كان الصباح يمثل لميلر بداية يوم عمل جديد، أحيانًا يكون متحمسًا للذهاب وكثيرًا ما يكون التذمر والتعب هو ما يرافقه حينما يستيقظ.
لم يكن مُغرمًا بعمله لكنه لم يكن يكرهه فهو جيد فيه ويتم احترامه ويحظى بأجر يساعده وعائلته، وبعد انضمام نيرو وعائلته أصبح عمله أكثر متعة بطريقة ما، لكن كل ذلك لم يكن يكفي ليجعله يحبه، وربما لذلك كان قد قرر أن يقبل عرض الدوق ستابليش.
ساعده على اتخاذ هذا القرار حديثه مع جونو قبل بضعة أيام ورغم كونه لم يتحدث مع نيرو عنه إلا أنه لاحظ لتلميحاته له بين الفينة والأخرى.
اتخذ القرار لكنه لم يخبر أحدًا بعد. ستحاول أمه إجباره أن يترك عمله لدى السير هاملتون الآن وينضم للدوق في لندن، بينما سيتغير تعامل زملائه معه ما إن يعرفوا، ولا يرغب في تخيل ما سيكون عليه رد السير عندما يعلم. لكل ذلك لم يخبر أحدًا وتابع عيش حياته كالمعتاد...
يجتهد في عمله صباحًا ويعود ليقضي مساءه برفقة إخوته، كان يفترض به أن يتابع هكذا حتى يحين موعد أول سباقات هذا العام ويذهب لمقابلة هنري ستابليتش كما تم وعدهما ويخبره بقبول عرضه... لكن كل ذلك تغير دون أن يدري.
كان صباحه عاديًا، استيقظ ميلر مبكرًا، ذهب برفقة سوزي لبئر كاميرون لإحضار المياه، تأخرا في الطريق وهما يتحدثان معًا في مواضيع شتى، ثم تأخر مجددًا ووالدته تجبره على البقاء لتناول إفطاره معهما، فعل ذلك لأن أغنيس انضمت لهم وكان إفطارًا حيويًا ثم خرج برفقة أغنيس متجهين للطريق العام، أشرقت الشمس لتنير سماءً صافيةً دون غيمة في الأفق، غطت أغنيس عينيها وهي ترفع بصرها للسماء قائلة:
" لماذا أصبحت الشمس تشرق مبكرًا هكذا."
" ربما لأن الصيف قد بدأ؟"
زفرت أغنيس قائلة: " لسوء حظي."
اصطدم بها رجل بدين كان متوجهًا ناحية الزاوية حيث يجلس بائع الصحف اليومية وقد تجمهر حوله العديد من الرجال، رمقته أغنيس بغيظ بينما سألها ميلر إن كانت بخير لترد بالإيجاب وهي تدلك كتفها، وبينما أرادا متابعة السير لاحظت أغنيس لوجود طفلة تجلس برفقة شقيقها على الجهة الأخرى من الشارع.
كانت ثيابهما رثه وهما يرمقان المارة بأعين راجيه بعض العطف منهم، مر بهما الرجال دون إلقاء نظرة واحدة تجاههم وهم في طريقهم لشراء الصحيفة، مما جعل أغنيس تقول لميلر:
" انتظر لحظة" ابتعدت عنه في تجاه الطفلين ثم انحنت تجاههما وهي تحدثهما باسمة، راقبها ميلر بابتسامة صغيرة وهي تخرج من حقيبتها السندويش الذي أعدته والدتهما وقسمته لتعطيهما النصف الأكبر منه.
ودّعها الطفلان ببهجة لحصولهما على طعام بينما بدت أغنيس سعيدة ليقول لها ميلر ما إن استقرت قربه:

أنت تقرأ
حياة رُوث كارفورد البائسة
Historical Fiction- مُكتملة - × رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة في عملها، لتكون هي الأم والأب والحامية لبيتهم، في حين وجدت أغنيس الخادمة في قصر أحد النبلاء نفسها في م...