ألا بذكر الله تطمئن القلوب
°×°×°×°×°×°×°
لو كان آلان كروك يعلم أن مساءه سينتهي في منزل كارفورد لما كان شرب ذلكما الكوبين من الشراب. لم يسكر بسببهما لكن أحماض معدته تفاعلت معهما بسبب التوتر والقلق الذي مر بهم، ليشعر الآن وكأنه يريد إفراغ محتوياتها.
أخرجه من أفكاره كوب الماء الذي وضعته سوزي أمامه وابتسامة كبيرة على وجهها وهي تقول: "يبدو أنك تحتاجه سيد كروك."
" عزيزتي سوزي لقد قرأت أفكاري، شكرًا لك."
تناول الكوب دفعةً واحدة وشعر ببرودته تنساب لتبرد دواخله وتغمره بعض الراحه. سلم سوزي الكوب شاكرًا مرة أخرى وردت بحبور.
' على الأقل تبدو سوزي سعيدة بتواجدي. ' هكذا قال لنفسه وأمامه يجلس ميلر، كان تارة ينظر إلى حيث تضمد رُوث جراح هال وتارة أخرى يحادثه بنبره جعلها عميقة وجادة، نبرة كان ميلر يحادثه بها كلما التقيا وهو يختار مواضيع كبيرة تخص العمل وأحوال الطقس التي أثرت على المحاصيل وغيرها.
يحاول ميلر أن يُظِهر للسيد كروك أنه شخص ناضج، لم يكن من الصعب استنتاجه لذلك لم يستنكر منه ذلك، فقد كان أهم سبب رفض به كروك عمل ميلر قبل سنتين هو كونه لم يتجاوز الرابعة عشرة.
استنكر كروك وقتها موافقة رُوث على ترك شقيقها للدراسة وللعمل في هذا العمر؛ كيف لا وهي من كانت السبب في استمرار إلتحاق أختها أغنيس بمدرسته حتى عمر الرابعة عشرة، وهو أمر نادر الحدوث في الأسر الفقيرة والتي لا يتم تعليم بناتها في العادة، ومن يدخلن المدرسة يتركنها فور بلوغ الثانية عشرة وربما أقل.
ومن ما يعرفه؛ رُوث نفسها تركت المدرسة وهي في عمر العاشرة ولهذا أصرت هي رغم رفض والدتها أن تستمر أغنيس في التعلم لتتكفل هي بكل أعمال المنزل وحدها.
كان ذلك ما أبهر كروك برُوث، فهي وقتها كانت في الخامسة عشرة وحسب، ورغم كون الفارق بينهما ثمان سنوات إلا أن كروك شعر أن رُوث أكبر منه فكرًا وأشد منه عزيمة، ولهذا غضب عليها في ذلك الوقت لأنه لم يتقبل منها ذلك.
وربما بسبب ما حدث مع ميلر تابعت رُوث دعم دراسة إخوتها الأصغر سنًا، لتكون سوزي تلميذته التالية من الأسرة والتي لم تترك المدرسة إلا بإرادتها بعد ولادة إخوتها الصغار، ومن ثم هال الصغير رابع فرد من عائلة كارفورد يعلمه كروك.
ومن بين كل تلامذته الذين رافقوه منذ أن جاء لهذه المدينة كان أبناء كارفورد الأربعة أعزهم إلى قلبه. ومع هذه الفكرة حول كروك بصره إلى الإبنة الكبرى للعائلة والتي ما تزال تضمد جراح الصغير.
أطلق هال صرخه متألمة والكحول تلمس جُرحًا في ساقه، ليصرخ في رُوث وهو يبعد ساقه عنها غاضبًا.
أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Historical Fiction- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...