٤

1.3K 143 114
                                    

هل ذكرت الله اليوم؟

°×°×°×°×°

يعشق ميلر ركوب الخيل، عشقٌ نمى في داخله منذ أن أخذه والده في جولة على ظهر واحدٍ حينما كان في التاسعة، واحدة من جولات قليلة جمعت بين الأب وإبنه الثاني، لكن أثرها في ميلر الصغير كان كبيرًا.

كانت تلك أول مرة يرى فيها العالم من منظور آخر، إقترب فيها من كائن مختلف، جرب أن يكون أسرع من غيره وأن تضرب الرياح وجهه، أن يقفز عاليًا ويهبط بسلاسة، عرف فيها أن كل ذلك ما كان ليحدث لو لم يكن للإنسان علاقة فريدة بهذا الكائن... وهو أحب كل ذلك.

بعدها سمح له القِس بالتدرب على ظهر حصانه حتى يتعلم قيادته، تعلمها لكن حصان القس العجوز لم يكن ليسمح له بفعل الكثير، ليتدخل حينها السيد كروك ويتطوع ليعلمه مستخدمًا حصانه الخاص.

وفي عمر الثانية عشرة كان ميلر يمتطي الخيل أفضل من أي شخص يعرفه، استطاع أن يفهم كيف يعامل خيله وكيف يعتني به ليعطيه أفضل النتائج، وبسبب ذلك ذاع صيته في الأنحاء رغم كونه كان ما يزال يدرس في المدرسة.

الكثيرون بدأوا يطلبونه حينما يواجهون مشاكل مع خيولهم وكان يستجيب وتلقى أجرًا على ذلك. تسبب هذا بإعتراض رُوث التي فضلت أن يركز على دراسته، إلا أن ميلر أراد أن يساعدها في وقتٍ فقدت الدعم الذي كانت تتلقاه من رسائل رِييد التي توقفت، وإزدياد جموح والدتهما بعد ولادة آيرس، وطول غياب والدهما كما المعتاد.

ثم جاء السير هاملتون ليوظفه للعمل في اسطبلاته وهو في عمر الرابعة عشرة، لم يفكر ميلر كثيرًا وترك دراسته ليحظى بهذا العمل، لكونهم احتاجوا المال ولكون السير لم يعامله كأنه طفل، بل كشخص يعلم ما يفعله ليستأمنه على خيله.

هذا ما دفع بميلر أن يبقى مع السير رغم كل عيوبه فهو إضافة لذلك سمح لميلر بإمتطاء خيله في السهول والغابات المحيطه بالمدينة كلما أراد، لكي لا ينسى مهاراته ولكي تتمرن خيله.

كانت تلك أسعد لحظات ميلر في يومه.

يتخذ طريقًا طويلاً يبدأه من منزل السير وإلى خارج المدنية حيث الطريق الترابي العام والذي يحد سهولاً ومرتفعات تطل على البحر، ومن ثم يتجه ناحية الغابة التي تحد أملاك اللورد كاميرون، وهو مسار يحبه لكونه يحوي العديد من العوائق التي تمتحن مهاراته في القيادة ومهارات خيله.

لكنه اليوم لم يخرج فقط من أجل جولته المعتادة بل كان في مهمة أرسلته لها رُوث هذا الصباح... أن يتفقد أخته أغنيس فآخر ظهور لها كان قبل أكثر من اسبوعين حينما عادت للمنزل لبضعة ساعات، وبعدها لم تظهر مجددًا.

حدث خلال ذلك الوقت أن أقام إدوين إبن اللورد حفلًا صغيرًا في لونغ بيتش، ثم انتقل بضيوفه لمدينة مجاورة حيث تقع مزرعة كبيرة مملوكة لوالده الماركيز، ليقضوا هناك أيام عدة شغلت أغنيس عن العودة.

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن