سجّل حضورك بذكر الله
°×°×°×°
لم يكن أصعب ما مرت به رُوث خلال الأيام العشرة التي تلت وصول توماس هو مسؤوليتها عن ستة أشخاص أربعة منهم أطفال تحت سن العاشرة، بل كان إقناع جيرانها بقصتها المُلفقة عن هَوية هذا الطفلِ الجديد.
اتفقت مع ميلر بأن يملآ الفراغ في قصة وفاة زوجة رِييد ويخبراها لأي أحد يسأل عن توماس، وحفظ الأطفال القصة دون شك في صِحتها، لكن ومع ذلك، قام العديد من الجيران بالنظر لرُوث بنظرات لم تعجبها وهم يقارنون بينها وبين توماس.
" هل أنتِ متأكدة أنه ليس طفلكِ؟"
لو لم يكن جارهم ثملًا عندما سأل هذا السؤال، لكانت اسمعته من الكلمات ما لم يسمعه من أحد منها من قبل.
لكن التعامل مع أمثاله كان أسهل فهو يتحدث بما جول في خاطره مباشرة، على عكس أغلب جيرانهم والذين كانوا يتحدثون من خلف ظهرها وهم يشككون في قصتها.
" لابد أن رِييد قد ارتكب جرمًا وأدخل السجن. "
" هذا طفل غير شرعي بالتأكيد."
" سمعتُ أن رِييد أصبح زبونًا دائمًا لبيوت الدعارة، فهو لم يكمل دراسته في إلتون كما قالت هيلدا بل أصبح فاسقًا حتى النخاع، لذلك لم يزر المنزل طوال هذه السنين!"
" أوه يا إلهي كلامكِ منطقي، لا استغرب ذلك فهو إبن والدته. "
" إحذري من قول ذلك أمام رُوث، ستأكلك حيه."
" لكن والدتها ليست بعاهرة!"
لم تعد رُوث تستغرب وصول كل هذه الأحاديث إليها فهم لا يحاولون فعلًا الهمس، كأنهم يريدون منها أن تسمع... لكي يروا رد فعلها ويستنتجوا عبره ما يريدون.
لذلك منعت رُوث إخوتها من الحديث إلى أي أحد طوال الأيام السابقة، محاولة حمايتهم وفي نفس الوقت حماية توماس من أي إشاعة تخصه قد تؤذيه عندما يكبر.
جمعت سوزي كُلًا من هال، آيرس وآلڨن ظهر يوم الأحد بعد أن عادوا من الكنيسة حتى تسمعهم غنائها الذي تريد أن تُسمعه للسيدة ليليان عندما يحين يومها للزيارة، وبقيت رُوث في بهو المنزل وهي تخيط ثُقبًا في ملابس هال، على طاولة الطعام استقرت سلة توماس وهو ينام داخلها بعمق.
نوافذ البيت مُشرعة بأكملها فقد قامت رُوث بحمله تنظيفها الإسبوعيه هذا الصباح وتركتها مفتوحه لتهويه المكان، رغم أن ذلك أدخل إزعاج شوارع يوم الأحد لكنه كان إزعاجًا مُحببًا لها.
كانت ترفع نظرها كل هُيينه بإنتظار عودة ميلر من منزل السير فهو يذهب لعمله في يوم الأحد من بعد القُداس ولا يبقى طوال اليوم، لكن من عاد إلى البيت لم يكن ميلر بل كانت أغنيس.

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Historical Fiction- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...