مع تجاوز الساعة الثانية عشرة منتصف الليل كان حفل السير هاملتون الصغير في أوجه، وزعت مشروبات خفيفة لتساعد لتصفيه عقول الضيوف وإنعاشهم من أجل جولة جديدة من الرقص قد تستمر لساعات أخرى.
من تجاربه القليلة في مثل هذه الحفلات علم ميلر أن آخر ضيف سيخرج مع حلول الفجر لابد فهذا ما يحدث دائمًا، ورغم رغبته الكبيرة في التسلل والغوص تحت لحاف فراشه إلا أنه عَزّى نفسه بصحبته الممتعة.
كان هو وفورد وفاتيكا قد أنهوا جولة رقص أخيرة برفقة ثلاث فتيات استأذن بعدها للذهاب وتعديل حالهن مما أعطى الشبان الثلاثة بعض الوقت للراحة والحديث فيما يهمهم من مواضيع.
كان حديث فاتيكا حاميًا وهو يصف خيله الجديد الذي قاده في آخر سباقين وهو موضوع شارك فيه فورد بحماس لكون السيدة بنتلي قد اشترت بضعة خيول جديدة أيضًا مثيرة للإهتمام.
استمع ميلر لحديثهما بإهتمام كبير فهو قد كان قد تحدث مع السير عن رغبته في زيادة عدد خيوله المخصصة للسباق وتعيين فارس آخر خلال السنة القادمة، ومن أجل تحقيق ذلك كان على ميلر معرفة المزيد عن الموضوع.
لكنه سرعان ما فقد إهتمامه وهو يُشتت بإقتراب جونو منهم وهي تحمل قنينه شراب جديدة مع دلوٍ للثلج.
لم تنظر ناحيته، تقدمت كأنما لا ترى سوى هدفها المتمثل في طاولة المرطبات وكان هذا فِعلها طوال الساعات الماضية من بعد ما حدث مع ذلكما الرجلين.
كانت غاضبة عليه ولم يعلم ميلر لماذا فهو لم يقصد أن يستمع لما حدث وهو لم يكن طرفًا فيه، لكنه أيضًا لم يتحرك للدفاع عنها ولم يقل حرفًا للضيفين الذين تابعا الأمسية كأن شيئًا لم يحدث، ربما لذلك حاول تفهم غضبها لكنه لم يستطع تحمل تجاهلها له، ولكم رغب في سحبها خارجًا لمناقشة الأمر، لكن ذلك لم يكن خيارًا وكان حريصًا على عدم إبقاء نظره تجاهها لوقت طويل حتى لا يلفت الإنتباه إليها أكثر.
حول بصره عنها وهو يرتشف ما تبقى من شرابه ثم وضع الكأس الخالي على طبق يحمله خادم آخر، لفت نظره حينها بدء رقصة جديدة وتقدم الأزواج بحماس ناحية منتصف الغرفة، ومن بينهم تواجد السير هاملتون والآنسة فاني كاڨندش ليتشاركا الرقصة للمرة الثالثة هذه الليلة.
ومع بدء العزف والتصفيق والرقص إقترب ميلر من صديقيه وهما يتابعان الرقصة الجديدة، إحمر وجهاهما بفعل الشراب لكنهما حافظا على إتزانهما ووعيهما أكثر من بقية المتواجدين في الغرفة.
قال ميلر: " إن السير يراقص الآنسة كاڨندش للمرة الثالثة."
هز ڨاتيكا رأسه يمنة ويسرة بينما يرتشف من كأسه ثم قال: " بل الرابعة، لقد كنت أراقبهما منذ وقت طويل."
اتسعت عينا ميلر وحينما لم يبد أحدهما استنكارًا قال:
" أليس هذا سيئًا بالنسبة لها؟ لا يجب أن تشارك رجلًا الرقص بمثل هذه الكثافة في ليلة واحدة وإلا فسيتحدث الناس عنهما."

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Narrativa Storica- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...