الفصل الثالث عشر

31 4 5
                                    

أومأت فاحتضنها بشدة وقال:
"أحبك نوريس. هذا أفضل من ذهابي مع أشخاص لا أعلم نواياهم"
ربّتت على رأسه بهدوء وقال:
"حسنًا، سأجهز ما نحتاج اليه، أنت استرح جيدًا حتى الغد، سنقلع باكرًا"
ابتعد عنها بدهشة وسأل:
"لقد حجز لنا بالطائرة بالفعل"
أومأت بضحك وقالت:
"يريد التخلص منّا بسرعة، لكننا سنعود لإزعاجه قريبًا"
ضحك ساخرًا معها وأومأ، فخرجت هي من هناك مغلقة الباب خلفها.
"حاولتُ التخفيف عنه، لكن هذا ليس بصائب، عليك أن تتعامل مع الأمر بسرعة"
ألقت بكلماتها لكريستوفر الواقف عند الباب يستمع إلى حديثهما وغادرت.
حان موعد إقلاع الطائرة، وكما العادة، حراسة مشددة حوله حتى المطار، ملفتًا الانتباه بشدة، لكن وجه الصغير لا يظهر مجددًا. وصلوا وجهتهم أخيرًا، خرجا من المطار بانتظار رجال كريستوفر في المنطقة ليقلوهم للمكان الذي سيقيمون فيه.
"عذرًا يا آنسة، أظنني تائه، أتعرفين المكان هنا!؟"
شاب طويل بشعر بني وعيون داكنة استوقفها متسائلًا، لكنها نفت برأسها وقالت:
"إنها مرتي الأولى هنا، سيأتي صديق لي ليرشدني"
"حسنًا، أظن أن هذا لم يفلح معي، شكرًا لك على أية حال، سأسأل شخصًا آخر"
ابتسمت له بهدوء وأومأت فتركها وغادر.
"بحق الاله، لو علم كريستوفر أنهم تأخروا سيبيدهم عن بكرة أبيهم"
ضحك دارون بخفة وقال وهو يؤرجح يده بيدها:
"لن نخبره بهذا، سيغضب بشدة وقد يقتلهم"
أومأت موافقة ليقف أشخاص أمامها ببدلات رسمية فقال دارون:
"لنذهب، انهم هم"
سارت مع الحرس وحاولت أن تسألهم بضعة أسئلة لكنهم لا يجيبون.
"ما خطبهم؟!"
تنهد دارون بثقل وقال:
"هذه أوامر والدي، كلّما أكون في وضع كهذا، يرفضون الحديث إلي، لا أعلم المغزى خلف هذا"
"هذا صعب. على أية حال، نحن اثنين الآن، لن نحتاج ثالث، لنستمتع معًا ونعتبرها اجازة"
أومأ لها دارون موافقًا واستمرّا بالحديث والضحك حتى وصلوا وجهتهم.
وضع الحرس لهم أمتعتهم في الداخل وسلّموهم المفتاح ثم خرجوا واختبؤوا بمواقعهم كما أمروا لمراقبة الأوضاع.
ارتمى الاثنين بتعب على الارائك فقال دارون:
"لا أريد فعل شيء عدا النوم"
لكنها وقفت مجددًا وقالت:
"لنرتب أمتعتنا أولًا ونتناول الطعام، ثم سنفكر في ما سنفعله"
أومأ موافقًا فباشروا العمل.
"ماذا سنتناول للغداء؟!"
فكّرت قليلًا وقالت:
"لست ماهرة جدًا بالطبخ ولا أجيد إلا بضعة أصناف، ماذا تريد أن تأكل؟!"
فكّر دارون قليلًا وقال:
"هامبرغر"
"تنوي الخروج إذًا أيها المشاكس"
أومأ بسرعة فوقفت وقالت:
"لنخرج إذًا، لكني لا أعلم الأماكن هنا"
فكرت قليلًا ثم اتجهت ناحية الباب ووقفت أمام المنزل. رفعت يدها للأعلى فأتاها أحد الحرس وقال:
"أهناك ما تحتاجينه؟!"
"نريد الخروج لتناول الغداء، لكننا لا نعلم الأماكن هنا، هل بامكانك ارشادنا؟!"
أومأ لها وقال:
"بالطبع، لكنك تعلمين أن البقية سيتتبعوننا طوال الوقت صحيح؟!"
أومأت وقالت:
"أجل، سأحضر الصغير"
دخلت بسرعة وقال بحماس:
"نجحت، سيرشدنا أحد الحرس، لنذهب"
صفّق دارون بحماس وخرج راكضًا يسبقها. أقفلت الباب ووضعت المفتاح في جيبها وانطلق ثلاثهم لوجهتهم بسيارة نوافذها معتمة.
"الانتقال دون حديث هكذا ممل، ما رأيك لو تشرح لنا عن المدينة؟!"
أومأ دارون مؤيدًا الفكرة تحت أنظار الحارس المندهشة وقال:
"لكني محظور من الحديث معكم عدا أمور العمل، اعذراني"
ابتسمت نوريس بخبث وقالت:
"فعلتها وانتهى الأمر. لا تقلق، لن يعلم كريستوفر بهذا، ولو علم، سأتصرف"
فكر الآخر قليلًا وقال:
"هل مكانتك عالية عنده هكذا بالفعل؟!"
فركت رأسها بإصبعها وقالت:
"لا أظن ذلك، لكنني واثقة من نجاحي"
هذا غريب، فكر الآخر.
"لكن، ما اسمك يا سيد؟ لا يمكنني مناداتك بالإشارة طوال الوقت"
تبدو فتاة غريبة، لكنه أجابها:
"أوليفر، جونس أوليفر"
"سيّد أوليفر إذًا، تشرفنا بلقائك. أنا نوريس والصغير دارون"
لكنه استوقفها بقوله:
"لا أظنني سأتمادى لهذا الحد، آسف مجددًا!"
عبست نوريس ثم سألت دارون:
"فعلًا الأمر غريب، لِمَ يتمادى كريستوفر إلى هذا الحد؟!"
نفى دارون برأسه دلالة على عدم معرفته لشيء ليصلوا وجهتهم.
"إنه هنا، سأنتظركما عند المخرج، لو حدث أي شيء، أبلغاني"
أومأ له الاثنين وترجّلا من السيارة قاصدين المكان.
جلسا بالقرب من النافذة لا يجاورهما أحد عدا شابين على الطاولة المقابلة.
كانت تعرض قائمة الطعام على دارون حتى استوقفها صوت أحدهم وهو يقول:
"أووه! هذه الآنسة في الوقت السابق، سررت بلقائك ثانية"
التفتت ناحية المتكلم فما كان إلّا الرجل الذي استوقفها يسألها الطريق في المطار.
"هذا أنت؟! أهلًا بك"
"إذُا كيف وصلتِ إلى هنا؟! أم أنك تائهة؟!"
نفت برأسها ثم قالت:
"كلا، صديق مدّ لنا يد العون قليلًا"
وقف من مكانه واقترب منها مع صديقه وقال:
"اعذراني، لنتشارك معًا"
أومأت موافقة رغم أن هذا لم ينل إعجابها لكنها تجاهلت الأمر.
"لا أرى صديقك هنا"
ابتسمت بتكلّف وقالت:
"غادر لعمل ضروري، لم تعرفني بصديقك بعد"
حاولت تغيير الموضوع رغم أن هذا لا يهمها ليقول الآخر:
"اعذريني على فظاظتي آنستي، أدعى وولف، تشرفت بلقائك"
مدّ يده للمصافحة فبادلته وقالت:
"الشرف لنا"
"أهذا ابنك؟!"
تفاجأت من السؤال لكنها قالت ببساطة:
"أجل، انه ابني"
نظر دارون لها بسرعة بفكر مشوّش لكنها وكزته فابتسم وقال:
"أدعى دارون، تشرفت بلقائك سيدي"
ربّت الآخر على رأسه فقال الشاب:
"غريب أن زوجك ليس معك، أم أنه… آسف لو ازعجك بكلامي"
حسنًا، يبدو شخصًا مزعجًا بحق. لكنها أرادت الإستمرار في لعبته حتى ترى إلى أي مدى سيصل بكلامه هذا:
"ليس هناك شيء من هذا القبيل، هو فقط لم يتمكن من القدوم معنا بسبب عمله، والفتى كان مشوشًا بعض الشيء ففكرت باراحته قليلًا وآخذه في رحلة"
ابتسم بهدوء وقال بهمس:
"ونعم الأم"
قطبت حاجبيها فتابع بابتسامته المعتادة:
"هذا يبدو جيدًا، حتى أنني أظن أن الفتى بدأ يشعر بشكل أفضل"
ابتسمت ثم احتضنت الصغير وقالت:
"أي شيء من أجله"
ابتسم دارون باتساع وبادلها الحضن لكنه سرعان ما انفجر باكيًا. أبعدته نوريس عنها تمسح دموعه بقلق وقالت:
"أنت بخير؟ ماذا حدث؟!"
لكنه عاد لاحتضانها وقال:
"آسف لأنني أسبب لكما المشاكل"
ابتسمت وربّتت على رأسه فقال ليون:
"يبدو أنني أزعج الصغير، أظنني سأذهب، دعينا نلتقي لاحقًا"
ابتسمت وأومأت بهدوء لتسقط حقيبتها أرضًا، رفعها لها فتشكرته ليغادر.
أبعدت دارون عنها وسألت مجددًا:
"أأنت حقًا بخير؟!"
أومأ لها وقال:
"فقط اضطرب فكري ومشاعري فجأة، آسف لو ازعجتك"
نفت برأسها بابتسامة وقالت:
"البتة، لنستمتع بوجبتنا، إنني أراها قادمة لنا في الطريق"
التفت الصغير للنادل القادم باتجاههما فاتسعت الابتسامة على محياه وصرخ:
"اخيرًا"
وُضعت الوجبة أمامهما فبادرا بالأكل.
صوت يعلن وصول رسالة لهاتفها ففتحته لتجدها من كريستوفر:
"كل شيء بخير عندك؟!"
فردت بأخرى:
"أجل لا تقلق! ماذا عنكم؟!"
ليجيبها بعد لحظات:
"يبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، انتبها لنفسيكما"
أرسلت له ملصق بعلامة اعجاب وابتسمت ثم قالت لدارون:
"هذا كان والدك، يريد أن يطمئن علينا"
ابتسم دارون باتساع وقال:
"لم أسمع قبلًا أنه يطمئن عليّ حين أكون بعيدًا"
رمشت عدة مرات متعجبةً وسألت:
"لا أظنه لا يسأل، لكن، ألا يخبرك البقية إن كان يفعل؟!"
نفى برأسه فشخرت ساخرة وتابعت:
"لم كل هذه الصرامة؟! لو كنت مكانك لجننت، أحسنت أنت قوي"
احتضنها بشدة وقال ضاحكًا:
"شكرًا لكِ نوريس، أنتِ أفضل شخص تعرفت عليه على الإطلاق"
ربّتت على رأسه بلطف وقالت ضاحكة:
"حسنًا حسنًا فهمت. ما رأيك أن تغيض والدك بكلامك هذا حين نعود؟ أريد رؤية وجهه مصدومًا"
ابتعد عنها وقال من بين ضحكاته:
"لكٍ هذا"
لم يكد الاثنان ينتهيان من وجبتيهما حتى رنّ هاتفها. نظرت للاسم فما كان إلا كريستوفر، استقبلت الإتصال وبمجرد وضعه على أذنها سمعت صوت صراخه:
"أيتها ال… وتجرئين على التمثيل؟! اتركي دارون فورًا، إياكِ والاقتراب منه حتى يأتي فيكتور غدًا، سيبقى معه وأنت ستعودين فورًا إلى هنا، وإلّا أقسم أن أقتل أبيك وأفجر رأسك"
لم تستوعب كل ما قيل فجأة دفعة واحدة بلا سبب فسألت:
"ما الأمر؟ ما الذي جرى بحق الإله؟ كنت تطمئن عليه قبل لحظات .. "
لكنه قاطعها بصراحه مجددًا:
"علمت كل نواياك، فلتعودي فورًا"
سمعت صوت آندرو وفيكتور يحاولان تهدئة الآخر الفاقد لصوابه فأغلقت الخط وأرسلت رسالة لإلياس تخبره أنها ستعود على الفور.
"ما الذي يجري؟!"
وإذا بأوليفر يقترب منهم ويقول:
"اعذريني، أنت ممنوعة من الاقتراب من دارون حتى نصل، سأفصلكما الآن"
لكن دارون قفز على الأخرى محتضنًا إياها وقال:
"لن تفعل، لن تأخذها مني، اتصل بوالدي وأخبره بهذا"
لكنه انحنى معتذرًا فقالت نوريس مربةً على رأس الصغير:
"لنمتثل لأوامر والدك في الوقت الحالي، رغم أننا لم نكد نصل حتى، سيكون هذا مرهقًا، انتبه لنفسك ونم جيدًا واستمع لما يقول فيكتور، أتفهمني؟!"
اغرورقت عيناه بالدموع وقال متفهمًا:
"حسنًأ"
ليعودوا للمنزل.
أُحتجزت نوريس في غرفتها ولم يسمح لها بالخروج أو السؤال عن الصغير، ولم يسمح لدارون بالاقتراب من غرفتها، غير الحراسة المشددة حولهما. تنهدت بثقل بسبب الوضع المرهق وشردت في بحر أفكارها حول سبب نوبة غضبه المرعبة المفاجئة هذه.
حلّ الصباح، وصل فيكتور أخيرًا، فورًا طرق باب غرفتها فسمحت له بالدخول. وجدها قد استعدت للرحيل فقال:
"أراكِ حزمتِ أغراضك بالفعل"
فقالت مازحة مزحة سوداء:
"أتريد أن ترى رأسي زينة لباب المقر؟!"
ضحك ساخرًا وقال:
"على أية حال، أظنه سيكون قد هدأ بحلول الوقت الذي ستصلين فيه، حاولي عدم استفزازه قدر المستطاع وأجيبي كل أسئلته بحذر"
تنهدت بثقل وقالت:
"لكن ما الذي جرى؟ ماذا فعلت أنا؟!"
نفى برأسه دلالة على أنه لن يجيبها ففهمت أنها أوامر الآخر، فودّعته وغادرت صحبة أوليفر الذي سيرافقها حتى المقر.
وصلت أخيرًا، وإذا برجال كريستوفر يستقبلونها في المطار ويرافقونها حتى وصلوا المقر.
"إذًا فقد وصلتِ"
ابتلعت الأخرى ريقها وقالت:
"وصلت. هل ستخبرني الآن بما يجري؟ يكاد عقلي ينفجر من كثرة التفكير"
اقترب منها بابتسامة لعوبة شيطانية مرعبة وقال:
"وتتظاهرين بالجهل؟ حسنًا، سأريك إذّا"
مخرجًا هاتفه بحث فيه بضعة لحظات ثم أداره نحوها وقال:
"هذه أنتِ صحيح؟!"
أومأت وقالت:
"صحيح، وهذا شخص مزعج التقيته في المطار وصدفة التقينا هناك"
انفجر ضاحكًا مما استدعى البقية للدخول بسرعة فقال:
"صدفة؟ مع اثنين؟ وفي المطعم فور وصولكم؟!"
أومأت بسرعة وقالت:
"أجل، هذا صحيح.بعد أن رتبنا أمتعتنا طلب دارون مني الخروج لتناول الطعام بما أنني لست ماهرة في الطبخ فخرجنا، وهناك التقيت صدفة هذين المزعجين"
"ولم تنعتيهما بالمزعجين بالضبط؟!"
فقالت بلا مبالة:
"لأنهما يسألان كثيرًا"
اعتدل بوقفته وقال:
"ما نوع تلك الأسئلة؟!"
فكّرت قليلًا وقالت:
"حول علاقتي بالطفل ومكان تواجد والده"
انفجر الآخر ضاحكًا وقال:
"وأنت تتظاهرين بالحماقة أمامي كأن هذه الأسئلة لا تعني لك شيئًا ولم تفهمي المغزى منها وتخبرينني ببساطة أنك أجبتِ عنها"
قطبت حاجبيها بعد فهم وقالت:
"أجل، أجبته أنني والدة الطفل وأن والده ليس معنا بسبب عمله وأننا في رحلة للترفيه عن أنفسنا .. "
ضرب الطاولة جواره بعنف وقال:
"كل هذا وتخبرينني أنك لم تفعلي شيئًا وتتظاهرين بالغباء؟! أخبريني، أأفصل أظافرك عن أصابعك أولًا؟ أو أدخل بضعة حشرات لدماغك من فتحات جسدك؟ ما رأيك باغراقك في ماء مغلية أو حرقك حية؟!"
ارتجف جسدها بقوة فأسرع آندرو وروبينا ناحية الآخر الذي كان سيهجم عليها بالفعل تحت نظراتها المرعوبة بينما هو يصرخ:
"أخبريني، أكنتِ تنوين من البداية الانتقام والاستفراد به والتخلص منه للأبد؟ أم كنت ستسممينه وتقتلينه؟ ماذا كانت نواياك أيتها اللقيطة"
وقفت من مكانها بسرعة وقالت بصراخ:
"وهل تراني قتلت قلبي بيدي مثلك حتى أفعل هذا مع طفل؟ ومن قال لك أنني أنوي الانتقام؟ علام سأنتقم وأنا مدينة لك من الأساس؟ من تظنني أيها الوغد؟!"
{في مكان آخر}
"ممتاز! الخطة تسير كما يجب، أحسنت ليون، لطالما عرفت أنه بإمكاني الإعتماد عليك. الآن ستغادر حياته للأبد وسيكسر هذا قلب الصغير فيضعف الأب أمام وضع ابنه ونشن هجومنا على العائلة المحطمة فنستولي عليها"
ابتسم ليون باتساع  وقال:
"أي شيء من أجلك، متى ستشن الهجوم؟!"
"سأفسد خطته الحالية وأشنه فورًا، استعدوا"
أنحنى الآخر ثم غادر لينفذ الأوامر التي أمليت عليه.
فعلًا شنت الياكوزا هجومها المباغت على الكوبرا، مما أدى لسقوط مقرها وخضوع المناطق التابعة لها.
كان رجال الكوبرا قد نجحوا في الهرب، انتبه إلياس للقطعة الصغيرة الموضوعة على حقيبتها فاقترب منها وقال:
"ما هذه؟!"
نظرت الأخرى ناحية حقيبتها وأزالتها بيدها بينما تقول:
"وما أدراني؟!"
فكّرت قليلًا لتسحقها بيدها وتقول:
"فهمت الآن، كل شيء كان مدبّرًا منذ البداية. الياكوزا علمت بسفرنا وخططت لكل شيء بعد أن أدركت أنني ودارون والرجال هناك لا نعلم ملامح أفرادهم جيدًا، حقيبتي سقطت حين كان الاثنان على وشك المغادرة والتقطها المدعو ليون، أظنه ألصق هذه في ذلك الوقت"
اقترب كريستوفر منها وقال ببرود:
"أنتِ، أغربي عن وجهي فورًا ولا تريني نفسك مرة أخرى وإلا فإنني أعدك أنني سأمزقك لأشلاء. لا تسددي دينك، لا أحتاج أي منكما على اية حال"
ثم التفت وغادر كما العاصفة.
ضربت الأرض بسلاحها وهي تقول:
"من يظن نفسه؟ كم من الوقت يعتقد أنني سأحتمل نوبات غضبه؟ جلّ ما فعلته منذ قدومي كان لتسديد ديني ومحاولتي لإصلاح علاقته بابنه أهذا ما سأحصل عليه في النهاية؟ لو قتلني يومها لكان أفضل"
قاطعها إلياس قائلًا:
"ما هذا الذي تقولينه الآن؟ تعرفينه جيدًا حين يغضب ويرفض الاستماع لأي كان. سأحادثه حين يهدأ قليلًا، لا تنصاعي لأوامره في الوقت الحالي ونحن سنحميكِ"
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
انتهى✨

كوبرا | Copraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن