٢

1K 144 146
                                    

اذكر الله

°×°×°×°

على طاولة الطعام الضخمة استقرت السلة حيث يرقد الطفل بسلام.

جلست آيرس بركبتيها على أقرب كرسي له وهي تستند بيديها على الطاولة بينما تمد جزعها لترى داخل السلة بشكل جيد، أما آلڨن فلقد كان جالسًا فوق الطاولة قرب السلة وهو ينظر للمخلوق داخلها بأعين منبهره.

قال هامسًا وهو يشير بإصبعه الصغير: " رُوث إنه طفل!"

قهقهت آيرس بصوت خافت خشيه إيقاظ الطفل الوسيم وقالت: " أنتَ طفل أيضًا آل، لكنه طفلٌ أكثر منك."

راقبت رُوث الأطفال الثلاثة من مقعدها قرب المدفأة وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة لهذا الحوار القصير، لكنها سرعان ما تحولت لعبوس مُحملٍ بالهم.

على حجرها ما تزال رسالة أخيها رِييد لم تُفتح، لم تجرؤ على فتحها وهي تعلم أن محتواها قد يحطمها بالكامل، لكن في النهاية كان عليها ذلك، من أجل هذا الطفل البريء.

رفعت الرسالة والتي كانت داخل ظرف راقٍ لم يدخل بيتهم واحد مثله من قبل، خط شقيقها كما هو لكن في نفس الوقت شعرت به أكثر اتزانًا ونضجًا.

كانت آخر مرة قابلت فيها رُوث شقيقها رِييد في يوم ذهابه لكلية إلتون للصبيان. عندما قَبِل نقود ذلك اللورد ليدرس بها هناك.

ما تزال رُوث غير متقبلة لما حدث رغم كونها تفهم أن هذا لمصلحة رِييد، صبرت سنين فراقه في إنتظار عودته حتى أكثر من عودة والدها، لكنه وبعد تخرجه من إلتون لم يعد.

وكل ما وصلهم كان رسالة منه يشرح فيها أنه تحصل على منحه للدراسة في أكسفورد، وأن هذا قد يساعده على الحصول على وظيفة محترمه ومال يساعد العائلة.

ثلاث سنوات مرت وحتى رسائله التي كانت تصل في المناسبات توقفت تمامًا، لتعيش رُوث كل تلك السنين على رأس العائلة التي كبرت أكثر وزاد همها معها.

والآن وبيدٍ مرتجفه فتحت رُوث رسالة أخيها الغامضة لتخرج أربعة ورقات إمتلأت بأكلمها، وعلى رأس أول واحدة كان التاريخ الذي وافق اليوم الذي يسبق هذا اليوم.

[ عزيزتي رُوث،

كيف حالك؟ أعلم أن لا حق لي بالسؤال، بل كل هذه الرسالة وهذا الموقف... لكني انحدرت لمستوى أصبحت فيه قليل حياءٍ وذلك ليس برغبةٍ مني.

عزيزتي رُوث ما ستقرأينه في هذه الرسالة لن يكون جميلًا بل ستكون حقيقتي التي لم أخبر أحدًا بها، وكنت أرجو أن أحملها معي إلى القبر لكن كان للقدر رأي آخر.

عزيزتي رُوث أعلم تمامًا أن نظرتك لي ستتغير بعد قرأتك لهذه الرسالة وأنا استحق ذلك، لأني لم أستطع أن أصبح الرجل الذي تفخرين بكونه أخًا لك، لكن ذلك لم يكن برغبة مني رُوث فلا تقسِ علي، ولا تقسِ على هذا الطفل الذي لا يستحق أن يرى من الحياة قبحها من هذا العمر.

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن