لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
×°×°×°×°×°×°
تركت أغنيس عملها كخادمة في قصر لونغ بيتش في اليوم التالي لسفر إدوين إبن الماركيز كاميرون للندن.
لم تستفسر السيدة كاميرون عن أي أسباب بل وافقت على الفور بل وطالبت السيدة أندرسدون بإحضار بديلة قبل نهاية اليوم.
لم تستنكر صديقتاها ماري وسوزان قرارها بل ودّعنها بتمنيات لأن تجد عملًا آخر يلائمها بسرعة، وكان وداعها لبقية زملائها مربكًا حتى تمنت لو أنها لم تفعله.
الأمر بهذه البساطة، أصبحت أغنيس عاطلة عن العمل.
كانت تعلم أن هذا الخبر ليس أمرًا تنشره للملاء وأنها ستتسبب بالكثير من البلبلة لعائلتها إن علموا به، فخسارة أحد مصادر دخلهم الشحيحه ليس خيارًا متاحًا... حتى وإن عنى ذلك بقائها في قصر لونغ بيتش.
لذلك لم تخبر أغنيس أحدًا بما حدث، تركت العمل وعادت للبيت نهاية اليوم وتصرفت كما المعتاد، وفي الصباح التالي نهضت مبكرًا وتناولت إفطارها ثم خرجت كما تفعل كل يوم، لكن الفرق أنها ذهبت لكي تبحث عن عمل.
تلك المكافئة التي أعطاها إياها الدوق ستابليش ساعدتها على تدبير أمرها لبعض الوقت دون عمل، لكن ذلك لن يدوم طويلًا ولهذا كان عليها الحصول على بديل، وهو أمر صعب بل شبه مستحيل.
لم تتعلم أغنيس حرفه مثل رُوث ولم تكن جيدة في الدراسة وسريعة التعلم كسوزي؛ كل ما أجادته هو التنظيف والترتيب، غسل الأواني والملابس وتنفيذ الأوامر التي تُطلب منها.
حصر هذا فرص العمل القليلة أصلًا على بيوت السادة والتي لم تكن كثيرة وأغلبها كان مكتفيًا بطاقم خَدمِه الذي لديه، وهذا ما جعل أغنيس تشعر بالعجز بعد يومين فقط من تركها لعملها.
غمرها اليأس فعلى هذا الحال ستعرف أمها بما حصل وستلومها لترك العمل لهكذا سبب، فهي ستفضل لو أنها واجهت إدوين برفضها وتحملت النتائج حتى وإن كانت أخذ كل أجرها لأشهر فهذا سيكون أفضل من ترك العمل.
وبسبب قرارها هذا ستزداد ظروف بيتهم المالية صعوبة وسيعاني إخوتها بسببها.
مع وصول أغنيس لهذه الفكرة استقرت في قاع اليأس وظنت أن لا مفر لها سوى الإعتراف بما فعلت لأمها وأشقائها حتى يستطيعوا تدبر الأمر قبل فوات الأوان. فقط في تلك اللحظة ظهر لها بعض الأمل وتمثل ذلك في خبر رغبة صاحب نُزِل ديفونشير الذي يقع قريبًا من البحر في تعيين خادمة لغسل الثياب لتساعد خلال موسم نشاط السفن التجارية.
فرصة كانت جيدة لأغنيس تضمن بها عملًا لستة أشهر قادمة على الأقل لكنها كانت تعلم جيدًا كيف سيكون رأي عائلتها إن علموا بها.
أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
أدب تاريخي- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...