الفصل التاسع عشر

22 4 5
                                    

قاطعهم حضور كريستوفر المفاجئ ناحيتهم وتابع:
"على كلٍّ، كالفن فعل هذا لأنه موقن أنني سأتحرك بتهوّر ولن أصمت، لن أعطيه ما يريد. سنخفف حركاتنا كلها فترة من الوقت لنرى ما سنفعل، ابقوا على أتم الاستعداد"
بصوت واحد أجابوه:
"عُلِم"
تنهد الأقوى بثقل فسألته روبينا:
"أنت بخير؟!"
واضعًا يديه على رأسه أجابها:
"أظن هذا"
نظرت للبقية بتعجب فرأتهم متوترون بلا سبب. أدركت الأمر أخيرًا فقالت:
"ااه! من أجل هذا، لا عليكم. كان ينوي اخباركم من البداية أصلًا لولا رفضي كما أخبرتكم، لن يمانع"
نظر الآخر لها بريبة فقالت بابتسامة:
"علموا هويتي كاملة"
فرك جبينه وهو مغمض لعينيه وقال:
"وهذا أيضًا، نسيت أمره تمامًا"
عبست الأخرى وقالت:
"أنت قاسٍ"
نظر لها بتفاجئ ورمش عدة مرات ثم قال:
"على أية حال، كانوا سيعلمون عاجلًا أم آجلًا، أخبرتك بهذا"
تنهد البقية براحة تحت أنظار الآخر المريبة فسأل:
"لم تعتقدوا أني سأقوم بقتلها لبوحها بهذا صحيح؟!"
أطبقوا أفواههم بقوة ونظروا فيما بينهم فقال بملل:
"بربكم"
قاطع إلياس الحديث بقوله:
"على أية حال، هناك ما هو أهم للقيام به. أردت اخبارك سابقًا أنّ هنالك مهمة موجهة لنا"
"من؟!"
"جاك لي"
"متى؟"!
"لم أعطه اجابتي بعد .. "
"لم؟!"
"يدّعي أن شقيقه أخذ حقه بالميراث وينوي التخلص منه وأخذ حقه"
"كم؟!"
"لم نتفق بعد، أردت أن أخبرك بهذا أولًا"
"مليون، بعد أسبوع"
"حاضر"
محادثة غريبة دارت بين الاثنين، فقالت نوريس:
"لم تتفقا على المهمة ببساطة هكذا صحيح؟!"
أومأ الاثنين بسرعة فقال فيكتور:
"هذان أنتما"
"أكملوا ما كنتم تقومون به، سأعود لغرفة دارون"
"حاضر"
متجهًا للداخل. تنهدت نوريس بثقل وجلست أرضًا بينما تقول:
"أخيرً"
نظر البقية لها بعد فهم فقالت:
"أأنا الوحيدة التي كانت تشعر بالجو الخانق هنا؟ لم يبدِ الكثير من التعابير أو يقول الكثير، لكن هالته تتوعد بالقتل"
ابتلع البقية ريقهم فقالت روبينا:
"هل أخفى نيته للتو؟ ظننته هدأ بالفعل، كيف شعرتِ بهذا؟!"
فركت الأخرى مؤخرة رأسها وأجابت:
"لم يكن على طبيعته أصلًا. أعلم أنه نادرًا ما يبتسم أو يطيل حديثه، لكنه نبرة صوته ونظرته كفيلة بإطاحة أي أحد يشعر بها"
ضمّ فيكتور يديه لصدره وقال:
"لم نشعر بشيء. غريب، كيف سيطيح هذا بالعدو؟!"
يبدو أن هناك من ينوي استغلال الوضع، ابتسم آندرو بمكر فانتبهت له روبينا التي أشارت له برأسها ألّا يفعل لكنه قال:
"ماذا؟ أبدأت تشعرين بكل شيء حوله بالف.."
زين وجهه حذاء الأخرى وهي تقول:
"علمت أنك ستنتهز الفرصة، شكرًا لحذائي لأنه سهل الخلع"
نظر لها الآخر بملل وقال:
"يا قاتلة المتعة"
استعادت حذاءها بسرعة وقالت بينما ترتديه:
"قتلت متعتك لكني أستمتع، وهذا المهم، أظنني سأذهب أولًا"
"إلى أين؟!"
كان هذا إلياس، فوقفت وقالت بينما تتجه للداخل:
"لغرفتي، أراكم لاحقًا"
اغتسلت وارتمت بثقل جسدها على السرير محاولةً النوم، دون فائدة.
انتصف الليل والنوم لم يزرها، تنهدت بثقل ووقفت من فراشها متجهة لغرفة دارون للاطمئنان عليه.
دخلت بهدوء فوجدت كريستوفر يجلس هناك شارد الذهن يحدّق بجسد الصغير بصمت. اقتربت منه بهدوء وقالت:
"لا تزال مستيقظًا؟!"
نظر لها بدهشة واضعًا يده على سلاحه وقال:
نوريس؟! ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت؟!"
فأجابته:
"ماذا؟ ألم تشعر بقدومي؟ جئت للاطمئنان عليه"
تنهد الآخر ثم استدار مجددًا ناحية الصغير وأخذ يحدق به بصمت. جلست الأخرى قربه تحدق بالأطول، حتى انتبهت للمعة في عينيه فاستغربت أمرها حتى أخفض الآخر رأسه وقال:
"لا تلقي نظرتك هذه"
تحمحمت بسرعة وقالت:
"لا تهتم لأمري"
شدّ قبضته وقال:
"ليته أمامي الآن، لكنت …"
ما عاد تنفسه منتظمًا، يبدو أنه يفكر بشيء ما فقالت:
"على أية حال، أردت الإعتذار منك"
نظر لها قاطب الحاجبين فتابعت:
"لأني ألقيت نظرة على ألبوم صور لك ولرين سابقًا"
فهم مقصدها فقال:
"لا تأبهي، كنت أعلم على أية حال"
فسألت:
"أدارون من أخبرك؟!"
نفى برأسه وقال:
"سمعت حديثكما يومها"
احمر وجهها خجلًا فقالت بتوتر:
"هذا .. هذا فعل مشين، دائمًا ما تفعل هذا"
ضحك على سذاجتها وقال محاولًا اغاضتها أكثر للحصول على رد فعل أشد من هذا:
"حتى أنني تحدثت مع دارون في هذا لاحقًا"
المسكينة لم تعد تتنفس ولا تعلم أين تخفي نفسها فقال:
"ما بك؟ أليس هذا طبيعي؟!"
أخذت نفسًا بصعوبة وقالت:
"أنت لست طبيعيًا"
ضحك مجددًا على قولها وقال:
"ربما"
ثم هدأ فجأة فقالت باستياء:
"لو كانت اغاضتي ستسعدك، فافعلها"
نظر لها بسرعة بدهشة فتوترت وقالت:
"حسنًا، هذا، بصراحة، آسفة، لم أقصد"
ابتسم بهدوء لها وقال:
"شكرًا لك"
حدّقت به بهدوء فتالع:
"صدقًا، على كل شيء"
بادلته الابتسامة بهدوء وقالت:
"لم أفعل شيئًا يذكر"
ثم عاد ليحدق بدارون مجددًا. خرجت من هناك بعد بعض الوقت فقالت وهي بطريق عودتها:
"الجو خانق هناك"
فنادتها روبينا القادمة مقابلها:
"نوريس؟ ماذا تفعلين في هذا الوقت؟!"
ابتسمت الأخرى لها وقالت:
"كنت أطمئن على دارون"
فسألتها الأخرى بقلق:
"لا يزال كريستوفر غاضبًا هناك صحيح؟!"
قطبت الأخرى حاجبيها فتابعت:
"سمعتك تقولين الجو خانق هناك"
احمر وجه الأخرى وأجابتها بتوتر:
"لا .. هذا، بصراحة، أنا لا أعلم"
نظرت الأخرى لها بريبة وقالت بعد أن أدركت أمرًا ما:
"ماذا؟ أحدث شيء ما؟!"
نفت الأخرى برأسها بسرعة وقالت:
"كلا، تحدثنا قليلًا عن دارون واطمأننت عليه ثم خرجت"
ابتسمت الأخرى لها بهدوء وقالت:
"أظنني سأذهب لاخباره لأخذ قسط من الراحة، سيؤذيه بقاؤه هكذا"
أومأت لها نوريس فتخطتها الأخرى لتتنهد وتعود لغرفتها.
"أسمع كل شيء حقًا؟ لم توترت هناك؟ ولم أشعر بالحرج هكذا؟ هذا مزعج. (تنهيدة) متى سينتهي كل هذا؟ اشتقت لوالدي، لم يحدثني من فترة، ما أخباره يا ترى؟!"
ثم فتحت هاتفها وأرسلت له رسالة تطمئن عن أحواله، فأتاها رده بسرعة:
"أنتِ بخير؟ كل شيء بخير عندك؟ لم لا تزالين مستيقظة حتى اللحظة؟ أهناك ما يزعجك؟!"
ابتسمت باطمئنان وقالت:
"كلا، أنا بخير، فقط لم يزرني النوم وأردت الإطمئنان عليك لأننا لم نتحدث من فترة"
"أنا بخير أيضًا، فقط مشغول بالعمل، عدت لتوي"
"بوركت جهودك، استرح الآن، تصبح على خير"
"وأنتِ من أهله، انتبهي لنفسك"
ثم أغلقت هاتفها وغطّت بالنوم أخيرًا.
استيقظت نوريس صباح اليوم التالي على صراخ كريستوفر:
"فلتجدوه خلال ساعة وإلا لأقتلنّكم جميعًا. أين نوريس؟!"
فركت عينيها بنعاس ثم وقفت من مكانها ليقتحم الآخر غرفتها دون سابق إنذار متسببًا بصدمتها مقتربًا منها ماسكًا كتفيها بينما يقول:
"أخبريني، هل شعرتِ بأي حركة غريبة ليلة أمس؟ أصابك الأرق فترة طويلة ولم تنامي، أخبريني أنه استيقظ وخرج للعب لا أكثر"
أمسكت يديه المرتجفة بسرعة وسألت بقلق:
"فلتهدأ أولًا ولتخبرني ما الذي جرى؟"
"أتحدث عن دارون، لا نجده في أي مكان، هل أتى إليك خلال الليل؟!"
رمشت عدة مرات وقالت:
"كلا، لم أره بعد أن عدت لغرفتي، تحدثت مع والدي ونمت"
"سحقًا سحقًا سحقًا"
قالها ملتفتًا للخلف واضعًا يده على جبينه بيأس فحضرت روبينا راكضة وقالت:
"هنالك رسالة عند باب المقر"
نظر الاثنين لبعضهما ثم خرجوا راكضين للباحة الرئيسية.
وقف إلياس بينما يضرب الأرض بقدمه بسخط فسأله كريستوفر:
"هل وجدتم شيئًا؟!"
شدّ الآخر قبضة يده وورقة في يده ثم قال بينما يرصّ على أسنانه:
"إنه كالفن مجددًا"
"ألم يتعلم درسه بعد؟ طفح الكيل"
راكبًا دراجته النارية خرج من هناك تحت صرخات الآخرين لإيقافه، دون جدوى. ركبوا دراجاتهم بسرعة ولحقوا به، ثم انفصلوا عن بعضهم للبحث عن الصغير في جميع مقرات الكارلوسزا.
{في مكان آخر}
"هذا مؤلم"
صرخ الصغير بعد أن استعاد وعيه ليجد نفسه في مكان غريب تحت رحمة أشخاص لا يعرفهم. بدأوا أولًا بركله ولكمه لعلّه يتفوه بأي شيء عن مخططات والده وأهدافه أو أسماء المافيا المتعاونة معه:
"لا أعلم، أخبرتك أن والدي لا يطلعني على أمور كهذه، دعني وشأني، أبي!! أين أنت؟!"
لكن كالفن أخرج سكينًا صغيرًا لا يبدو أنه قد سُن جيدًا، ثم قال:
"هل ستخبرني الآن أم ننتقل للمستوى التالي؟!"
فقال دارون بتعب:
"سئمت من اخبارك أنه لا علم لي"
ابتسم الأكبر بمكر وقال:
"وأنا لم أسأم بعد من تشويه جسدك الصغير"
جرحه الجرح الأول بصعوبة بسبب السكين القديم ليصرخ الصغير بشدة ويحاول الفرار بيديه وقدميه المكبلتين فشدّه الأكبر من شعره وقال:
"إلى أين تحاول الهرب؟ لم أعطك الإذن بعد. لم تهتم هكذا لأمر أبيك بينما هو لم يظهر للآن لإنقاذك حتى؟ تركك لنا بمجرد فقدت وعيك ولم يهتم لأمرك، كن شاكرًا أنني التقطتك من الشارع بعد أن رماك، والآن أما زلت مصرًا على صونه؟!"
فقال الصغير من بين شهقاته:
"أنا أثق بأبي، يستحيل أن يفعل هذا. أنت تؤلف كلامك وترميه علي فقط لتجبرني على إخبارك بما لا علم لي به"
فجرحه الجرح الثاني والثالث وقال:
"واحد من أجل رفع صوتك علي، والثاني لكذبك، هل تريد الاستمرار في هذا؟!"
ما عاد الصغير قادرًا على السيطرة على ارتجاف جسده ولم يقصّر كالفن في جرحه في كل مرة بتجاهله أو يعطيه إجابة لا يريدها، فما كان من أحد أن يسمع إلا صوت ضحكاته وصرخات الأصغر:
"هذا مؤلم! مؤلم! مؤلم! دعني! أبي! أبي أين أنت؟ دعنييي! ااااااه! هذا مؤلم لا تقترب مني! ستندم! أعدك ستندم! لن يرحمك! دعني هذا مؤلم!"
سقط الصغير أخيرًا مغشيًا عليه فقال كالفن:
"ماذا؟ أهذا كل شيء؟ تسك، نفذت طاقته بسرعة بسبب صراخه، إنه طفل ممل"
"هل ستتخلص منه؟!"
لكن الآخر ابتسم بجنون وقال:
"هل أرمي ورقة رابحة فقط هكذا؟ بالطبع سيأتي كريستوفر لإنقاذه، أرسل له العنوان هنا وتجهزوا"
انحنى له الآخر فخرج من هناك. نظر الرجل لجسد الصغير الملقى هناك ببرود ثم خرج من هناك يرسل لكريستوفر رسالة زعيمه.
قبل نقطة افتراقهم ببضعة أمتار وقف أمامهم ثلاثة أشخاص بأقنعة تخفي هويتاهم وقالوا:
"لو كنت تريد لقاء ابنك حيًا، اتبعنا"
أخرج الأقوى سلاحه:
"أخبروني أين هو قبل أن أنهي حيواتكم"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن