أرجو منكم الملاحظة الدقيقة للسرد في هذا الفصل بين الماضي والحاضر.
°×°×°×°×°×°×°
صلوا على الحبيب المصطفى
°×°×°×°×°×°×
استيقظت أغنيس. قبل أسابيع كان استيقاظها يعتمد على صياح الديكه التي تعلن بدء يوم جديد؛ لكنها وفي الآونة الأخيرة أصبحت تستيقظ حتى قبل الديك نفسه.
تسألها زميلاتها: كيف يمكنكِ الإستيقاظ مبكرًا هكذا وأنتِ تنامين في نفس الوقت مثلنا؟ فتجيب: أنا لا أدري، عيناي تُفتحان كل يوم في نفس الوقت دون رغبة فعليه مني، لكنهما تفعلان ذلك.
لا يرغب جسدها في النهوض لكن عقلها يجبر جسدها على ذلك؛ فالعمل هو الأولية القصوى.
هذا هو روتينها الذي بدأ قبل أسابيع قليلة؛ الإستيقاظ قبل أي أحد، تجهيز نفسها ليوم عمل جديد، النزول للمطبخ لإعداد إفطارٍ لشخص واحد، تناول شيء سريع لنفسها أثناء ذلك، تجهيز غرفة الرسم الخارجية وترتيب المائدة ومن ثم إنتظار حضور سيدها. كل ذلك قبل شروق الشمس.
والآن جلست أغنيس في طرف السرير الضيق والذي تتشاركه مع ماري. شعرها مبعثر وثوب نومها مُجعد، رُسمت على وجهها خارطه بتفاصيل الوسادة التي تشاركتها مع ماري وعيناها شبه مغلقتين.
ترامى إلى مسامعها صوت تساقط المطر والذي لم يتوقف طوال يومين، استاءت داخليًا فاستمرار تساقط الأمطار يعني أن المزيد من الأعمال ستتأجل مثل غسل الثياب والملاءات وتهويه الغرف، ويعني أيضًا أن السادة سيقضون يومًا آخر محبوسين في الداخل وهذا سيزيد من سخطهم وإنزعاجهم وبالتالي ستزداد غرابة طلباتهم وأوامرهم.
تهمس الخادمات فيما بينهن أنه ربما سينتهي ذلك لصالحهن، فإن استمر هطول المطر سيمل السادة وربما ينهون زيارتهم التي طالت ويعود كل واحد منهم إلى بيته.
هذا هو السيناريو المثالي الذي يحلم به العاملون في لونغ بيتش، لكن أغنيس كانت تعلم أن ذلك لن يحدث.
عودة أغلب هؤلاء الضيوف تعتمد على رغبة الدوق هنري ستابليتش في العودة، والدوق لم يكن يرغب في العودة بعد.
نهضت أغنيس وسارت بهدوء عبر الأسِره، فالغرفة التي في العادة تتسع لسريرين فقط تم حشر إثنين آخرين فيها لإستيعاب أعداد الخادمات الزائدة خلال فترة بقاء الضيوف، وكل سرير منهم يحمل إثنين من الخادمات أي أن الغرفة التي تتسع لشخصين فقط مغتظه الآن بثمانية خادمات.
لم ترغب أغنيس في أن تكون سببًا في إيقاظهن قبل وقتهن لذلك وبحرص أخذت حاجياتها التي قامت بترتيبها في زاوية الغرفة قبل نومها ثم خرجت وفي يدها الحره شمعة وعود كبريت.

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Historical Fiction- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...