الفصل الخامس والعشرون

44 4 8
                                    

"إلام تخطط يا ترى؟!"
كان هذا فيكتور الذي تساءل فقال آندرو بلا تفكير:
"الإيقاع بكريستوفر"
نظر الإثنان الآخران لبعضهما ليدخل دارون ويقول:
"ما المشكلة في هذا؟! ما الذي جرى؟ سمعت صوت إطلاق نار قادم من هنا"
حوّل ثلاثتهم نظرهم للصغير فسأله آندرو:
"ماذا قلت للتو؟!"
"سمعت صوت اطلاق نار؟!"
"أجل والدك كان على وشك تزيين جبهة أحدهم، لكني أقصد ما قبل ذلك"
"ما المشكلة في هذا؟!"
"أأنت واثق؟!"
أومأ دارون بهدوء مع علامات استفهام فوق رأسه فقالت روبينا:
"هذا يعني الكثير، إذًا لم يبقى سوى رأي الاثنين"
"لا أظنها ستوافق على هذا"
"لم؟!"
تنهد الصغير وأجاب:
"سألتها سابقًا لكن لم يبد أن الأمر نال إعجابها وقالت أنها لا تقارن بأمي، لذا لا أظن أنها…"
"بلاه بلاه بلاه، هنالك كيمياء غريبة بين هذين الإثنين"
بتر آندرو قول الصغير فسأله:
"ماذا تقصد؟!"
"ما أعنيه أننا جميعنا لاحظنا تغير كريستوفر مذ قدومها صحيح؟! وهي الأخرى تأبه لأمره كثيرًا، لربما لم يدركا الأمر بعد لكن بالتأكيد هناك ما يخفيانه"
فقال فيكتور بملل:
"لم أنت مصر على تلميحاتك هذه دائمًا؟!"
"لأنه الواقع"
قلّب الاثنين عيناهما بملل وخرجا ليقول دارون:
"أتمنى لو كان كلامك صحيحًا، إنها المرة الأولى التي أؤيدك"
ربّت آندرو على رأسه وقال بابتسامة انتصار:
"ستؤيدونني جميعكم في النهاية صدقني"
ثم خرج من هناك تاركًا الصغير وحده.
بينما يسير فيكتور وروبينا بعد خروجها سمعا صوت صرخة كصوت نوريس قادمة من الممر التالي أمامهما. ركضا باتجاه الصوت فلم يجدا شيئًا عدا هاتفها الملقى على الأرض. فتحه فيكتور ليسمع صوت دراجتها النارية تنطلق مسرعة من هناك، فلم يجدا إلا صورة فظيعة لوالدها المقطع لأشلاء والدم يملؤه مع رسالة تحتها:
"كنت سأنتظر بعض الوقت قبل أن أنتقم منكِ، لكنك السبب بقتله"
وصل آندرو وإلياس لهناك أيضًا فأراهم فيكتور الهاتف ليركضوا خلفها، فسألهم كريستوفر القادم بعد سماعه الصراخ:
"إلى أين؟!"
التفت له آندرو بسرعة وهو لا يزال يركض:
"أنت ستبقى هنا، لا تشغل بالك، سنحل الأمر"
ثم أمر بعض الرجال باتباعه فورًا وانطلق على دراجته يلحق بنوريس.
التفت بسرعة ناحية إلياس الذي بقي هناك وسأل:
"ماذا كان هذا؟!"
تردد إلياس حول الحديث فصرخ به:
"أجبني"
تنهد الآخر وقال:
"اصابتك ليس بالسهلة وقد ضغطت على نفسك بما فيه الكفاية مؤخرًا، لذا أرجوك اهدأ ودعهم يتولون الأمر"
أمسكه كريستوفر من كتفيه وقال بتحذير:
"أسألك عن الذي يجري ولم أطلب منك اخباري بما علي فعله"
تنهد بثقل ثم فتح هاتف نوريس بعد أن كان فيكتور قد ناوله إياه وأداره نحوه. صعق الأقوى ممَّ رأى وقال:
"أحضر سلاحي فورًا"
حاول إلياس ردعه لكنه صرخ به مجددًا لتنفيذ الأمر قائلًا:
"لا تحاول ردعي فلن تنجح، أحضر سلاحي، فورًا .."
أحضره إلياس بالفعل فقال له:
"ابقى هنا مع دارون، سأبقي معكما بعض الرجال أيضًا والبقية سيأتون معي فكونوا حذرين"
أومأ له الآخر موافقًا دون أن ينبس ببنت شفة، لكنه أمر الرجال أن يبلغوه فورًا ما إن حصل أي أمر خارج الخطة.
خرج كريستوفر من هناك مسرعًا على دراجته النارية بعد أن أرسل له إلياس وللبقية الموقع بالضبط، ثم أخبر آندرو بحقيقة لحاق كريستوفر لهم.
"ما الذي يفعله بحق؟! لم كل هذا التهور؟! سينهار قريبًا لو استمر على هذا"
كان هذا آندرو لتقول روبينا:
"لن نتمكن من ردعه على أية حال في وضع كهذا، لكننا سنوقفه عند حده فور عودتنا"
وصلوا مصنع نيكوماتا للأسلحة فترجلوا بعد رؤيتهم لدراجة نوريس:
"أهي بكامل قواها العقلية؟ تقتحم جحر العدو دون سلاح؟!"
وصل كريستوفر أخيرًا ليترجل وقال:
"يبدو أنهم مشغولون بها، جيد لم يلاحظونا للآن، سننتشر ونبحث عنها، وأي شخص يجدها فليبلغ البقية، ستحمون المنطقة التي تتواجد بها حتى نخرج، أهذا واضح؟!"
أشاروا لهم جميعًا بالموافقة فاقتحموا المصنع بعد أن قام بتقسيمهم لمجموعات بسرعة.
كانوا يبحثون عنها كالمجانين وينادون باسمها مع قتل كل من يتجرأ على الوقوف في طريقهم ومحاولاتهم للحصول على معلومات عنها دون جدوى.
وجدتها روبينا أخيرًا فصرخت باسمها:
"نوريس!!"
اقتربت منها لترى ذات المنظر الفظيع وتصنمها بينما تحدق به بلا وعي. سقطت أرضًا فجأة فاقتربت الأخرى منها ونادتها مجددًا لكنها لم تستجب.
أخبرت روبينا كريستوفر عبر أجهزة اتصالهم أنها وجدتها وأرشدته للطريق. حضر بالفعل فاقترب منها بهدوء وغطى عينيها بينما يقول:
"أوقفي هذا، لنتحرك الآن، لم يجدوك لكن الأمر لن يطول، علينا الخروج فورًا"
صمتت للحظات ثم أجابت ببرود:
"أحتاج لقتله أولًا"
أزال يده عن عينيها بعد أن ساعدها على الوقوف وأدار جسدها له، ثم ناولها سلاحها وقال:
"افعلي ما ترينه مناسبًا، لكن معك عشر دقائق فقط، سننسحب بعد هذا"
سارت كجسد بلا روح للخارج بينما يحدق بها الاثنان بهدوء، لتلتقي بنيكوماتا الذي يتكئ على عكاكيزه وهو يضحك ويقول:
"ماذا؟! أراك هنا بالفعل، أرى أيضًا أنني قتلتك بالفعل بقتل والدك، هذا جزاؤك"
حدقت به ببرود وقالت:
"أنت لم تقتلني قط، أنت أيقظت الوحش بداخلي .."
ثم أطلقت رصاصة على قدمه المعافاة فصرخ ساقطًا متألمًا. حاول الرجال حوله قتلها لكن كريستوفر وروبينا كانا لهم بالمرصاد وتخلصوا منهم بينما هي لا تزال تقترب ببطؤ ثم أطلقت مرة أخرى على ذات القدم بوجه خالِ من التعابير وقالت:
"كنت تستمتع بسماع صراخه صحيح؟! غريب، لم أجد متعتي بعد، هل يجب أن يكون صراخك أقوى؟!"
ثم أطلقت لكفة يده هذه المرة فصرخ أقوى، لتقول:
"أعلى"
ثم أطلقت على كف يده الآخر وهو يصرخ فصرخت:
"أعلى"
وطلقة أخرى على كتفه هذه المرة واشتد صراخها:
"أقول لك أعلى .. لا أجد متعتي"
ثم أطلقت على كتفه الآخر وقالت:
"أنت لست متتعًا"
لتنهيها بطلقة بمعدته.
هدأ كليًا فاقتربت لتسمع يقول بأنفاس متقطعة:
"ارحميني .. أنا .. نادم .. اتركيني"
فسألته بحنق ساخرة:
"ماذا؟! أهذا هو حدك؟! هكذا فقط؟ حقًا؟!"
"أرجوكِ دعيني، ما عدت أحتمل .. "
"سأتركك، لكن بعد ارسالك للجحيم"
مزينةً وسط جبينه برصاصة. سقطت أرضًا ثم انفجرت باكية أخيرًا. اقترب منها كريستوفر محتضنًا إياها فشدت قبضتها على قميصه ليحملها ويقول:
"روبينا، اطلبي من الجميع الإنسحاب فورًا"
ثم خرج من هناك وبينما لا تزال الأخرى تصرخ بين يديه.
وصلوا المقر فأدخلها غرفتها وطلب منها أن تستريح، لا يبدو أنها تسمع أصلًا.
خرج من هناك طالبًا من آندرو احضار بقايا جثة والدها ودفنه احترامًا لها، ففعل.
"ألا يعد هذا تهورًا؟!"
كانت هذه روبينا، التفت لها فتابعت:
"ألن ينقلب كل من كان معه ضدنا الآن؟!"
نفى برأسه يمنة ويسرى وقال:
"لا أظن ذلك، لن يجرؤوا. خصوصًا أنه كان مدينًا لأغلبيتهم، لا يخدعك مظهره وغروره، سيتنافسون حول ما لديه الآن بعد أن لم يعد موجودًا وينهون بعضهم البعض دون أن يربطنا أية علاقة بالأمر، مع هذا، أريد منك أن ترسلي أمرًا بحضور زعيم العاصمة فورًا"
أومأت له ثم ركضت تحضر هاتفها واتصلت على روجين تخبرها بأمر قدومها فورًا.
حضرت الأخرى فعلًا بأسرع ما يمكن لتستقبلها روبينا فسألتها:
"ما الذي يجري؟ لا يطلب كريستوفر حضوري هكذا عادةً"
"سمعت الأخبار صحيح؟!"
فسألتها بينما تتجاهن سوية لقاعة الاجتماعات:
"عن مصنع نيكوماتا وقتله؟!"
أومأت الأخرى فسألتها مجددًا:
"لكن لم؟!"
"سيخبرك كريستوفر بالتفاصيل"
دخلت الاثنتان قاعة الاجتماعات فوجدتا كريستوفر جالس هناك واضع رأسه بين يديه وهو غارق بالتفكير فقالت روبينا:
"حضرت الآنسة روجين"
رفع الآخر رأسه وقال:
"أخيرًا أتيت"
اقتربت الأخرى منه فخرجت روبينا من هناك ليسألها:
"بالبداية دعيني أعرف، مع من تتعاقدين حول الأسلحة؟!"
قطبت حاجبيها بعد فهم وأجابت:
"لويس، لم؟!"
"ممتاز! أخبريه أننا سنتعاقد معه أيضًا بصفتنا شركاء، سنتخلص من كل شيء له علاقة بنيكوماتا ومصنعه ونتعاقد معه بشرط أن يكون مستعدًا لتمويلنا نحن فقط، لذا، أريد منك اخباره بهذا واعقدي الصفقة ولا يهمني مقدار الربح الذي يطلبه، لكني أريدك أن تنهيه بأسرع ما يمكن"
"حسنًا، لكن ما الذي يجري؟! ألا يحق لي أن أفهم؟!"
تنهد بثقل ثم أخبرها بما جرى وأنه ينوي الإستعداد لحالات طارئة خارج توقعاته عن هجوم أحدهم، وبما أن الشركة ستموله وحده، فسيضمن عدم خيانتها وافتعالها أمرًا كهذا هي الأخرى، وإلا فلن تجد من يحميها.
الأخرى مصعوقة ممَّ سمعت فسألته:
"والآن ماذا سيحدث برأيك؟! أسينقلب الجميع ضدنا؟!"
"لا أظن هذا، مع ذلك، سنأخذ احتياطاتنا. أريد منك أن تخلي كل مقراتك، يمكنك بيعها حتى والإستفادة من أرباحها، فمن الآن فصاعدًا سنوحد قوانا بالكامل، سأدفع لك مقابل كل هذا، قسمي رجالك على مقراتي التي سأعطيها لك بوجود رجالي واستغليها كما تشائين"
"كما تريد، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت"
"اتركي مهامك كلها وسأعوّضك عن كل الخسائر التي ستتكبدينها، فقط أخلي مقراتك فورًا، هذا من أجل حمايتك ورجالك"
أومأت متفهمة ثم انحنت وخرجت راكضة تنفذ الأوامر.
أتاه إلياس مسرعًا قائلًا:
"كريستوفر، الياكوزا تحركت وها هي تشن هجومًا على مصنع نيكوماتا بعد أن تأكدت أن بعض الخونة هناك للاستيلاء عليه"
التفت كريستوفر ناحيته باستغراب وسأل:
"الياكوزا؟! لكن، لا علاقة تربطهم بنيكوماتا، لم؟!"
"لربما تنوي ضرب عصفورين بحجر"
"سنتحرك، لن أسمح لهم بذلك، كنت أنوي الخروج من الأمر لكن هذا خارج الخيارات الآن، أخبر الجميع أن يستعدوا، سننطلق خلال ربع ساعة"
خرج إلياس بسرعة من هناك موجهًا أوامره للجميع.
أخرج كريستوفر سلاحه وتأكد من ذخيرته ثم خرج مسرعًا من هناك متجهًا لمكان تجمع رجاله، ليجد نوريس بينهم فسألها:
"ماذا تفعلين هنا؟! أنت معفية من هذا .. "
نفت برأسها يمنة ويسرى ثم قالت:
"كلا، لن أسمح لهذا أن يعيقني، سآتي معك"
تركها على راحتها رغم أن حالتها لا تعجبه ليقسم الجميع لفرق ثم انطلقوا، لكنه تركها بصحبته لمراقبة وضعها.
لم يضيعوا الوقت وهاجموا المصنع مرة أخرى، لكنهم وقعوا في الفخ، أعداد أعدائهم هنا لا تعد ولا تحصى.
كان كريستوفر رفقة نوريس التي تبدو كما لو أنها تتناسى الأمر وتركز على ما هو أمامها فقط، حتى وجد كالفن المحاصر تمامًا ومعه ليون.
"ما هذا؟! أكانوا يكيدون له هذا من البداية؟!"
"ماذا سنفعل؟ سنتركهم حتى يقضوا عليه ويخلصونا منه؟!"
كانت هذه نوريس التي همست متسائلة فقال:
"أجل، ثم سننقض عليه ونتخلص منه، رغم أني أشك بنجاح هذا .. "
قاطعه صوت كالفن يقول:
"لم يهيأ لي أنك قد تخونني، هل تظن حقًا أن عدد رجالك هذا وعزيمتهم ستتغلب علي؟! أنت أحمق"
لكن خصمه أجابه بينما يرفع سلاحًا آخر:
"لن تنفعك شجاعتك"
ليسمع صوتًا خلفه:
"أخرجا فورًا"
ليظهر أمامه كريستوفر ونوريس الذان اكتشف أمرهما.
أمرا برمي سلاحهما ففعلا ليتم محاصرتهم حتى وقفوا ظهرًا لظهر مع كالفن.
"أنت أحمق"
كلام وجّهه كالفن لكريستوفر فنظر له الآخر بطرف عينه ليتابع:
"كنت قد خرجت سلفًا من الأمر، فلم تورط نفسك؟!"
ابتسم كريستوفر بجانبية وقال:
"لم أستطع تحمل رؤيتك تهان أمامي، نقصت قيمتي، فأنا لم أقتلك بيدي بعد"
"أنت حقًا أحمق، أولست مصابًا يا غبي؟! ماذا لو كان كل هذا تمثيل للإطاحة بك؟!"
"لكنت قد استغللت ظهري وقتلتني"
قهقه كالفن بشدة على قوله ليخرج كريستوفر من ثيابه سلاحًا آخر بينما يقول:
"بالطبع أخذت احتياطاتي .. "
ففعلت نوريس هي الآخرى بغية التعاون على العدو المشترك هذه المرة.
"أنتِ حتمًا شيء ما"
كان هذا كالفن الذي همس، لتبدأ المعركة بين الطرفين.
لا يزال العدو يأتي من كل صوب، فتساءل ليون:
"ما كل هذا؟! أينبتون من تحت الأرض أم ماذا؟!"
فسألته نوريس ساخرة:
"ماذا؟! هل تعبت؟!"
"يبدو أنك تثقين بنفسك أكثر من اللازم يا آنسة"
"هاها ثقتي بمكانها صدقني"
لتضع ظهرها على ظهره بينما يطلقان النار كلٌّ على من يقابله.
وصل الدعم من آندرو، فيكتور، روبينا والمدعو ب"وولف" مع شخص آخر، فتساءلت نوريس:
"هذا وولف، لكن من الآخر؟!"
انتهت معركتهم أخيرًا بانتصارهم مع بعض الإصابات الخفيفة هنا وهناك.
جلس الجميع منهكين أرضًا عدا كالفن وكريستوفر اللذان رفع كل منهما سلاحه على الآخر فصرخ آندرو:
"بربكما هذا ليس الوقت المناسب"
لكنهما اعتبراها إشارة البدء ليطلق كل منهما باتجاه الآخر عدة مرات حتى اختبآ وبدآ بالتصويب كلما حاول أحدهما الظهور من مخبأه، أما البقية اختبؤوا خلف الجدار منقسمين لفرقتين يراقبون الوضع بصمت.
"ألن نتدخل وننهي الأمر؟!"
كانت هذه نوريس فأجابها كرورو:
"كلا، لا نعلم ما المقدار الذي بإمكانهما تحمله ونحن قوانا تكاد تنفذ، لا أعلم بم يفكر كريستوفر لكننا سنستغل أول فجوة لأخذه والهرب، الوضع ليس بصالحنا حتى بعد انتصارنا"
تنهدت الأخرى بثقل ثم خرجت من مخبأها ووقفت قرب كريستوفر فتوقف الطلق بعض الوقت وقالت:
"لنغادر، ستصفّي حساباتك في وقت لاحق .. "
"ها؟ ومن أنتِ حتى تأمرينني؟!"
تنهدت مجددًا وقالت:
"رجالنا متعبون ولن نصمد، لم ننل قسطًا من الراحة من فترة، لنغادر"
كان كالفن يحاول اصابتها لكن كريستوفر انتبه له فصد رصاصته برصاصة أخرى بدقة وقال:
"فلتوقف ألاعيبك السخيفة، لنا لقاء آخر، سيكون الأخير، تذكّر هذا"
ثم أمر رجاله بالإنسحاب فسقط كالفن أرضًا.
أسرع له رجاله ليقول:
"جيد أنه انسحب، ما كنت لأصمد"
"لم لم تتوقف إذًا؟!"
سأله ليون فأجاب:
"وأكون أول المنسحبين؟ مستحيل"
"أنا متأكد من أنه يفكر بهذه الطريقة هو الآخر"
يحادث كريستوفر البقية بعد أن توقع السيناريو في الأعلى موضحًا أن كالفن ما كان يستهدف نوريس حقًا.
كانوا مجتمعين في قاعة الإجتماعات بينما تبدو نوريس شاردة الذهن. تبادلت روبينا وآندرو الإشارات متسائلين عن حالها لتتنهد بتعب.
دخل عليهم كريستوفر ومعه دارون وروجين يحادثها وشاب آخر لم يروه من قبل.
جلسوا في مقاعدهم ليكون مقعد روجين جوار نوريس فقالت بهمس:
"أنتِ بخير؟! آسفة لفقدانك .."
ابتسمت نوريس لها بتكلف وقالت:
"شكرًا لكِ، أنا بخير"
"إذًا، نظرًا للظروف الراهنة، لن يهدأ الوضع بسهولة، علينا استغلاله بالكامل لتحقيق مبتغانا وعدم السماح له بالتراكم ضدنا، وكما قررت آنفًا مع الآنسة روجين، سنقطع علاقاتنا مع كل مصانع الأسلحة ولنوحد تعاملنا مع أحدهم فقط بعد التعاقد معه على خدمتنا وحدنا، أأتممت الأمر؟!"
أومأت الأخرى له فأخرج مساعدها أوراقًا مختومة عن إتمام الصفقة ليتفحصها الأقوى بإمعان ثم قال:
"تم الأمر. تعاملنا الوحيد سيكون مع لويس فقط. بمجرد وصول طلبية الأسلحة والتأكد منها، سنتخلص من كل ما لدينا"
فسأله فيكتور:
"أتنوي رميها؟!"
فأجابه الآخر:
"وأخسر ثمنها؟! مستحيل، سنبيعها لمافيا أخرى لا تربطنا بها أية صلة على أساس الثقة"
فسأله إلياس مستفسرًا:
"تنوي خداعهم؟!"
"ليس بالضبط، سنحدد الهدف بدقة بحيث يكون مفيدًا لنا ولا يشكل خطرًا علينا لو انقلب ضدنا"
أومأ له الآخر متفهمًا فتابع:
"أية أسئلة أخرى؟!"
نفى الجميع برؤوسهم فسمح لهم بالمغادرة لإتمام أعمالهم.
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى🖤✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن