استضاف السير هاملتون ميلر في بيته اللندني.
في العادة يتولى الفرسان أمر سكنهم بأنفسهم سواء أكان ذلك في بيوت أقرباء أو أصدقاء يعرفونهم أم في غرف يستأجرونها عبر الأجر المقدم لهم.لكن السير كان يعلم أن حال ميلر خاصة فهو شاب صغير السن جديد العهد بالمدينة الكبيرة ولم يضطر يومًا للبحث عن غرفة أو المساومة في سعر قضاء ليلة، كما أنه لم يكن حتى الآن قد عدّل له الأجر الذي يقدمه له بما يناسب مهمته، فهو ينتظر لكي يرى بنفسه نتائج التدريب الذي وَعِد بكونه مثمرًا وسينتج عنه ما يُثلج صدره.
لكل ذلك سمح له السير بقضاء موسم السباقات هذا في منزله حتى لا يشغل باله بأمور قد تتسبب في تشتيت ذهنه عن ما هو أهم.
لم يكن منزله اللندني بنفس حجم بيته الآخر، وكان يقع في حي ضيق الشارع مزدحم دائمًا لكنه كان قريبًا من مضمار السباق وكان ذلك المهم.
كانت تلك أول مرة يبيت ميلر فيها في منزل سيد وفي غرفة تُخصص في العادة للضيوف وليس في مهجع الخدم كما كان يتوقع.
تمت معاملته كضيف بالفعل، رحب به الخدم بكلمة سيد وسألوه عن الموعد الذي يرغب بتناول عشاءه فيه، وإن كان يرغب بماء دافء أم بارد حينما يغتسل، لتكون تلك الليلة أول مرة ينام فيها ميلر في سرير ناعم ودافء كذلك السرير.
ظن أنه سيصاب بالأرق نظرًا لتوتره لكنه وما إن استقر رأسه على وسادته المحشوه بالريش حتى غاص في أرض الأحلام، ليستيقظ في الصباح التالي لأول مرة منذ سنين طويلة متأخرًا عندما إنسابت أشعة الشمس الذهبية عبر ستائر النوافذ الواسعة البيضاء.
علم حينها لماذا يتأخر هؤلاء السادة بالنوم فلماذا قد يرغب أحدهم بالنهوض من مثل هذا الفراش؟ لكنه تحامل على نفسه وراحته وهو ينهض بسرعة ليجهز من نفسه خشيه أن يستيقظ السير ويجده غير مستعد، رغم أنه كان بالكاد قد تأخر بالنوم لساعة إضافية وحسب.
تناول إفطاره لوحده ثم انتظر استيقاظ السير ليشكره على كرمه فهو لم يكن موجودًا في المنزل المساء السابق حينما وصل ميلر؛ فجدوله ما يزال مزدحمًا بالكثير من الإجتماعيات والمناسبات والتي زادت في تلك الدائرة المهتمة بالسباقات.
قابل السير إمتنانه بعدم إهتمام فهو أراد أن يزف له الخبر الأهم وهو رغبته في إختبار قدرات ميلر التي تم صقلها خلال شهرين بسباق خيري صغير سيقام في ظهر ذلك اليوم.
كان ذلك خبرًا مفاجئًا لميلر الذي لم يكن يتوقع أن يختبره السير لكنه علم أن ذلك من حقه فهو سيستثمر مالًا ويخاطر بسمعته عليه ويحتاج لضمانات من أجل ذلك، ليؤكد السير ذلك وهو يستعد للتوجه لمكتبه ليؤدي بعض العمل:
" عليك أخذ هذا السباق بجديه كارفورد، سأنتظر منك أداءً فوق الممتاز وإلا فإني سأنهي هذه الشراكة على الفور، لستُ مستعدًا لتلقي أي شكل من الإحراج هذا الموسم"

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Narrativa Storica- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...