[إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما]
°×°×°×°×°×°
- ألن تذهب للمدرسة اليوم هال؟
سألته آيرس بعد أن لاحظت تواجد أخيها حتى هذا الوقت المتأخر. كانت قد فوجئت حينما رأته بالإصابات بعدما استيقظت وكادت أن تبكي لو لم تشغلها سوزي بخبر عودة أمها.
بين يدها لعبة قماشيه صنعتها هيلدا بنفسها لها وبقربها كان هال يلعب بحصان خشبي كان من مقتنياته الجديدة التي أحضرتها له أمه. أجابها هال دون أن يبعد بصره عنه لعبته:
" لقد أخبرني السيد كروك أنه يمكنني أن أخذ إجازة لبضعه أيام حتى أشفى."
" أتعني أننا سنلعب معًا؟" هتفت آيرس فأجابها بالإيجاب لتزداد فرحتهما ويبدآ بالحديث عما سيفعلانه لهذا اليوم الطويل.
استمعت هيلدا لحوارهما بابتسامة لم تترك وجهها منذ أن استيقظ أولادها، على فخذيها يجلس آلڨن وهو يلعب بلعبته الجديدة بأصوات يصدرها كأنه يحادث لعبته، وعلى مقربه تقيس سوزي ثيابها الجديدة وهي تتحدث عن أي قبعاتها ستناسبها، لتجيبها رُوث بأنها ستخيط لها واحدة جديدة إن لم يكن لديها ما يناسبها.
تشعر هيلدا بالسعادة وأن حياتها مباركة، منذ سنين طويلة لم تغمرها مثل هذه الأحاسيس... كأن حِملًا ثقيلًا إنزاح عن كتفيها، ولذلك قررت أن تستغل كل لحظة برفقة أبنائها لتعوض نفسها قبل أن تعوضهم.
احتضنت آلڨن بيد ونكشت شعره بالأخرى فإنزعج لمقاطعتها لعبه، التفتت للصغيرين الآخرين وقالت لهال:
" سيكون عليكما اللعب داخل البيت فجروحك لم تلتئم بعد، وأنتِ آيرس لقد كنت مريضة حتى مساء البارحة فلا تتعبي نفسك."
أحبط الصغيران قليلًا بينما أضافت هيلدا بحسم: " وبعد أن تلتئم جروحك قليلًا هال ستأخذني لمنازل هؤلاء الصبية الذين ضربوك حتى أقوم بتأديبهم بنفسي."
" لكن السيد كروك قالـ..."
قاطعت إعتراض هال بحزم:" لا يهمني ما قاله كروك ستنفذ ما أقوله وحسب."
أغلق هال فمه دون رضا ونظر ناحية رُوث كأنه يطلب منها المساندة، لكن رُوث كانت سارحه بأفكارها ولم تنتبه لما يحدث.
ذهب هال وآيرس بألعابهما الجديدة لغرفة لعبهم وتبعهما آلڨن بسرعة لتبقى النساء الثلاثة وحدهن، قالت رُوث فور أن أصبحن كذلك:
" أمي ما الذي تقصدينه أن عملك قد انتهى مع اللورد ويلتشير؟"
أجابتها هيلدا وهي ترتب في الثياب التي تناثرت على الطاولة، في حين توقفت سوزي عن ما كانت تفعله لتستمع لإجابتها:
" أعني ما فهمته... لقد تركت العمل لدى اللورد وسأبقى هنا دائمًا، ما رأيك بذلك سوزي؟"
" حقًا؟ حقًا ستبقين معنا أمي؟"
" نعم!"

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Tarihi Kurgu- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...