الفصل السابع

37 4 0
                                    

فشعر بحضن الصغير له بينما يقول:
"مهما قالوا، سأبقى داعمًا لك"
ابتسم كريستوفر مجددًا له قائلًا:
"شكرًا لك"
لتخرج روبينا ونوريس من هناك. تفطن كريستوفر لأمر ما ثم قال:
"صحيح، كم بقيت غائبًا عن الوعي؟!"
فكر دارون قليلًا ثم قال:
"حوالي عشرة أيام"
صعق الآخر من المدة وصرخ:
"ماذا؟! كل هذا؟! غير معقول!"
تفاجأ دارون من ردة فعل الأكبر ليتابع كريستوفر:
"أيعني هذا، أن حتى اجتماع مدرستك قد مر موعده بالفعل؟!"
فكرة أنه تذكر موعد اجتماع المدرسة، عنت لدارون الكثير، لدرجة أنه ضحك بهيستيرية بينما يقول:
"أحبك بابا"
لم يفهم كريستوفر ردة فعل الآخر لكنه سأله:
"وماذا قالت المعلمة؟!"
فكر دارون قليلًا ثم قال:
"اتصلت وأجابتها نوريس، أخبرتها أنك مريض وأنني قلق بشأنك ولن نأتي للمدرسة"
رمش كريستوفر عدة مرات ثم قال:
"نأتي؟! أتقصد أنك لم تذهب للمدرسة طوال هذه المدة؟!"
أومأ الصغير ببراءة ليقول كريستوفر له:
"وكيف تنوي أن تصبح طبيبًا بالضبط؟!"
دهش دارون من حقيقة علم والده بهذا لكنه ابتسم وقال:
"لن أفوت درسًا واحدًا من الغد!"
ثم وقف من مكانه وغادر الغرفة تاركًا والده يغوص في بحر أفكاره.
انتصف النهار، كان الأعضاء يجتمعون في غرفة كغرفة المعيشة، ليدخل عليهم كريستوفر بينما يمسك معدته. أسرع كل من آندرو وفيكتور لمساندته ومساعدته على الجلوس. صمت حل على المكان بضع لحظات قبل أن ينطق:
"سنغير أماكن مقراتنا، الليلة، سنبدأ بإخراج ما لدينا من هنا، وبحلول الصباح لن يتواجد خيط منا هنا، المكان لم يعد آمنًا ويبدو أن الياكوزا اكتشفوا الكثير عنه، سنتخفى في الجبال هذه المرة، وسنسيطر على كل ما هو حولها ونضعه نصب أعيننا لتجنب حالات كهذه .."
فسأله إلياس مستفسرًا:
"أحددت المكان بالفعل؟!"
أومأ الآخر ثم طلب منه إخراج الخريطة للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم وما حولها، ففعل. أشار لمنطقة الجبال المقصودة بسبابته بينما يقول:
"منطقة خارج نطاقنا، كانت تابعة للياكوزا سابقًا، سنستغلها ونبدأ بتدميرهم منها. كالفن لم يتحرك للآن بسبب إصابته وعدم تواجد من يحل مكانه للوقت الراهن، هذه فرصة لا تعوض، خلال فترة قصيرة سنتغلل أكثر في مناطقهم حتى نستولي على أكبر عدد ممكن منها، ثم سننقض عليهم من أعماق قوتهم"
وقف كل من آندرو، إلياس وفيكتور من أماكنهم ثم خرجوا بسرعة ليلقوا الأوامر على الآخرين ويقومون بإعلام بقية المقرات بالمستجدات.
تنهدت نوريس بثقل فسألتها روبينا عن السبب، لكنها نفت الأمر. رفع كريستوفر رأسه للأعلى ساندًا إياه للأريكة بينما يقول:
"وفقًا للمهمة الأخيرة، يمكنك القول أنه لم يتبقى سوى نصف الدين"
لم تبدِ الأخرى أية ردود فعل فنظر لها بينما يقول:
"ظننتك ستسعدين بهذا، اقترب موعد عودتك لأهلك على أية حال"
ابتسمت بزيف ثم قالت:
"أنت محق، أنا متشوقة للعودة لحياتي"
ثم وقفت وغادرت المكان بهدوء. تنهدت روبينا لتسمع كريستوفر يقول:
"لو لم تنهي الأمر بسرعة وتغادر، ستتحول لشخص آخر لا نعرفه"
قطبت الأخرى حاجبيها بعدم فهم وسألت مستفسرة ليجيب:
"حين كانت معي في مهمة إنقاذ دارون، هاجمت كأن شيئًا لم يكن، كما لو أنها اعتادت الأمر. أخبرني دارون أيضًا، حين هاجم الأعداء آخر مرة، قتلت أحدهم دون أن يرف لها جفن، رغم أنها كانت ترتجف خوفًا في مهمتها الأولى"
فكرت روبينا قليلًا ثم قالت بصوت أقرب للهمس:
"أنت لا تريد للزمن أن يعيد نفسه صحيح؟!"
اتسعت عينا الآخر بشدة لكن الأخرى تابعت:
"رين فعلت هذا أيضًا، ولأنها لم تهرب، قتلت. أنت خائف من هذا الواقع أليس كذلك؟! أعلم أن دينها لم يقل بهذا القدر، فمهامنا قليلة نوعًا ما، لكنك لا تريد الإفصاح عما بداخلك وتنوي إخراجها بسرعة.."
استوقفها الآخر بقوله بهمس بعد أن أخفض رأسه للأسفل بينما يمسك جبينه:
"توقفي"
اعتذرت عمّ بدر منها ثم استأذنت بالخروج.
انتصف الليل، كل شيء جاهز للمغادرة، وقف الجميع أمام المقر ينظرون له، حتى صار مجرد غبار متناثر. كان إلياس قد نصب به بعض القنابل، التي فجرها عند خروج الجميع. أسرعت السيارات، الشاحنات والدراجات النارية كلها للمقر الجديد، بعد أن تأكد كريستوفر من انتقال بقية أقسام رجاله لأماكن أخرى تسيطر بشكل أوسع على مناطقه وتحرسها من كل الجهات.
وصلوا بالفعل ليسند فيكتور كريستوفر حتى يدخلوا للداخل.
"يبدو كالحكايات"
كان هذا دارون الذي أبدى بتعليقه ببراءة لتجيبه نوريس:
"كلامك صحيح"
التفت لها الأصغر وابتسم بينما يقول:
"لنذهب لإلقاء نظرة"
أومأت له آخذةً بيده متجهين لاستكشاف المكان.
"يبدو أكبر من السابق"
كان هذا دارون، وافقته نوريس بإيماءة مع همهمة بسيطة بينما تبدي إعجابها بالمكان هي الأخرى.
التقيا بطريقهما مع فيكتور، فسأله دارون عن والده ليخبره أنه في غرفته.
"أريد رؤيته، أين تقع غرفته؟!"
وصف الطريق لهما فاتجها لهناك.
طرقت نوريس الباب فسمح كريستوفر لها بالدخول دون معرفة هويتها.
ظهره مكشوف لهما بالكامل، يبدو أنه يعقم جرحه ويستبدل الضمادات. كان دارون ينوي الاقتراب منه لكن نوريس أوقفته، لربما لا يجب عليه رؤية إصابة الآخر. التفت كريستوفر برأسه ليرى من الداخل، وحين عرف هويتهما وقف قائلًا:
"ما الأمر؟!"
ثم راح يرتدي قميصه لتقول نوريس:
"دارون سأل عنك.."
جلس الأكبر على السرير مشيرًا له بالاقتراب منه. تموضع الصغير قربه بينما يقول:
"ماذا كنت تفعل؟!"
ابتسم له الأكبر بينما يقول:
"ألقي نظرة على الاصابة، ليس بالأمر الجلل.."
وضع دارون يده على معدة الآخر بينما يقول:
"هل تتحسن؟؟"
أومأ الأكبر بينما يسأل ببلاهة:
"تريد إلقاء نظرة؟!"
لم يجب الصغير بعد إلا وأيادي نوريس تنتشله من هناك تخبئه خلفها بينما تقول:
"أأنت مدرك لما تقول؟! ستريه إياها بكل بساطة؟ حقًا؟!"
رمش الأقوى عدة مرات ثم سأل:
"ولم لا؟!"
أهو أحمق؟! ألا يميز أن الذي أمامه مجرد طفل؟! فكرت.
"فقط لا تفعل"
نظر كريستوفر باستغراب لدارون حتى استوعب حقيقة الأمر فقال:
"هكذا إذًا. لكن إن أراد أن يصبح طبيبًا، عليه أن يعتاد على هذا"
"أنت جاد؟! اضحك على الأقل لأميز سخريتك"
لم يحرك الآخر ساكنًا فسألت ببلاهة:
"أنت لا تمزح؟!"
أومأ ثم قال ضاحكًا:
"أنتِ حتمًا شيءٌ ما. على كلٍّ، لدي مهمة لك"
نظرت بتلهف لمهمتها الأولى التي ستنفذها وحدها متجاهلة حقيقة أنها ستغادر قريبًا فتابع الأكبر:
"هلّا فتحتِ الدرج الأول في المكتب؟!"
بقيت ممسكة بيد الصغير بينما تنفذ ما يقول، خوفًا من أنه يخدعها ويفعل هذا لإلهائها.
"هنالك ملف بلون أزرق، أعطنيه"
بحثت عنه فوجدته، حملته وناولته إياه.
قلب بضعة صفحات ثم أخرج إحدى الأوراق معطيها إياها بينما يقول:
"معلومات مفصلة عن أحد رجال الأعمال الذين علينا التعامل معهم، أريد منك خداعه واستدراجه، أيمكنك فعل هذا؟!"
فكرت قليلًا ثم قالت:
"سأفعل، لكني بحاجة للتفاصيل"
أومأ متفهمًا بينما يقول:
"تحدثت مع إلياس بالفعل، سيطلعك على كل شيء"
فسألت:
"متى سيكون هذا؟!"
ليجيب:
"سأبلغك بهذا لاحقًا، آندرو وفيكتور سيعطيانك بعض التدريبات المهمة للمهمة، وحين تتقنيها سننظر في الأمر"
الحماس واضح في تعابيرها فقالت:
"هذا مشوق! إذًا، سأذهب لإلياس وأرى ما الموضوع"
أومأ موافقًا ثم نظر لدارون فقالت:
"لا تحلم، سيأتي معي"
عيني الآخر خرجت من مكانها بينما يقول:
"تشعرينني كما لو أنني سأقوم بالتخلص منه، انه ابني"
ضحك دارون على كلام أبيه ثم قال:
"تعافى بسرعة وتعال أنقذني من يديها"
صدمت الأخرى من قول الصغير فتساءلت:
"وكيف أصبحت أنا الشرير بالقصة بالضبط؟!"
ضحك دارون بخفة ثم قال:
"أنا محور القصة، وأنا الذي يغير الأحداث والشخصيات كما أريد"
"أأنت في الحادية عشر فقط؟!"
كانت هذه نوريس التي سألت بجدية ليومئ الأصغر ببراءة غير مدرك لمدى سخريتها من الوضع.
خرج الاثنان من هناك مودعان كريستوفر متجهين للبحث عن إلياس.
"تحدثتِ مع كريستوفر؟!"
أومأت نوريس بينما تظهر للآخر ما أعطاها كريستوفر ليقول:
"بدايةً، أخطط لتنفيذ المهمة بعد أسبوع بالضبط، هنالك رحلة بحرية سيكون على متنها، أنوي شن الهجوم هناك لنكون بعيدين عن أية تدخلات خارجية، سيتوجب عليكِ استدراجه حتى يسمح لك بدخول غرفته، سترسلين هذه المعلومة لنا، ثم ستجدين ثغرة ما حوليها لفرصتك، وهنا خيارك، إما أن تقتليه ليتما نصل ونأخذ ما نريد، أو أن تفقديه الوعي بضربة واحدة ليتسنى لنا الحصول على ما نحن ذاهبون لأجله"
فكرت الأخرى قليلًا بينما تقول:
"يمكنني تدبر أمر هذا بطريقة أو بأخرى، لكن ما الذي تنوون الحصول عليه منه؟!"
ابتسم الآخر باتساع بينما يقول:
"طرف الخيط الثاني الذي سيقودنا لحقيقة مقتل رين"
رمشت الأخرى عدة مرات غير قادرة على فهم الرابط العجيب بينهما فسألت:
"وما علاقة هذا بذاك؟!"
لم يبخل إلياس بإثراءها بالمعلومات التي لديه فأجاب:
"لدينا شكوكنا حول أنه المنفّذ للأوامر، وإن لم يكن كذلك، فقد أمر أحد رجاله بفعلها. حين تقرأين ما أعطاك كريستوفر، ستجدين أنه عضو سابق مهم في الياكوزا، لكن كالفن تخلى عنه بعد أن نفذ مهمته حتى لا يكون عائقًا له حين يعلم كريستوفر الحقيقة معوضًا إياه ببعض المال"
يبدو كل شيء منطقي الآن، أشارت للآخر أنها ستستلم المهمة بالتأكيد، ليتصل الآخر بآندرو ويخبره عن قدومها له حتى يبدأ بتدريبها.
"حسنًا، وماذا عني؟!"
عبس دارون بينما يطرح سؤاله لتجيب:
"لم لا تأتي للتدرب معي؟!"
دبّ الحماس به هو الآخر ولم يفكر للحظة حتى وافق مباشرة.
"بدايةً، الفن الذي سأعلمك إياه يدعى بالسامبو، تقنياته مبنية على الجودو، الملاكمة والمصارعة. يعتمد أساسًا على الحركات الفجائية التي ستصيب خصمك بأضرار جسدية كبيرة، عليك الاعتياد على الركل، اللكم، ضربات الفخدين واستخدامك لمرفقيك وركبتيك بشكل منتظم. سأعلمك تقنيات سريعة لتمسكي خصمك فتخنقيه. لو أتيت لألعاب عالمية هنالك العديد من القواعد التي عليك عدم خرقها، لكني سأسمح لك بفعل ما تشائين طالما تحمين نفسك جيدًا وتتغلبين على خصمك، رغم هذا، لا أضمن لك سلامتك تمامًا، فهل أنت مستعدة؟!"
أومأت موافقة بينما تقول باندهاش:
"سأتمكن من فعل كل هذا لمجرد اتقاني له؟!"
أومأ لها وتابع قوله:
"هذا صحيح، لكنه ليس بالأمر السهل، ستخضعين للعديد من التدريبات القاسية، خصوصًا أن موعد مهمتك قريب وعليك أن تتقنيه بشكل جيد على الأقل، فسلامتك غير مضمونة حتى نصل على أقل تقدير …"
نظرت بشجاعة لعينيه وقالت:
"سأفعلها"
ابتسم له اوأجاب:
"حسنًا، يبدو أن عزيمتك قوية، لكن، لو شعرت بالتعب فلتخبريني فورًا لنتوقف"
أومأت فبدأ آندرو بتعليمها حتى تأخر الوقت وقال:
"حسنًا، هذا يكفي لليوم، ارتاحي جيدًا حتى نكمل تدريبنا غدًا"
نظر دارون للآخرين بتعب وقال:
"لن أستسلم وسأتقنه مثلكما! رغم أنه متعب وصعب"
ابتسمت نوريس له بينما تقول:
"تريد منافستي إذًا، قبلت التحدي"
ضحك ببراءة معها ليتجه كل منهم لغرفته طلبًا للراحة.
استحمت وحاولت النوم لكن الأرق أصابها. اتجهت للأسفل فلم تجد أحدًا عدا الحرس. خرجت للساحة تتمشى بعض الوقت، حتى جلست أخيرًا على مقعد متواجد خلف المقر.
تأملت السماء بنجومها حتى سمعت صوتًا من خلفها يسألها:
"ما الذي تفعلينه هنا؟!"
التفتت للخلف فلم يكن إلا كريستوفر لتجيب:
"لم أستطع النوم فخرجت أتمشى بعض الوقت حتى توقفت هنا، ماذا عنك؟!"
جلس جوارها بينما يقول:
"أعتقد أن الأمر سيّان لدي"
ساد الصمت بعض الوقت حتى كسره بسؤاله:
"كيف حال يومك الأول بالتدريب؟!"
نظرت بتعجب نحوه لكنها أجابت ببساطة:
"يسير على نحو جيد، رغم أن آندرو معلم قاسٍ لا يرحم حتى دارون .. "
نظر متعجبًا لها هو الآخر بينما يسأل مستفسرًا:
"دارون؟!"
أومأت بينما تضحك بخفة وقالت:
"يقول أنه يريد أن يصبح أقوى، لذا انتظم بتدرييه معي من اليوم"
رمش الآخر عدة مرات بينما يعاود النظر للسماء وقال:
"عجيب أمره"
عمّ الصمت مجددًا حتى كسره بقوله:
"اتصلت المعلمة اليوم تسأل عن دارون، أخبرتها أنه سينتظم في المدرسة من الغد، مع هذا فإنها تصر على رؤية والديه، لكن…"
نظرت باهتمام له حتى تنهد وقال:
"لم أتمكن من قولها .. "
أخفضت رأسها للأسفل ولم تعلم بما عليها أن تجيب لكنه فاجأها بسؤاله:
"أبإمكانك القدوم معي؟!"
رفعت رأسها بسرعة مندهشة من طلبه وسألت:
"ماذا؟!"
أشاح بنظره بعيدًا بينما يقول:
"لست مجبرة على فعل هذا لو لم ترغبي، قد أسأل روبينا رغم أنها قد تفسد الأمر"
ضحكت بهدوء ثم نظرت لعينيه بابتسامة وقالت:
"سأفعلها"
ابتسم جانبيًا لها بينما يقف ينوي الرحيل وقال:
"غدًا تمام الثامنة كوني جاهزة، سننطلق"
أومأت موافقة له ليتركها ويعود للداخل.
استيقظت نوريس صباح اليوم التالي على وكز دارون لها بينما يقول:
"صباح الخير نوريس. أخبريني أخبريني، هل صحيح أنك ستأتين مع والدي للمدرسة؟!"
فتحت الأخرى عينيها بتثاقل وقالت:
"من؟ أنا؟ أريد أن أنام"
لكنه أبعد الغطاء عنها بينما يقول:
"هيّا أسرعي سيغضب والدي منكِ لو أخلفتِ وعدك"
أخيرًا استوعبت ما يقال لها حتى اعتدلت بجلستها بسرعة وسألت:
"كم لدي من الوقت؟!"
ابتسم الأصغر لها بينما يقول:
"أربعون دقيقة"
صرخت فزعة بينما تقف من مكانها بسرعة وتقول:
"لم لم توقظوني باكرًا؟! متى سأتمكن من فعل كل هذا؟!"
نظر الأصغر لها ببلاهة وسأل:
"كل هذا؟! ماذا تقصدين؟!"
تجاهلته لتأخذ ثيابها وتدخل للاغتسال. انتهت لتخرج مسرعة تجفف شعرها بأقصى ما لديها من سرعة فسألها الصغير:
"تحتاجين مساعدة؟!"
نظرت بدهشة له وقالت:
"أتجيد فعل هذا؟!"
أومأ لها فناولته مجفف الشعر بينما بدأت هي بوضع مساحيق التجميل، فلا تريد أن تظهر بمظهر مخزٍ قد يقلل من شأن الآخر.
انتهت لتقول باندهاش للاصغر:
"هل بإمكاني مناداتك متى ما احتجت لتفعل هذا؟!"
قاصدة تجفيف شعرها، فابتسم لها وقال:
"في أي وقت"
ابتسمت له فذهبت لارتداء حذائها وأخذ حقيبتها ثم اتجهت للأسفل مع الصغير.
أخيرًا أطلّت على كريستوفر المتكئ على سيارته يحمل سيجارته بيده. رفع نظره لها ليجدها ترتدي قميصًا أبيضًا تكسره بمعطف وبنطال أسودين مع حقيبة وكعب أبيضين، اختتمت اطلالتها بأحمر الشفاه والقليل من مساحيق التجميل مع تسريحة بسيطة.
رغم أنه اندهش من حقيقة أنها تجيد التزين إلا أنه لم يبدِ أية ردة فعل عدا قوله:
"تأخرتِ دقيقتين"
فركت مؤخرة رأسها بتوتر بينما تقول:
"لست معتادة على ارتداء الكعب فاعذرني"
ليركبوا السيارة وينطلقون للمدرسة.
عيون الجميع تحدق بالسيدين الوسيمين و"ابنهما" الذين يبدون من عالم مختلف كالحكايات، لتقول بتوتر:
"الأجواء خانقة هنا"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن