الفصل السادس

42 4 2
                                    

ليجيبه فيكتور بينما يقول:
"ماذا لو عدلنا بعضها، ثم أخبرناه أننا نفعل هذا من أجل تدريب نوريس لتكون معتادة على كل الظروف؟!"
شرد إلياس قليلًا بينما يفكر في أمر ما  ثم قال:
"المشكلة الحقيقية هي لو تطلب الأمر وجودنا هنا في أوقات سنكون فيها خارجًا، حتى لو بقينا على اتصال وعدنا بأسرع ما يمكن، قد لا نصل في الوقت المناسب"
بعثرت روبينا شعرها بانزعاج بينما تقول:
"ما هذا بحق؟! كيف سنتمكن من فعلها مع كل هذه المخاطر؟! المخاطر المحيطة بكريستوفر أكثر من العدو نفسه هذا لا يعقل!!"
أحبط الجميع للحظة حتى قالت نوريس بيأس:
"في جميع الأحوال، هذا ما سيتطلبه الأمر، لنحاول بذل جهدنا ولنرى ما ستؤول إليه الأمور، لكن أولًا، علينا أخذ الحيطة لكل المشاكل التي قد تواجهنا خلال تنفيذنا الأمر وتهيئة أنفسنا لردعها"
ليسأل آندرو مستفسرًا:
"أية أفكار حول الموضوع؟!"
فكرت الأخرى قليلًا ثم قالت:
"قد تبدو فكرة طفولية لكني أظنها ستنجح. بدايةً سنوكّل شخصين للبحث خارجًا، ولو لاحظ كريستوفر الأمر سنخبره أنهما يتجنبان الحديث معنا حول خروجهما المتكرر هذا وأننا نشك بمواعدتهما، ولفعل هذا، سنحتاج اثنين، واحد من كل جنس"
أدمغتهم أعطت إشارة بالخطأ. مواعدة؟! ليس أمرًا شائعًا بين رجالهم رغم أن قائدهم كان متزوجًا.
"أمهلينا بعض الوقت حتى نستوعب فكرتك أولًا، هذه ستكون نظرة كريستوفر للاثنين اللذان سيخرجان؟!"
كان هذا إلياس الذي أعطاه دماغه إشارة بالخطر، لتومئ الأخرى برأسها فقال فيكتور:
"أرشح آندرو وروبينا"
صعق الاثنين من قوله لتقول روبينا ببرود متوعدة بالقتل:
"وهل ترى أننا شخصين مناسبين بينما لا وجود للاتفاق حتى؟!"
أومأ آندرو مؤيدًا ثم قال:
"هذا صحيح، ثم إنني أفضل أن يزين كريستوفر جبيني برصاصة على أن أواعدها"
ضربته الأخرى على مؤخرة رأسه ليقول إلياس:
"لم أخذتما الأمر على محمل الجد؟! هذه فقط ستكون نظرة كريستوفر"
تنهدت نوريس بثقل بينما تبعد مقعدها للخلف وقالت:
"لا يمكنني التفكير أكثر من هذا، اعذروني، سأرحل."
ليصرخ آندرو بها قائلًا:
"رميت فكرتك هكذا وتنوين الرحيل دون قول شيء آخر؟! ما دامت فكرتك، لم لا تنفذينها أنت؟!"
اقتربت منه بهدوء ثم قالت بصوت منخفض:
"وهل تراني شخصًا قادرًا على الذهاب في مهمات كهذه؟! ذلك اليوم لولا وجود كريستوفر بجانبي لقتلت فورًا"
ليقول إلياس غير مبالٍ هو الآخر:
"أوافقها الرأي، وأنا لا علاقة لي بهذا، سأغادر"
فوقف فيكتور من مكانه بينما يقول:
"وأنا اقترحت عليكما الأمر لأنني لا أريد خوض هذا بالطبع، لذا سأرحل أيضًا"
غادر ثلاثتهم المكان كما العاصفة، ليضرب الاثنين المتبقيين رأسيهما بالطاولة بينما يقولان:
"بؤسًا"
تنهدت روبينا بثقل ثم قالت:
"على أية حال، هذه مجرد مهمة، لننهيها بأسرع وقت ونتخلص من هذه العقبة"
رفع الآخر ابهامه مبديًا إعجابه بالأمر لتخرج هي من هناك.
انتصف الليل بالفعل، ليخرج الاثنان متنكرين من هناك متجهين نحو مقر الياكوزا. أشارت روبينا لآندرو باتباعها بما أنها أتت سابقًا إلى هنا واهتمت بتفاصيل المكان، ففعل دون مناقشتها لتشير له بالتوقف بينما تراقب أمرًا ما. التفتت فجأة له ثم أشارت أنها ستهاجم عند العد لثلاثة، لتعطيه بعد ذلك اشارتها فهاجم الاثنان بهدوء الحارسين الواقفين هناك. جرداهما من أسلحتهما وضماها لما بجعبتهما ثم دخلا خلسة. اتجهت روبينا لمدرج يتجه لأسفل، فقال آندرو:
"إلى أي حد تعمقت في هذا المكان؟!"
لتحيبه بينما تتابع سيرها للأمام:
"حتى عثرت على كالفن"
ثم بدأت بالركض فجأة يتبعها الآخر. صفارات الإنذار عزفت لحن الخطر في المكان معلنةً أمر الدخلاء، ليضع الاثنان أقنعتهما ويزيدان من سرعة ركضهما أكثر حتى وصلا ممرًا ما، فاستوقفهما وجود كالفن هناك بينما يسارع للدخول الى إحدى الغرف مع بعض الرجال. ركضا خلفه متظاهرين أنهما من رجاله ليروه يضرب الأرض بقدمه بسخط بينما يراقب الكاميرات ويقول:
"من هذا الذي يجرؤ على الدخول إلى هنا هكذا؟ وكيف تمكن من فعلها دون ملاحظتكم؟؟ ستفشل كل خططي لو وصلوا الى هنا"
أعطى الاثنان نظرات خاطفة لبضعهما ليتابع كالفن قوله:
"كريستوفر .. أعدك أنني لن أدعك تحصل على أيٍّ من مبتغياتك، سأحطمك"
قطب الاثنان حاجبيهما ليقول كالفن آمرًا لاثنين آخرين:
"أخبروا الجميع أنني أريد الدخلاء أحياء، سأقتلهم بنفسي وأرسل أعضاءهم على مراحل لزعيمهم الوغد"
انحنى الاثنان وغادرا المكان ليعم الهدوء فجأة، حتى انفجر كالفن ضاحكًا وقال:
"كيف لم أفكر بهذا من قبل؟! كريستوفر لديه ابن!!"
صعق الاثنان مما سمعاه ليخرج كالفن مسرعًا من هناك فأشار آندرو للأخرى أنه وقت الرحيل، لينجحا بالهرب.
عاد الاثنان مسرعان للمقر ليصطدما مع دارون الذي صحى لتوه من نومه بعد كابوس راوده، ليمسكا بيده بينما يقولان:
"سنخبئه أولًا ثم نتحدث إلى كريستوفر، سلامته فوق كل شيء"
أومأ آندرو ليركض لمكان ما بينما قامت روبينا بجر الصغير وهي تركض نزولًا على السلالم بينما تحذره من الوقوع حتى وصلت قاع المقر ليقول دارون:
"أخبريني ماذا يجري؟! وما هذا المكان؟! لم آتي إلى هنا قبلًا، وأين أبي؟! أهو بخير؟!"
وضعت روبينا كلتا يديها على كتفي الصغير وقالت:
"والدك بخير، وأنت عليك أن تبقى بخير من أجله. ستختبئ هنا، لا تسمح لأحد بالدخول عداي أنا، آندرو، فيكتور، نوريس، ووالدك، أتفهمني؟!"
أومأ الصغير متفهمًا لتدخله غرفة ما وتطلب منه الإقفال على نفسه، ثم صعدت للأعلى لتصطدم بكريستوفر الذي قال بسخط:
"أين دارون؟!"
فأخبرته بمكان اختبائه ليقول:
"أرسلي إلياس ونوريس إلى هناك، بقيتكم ستأتون معي، وهناك حساب عسير لكم بعد الإنتهاء من هذا"
ليسمعوا صوت انفجارات متتالية تهز المكان بأكمله، فاتسعت عينا الأقوى وراح يركض نحو مكان اختباء ابنه. طرق الباب بعنف بينما يصرخ:
"دارون، افتح الباب الآن، هذا أنا .. "
لكن ما من مجيب. قام بخلع الباب بالقوة ليرى أحد الجدران محطم والطفل مختفٍ. جلس أرضًا مصعوقًا مما حصل، دماغه لم يعد يفكر في شيء مفيد عدا صورة دارون، لتضربه نوريس أخيرًا على مؤخرة رأسه بينما تصرخ وتقول:
"هذا ليس وقت الضعف، لنسرع حتى نلحق بهم"
وقف بسرعة من مكانه وركض للخارج بعد أن أعطاه آندرو سلاحه ليتبعه البقية متجهين لنفس المكان الذي تواجد به كالفن حسب معلومات آندرو وروبينا.
وصلوا بالفعل ليروا الحراسة المشددة فقال إلياس:
"أشعر أنه هرب بالفعل وما هذا إلا تمويه"
نظر كريستوفر له بغرابة لتقول روبينا:
"أظن أنني رأيت مكان بعض مقراتهم، أحدها يبعد عن هنا ثلاثة كيلومترات شرقًا"
ليقول كريستوفر بسرعة:
"آندرو، فيكتور وروبينا هاجما المكان وابحثا عن دارون هنا، أما أنتما الاثنين ستأتيان معي، إلياس حضر سلاحك"
بسرعة اتجه كل منهم إلى موقعه، ليعاود الثلاثة ركوب دراجاتهم النارية والإسراع للمقر التالي.
اقتحم المكان مع نوريس بينما إلياس يهاجم المكان من بعيد، انتبه لمدى ثبات نوريس لكنه لم يتفوه بحرف ليهجما بكل ما لديهما بينما إلياس يحمي ظهريهما حتى وصلوا طابق سفلي يملؤه صوت صراخ أحدهم، ليسرع كريستوفر للمكان المنشود. خلع الباب بعنف ليواجهه كالفن أخيرًا بينما يقول:
"وصلت أخيرًا، أتعلم أمرًا؟! علينا حسم هذا، لن ينتهي القتال إلا بسقوط واحد منا ميتًا على الأقل"
حاول دارون الصراخ والحديث مع والده دون جدوى، فقد أقفلوا له فمه بالفعل ليقول كريستوفر:
"قبل ذلك، أطلق سراحه ومن معي"
فكر كالفن قليلًا ثم قال:
"هذا يبدو غير عادل، فقد وردتني معلومات للتو عن اقتحامك لمقري الثاني، رغم ذلك، سأفعل"
أسرعت نوريس وإلياس لفك قيد دارون وإبعاد اللاصق عن فمه فصرخ:
"أبي لا تفعل هذا، توقف أرجوك، أنت تودي بنفسك للتهلكة وتجعله يتقدم بخطته بينما يحركك كلعبة مارينيت!"
أمسكت نوريس يد الصغير، بينما كريستوفر التفت وغادر المكان يتبعه كالفن.
وقف الاثنان مقابل بعضيهما في ساحة المقر بينما الجميع يشاهد، ليصرخ كالفن:
"أوامري مطلقة، إن قتلت، ستتركون أتباعه وشأنهم ولن تؤذوا أحدًا، وإن فزت، ستقتلونهم جميعهم دون رحمة!"
تواجه الاثنان بداية بجسديهما العاريين من الأسلحة، حتى كادت تتحطم عظامهما، ليخرج كل منهما سلاحه وبدآ بإطلاق النار بعشوائية في المكان، ليختبئ البقية خلف الجدران. توقف اطلاق النار فجأة ليدب الفزع في قلوب الجميع. أطل إلياس برأسه ليرى ما يجري ثم صرخ:
"كريستوفر!!"
ثم راح يركض لتغلق نوريس عيني الصغير وأذنيه ثم أطلت برأسها لترى الاثنين ساقطين ارضًا بأجسادهما المملوءة بالثقوب.
حمل إلياس جسد كريستوفر بصعوبة محاولًا رفعه ليضعه على الدراجة تساعده نوريس التي أمرت دارون بعدم فتح عينيه بينما لا يعلم ما يجري. نجحا بالفعل ليجلس خلف جسد الآخر بعد أن ربطه له وقال لنوريس:
"اركبي الدراجة الأخرى مع الصغير ولنغادر بسرعة"
"ماذا؟! أنا لم أركب دراجة لوحدي في حياتي، كيف تنوي جعلي أقودها؟!"
لكنها حزمت أمرها حين نظرت للصغير مغمض العينين بخوف وجعلته يجلس أمامها بينما يرشدها إلياس على كيفية القيادة ليغادرا بسرعة.
وصلوا مقرهم ليجدوا الجميع هناك بالفعل مصعوقين من المشهد بعد أن أخبرهم إلياس بالتراجع. حمل آندرو جسد الأقوى للداخل ليلحق به إلياس بسرعة ويقفلا الباب خلفهما. جسد الصغير لا يأبى التوقف عن الإرتجاف بعد أن رأى منظر أبيه أخيرًا، انتبهت له نوريس التي احتضنته بقوة بينما تقول:
"سيكون بخير بالتأكيد، لن نتركه!!"
لكن الصغير انفجر أخيرًا بينما يقول:
"لو لم أصر عليه بالبقاء هنا ورحلت كما طلب مني، ألم يكن هذا ليبعده عن الخطر؟ ما كانوا ليستغلوا وجودي كنقطة ضعف له ويقتلونه هكذا! أنا سأكون مسؤولًا عن موته"
صفعته نوريس بقوة صادمة الجميع بينما تقول:
"والدك لم يمت، أنت لم تذنب، رغبتك بالبقاء بجانبه ليست خطأً، لا تلم نفسك بهذه الطريقة لن يكون سعيدًا، وثق بأنه سينجو وهذا لن يؤثر عليه"
أخفض الصغير رأسه للأسفل ولم يتفوه بحرف، لتقول روبينا:
"تعال معي، لترتاح قليلًا"
ثم قامت بجره آخذة إياه لغرفته.
مر يومان كاملان، كريستوفر لم يفتح عينيه بعد. اتصلت المدرسة بسبب الاجتماع فاعتذرت نوريس عن القدوم وأخبرتهم أن الوالد مريض قليلًا ولن يحضر دارون أيضًا لبعض الوقت، آملين أن يفتح كريستوفر عينيه بسرعة.
طرقت نوريس باب غرفة الصغير ليسمح لها بالدخول. وضعت وجبة الطعام على المنضدة واقتربت من السرير لتحاول إبعاد الغطاء عن جسده الصغير المتموضع هناك، لكنه شده له أكثر فقالت:
"عليك أن تتناول طعامك، لو استيقظ والدك ورآك ضعيفًا سيغضب وسيضر هذا بصحته، لذا كل شيئًا لتبقى قويًا وتبهجه"
أمسكت الغطاء مجددًا وأبعدته بينما تقول:
"سأشاركك"
رفع الأصغر جسده بتثاقل ليسير نحو المنضدة تتبعه الأخرى وباشرا بتناول الطعام. أصرت عليه أن يكمل وجبته بعد أن حاول التملص منها عدة مرات وعدم إكمالها.
أسبوع آخر مر ولا أخبار مبشّرة عن استيقاظ كريستوفر أو تحرك الياكوزا، لذا ظل البقية مطمئنين بعض الشيء من هذه الناحية. ليتلقوا أخبارًا بقدوم بعض الأشخاص إليهم، يبدو انهم عصابة جديدة سمعت عن ضعف كريستوفر وينوون استغلال فرصهم.
استعد الجميع وخبأوا دارون في مكان تموضع والده مع نوريس وإلياس، ثم خرجوا من هناك ليردعوا العدو القادم.
"أين هو زعيمكم؟! فليواجهنا"
رصّ فيكتور على أسنانه بينما يقول:
"ها هم يتظاهرون بالقوة بعد أن علموا بحالته، لن نسمح لأحد منهم بتجاوز البوابة"
صرخ الجميع مؤيدًا ليأخذ كل منهم مكانه بسرعة، منتظرين اقتراب العدو أكثر والوقوع في شباكهم.
وقف المهاجمون خلف البوابة ليقول زعيمهم:
"أخرجوا كريستوفر فورًا"
ليقول آندرو مستقزًا إياهم:
"لستم سوى بضعة حشرات لم قد يزعج نفسه بالخروج لرؤيتكم؟!"
فصرخ أحدهم من الخلف:
"لا ترد على كلام من هو أكبر مكانة منك أيها الوغد"
ليقهقه آندرو ويقول مجددًا:
"ولم قد يأتي زعيمك للحديث مع زعيمي إذًا؟!"
فحطموا البوابة. انقض رجال كريستوفر عليهم لتنشب ملحمة دامية بينهم.
انتبه آندرو لتسلل أحدهم للداخل فحاول التخلص من الأشخاص المحيطين به ليلحق بالآخر لكن لا يبدو أن هذا سينتهي.
وصل الآخر لمكان اختباء كريستوفر أخيرًا، ليكسر الباب بعنف فرأى حالة كريستوفر المزرية فابتسم بطريقة مرعبة وقال:
"هكذا إذًا، ليس لأنه لا يريد، بل لأنه عاجز، هذا ممتع!!"
ثم خرج من هناك راكضًا محاولًا إيصال المعلومات التي لديه لزعماءه، لكن رصاصات زينت جسده كتحفة دموية بينما تقول نوريس:
"إياك ومحاولة التفكير أنك ستشي بحالته لأحد"
ثم عادت بسرعة للداخل بينما تقول لإلياس:
"علينا مغادرة المكان، وصول أحدهم الى هنا يعني وصول المزيد، لن نتمكن من حمايته لو أتى مجموعة منهم!"
نفى إلياس برأسه وقال:
"لن ينجح شخص آخر بالقدوم! ابقي مع دارون هنا ولا تتحركا مهما حدث، سأذهب للمساعدة"
ثم حمل سلاحه وغادر مسرعًا يتموضع في مكانه ثم بدأ تحركه أخيرًا قاضيًا على ما تبقى منهم منقذًا الوضع.
تخلصوا من الجثث بعد أن أخذوا منها ما يحتاجون من أعضاء لبيعها، ليعود كل منهم إلى عمله كأن شيئًا لم يكن.
خرج آندرو وروبينا مجددًا ككل ليلة بحثًا عن دليل جديد عن حقيقة مقتل رين، وكما العادة، عادوا خالين الوفاض.
دخل الاثنين أخيرًا ليتسقبلهم فيكتور وإلياس محادثانهما عما وجدوه، لتخرج نوريس راكضة بينما تصرخ:
"استيقظ كريستوفر، استيقظ كريستوفر أخيرًا"
أسرع الجميع نحو غرفته ليروه قد فتح عينيه بالفعل، لكنه لم يجمع شتات أفكاره بعد ليقترب إلياس منه ببطء بينما يتفحص الأجهزة من حوله ويقول:
"كريستوفر، أتسمعني؟!"
مصدرًا بعض الضجيج حوله ليلف الآخر رأسه نحوه، ثم راح يحرك قلمًا أمامه فحرك الأقوى مقلتيه معه ليقول إلياس:
"نجحنا بالفعل"
صفق الجميع بحماس ليغلق كريستوفر عينيه بتعب، فبعد أن اطمأنوا على وضعه، بقي إلياس جواره بينما غادر الجميع لنيل قسطٍ من الراحة.
استيقظ دارون صباحًا على خبر استعادة والده لوعيه فانطلق راكضًا له مشتاقًا. دخل الغرفة بسرعة ليرى إلياس يبعد عنه الأجهزة ويحاول مساندته على الجلوس براحة، نظر كريستوفر للصغير ثم ابتسم بهدوء. دهش الصغير من ردة فعل والده فأسرع ناحيته واحتضنه، ليصرخ إلياس به:
"لا تنفعل هكذا ستفتح جراحه"
كان دارون ينوي الابتعاد عنه لألّا يؤذيه، لكنه كريستوفر شدّ قبضته عليه مانعًا إياه من الحراك. خرج إلياس من هناك تاركًا الإثنين لوحدهما مغلقًا الباب خلفه.
"بابا! أنت بخير؟!"
سأله عابسًا ليجيبه كريستوفر:
"طالما أنت بخير، أنا بخير"
أخفض دارون رأسه للأسفل ثم قال برجفة واضحة بصوته:
"لو .. لو أني نفذت أوامرك، و .. وغادرت بعيدًا عنك، أكان هذا ليبعدك عن الخطر؟! هذا خطأي صحيح؟!"
ربّت كريستوفر على رأسه ثم قال:
"أتعلم؟! كنت أظن دائمًا أن ابعادك عني هو الخيار الصحيح لحمايتك، لكني تيقنت أنك عليك البقاء بجانبي، لو خسرتك وأنت بعيد عني، ما كنت لأقوى على العيش أبدًا"
رفع دارون رأسه للأعلى وقال:
"لا تقل هذا! أنت لن تموت، ستبقى بجانبي للأبد، أتعدني؟!"
بعثر كريستوفر له شعره قائلًا:
"أعدك"
لتدخل نوريس بينما توبخ الصغير:
"دارون! أصحيح أنك لم تتناول وجبتك بعد؟!"
أغمض الصغير عينيه بقوة بينما يهمس:
"يا ويلي"
ضحك كريستوفر ساخرًا ثم قال:
"سيتناولها معي"
دهشت نوريس من هذا التغير المفاجئ لكنها ابتسمت باتساع وقالت:
"سيكون هنا خلال دقائق"
خرجت بينما تتمتم مع نفسها:
"أخيرًا"
أحضرت الطعام بالفعل ونوت الخروج فاستوقفها كريستوفر بسؤاله:
"هل بامكانك مناداة الجميع؟! لا يمكنني الانتظار حتى أتعافى"
خفق قلبها بعنف بعد أن ظنت أنه ينوي التحرك قبل أن تفعل الياكوزا، لكنها لم تسأل وذهبت لنداء الجميع بالفعل.
عادت معهم فكان كريستوفر ودارون قد انتهيا من وجبتهما ليستلقي الأصغر جوار الأكبر فقال كريستوفر:
"هل ستفسرون ما جرى؟!"
انتهى وقت اللهو، كل كلمة ستقال سيحاسبون عليها، ليقول فيكتور:
"أستتركنا نكمل حديثنا دون مقاطعتنا؟!"
تبدلت ملامح الأقوى للعبوس أكثر لكنه أومأ لينظر فيكتور لعيني إلياس ثم حول نظره للآخر مجددًا بينما يقول:
"اتخذنا قرارنا هذا منذ اليوم الذي اهتجت فيه وشككت بنا. حتى يومنا هذا، نتحرى أمر قضية مقتل رين …"
انفعل الآخر بشدة عند ذكر اسمها لكنه حاول السيطرة على ذاته ليمسك دارون بيده بينما يقول:
"دعهم ينهون كلامهم"
أغمض كريستوفر عينيه لبرهة في محاولة لتهدئة نفسه فتابع إلياس:
"ذلك اليوم، كان آندرو وروبينا قد علما بخطة كالفن المجنونة وأنه قد نوى استخدام دارون كطعم من الآن فصاعدًا، لذا حاولنا التصرف بسرعة، لكننا لم نتوقع أنهم سيحضرون بهذه السرعة مع متفجراتهم تلك أو أنهم سيتوقعون مكان اختباء دارون ويستهدفونه بدقة. لا أنكر أننا رغم معرفتنا لخطتهم تخلفنا خطوة، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نراك تضعف بهذا الشكل، وتأكد أنك حتى لو هددت بقتلنا لن نتراجع عن خطتنا بإيجاد قاتل رين .."
تنهد كريستوفر بثقل ثم قال:
"أنتم مجانين"
لتقول نوريس ساخرة:
"انظروا من المتحدث، أولست أنت السبب؟!"
رغم أن كلامها جارح لصراحته، لكنه أضحكه بشدة مما جعلهم يتراجعون للخلف فقال آندرو:
"أنتم متأكدون أنه لم يتعرض لإصابات في دماغه؟!"
فقال إلياس منزعجًا:
"وضعه هذا بدأ يشككني بنفسي"
ليقول كريستوفر:
"حسنًا، بدايةً وقبل كل شيء، شكرًا لكم يا رفاق على كل ما فعلتموه من أجلي ومن أجل حماية دارون، لكنكم من الآن لن تعملوا لوحدكم، قضية رين عليها أن تحل بسرعة، خصوصًا أن شكوكنا كلها نحو عدونا الأساسي، فسنضرب عصفورين بحجر واحد"
خرج آندرو وفيكتور من هناك بينما يصرخان:
"يا أمي أنقذينا، شبح التهم دماغ كريستوفر"
ضحكت روبينا على كلامهما بينما كريستوفر نظر ببرود لهم لتقول نوريس بانزعاج:
"أوليس هذا أفضل؟ لم هما منزعجان؟!"
لتجيبها روبينا:
"هذه طريقتهما للتعبير عن اعجباهما بالوضع"
ليقول كريستوفر بعد أن ضيق عينيه:
"هذا قاسٍ!"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن