الفصل العاشر

37 5 1
                                    

أومأ دارون متحمسًا ليقول فيكتور بتنهد:
"هكذا إذًا! حسنًا، باختصار، كنت أعمل كمصارع، أهزم خصمي وأتقاضى أجري، حتى أتى اليوم الذي رأيت فيه نية القتل بأحدهم. أخبرني وهو يقاتلني أن رئيسي من أخبره لو نجح بالتخلص منّي بأية وسيلة، سيتبناه. حاولت جاهدًا ألا أعرض حياة أيٍّ منا للخطر، فبرغم أنها رياضة خطيرة، لكني ما كنت أفكر بقتل أحدهم يومًا. لكن ولغرابة القدر ها أنا أفعله كل يوم.  وقع قتال عنيف بيننا ربح من ورائه رؤساؤنا الملايين، لكنهما لم يلتفتا لنا أو يهتما للوضع المزري الذي ألنا إليه. شعرت بالغضب وحاولت جعل الأحمق يصحو، لكنه أصر على قتلي، فما كان لي إلا أن أدافع عن نفسي، وبطريقة أو بأخرى، وقبل أن أدرك الحركة الخطيرة التي قمت بها، وجدته ميتًا أمامي لا يتحرك. حضرت الشرطة، حاولت الدفاع عن نفسي، لكن، ولتبرئة أنفسهم، أنكروا أن لهم علم بهذه الحقيقة، وادعوا أنني من كنت أضمر نية القتل منذ البداية، حتى انتهى بي المطاف في السجن. كل يوم نميت رغبة الانتقام لدي، فحياتي كلها تدمرت بسبب كذبتهم، حتى أتاني أحد رجال كريستوفر المسجونين صدفة معي يومًا واقترحوا علي الإنضمام لهم، وهذا ما حصل. فور خروجي من السجن، اتجهت لمقر مافيا الكوبرا وأخبرت كريستوفر بقصتي وبرغبتي بالإنتقام، طبعًا لم يوفر على نفسه انتهاز الفرصة لكوني بين صفوفه ووافق شريطة أن أدرب كل رجاله، وها أنا هنا اليوم"
ليقول دارون:
"قصتك لا تزال ناقصة .. "
رمش فيكتور عدة مرات دون استيعاب ليتابع دارون:
"قبل أن يعلن والدي انضمامك بشكل رسمي، أجرى لك اختبارًا لحمايتي، فنجحت به بعد أن عرضتني للخطر مرة، لذا تغاضى والدي عن الأمر ووافق .. "
ليقول فيكتور بيأس:
"أكان من الضروري ذكر هذا؟! على كلٍّ، هذا لن يحدث مجددًا، أعدك"
ابتسم دارون له وأجاب:
"صحيح، لن نشكك بك طالما أنت بصفنا ضد آندرو .. "
انزعج آندرو من كلام الصغير فقال:
"دائمًا ما تتفقون علي، أنا وحيد، أترين هذا نوريس؟!"
لتقول الأخرى بملل:
"صحيح صحيح، أنت المظلوم هنا"
صعق الآخر من إجابتها لتضحك عليه والبقية فقال إلياس:
"على أية حال، أخبرتكم قصتي سابقًا ولن أكررها ولو على جثتي"
لتقول روبينا:
"إذًا، لم يتبقى إلّا أنا"
ثم نظرت لبعض الوقت نحو كريستوفر بطريقة غريبة وقالت:
"لن أطيل عليكم، ببساطة، كنت آخر عضو منضم، فقد كنت عضوًا بعصابة أخرى تدعم الكوبرا، سألهم كريستوفر يومها عن فرد يعمل كجاسوس وقاتل مأجور، لم يستطيعوا رفض طلبه ورشحوني له، اختبر قدراتي بعدة مهام وها نحن ذا"
ليقول دارون بملل:
"قتلتِ المتعة، حرام عليكِ"
ضحكوا مع دارون ليتابع الصغير:
"بصراحة، أفضل قصة من بينكم هي،…"
صمت بعض الوقت ثم قال بملل:
"ولا قصة"
ليقول كريستوفر:
"حسنًا، إن كنتم قد انتهيتم من هذا، لم لا تذهبون إلى أعمالكم؟!"
بابتسامة تتوعد بالقتل ليقول آندرو:
"انهيناها لليوم لذا نلهو"
فأجابه دارون:
"لحد الآن لا أفهم كيف أنكم الأعضاء الأساسيون في أكبر مافيا عرفتها الدولة"
أومأ كريستوفر قائلًا:
"لو عرفت هذا، لأحضرت رفاقًا أكثر كفاءة"
دبّ الحماس بهم جميعًا ليقول فيكتور:
"سننفذ مهامنا التي أجّلناها. لن نجلس لقضاء الوقت ثانية أبدًا"
أومأ كريستوفر راضيًا عن هذا ثم خرج من هناك دون قول كلمة واحدة.
"ماذا عن وجهة النظر الأخرى للقصص؟!"
كانت هذه نوريس فأجابتها روبينا:
"انسي الأمر، لننفذ أوامره حاليًا"
"هي إلياس ما الجديد؟!"
ليجيبها الآخر بعد أن قطب حاجبيه متعجبًا لفترة:
"ما هذا بحق الإله؟! من هذان؟!"
اقترب البقية أكثر ليقول آندرو:
"دخيلان، لنسرع!!"
أسرع الجميع للخارج عدا إلياس الذي بقي مع دارون وروبينا التي ذهبت لإبلاغ كريستوفر.
من تحركاتهم، يبدوا أنهم لا يعلمون تفاصل المكان، لكنهما يبحثان عن شيء ما. أبلغ إلياس الرفاق بهذا ثم اتجه مع دارون مسرعًا إلى غرفة تجميع الأسلحة.
وصل الاثنان بالفعل إلى هناك ليقول إلياس محدثًا نفسه:
"كيف وصلوا الى هنا بسرعة؟ ما الذي يفعله البقية؟ بؤسًا معي دارون"
ثم قال بصوت أعلى بعد أن حمل سلاحه:
"من أنتما وماذا تفعلان هنا؟!"
لكنهما فرّا هاربين ليخبر البقية بمكان اتجاههم.
ألقوا القبض عليهما، قاموا بتقييدهما بالحبال حتى أتى كريستوفر. سمع أحدهم يقول للآخر:
"أليس هذا وشم الكوبرا؟ بما أقحمتنا أيها الأحمق؟!"
فقال كريستوفر بانزعاج:
"ما الذي تحاولان الوصول إليه؟ من أرسلكما؟ وما هدفه؟ أخبراني بالحقيقة كاملة والا التقطيع والتعذيب جزاؤكما"
لجيبه الشاب الآخر بسرعة:
"صدقني لا نية لنا بإيذاء أحد منكم، سمعنا أحدهم يقول أن هذا المكان مهجور لكن به كنز كبير، لم نتوقع أنه ملك الكوبرا .. "
اقترب كريستوفر منه أكثر مع ابتسامة مرعبة على وجهه وقال:
"إذًا فأنت تعرف من نحن بالفعل"
أومأ الشاب بسرعة وقال:
"من الوشوم، هذا شعار الكوبرا. صدقني لا نية لي بالكذب ولا مصلحة"
وقف كريستوفر باعتدال ثم قال:
"اسجنوهما عدة أيام ولنر ما سنفعل بهما لاحقًا، وليكن في علمكما، أنا أكره الكذب، فلو كان لديكما ما تعترفان بشأنه، الأفضل أن تعترفا به الآن."
قام آندرو وفيكتور بسحب الاثنين لتقول روبينا:
"ماذا سنفعل الآن؟ إن صدقا وكانا وحيدين لا يتعاونان مع أحد، فمن السهل لأي عدو التوغل إلى هنا، رغم أننا وضعنا المستشعرات في كل مكان ورجالنا منتشرون .. "
أوقفهم كريستوفر قبل خروجهم متسائلًا:
"مهلًا لحظة، أتتقنان فنون التجسس أو القتال؟ ليس من المنطقى وصولكما الى هذا الحد دون خبرة. أحذركما مجددًا، إياكما والكذب"چ
نفى أحدهما برأسه وأجاب:
"كلا، لكن أحدهم أعاطنا خريطة قديمة بدون تفاصيل شاملة للمكان، والغرفة التي كنا متجهين إليها، من المفترض أنه هناك حسب قوله"
وضع إلياس يده على ذقنه ثم قال:
"شخص يعرف مكان مستودع الأسلحة بالتحديد؟! أطلب منكما أي مقابل؟!"
أومأ الآخر وقال مجيبًا:
"نعم صحيح،  قال حين دخولك، في آخر الغرفة، تحديدًا على بعد مترين من الزاوية اليمنى، ستجد أحدى بلاطات الأرضية غير ملتصقة تمامًا، ارفعها وأحضر لي ما تجد تحتها"
اتسعت عينا كريستوفر وقال:
"من  هذا الشخص؟ وأنّا له معلومات مفصلة كهذه؟ ألم تقل أن الخريطة أولية؟!"
أومأ مجددًا وأجاب:
"التي أعطاناها نعم، لكن لا علم لي لو امتلك غيرها صدقني، نحن لا نكن لكم العداوة ولا نية لنا في التورط معكم"
لم يعره كريستوفر أي اهتمام وطلب من رفاقه اخراجهما.
صار يمشي ذهابًا وإيالبًا شاردًا في بحر أفكاره، شعر بضغط هائل ثم قال:
"أحدهم يسبقنا بخطوات. إما أنه توقع تغييرنا لمقرنا من البداية وخمن أنه هنا فتفحص المكان قبل قدومنا، وإما أنه لدينا خائن ما بيننا، اجمعوا كل الرجال فورًا"
بالفعل، اجتمع الجميع في الساحة الأمامية، ليسأل كريستوفر بحزم:
"أحدكم غائب؟!"
لم يجبه أحد فقال مهددًا:
"لو اكتشفت هذا، ستنالون عقابكم"
لكن أحدًا لم يجب فتابع:
"إن كان الأمر كذلك، فواللعنة عليكم جميعكم. أنّا لاثنين عاديين لا يفقهان شيئًا التوغل بين صفوفكم هكذا؟ من الذي سرب المعلومات؟ إن اكتشفت أنّ أحدكم يعلم ولم يعترف، سأسلخ جلده عن عظمه"
ومجددًا، ساد الصمت.
"احضروا لي الفتيين"
وبالفعل حضرا ليقول كريستوفر مجددًا:
"ستقتربون واحدًا تلو الآخر منهما، ومن أشك في أمره، حسابه عسير. وأنتما، إن حاولتما الكذب وتمويهي حتى لو أن السبب تهديده السابق لكما، فلن أرحمكما"
وبالفعل، بدأوا بالتحرك واحدًا تلو الآخر، لكن لا رد فعل قادم من الاثنين حتى بعض الوقت.
انتبه كريستوفر لتوتر أحدهما بعض الشيء، فقال موقفًا لتابعه:
"توقف! ألديك ما تقول يا صغير؟!"
موجهًا سؤاله للفتى فابتلع ريقه، ودون سابق إنذار، سقط الآخر جثة هامدة أمام الجميع.
صعق الشابين مما جرى، ليسأل كريستوفر مجددًا:
"ألديك ما تقول الآن؟! أنت تحت رحمتي ولست تحت رحمة الخونة"
ابتلع الأصغر ما بفاهه ثم قال:
"أجل، هنالك اثنين آخرين"
ليسأله صديقه:
"ستشي بالجميع ببساطة؟ سيقتلونك"
ليقاطعه كريستوفر:
"من؟!"
فأشار على اثنين آخرين لتخرج عيناهما من مكانهما فصاح صاحبه به:
"ما الذي تهذي به؟ سيتتبعونك، ما عدت قادرًا على الإفلات، سنهلك"
ابتسم له صديقه ثم قال:
"انتهى الأمر مذ وطأت أقدامنا مساحتهم"
قطع حديثهما صوت رصاصتين من سلاحي آندرو وفيكتور فقال الثاني:
"الموت للخونة. وأنتم، أهناك من يود الإعتراف بخيانته؟!"
موجهًا حديثه لبقية الرجال فسأل أحدهم:
"وكيف يضمن الزعيم أن أحدًا منكم أنتم االخمسة ليس بخائن؟ كيف وثق بفتاة غربية وراوده الشك من بضعة كلمات بنا نحن حلفائه من عقد؟!"
رفع آندرو سلاحه ناحية الآخر وقال:
"ألا تثق بأعضاء جسمك؟"
قهقه فيكتور بقوة وأجاب:
"لو لم يثق بأعضاءه، ما كان ليتفوه بالهراء، لكني أخشى أن بالنسبة له، رصاصة واحد تكفي"
أخفض الآخر رأسه ليقول كريستوفر:
"هيييه ما هذا الأسلوب التهكمي؟ رغم أنني لست مضطرًا للتوضيح، لكن ببساطة، هؤلاء الخمسة، لم يكسبوا ثقتي من عبث، ولا حتى نوريس، هناك حساب قديم بيننا. لو أشبعت فضولك، ابدأ التفكير كيف ستظل مكرّسًا حياتك لي وإلا فنهايتك كهؤلاء"
ليجيبه الآخر بصوت منخفض:
"حاضر"
التفت كريستوفر مغادرًا المكان ليتجه كل إلى عمله. احتجزت رهينتينا في غرفة غريبة موحشة، ولم يسمع أحد عنهما أية أخبار لعدة أيام.
صوت صراخ غريب وعويل احتل المقرّ بأكمله. خرج الجميع مع أسلحتهم تحسبًا لأي هجوم، فلم تكن إلا امرأة خمسينية تحاول الدخول بشتى الطرق بينما يحاصرها بعض الرجال.
"من أنت؟! وما الذي تفعلينه هنا؟! يبدو أنك مدركة تمامًا للمكان الذي وطأته أقدامك"
كان هذا كريستوفر، لكنها ركعت أمامه بينما تتوسله وسط أنينها:
"أرجوك، أرجوك اعف عن ابني، مجرد طفل طائش، تحدوه بالقدوم الى هنا دون أن يدرك مخاطر الأمر ونتائجه"
"ولم سمحت لك بذلك ولم تقومي بردعه لو كنتِ تدركين؟!"
رفعت رأسها لتقابلها بعينيها المنتفختين وشفتيها المرتجفتين ثم أجابت:
"أنا أدركت هذا للتو، أخبرني صديق له بذلك بعد أن فشلت الشرطة بالعثور عليه"
اتسعت عينا كريستوفر بسرعة وقال لها:
"هل أتت الشرطة معك؟!"
نفت برأسها يمنة ويسرى ثم قالت:
"كلا، حين علمت أنه عالق هنا، شيء ما أخبرني أني سأتسبب بالمشاكل لو أخبرت الشرطة، لذا أرجوك، اعف عنه وأعده لي"
لكن كريستوفر أرسل إشارة لأتباعه ليتفحصوا المكان فورًا بينما استدار للخلف متجاهلًا الأخرى.
"أليس لديك ابن؟ ماذا عن زوجة؟ لربما أخ؟ حبيب؟ شخص ثمين؟ ماذا لو حرمك أحد منه؟ كيف سيكون شعورك؟ ما هو موقفك؟"
شهر الآخر سلاحه دون تفكير واضعًا إياه على رأسها بتعابير مخيفة لا ترحم وقال:
"تجرأي وأعيدي ما قلتِ"
لكن يد نوريس تمكنت من إبعاد يده بسرعة بينما تصرخ به:
"ما الذي حصل لك؟ أجننت؟!"
ثم احتضنت المرأة بهدوء ليقول كريستوفر ببرود قاتل:
"لا تتدخلي فيما لا يعنيك"
لكنها أصرّت على موقفها وقالت:
"حسنًا توقف الآن. الفتيين قاما بإعطاء إفادتهما كما فعلت، لا أظن أنها اتفاقية، دموع الأم لا تعرف الكذب وأنت مدرك لهذا، لذا أوقف تهورك هذا فورًا وأطلق سراحهما"
"يا حبيبي، ستقتل"
كان هذا آندرو الذي قال واضعًا يديه خلف رأسه كأن الأمر لا يخصه. خرج دارون مخفيًا وجهه، متجهًا نحو والده بسرعة بينما يقول:
"أبي توقف أرجوك، أعد إليها ابنها"
التفت كريستوفر بسرعة ناحيته بتعابير مصعوقة بينما يقول:
"ما الذي تفعله هنا؟! عد للداخل فورًا"
ودون سابق إنذار، بدأ إطلاق النار بالأرجاء. يكاد أحد لم يستوعب بعد أنهم يتعرضون للهجوم، حتى انتزع كريستوفر دارون من مكانه راكضًا به للداخل.
أسرعت نوريس رفقة المرأة خلفه متتبعةً إياه لغرفة آمنة بينما تقول:
"هل توقعت حدوث هذا؟!"
لتسمع المرأة تقول:
"لست من أخبرهم، صدقني لم أخطط للغدر بك أو توريطك، فقط أردت استعادة ابني دون الوصول لهذه المرحلة"
"وهل تتوقعين مني تصديقك؟ ثم كيف للشرطة أن تقف في طريقي؟ ليس لديهم الفرصة، إلا إذا…"
قطبت نوريس حاجبيها بعدم فهم مستفسرة عن مقصده ليقول الآخر لها:
"املأي سلاحك واتجهي مع الاثنين للمكان الذي احتجزنا فيه الرهينتين، لا تخرجوا من هناك أبدًا ولا تفتحوا الباب لأي كان، سأرسل أحدهم ليدعمكم"
أومأت له بسرعة ثم أخذت بيدي المرأة وطلبت منها جر دارون، لتتمكن من حمل سلاحها في اليد الأخرى ثم أسرعت لمكان احتجاز الاثنين.
دخلت وبعدها الأم ودارون لتقفل الباب بإحكام ثم التفتت للخلف. وجدت الأم تحاول فك قيد الاثنين فقالت:
"ماذا تفعلين؟!"
التفتت لها الأخرى بتوتر وأجابت:
"أحاول مساعدتهما"
لتقول نوريس ببرود:
"من سمح لك؟! نحن هنا للاختباء حتى أوامر كريستوفر القادمة، سنجرهما للأطراف، فلو حضر أحد ما وحاول الدخول لن نكون في نطاق عينه أولًا، هذا سيعطينا بعض الوقت للهجوم، وتذكري، لو حاولتِ خيانتي، ابنك يعلم جيدًا ما سيحل بك"
نفى أحد الفتيين فأدركت أنه ابنها لتقول:
"جيد"
ثم قامت بجر كرسي أحدهم بينما الأم فعلت بالآخر. ليجلس دارون قربها متمسكًا جيدًا بها وهو يرتجف. احتضنته بقوة ليهدأ ثم قالت:
"لا تقلق، رجالنا أقوياء وسنتدبر الأمر"
نفى دارون برأسه بينما يقول:
"لست خائفًا من قوة رجالنا، بل من الخونة بينهم. والدي لم يتمكن من كشف الجميع ولا أظنهم سيستسلمون بسهولة. قدوم الشرطة بوقت كهذا ليست محض صدفة"
فكرت نوريس قليلًا ثم قالت:
"كلامك صحيح، يبدو أنك بدأت تدرك كيفية تحليل الأوضاع، أهنئك"
لكنه تابع قوله:
"أسلحة الشرطة بدت غريبة أيضًا، أظنهم مزيفين"
قطبت الأخرى حاجبيها بتعجب ثم قالت:
"حقًا؟! لم ألحظ ذلك، أظن كريستوفر سيفعل لا تقلق"
ابتسم باتساع لها ليسمعوا صوت جلجلة قريبة بالخارج. وقفت نوريس بسرعة بينما دارون يتمسك بها من الخلف ليطرق أحدهم الباب ثم قال:
"نوريس، هذا أنا كريستوفر، أخرجي ومن معك بسرعة"
اقتربت بحذر من الباب بعد أن أشارت للبقية بالتراجع، فهي لم تتعرف على الصوت كما يجب بسبب انخفاضه. فتحته لتجده بالفعل كريستوفر وكان يصوب ناحية شيء ما ثم أطلق النار. أطلت برأسها ليقول:
"سيتدبر الباقون أمر الدخلاء لو فعلوا! أما أنتم …"
موجهًا حديثه للثلاثة في الخلف:
"ستخرجون تحت شروطي وسنحقق بشأنكم"
فقالت الأم:
"اسأل ما تشاء، أقسم لك أنني لم أذنب"
لكنه قال لها ببرود:
"سنرى بهذا الشأن"
ثم أشار لنوريس بفك أقدامهم ليسيروا معه حتى قاعة الاجتماعات.
دخلوها ليجدوا أن فيكتور، آندرو، إلياس وروبينا قد كانوا هناك بالفعل.
وقف الثلاثة أمامهم ليقول كريستوفر:
"أظنني سأتخذ قراري بشأنهم هذه المرة اعتمادًا على رأي الأغلبية، أدلوا بأصواتكم لو كنتم تؤيدون العفو عنهم ببساطة"
نظر إلياس له سريعًا بينما يقول:
"ببساطة؟ مستحيل. سنراقبهم لمدة لا يعلمون بها ومع أجهزة خاصة بأماكن لا يتوقعونها، وإن ظنوا أن افشائي للأمر غباء، فهذا في مصلحتي"
أومأ البقية مؤيدين للأمر ليقف كريستوفر ويقول:
"حسم الأمر إذًا، لو وصلتني أية معلومة عنكم، ستكون نهاية ثلاثتكم واحبّتكم، بإمكانكم الانصراف"
ثم أشار ناحية آندرو ليصطحبهم للخارج.
تنهدت نوريس بثقل ثم قالت:
"كان يومًا متعبًا، من كان ليتخيل كل هذه الدراما"
ثم نظرت بطريقة غريبة ناحية دارون دون أن يلاحظها أحد.
"علينا إيجاد بقية الخونة المتعاونين مع العدو بسرعة، لا وقت للراحة"
أومأت لها نوريس لتخرج الاثنتين صحبة فيكتور من هناك فقال إلياس:
"ألديك خطط جديدة؟!"
فكر كريستوفر قليلًا ثم قال:
"أظن أن للياكوزا يد بما جرى اليوم. أريد منك مراقبة الثلاثة بتمعن، سيتواصل كالفن معهم قريبًا بالتأكيد"
أومأ إلياس موافقًا ثم استأذن وخرج.
بدأ كلّ من فيكتور، روبينا ونوريس تفتيش أغراض الأعضاء والتجسس عليهم بمساعدة إلياس علّهم يتوصلون لطرف الخيط، دون جدوى.
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى❤️

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن