ليست كما ذكرت سابقًا، إنها صورة كوّنتها وكريستوفر أمامكم لإخفاء علاقتي به، فقد يستغلها البعض، أما لو كنت مجرد عضوة، لن يهتم أحد بهذا إلا لو فكروا أن يستغلوني لأخونه"
خفق قلب ألأخرى بعنف وسألت بتوتر:
"عن أية علاقة تتحدثين؟ ما الذي يجري؟!"
تنهّدت هينا بثقل وقالت:
"بصراحة، أنا، أعرف كريستوفر قبلكم جميعًا، ربما، مذ تعرّف على رين، فأنا، صديقتها المقرّبة. أعلم الكثير حول أسرار كريستوفر وعلاقته بالضبط حول الكوبرا، لكني آسفة، لا يمكنني مشاركتك أكثر من هذا، لذا تفهمي الموقف أرجوكِ، في النهاية، أنا من طلبت منه تزوير قصتي أمام الجميع من أجل حماية دارون والعصابة"
علامات الدهشة واضحة على وجه الأخرى التي بدأت تتساءل:
"صديقة رين المقربة؟ ماذا يعني هذا؟!"
فأجابت روبينا:
"أنا أعلم كل شيء حرفيًا حول كريستوفر، دارون، رين وحتى علاقتهم مع الكوبرا، لكن أظن أن كريستوفر من عليه قول هذا أولًا، لذا أفضل التوقف هنا، ولربما بسبب هذا، يحترم كريستوفر رأيي حول الانسحاب من المهمة. لا تسيئي فهمي، الأمر ليس أنه لا يحترمك أو رأيك، بل هو بحاجة لتنفيذ هذه المهمة ليصفّي صفوف العاصمة من الخونة كما فعل بالكوبرا فنستطيع التقدم دون خوف من الغدر"
تنهدت نوريس بثقل وقالت:
"حسنًا إذًا، أخبريه أنني قبلت المهمة، سأذهب لتجهيز نفسي"
أمسكت روبينا يديها وقالت:
"شكرًا جزيلًا لك نوريس، أعلم أننا نضغط عليك كثيرًا هذه الفترة، أرجو أن ينتهي الأمر قريبًا"
ابتسمت الأخرى لها بتكلّف ثم وقفت من مكانها وغادرت، فشردت روبينا في بحر أفكارها بعض الوقت لتعود لرشدها سريعًا ثم انطلقت تخبر كريستوفر بقبول نوريس للمهمة.
طرقت باب مكتبه فسمح لها بالدخول:
"كريستوفر! أتيت لأخبرك أن نوريس قبلت أخيرًا استلام المهمة"
نظر لها نظرة شك وسأل:
"ماذا أخبرتها حتى وافقت؟!"
أخفضت الأخرى رأسها للأسفل وأجابت:
"زيفت الحقيقة حول هويتي، لكنها اقتنعت"
تنهد كريستوفر بثقل وقال:
"لم أتخيل أن استعمل القوة معها أو مع دارون بهذا الشكل، رغم ذلك، لا يمكنني التراجع الآن أو السماح لأي شيء أن يعيقني"
أومأت روبينا متفهمة ثم قالت:
"انها تستعد للمغادرة، سأخبر روجين بهذا لتنطلقا سوية"
تفطن ألأخر لأمر ما وقال:
"لم تسمح لي تلك المشاغبة على أن أشرح لها الأمر، أخبريها أن عليها التنكر هناك وتغير هويتها للتحقيق، فلا أحد يعلم بهذا عدا رئيسة العاصمة، وسيتوجب عليها إرسال تقرير يومي"
أومأت روبينا له ثم استأذن وغادرت تخبر نوريس بما طلب منها.
غادرت نوريس المقر صحبة المدعوة روجين لمقرها، وبالفعل، امتثلت لطلب كريستوفر مدة ثلاثة أيام، كل يوم يصله تقرير منها، لكن لم يصل شيء في اليوم الرابع أو الخامس أو السادس.
طلب اجتماعًا عاجلًا للأعضاء الرئيسيين وقال:
"لم تصلني أخبار من نوريس منذ ثلاثة أيام، ألأحد منكم أي علم بما يجري؟!"
نفى أربعتهم برؤوسهم فبدأ بضرب الأرض بقدمه بسخط وهو يتمتم بشيء ما ثم قال:
"جهزوا عدّتكم، سنذهب لمقرهم ونلقي نظرة على ما يجري، روبينا، ستبقين هنا بما أنك رفضت الذهاب سابقًا، الرجال تحت تصرفك تحت أي طارئ كان، بقيتكم سيأتون معي متخفين لنرى ما يجري"
فصرخ الجميع في آن واحد:
"عٌلِم!"
ثم انتشروا يجهزون عدتهم للمغادرة.
وصلوا مقر العاصمة قرابة  منتصف الليل، اختبؤوا في أماكنهم متعجبين من إطلاق النار بشدة في المكان، لكنه ليس الوقت المناسب للتهور.
"لا نفهم الوضع ولا نعلم شيئًا عن نوريس. قد يكون هجومًا خارجيًا ولربما انقلاب داخلي، لننتظر بعض الوقت حتى نتيقن الأمر ثم ننطلق"
"عُلِم!"
وقف إلياس في مكان مثالي للتصويب ثم نظر من خلال منظاره محاولًا رؤية ما يجري بالداخل رغم الظلام الدامس، حتى ساندته اضاءة الأسلحة المطلقة للنار على رؤية بعض الأشياء المبهمة لبعض الوقت. تيقن أخيرًا مما يرى ثم قال:
"يا رفاق، أرى نوريس في الطابق الثالث قرب النافذة الخامسة من اليمين، إنها تحمل رشاشًا وتطلق على بعض الرجال وخلفها روجين أظنها مصابة بكتفها، لم أتمكن من الرؤية أوضح من هذا!"
فقال كريستوفر موضحًا:
"يبدو أنه انقلاب، لننطلق"
فتحرك الجميع بسرعة ليصرخ أحدهم:
"الكوبرا هنا"
فقال آخر:
"ألكوبرا؟ متى تمكنوا من إرسال الأخبار لهم؟!"
فأطلق كريستوفر عليه النار وقال:
"لست بحاجة لنقل الأخبار، أستطيع فهم الأمر"
انتبه إلى كون البعض يرتدون ثيابًا سوداء مع أقنعة والبعض الآخر مكتفٍ بثياب عادية، ففهم أن القسم الأول هو المنقلب.
بدأ بإطلاق النار على الخونة شاقًا طريقه والبقية نحو نوريس بينما يصرخ رجال العاصمة ب:
"أتت المساعدة، أتى الانقاذ، لن ننسى لكم هذا ما حيينا رغم ما جرى من إساءة منا لكم، شكرًا لكم!"
لم يعر كريستوفر أيًا من هذا اهتمامًا وظل راكضًا راغبًا بالوصول لنوريس.
حاصره البعض، وليس له القدرة على التخلص منهم بسرعة فوصل له فيكتور بينما يقول:
"أسرع للأعلى سأتدبر أمرهم"
ثم أخرج مسدسين رشّاشين وبدأ إطلاق النار بجنون وهو يصرخ:
"ووووهووووو! لنقض عليكم أيتها البراغيث"
وصل كريستوفر أخيرًا للطابق الثالث، تعجّب من كمية الجثث في الأعلى، رغم ذلك، هنالك شخص ما يقف مقابل نوريس وروجين المجرّدتين من السلاح. تعجب كون نوريس فاقدة لسلاحها رغم أنها كانت تحمله من لحظات، ولا يبدو أنها بأفضل حال، معدل تنفسها عال. لم يستغرق الأمر منه طويلًا إلا وقضى على الآخر، ثم اقترب من الأخريين بينما يتساءل:
"ما الذي يجري بحق؟!"
فتساءلت نوريس بتعب:
"كريستوفر؟ ما الذي تفعله هنا؟"
ناولها علبة دوائها وقال:
"اهدأي الآن ولنتحدث لاحقًا"
تناولت جرعتها لكن جسدها ضعيف لم يقوى على الوقوف فسألها بينما يساندها:
"ألم تأخذي دوائك معك سابقًا؟ كيف آل بك الوضع إلى هنا؟!"
"بلى! لكنهم كس .. روه .. ليلة .."
ثم بدأت بالسقوط أرضًا مغشيًا عليها، لكنه أسرع لامساكها بينما يقول:
"نوريس؟ ما الذي يجري؟!"
فقالت روجين بتعب:
"جيد أنها تحمّلت حتى الآن، نحن على هذه الحال منذ ثلاثة أيام وعلبة دوائها كسرت البارحة حين رأوها تستعملها"
صعق الآخر من قولها وقال:
"ماذا؟! كيف يجرؤون؟ أولهذا لم أتمكن من الحصول على تقاريرها، لكن كيف؟ كيف لم يتمكن أحد منكم من الخروج؟!"
فقالت روجين بندم:
"أنا آسفة حقًا، لم أتوقع أن أغلبيتهم سيخونونني. تعرّف أحدهم على نوريس وعلم أنها من أتباعك، ويبدو أنه كان من بين الخونة السابقين، فتمرّد علي بعد أن غسل دماغ البعض وانقلبوا ضدي بسرعة تحت شعار الخيانة لأنني أحضرت نوريس لهنا"
تنهد كريستوفر بثقل وقال:
"أريدك أن تهتمي بها، سأرسل إشارة لإلياس ليلتقي بكما ويأخذكما بسرعة لمقرنا، سأهتم ورجالي بالبقية"
تشكّرته الأخرى بحرج قائلة:
"لا أعلم كيف أرد لك هذا، دائمًا ما أسبب الحرج لنفسي والمتاعب لك، ومع ذلك تقف معي"
فقال لها:
"لا وقت للحديث، اخرجي الآن وسنتحدث لاحقًا"
أومأت له بينما تحاول حمل نوريس. وقف كريستوفر على النافذة مدركًا أن إلياس يراه وقال عبر جهاز الاتصال:
"إلياس، نوريس وروجين معي، ستخرجان الآن حتى الباب الرئيسي تحت حمايتي، لاقهما عند البوابة وساعد الآنسة روجين على نقل نوريس بسرعة للمقر"
"علم"
انطلق الاثنين مع نوريس الفاقدة للوعي للأسفل. قتل كريستوفر البعض في طريقه بينما حمت روجين ظهره حتى وصلوا الطابق الأول فقال:
"اخرجي الآن، سيلاقيك خارجًا، سأهتم بالأمر ونلحق بكم"
"ألن يكون من الخطر إبقاء الرجال وحدهم بعد هذا دون القائد؟!"
فأجابها:
"سأفجر هذا المكان، سآخذهم معي ونوهم الياكوزا أنه قد قضينا عليكم، أظنه سيشن هجومًا قريبًا علي بعد هذا لظنه أنني في موقف ضعف وإرهاق. أخبري إلياس أن يتولى أمر استعداد الرجال في المقر لأي طارئ في غيابي"
أومأت متفهمة ثم خرجت من هناك لتلتقي فعلًا بإلياس ويغادرا المكان.
تنهد كريستوفر بثقل ثم تابع ما كان يقوم به حتى تخلّص منهم جميعًا.
جلس أرضًا بتعب ورجاله مع بضعة خدوش بأجسادهم، فاقترب رجال العاصمة الذين لا يزالون على قيد الحياة وقال أحدهم:
"نحن شاكرون لكم جدًا فعلًا، آسفون لتسببنا بالمتاعب"
وقف كريستوفر من مكانه وقال:
"أجبرت قائدتكم على المغادرة بعد أن أصيب احد أعضائي بشدة، ستغادرون معي وسأفجر هذا المكان"
فقال أحدهم:
"مهلًأ لحظة، هنالك بعض الوثائق المهمة، لا بد لنا من احضارها"
أومأ كريستوفر مفهمًا وقال:
"ليغادر خمسة منكم ممن هم قادرون على الحركة وليأتوا بها قبل أن أقوم بالأمر"
أسرع خمسة بالفعل لمكتب القائدة وبدأوا بوضب الملفات في حقائب كبيرة ثم خرجوا مسرعين ليقول كريستوفر:
"آندرو، كل شيء جاهز؟!"
أشار له آندرو بالإيجاب فقال:
"افعلها إذًا"
تفجّر المكان بكبره تحت نظرات البقية المصدومة من تدهور المكان وسرعة تركيبهم للقنابل بتلك القوة، فقال كريستوفر:
"أعلم أن هذا ليس بالسهل، لكن هذا لمصلحتكم، هذا جزء من خطتي، لنغادر الآن"
تبعه البقية بسرعة لمقره، فاستقبله رجاله مع أدوات اسعافات طبية وبدأوا بعلاج الجرحى، لكنه ركض للغرفة التي تقبع فيها نوريس فوجد إلياس قد انتهى لتوّه من فحصها فسأله:
"أكل شيء بخير؟!"
أومأ إلياس وأجاب:
"أجل، مجرّد ارهاق، يبدو أنها ثلاثة أيام عصيبة"
فسأله:
"ماذا عن قائدة العاصمة؟!"
فقال له مجيبًا:
"في الغرفة المجاورة"
فكّر قليلًا ثم قال:
"أعلم دارون يما جرى؟!"
نفى إلياس برأسه وقال:
"ليس بعد. تساءل قبل قليل عن سبب الضجيج والحركة الغريبة لكننا أخبرناه أنها أوامرك قبل أن تغادر لمهمة، لم نخبره شيئًا عن نوريس ولم يسأل"
تنهد كريستوفر للمرة المليون هذا اليوم ثم قال:
"سأذهب إليه"
ابتسم إلياس له وقال:
"حسنًا، سأراقب نوريس بعض الوقت"
أومأ له الأقوى ثم غادر متجهًا لغرفة دارون.
طرق الباب عدة مرات لكن الآخر لم يجب، فدخلها بعد أن أدرك أنه غير مقفل.
"دارون؟!"
نظر له الصغير ببرود ثم أدار وجهه. أغلق الباب خلفه وجلس جواره بينما يقول:
"أأنت منزعج؟!"
فأجابه الأصغر:
"ماذا برأيك؟ لا تحادثني، أنا أكرهك"
خفق قلب الأكبر بعنف وقال متوترًا:
"لا تقل هذا، ما أفعله لمصلحة الجميع"
التفت له دارون بغضب وقال:
"أين المصلحة في إجبار أحدهم على الذهاب لمهمة لا يؤيدها؟!"
تنهد كريستوفر وقال بهمس:
"لكنها وافقت بإرادتها"
فأجابه الصغير:
"صحيح بعد أن استخدمت روبينا لهذا"
صدم الآخر من قول دارون وسأله:
"كيف لك أن تقول هذا؟ ألا تثق بي؟ أكل هذا من أجلها؟! ألم تكن أنت من قلت أنك لن تحتمل الابتعاد عني حتى لو عنى هذا ابتعادها هي؟ ماذا جرى لك؟!"
دمعت عينا الصغير وقال:
"قلت هذا تعبيرًا عن حبي لك، لكنك لا تحبني. دائمًا ما تفعل الأشياء عكس إرادتي ولا تستمع لرأيي. أحترمك، أقدرك وأحبك ولا يمكنني تغيير مشاعري نحوك، مع ذلك أنا منزعج من تصرفاتك وطريقة تفكيرك، دائمًا ما تشعرني أنك لا تهتم لأمري رغم كل ما تقوله لي"
أخفض كريستوفر رأسه للأسفل وقال:
"هكذا إذًا. سبب الضجيج في الخارج هو عودة نوريس، انها تغط في النوم الآن فهي متعبة بعد ما جرى. سأذهب"
قالها وخرج من هناك دون الالتفات أو الاستجابة لنداء الصغير.
انفجر دارون باكيًا بينما يقول:
"بعد أن ظننت أخيرًا أنك تفهمني وتهتم لأمري كما قالت، لكنكم منافقون"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن