انتهى عمل آلفريد الذي جاء من أجله إلى ديڨونشير لكنه مع ذلك لم يغادر بعد. بقي لثلاثة أسابيع يرتحل داخل المدينة والقرى المجاورة، يتفقد الأسواق ويتحدث مع التجار ويقارن ما يجد مع ما يتواجد لديهم في كيبيك، استفاد من جولاته بالتأكيد لكنها لم تكن السبب الذي أجّل من أجله سفره فهو لم يرغب في أن يغادر وعلاقته بإخوته من أبيه بهذا الشكل.
ربما كانت سذاجة منه لكنه أراد أن يتفاهم معهم ويتعرف عليهم ويكون لهم أخًا حقيقيًا، ذلك لأنه قد شعر تجاههم بألفه لم تحدث له من قبل مع أي أحد، وهو لا يريد أن يتجاهل ذلك، ورغم أنه كان طموحًا بعيد المنال في البداية إلا أنه بدأ يظن أنه ربما قد يتحقق.
بدأ الأمر قبل اسبوع عندما تلقى زيارة من ضيف صغير، هال الذي لم يتخطى التاسعة من عمره جاء إليه في النزل دون علم من أهله راغبًا في التعرّف عليه، لم يكن الصغير يعرف هوية آلفريد الحقيقية لذلك تعرف عليه بصفته إبن عمه.
أظهر هال فضولًا كبيرًا عن بلاده وطريق سفره وعن والدهما أيضًا، ذلك الوالد الذي لم يعاشره هال لوقتٍ طويل مما جعل آلفريد يجيب عن كل أسئلته برحب وسعه عله يعوضه عن ذلك الوقت الذي كان يمكن أن يقضيه برفقه والدهما.
سأله هال عن الكثير ولم يسعفهما الوقت لإكمال حديثهما فعاد مرة أخرى في اليوم التالي والذي يليه والذي يليه، وذلك الوقت الثمين بعد العمل الذي كان يقضيه برفقه أصدقائه بينما يلعب أصبح مخصصًا للقاءاته بآلفريد وحديثه معه.
ثم وقبل يومين جاءت برفقة هال شقيقته الصغرى آيرس، فوجئ آلفريد برؤيتها ليفهم أن هال كان يحدثها كل يوم عن لقاءاتهما والقصص التي يحكيها له حتى رغبت في أن تأتي معه وتتعرف على إبن عمهما المثير للإهتمام، ليجد آلفريد نفسه قد أصبح جليسًا لطفلين في عمر شقيقاته.
كان لديه ثلاثة أخوات توفيت واحدة منهن، وشقيق واحد كان أصغر منه بسنه، علاقته بهم كانت جيدة وكان يلاعب أخواته دائمًا، لذلك لم يكن من الصعب عليه قضاء الوقت مع هال وآيرس.
وبينما كان ثلاثتهم يقضون أيامهم معًا لم يكن أحدٌ من بيت كارفورد يعلم بذلك، لهذا فوجئ رِييد المتعجل والذي كان يقود عربته في شارع مزدحم برؤية ثلاثتهم معًا.
بدا الطفلان مستمتعين وهما يأكلان حلوى التفاح، وقد كان هال يتحدث بيديه وآلفريد يومئ مع حديثه بإنتباه.
لو لم يكن رِييد متعجلًا لكان قد توقف وذهب ليستفسر عن هذا الذي رأه لكن لديه ما هو أهم. أسرع وهو يضرب ظهر حصانه باللجام حتى يتخطى الإزدحام متوجهًا ناحية منزل عائلة مورفي.
وصل بعد عشر دقائق ونزل من عربته بقفزة واحدة، لم ينتظر أن يأتيه خادم لأخذ عربته ويدخله، بل دخل بنفسه عبر الباب الحديدي الموارب.
وجد خادمة تكنس الحديقة لتفاجأ بدخوله غير المعلن، قال دون مقدمات: " أنا هنا لمقابلة السيدة ستيوارت، أخبريها أن رِييد كارفورد هنا."
أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Narrativa Storica- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...