اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
°×°×°×°×°
الصباح هو أكثر وقت تحبه هيلدا كارفورد.
ذلك الهدوء الذي يسود البيت قُبيل استيقاظ أبنائها يساعدها لكي تبدأ يومها كما تريد؛ كوب شاي مع القليل من الحليب وقطعة خبز بالجبن، يكون هذا وقودها الذي تبدأ به يومها في خدمة أبنائها.يستيقظ ميلر أولاً، تستطيع هيلدا من مكانها أمام المدفأة سماع الأصوات التي يصدرها بعد استيقاظه، ومن ثم نزوله السلم بخطوات مسرعة كأنه قد تأخر عن موعد مهم.
تكون هيلدا مستعدة له حينها، إذ كان في البداية يخرج دون أن يأكل شيئًا، لم تكن لتقلق لو كان يعود كما كان يفعل بعد شروق الشمس لتناول إفطاره، فهو أصبح الآن لا يعود إلى المنزل إلا بعد غروب الشمس، وكان ذلك يزعجها، أن يخرج إبنها دون طعام يسنده، لذلك أصبحت تستعد وتجهز له سندويشًا ليأكله خلال الطريق. اعترض ميلر في البداية متعذرًا أن لا وقت لديه، لكنه استسلم لمشيئتها في النهاية.
استقبلته هيلدا بابتسامة وتحيه الصباح ورد ميلر بمثلها متعجلًا وهو يمد يده ليأخذ المغلف الورقي حيث طعامه، أراد الخروج بعدها لكن هيلدا ما كانت لتتركه يذهب، قالت:
" لم تتعجل الذهاب كل يوم ميلر؟ ألم تقل أن السير قد ذهب إلى لندن قبل اسبوعين، يمكنك التأخر قليلًا بما أن لديك زنوجًا يعملون معك. "
لم يفتها تململه لإيقافها له عن الخروج لكنه استمع لها ورد عليها قائلًا:
" هذا ليس ما أؤمن به، إن إلتزمت بعمل فسأقوم به سواء أكان هناك رقيب أم لا، كما أن نيرو مشغول بثندر بما يكفي ولا يمكنني إشغاله بعمل إضافي. "
إهتمام إبنها بالزنجي وعائلته وحديثه الدائم عنهم أمام إخوته لم يكن يعجبها لكنها لم تظهر إعتراضًا مفضلة تركه ليتخذ قراره بشأنهم بنفسه، لكن هذا لم يعني أنها ستتدخل في قراراته الأخرى، إذ سرعان ما قالت:
" حسنًا لا يمكنني التدخل في عملك لكن ينبغي لك أن لا تنشغل به عن عرض الدوق ستابلبتش عزيزي، يفضل لك أن تبدأ العمل معه قبل بدء موسم السباقات، حتى تكون مستعدًا إن احتاج لإنضامك إلى أحدها"
هذه المرة لم يفلح ميلر في إخفاء ما يعتمره فوالدته تعود لتفتح هذا الموضوع الذي لا يرغب في مناقشته، تعلم هيلدا ذلك وتتفهم لماذا قد يرفض أن يسمع منها نظرًا لوجه النظر التي لديه عنها، وجه نظرٍ تشبه التي تصفها بها رُوث وإن كان ميلر لا يُظهر ذلك على عكس أخته.
قال ميلر: " لا تشغلي نفسك بهذا الأمر أمي، أنا أعرف ماذا أفعل."
" على الأقل أخبره بموافقتك، يمكنك إرسال رسالة له الآن"
اعترض: " لكني لم أوافق بعد."
" ليس لديك خيار سوى الموافقة فهذا هو الخيار الأفضل لك بُني."
أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Historical Fiction- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...