٢٥

633 89 160
                                    


خذوا نفسًا عميقًا وأطلقوه ببطء.... نعم هكذا أحسنتم... وتذكروا... السب والشتم ومحاولات القتل ممنوعة ☺️

°×°×°×°×°×°×°×°×°

بدأت درجات الحرارة ترتفع بعد بداية ربيع باردة لم تختلف عن شتاء أبرد سبقه. هدأت أمواج البحر العاتيه وصار بإمكان السفن الصغيرة أن تبحر دون خشيه الغرق، بينما بدأ وصول بعض السفن التجارية الكبيرة والقادمة من البلاد الأوربية القريبة.

يزداد النشاط والعمل في الميناء بشكل يومي، وتنشط التجارة مع حركة السكان وتوافد الناس من المدن والقرى المجاورة بعد شتاء طويل قلّص فيه أغلبهم تحركاته.

وتلك البيوت الفارهة التي غاب أصحابها من أبناء الطبقة المخملية فُتِحت أبوابها ليشرع الخدم في تهويتها وتنظيفها استعدادًا لاستقبال سادتهم الذين هربوا من شتاء المدينة البحرية القاسي، وحان الوقت الآن لعودتهم مع إزدهار الربيع.

ومن بين تلك البيوت كان منزل السير هاميلتون هو الوحيد الذي ظل سيده خلال الشتاء متواجدًا، فهو قد بدأ خلاص شهور الشتاء عملية إعادة ترميم بيته استعدادًا لاستقبال عروسه التي ستشرّف البيت خلال بداية الصيف.

ولإنجاز هذا المشروع عمل كل فرد من طاقم عمل المنزل الكبير في مهام وجهها لهم السير شخصيًا، ليكتمل العمل بسرعة رغم ظروف الشتاء القاسية، وينسى الخدم تعبهم وهم يرون المنزل القديم يشرق مع تلون حديقته بألوان الربيع.

حدقت جونو بجدران البيت التي عملت مع والدها على طلائها بلون أبيض استغرق منها قرابة شهر ونصف لإكماله، شهر ونصف كانا من أصعب ما مرت به في حياتها القصيرة فهي كانت تحارب البرد وقسوة العمل وقسوة ربِ العمل.

لكنها الآن تشعر بالرضا وهي ترا ناتج عملهما الدؤوب تحت ضوء الشمس المشرقة.

عادت أدراجها إلى الاسطبل والذي حظي هو أيضًا بالتجديد وبزيادة عدد الخيول فيه، لتصعد على درجة السور الخشبية بما يسمح لها بتفريغ محتوى الدلو الذي كانت تحمله في حوض طعام الخيول، وما إن امتلأ الحوض حتى أصدرت صفيرًا عاليًا لتلفت نظر الخيول إليها.

في وسط المنطقة المسوره تسابقت بعض الخيول فيما بينها وفضل البعض الآخر تناول العشب فيها، أقبل أغلبهم ما إن سمعوا صوت الصفير تجاه الحوض لتناول وجبتهم، لتقهقه جونو وهي تطلب منهم الهدوء فكل سيحصل على حصته.

راقبت منظرهم اللطيف من خلف السور ثم تنبهت لنقصان أحد الخيول من هذه المجموعة، تراجعت وهي تبحث عنها ولم يكن ذلك صعبًا فقد كانت تقف على مبعده وهي تتناول جزرة من يد زائر مفاجئ.

أسرعت جونو ما إن ميزت وجهه وقد رسمت ابتسامة كبيرة على وجهها، ابتسامة ظهر مثلها على وجه الزائر وهو ينتبه لاقترابها.

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن