١٤

883 106 110
                                    

لا إله إلا الله محمد رسول الله

°×°×°×°×°

روتين جديد تعيشه رُوث يبدأ باستيقاظها بعد أخذ قسط كافٍ ومنعش من النوم، قضائها لوقتٍ من اللعب برفقة توماس، ثم استعدادها للخروج.

تكون أصعب لحظة هي مفارقتها لتوم وتركه بين يدي سوزي المنزعجة وعيناه تودعانها بشلالات دموعه، وبعدها تبدأ يومًا جديدًا من العمل في مشغل السيدة ماريان، عمل لم يكن صعبًا لكنه يحمل تحديًا جديدًا كل يوم.

احتاجت رُوث لوقت طويل لتستطيع الإعتياد على التعامل مع زبونات ماريان ذوات الأذواق صعبة الإرضاء، ووقت أطول للإعتياد على صرامة ماريان في العمل وطلباتها وساعات عملها الطويلة والصعبة.

لكنها في النهاية استطاعت النجاة والاستمرار، تعلمت الكثير وأنجزت ما هو أكثر ومن يراها سيظن بلا شك أنها سعيدة بما آلت إليه حياتها... لكنها لم تكن كذلك.

'هناك ما ينقصني، هناك ما أرغب به ولا أدري ما هو'

هذا ما كان يجول في خاطرها نهاية كل يوم قبل أن تغمض عينيها لتنام، وهو ما تسبب الآن في خروج تنهيدة منها  بينما تكنس أرضية المشغل الخالي إلا منها.

يخبرها عقلها بأنها تتذمر لأنها فقط اعتادت حياة الشقاء في البيت وعيشها لروتين طبيعي يحتاج منها أن تعتاده أيضًا وحسب، بينما يخبرها قلبها أنها في ضيق وغم كبيرين، أنها ليست سعيدة البتة.

ولكم أرادت أن تُحادث شخصًا عن ما يعتريها من مشاعر متضاربة، ففي مثل هذه الأوقات تفتقد رُوث تواجد ليزي صديقة طفولتها الوحيدة والتي كانت أكثر من يفهمها ويساعدها، فلو كانت هنا لكانت استطاعت إراحه بال رُوث بكلماتها.

فكرّت أن عليها إرسال رسالة أخرى لها تخرج مكنوناتها فيها، لكن الرسائل لم تعد تُجدي ولكم احتاجت لمقابلتها والحديث معها وجهًا لوجه كما الأيام الخوالي.

توقفت رُوث عن الكنس للحظة وهي تقول:
" ربما علي التفكير جديًا في قبول دعوتها، ستكون فرصة جيدة لرؤية مدينة تشيلسي التي طالما حدثتني عنها، وربما سيصادق توماس ڨيكي وسام ولن يشعر بالملل وأيضًا... سأساعد ليزي في ولادتها التي اقتربت وسأحظى بالكثير من الوقت معها ومع أطفالها في المزرعة! "

ومع هذه الفكرة ابتهجت رُوث وشعرت بنشاط يغمرها وهي تُقرر أنها ستفتح هذا الموضوع مع أمها وأخويها أغنيس وميلر، لا شك أنهم سيوافقون ويشجعونها فهي الوحيدة من بينهم التي لم تترك المدينة لزيارة أيٍ من أقاربهم وأصدقائهم في المدن الأخرى بسبب إنشغالها بإخوتها الصغار، لتقوم بإنهاء نظافة المتجر في وقت قياسي بغية العودة بسرعة.

كان المتجر هادئًا هذه الأيام بعد أن ذهب أغلب السادة للندن لقضاء ذروة الموسم، وما بقي من طلبات كانت لمناسبات ستقام هذا الصيف مما ترك لها ولماريان وقتًا كافيًا لإكمال العمل عليها.

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن