١٢

976 141 117
                                    

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا

°×°×°×°×°

سار ثلاثة أصدقاء عبر شوارع المدينة والبهجة على محياهم، تجمعهم ألزم كل من يمر بهم أن ينزاحوا عن الطريق لكي يسمحوا لهم بالمرور، ذلك لم يعجب كل الناس لكن ثلاثتهم لم يعيروا أحدًا اهتمامهم... كان ذلك إلى أن أقبلت تجاههن من جعلت ضحكاتهم تتوقف وأعينهم تجدق بها بإنبهار.

شقراء طويلة القوام بهية الطلة، لم ترتدي ثيابًا راقية لكن ما ارتدته كان ملائمًا لها، حملت حقيبة قماشيه مع مظلة صغيرة، ودون أن يدرك الشبان وجدوا أنفسهم يخلون لها الطريق لتمر.

مرت الفتاة دون أن تلقي نظرة واحدة تجاههم أو تنتبه حتى لنظراتِهم بينما تابعتها نظراتُهم إلى أن توقفت أمام متجر ماريان الخيّاطة، حاولت فتح الباب لكنه كان مغلقًا، نظرت عبر زجاج النافذة محاولة التحقق إن كان هناك شخص في الداخل، ثم قامت بطرق الباب الخشبي بضعة مرات وهي تنادي بصوت عذب:

" هل من أحد هنا؟ سيدة ماريان.. رُوث."

تابعت أغنيس طرق الباب دون أن يظهر أحد، كان ذلك غريبًا فعندما يغلق المحل تُنزل ستائره لتغطي كل النوافذ لكنها كانت مشرعه مما يدل أن هناك أحدًا داخل المشغل لابد، لذلك تابعت الطرق وهي تنادي  حتى كادت أن تستسلم.

لكن وقبل ذلك أزيحت الستارة التي تحجب المشغل الداخلي وخرجت من عبرها رُوث وهي تنظر تجاه الباب كأنها تتأكد إن كان هناك طارق، وما إن رأت أغنيس حتى أشرقت ملامحها وهي تذهب لتفتح لها الباب.

دخلت أغنيس وهي تقول: " كدت أن أذهب للمنزل."

" أسفة كنت أعمل في الداخل ولم أسمع." قالت وهي تغلق الباب خلف أختها لتضيف أغنيس وهي تتلفت من حولها:

" أين السيدة ماريان؟"

" لقد ذهبت لتسليم ثياب انتهى العمل عليها."

أغلقت رُوث الباب ثم دخلت الأختان للمشغل، فاجأ أغنيس رؤية المكان الذي بدا كأن معركة حدثت فيه بسبب قطع الأقمشة الممزقة المتناثرة داخله والخيوط الملونة والشرائط والأزرار وكل ما يتعلق بالثياب.

كانت نوافذ المشغل تفتح على حي راقٍ ذو منازل متباعدة مما سمح لضوء الشمس بالدخول ومساعدة رُوث في عملها.

جلست رُوث على كرسي خشبي خلف طاولة عليها ثوب نصف منتهي والعديد من بكرات خيوط ملونة وإبر بالعديد من الأحجام. عادت رُوث للعمل من حيث انتهت وتركت أغنيس لتتدبر أمرها. وجدت كرسيًا آخر جلبته لتجلس قرب رُوث ثم نظرت إلى جانب وجهها وملامحها المركزة فيما تفعله.

قالت أغنيس: " تبدين متعبة فعلًا رُوث."

ابتسمت وقالت وهي تتابع عملها ودون أن تنظر لها:
" سأصبح غنية لو حصلت على قرش كلما قلت هذه الجملة."

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن