٥

764 124 92
                                    

هل صليت على حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم اليوم؟

°×°×°×°×°×°×°

كان هذا اليوم أحد الأيام الصعبة في حياة رُوث.

استيقظت بغثيانها الصباحي مُصاحبًا بألم في جميع أنحاء جسدها وذلك لكونها قد أضطرت لأخذ الأطفال معها في اليوم السابق لمتجر السيدة ماريان.

استدعتها ماريان لمساعدتها في إنهاء تعديلات لعشرة فساتين لمناسبة ستقام بعد يومين، ولم تكن ماريان تثق في عمل أي فتاة أخرى غير رُوث، لذلك لم تمانع إحضارها للأطفال بل وجلبت حفيدتها ليلعبوا سويًا.

ذلك زاد فقط من ضغط العمل على رُوث التي اضطرت لأن توزع إنتباهها بين عملها وبين الأطفال الثلاثة، ولم ترتح إلا بعد أن عادت سوزي من عند السيدة ليليان، لتصطحيهم إلى البيت عصرًا.

بسبب ذلك استيقظت متعبة وتمنت او كان بإمكانها أن تقضي هذا اليوم في السرير، لكنها لم تمتلك رفاهية البقاء في السرير حينما تمرض، عليها التحامل على نفسها والنهوض وبدء يومها كما المعتاد.

لكن يومها لم يكن كما المعتاد، استيقظ توماس وهو يبكي بشدة وتبعه آلڨن ومن ثم آيرس، لتكتشف بسرعة أن سبب بكائهم هو ألام معدةٍ هاجمتهم وأن ذلك أدى لكي يصابوا جميعًا بالإسهال.

كان هذا أحد أكبر مخاوف رُوث، أن يصاب الأطفال كلهم بالمرض معًا خاصة بمرض كالإسهال، فهي تعرف العديد من العائلات التي خسرت أطفالها بسببه وهي ليست مستعدة لمثل هذه الخسارة.

لحسن حظها لم يشكو هال وسوزي من أي أعراض، وبسرعة أرسلت هال لمدرسته وطلبت من سوزي مساعدتها في تمريض الأطفال الثلاثة.

كان ميلر قد ذهب لعمله قبل أن يبدأ كل هذا لذلك لم يكن لدى رُوث خيارٌ سوى ترك الأطفال لدى سوزي لتذهب لإستدعاء الطبيب.

بأنفاس متقطعه وخوفٍ كبير طرقت رُوث على باب منزل الطبيب جورج في الصباح الباكر، علمت أن صوت طرقاتها قد أيقظ الحي لابد لكنها لم تهتم فهذا أدى لأن يفتح لها الطبيب الباب بسرعة بينما يهتف بغضب ليعرف هوية الطارق.

بملابس نومه قابلها، زال الإنزعاج من على وجهه وهو يتعرف على زائرته، قال بعد تنهيدة قصيرة: "هل مرض إخوتك مجددًا؟ "

" لديهم إسهال أيها الطبيب، أرجوك ساعدنا." قالت برجاء وتغضن حاجباه لإجابتها، قال: " إسهال! أي واحد فيهم؟"

" ثلاثتهم، توماس وآلڨن وآيرس."

تعرّف على الاسم الجديد والذي سمع بقصته من الناس، ليقول ببرود وهو يهرش بطنه الممتده أمامه: " أليسوا جميعًا في عمر أقل من ست سنوات؟ "

" نعم. "

ردت بنفاذ صبر حاولت إخفاءه بينما تابع هو بنفس البرود بل وتثاءب أثناء حديثه: " إذا فلتنسي الأمر آنسة كارفورد، الأطفال في هذا العمر معرضون للموت بكثرة بسبب هذا المر..."

حياة رُوث كارفورد البائسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن