P14

159 10 0
                                    

"فَيا ليلَ جودي بِالوِصالِ فَإِنَّني
بِحُبِّكِ رَهنٌ والفؤادُ كَئيبُ".

وقفنا البارت اللي فات لما مروة تعبت ونقلوها للمستشفي

خرج الطبيب من غرفتها ليخبرهم إن حالتها خطيره جداً ولا يسمح بالزيارات ، لتبدأ نيلسي بالبكاء والنحيب علي رفيقة دربها..
ليتصل سلمان بآدم ليخبره أن حالة مروة خطيره ويجب أن يأتي هو وإلينا...

كان آدم في المستشفي يناظر تلك المشغوله بهاتفه حتي آتاه اتصال ليأخذ الهاتف من إلينا بعدما مدته له ليرد ليخبره سلمان أن يأتي هو وزوجته..، أغلق آدم الهاتف ولا يدري كيف يخبر جميلته بهذا الخبر المريع، لتري إلينا ملامحه شبه المفزوعه لتقول إي في حاجه ولا أي؟ ليقول إلينا، لتمتم هي، ليقول طنط مروة.. لتنتفض إلينا من مكانها وتقول مالها ماما هااا؟
_في المستشفي، لتشهق بخوف وتقول وهي تقوم مالها هااا؟ لتنزع سريعا ملابس المستشفي وترتدي ثيابها، خرجت سريعا ليتحركا ركبا السياره، ووصلا أخيراً للمستشفي دخلت إلينا تجري وهي ترتعد من الخوف لتقابل نيلسي وتقول لها ببكاء ماما مالها هااا؟ لتقول نيلسي وهي تحاول تمالك نفسها مفيش يا حبيبتي هيا تعبانه شويه أهدي، لتبعد إلينا يدها عنها وتتجه للغرفه لتجدها مغلقه، لتبدأ تضرب بيدها علي الحائط وهي تبكي بشده..
كم مره مروه راحت المشفي وحالتها مكانتش مطمئنه بردو وحالة إلينا مكانتش زي حالتها دلوقتي ممكن تكون حاسه؟

ليتجه لها آدم ليشدها ويحضنها بشده وهي تتخبط بين يديه تريد الدخول لوالدتها، ليمسد علي شعرها ويقول هسس هتكون بخير إن شاءلله أهدي اهدييي اشششش، لم تعد إلينا تتحرك« لا يبذل كثيرا من الجهد في تهدئتها لكنه يؤثر عليها لماذا ؟!» لكن دموعها كشلال ليس له نهايه، لدرجة أن قميص الأخير تبلل...
بعد مده إتي الطبيب دخل لمروة وخرج بعد مده قصيره، لتذهب له إلينا سريعا وآدم خلفها هيا مالها هااا؟ ليقول الطبيب للأسف الكانسر انتشر في جميع أنحاء جسمها، لينفي براسه ويرحل وقد سمح لهم بالدخول، لتتسمر إلينا في مكانها وهوت أن تسقط لكن يد آدم منعتها اتجت سريعا للغرفه دخلت لتجد أمها بوجهها المنهك المتعب لكنه أبيض وجمييل لتحتضنها وتبكي بقوه وتقول ماما ماتسبنيييش ا أنا مليش حد غيرك هااا متسبنيش أرجوكي
مروة بصوتها المنهك وهي تبتسم وتضع يدها علي خدها، جات نهايتي لازم أمشي يا روحي انتي عندك ناس بتحبك كتيير ونظرت لآدم الذي يقف خلف إلينا عندك جوزك هيحميكي ويهتم بيكي وهيعاملك أحسن معامله، هو بيحبك ومع الوقت هيعترف لتنادي عليه ليقترب آدم منها وتمسك يده وتقول آدم بنتي أمانه معاك ما تبعدش عنها ولا تسيبها هاا أنا وصيتك دي وصيتي قبل ماا أموت ما تسبهاش هيؤذوها أرجوك بنتي طول حياتها كانت مدلله ما تعيشهاش أقل من اللي عاشته معانا، حسّن معاملتك معاها شويه متئذيهاش ولا تجرحها هاا ليومئ لها آدم وعيونه ملئت بالدموع لأول مره شخص يعطيه وصيه قبل موته لأول مره يشعر بهذا الشعور الغريب، دخلت نيلسي لتجري وتحضنها لتبتسم لها مروة وتقول نيلسي انتي أعز أخت ليا ما تنسنيش هااا، وإلينا إلينا م م تسبـ. هاش اعتنـوا بيها ارجوك إلينا دي امانتي ليكم..
أصبحت مروه تأخذ نفسها بصعوبه لتمسك إلينا يدها بقوه وهي تصرخ وبدأ جهاز النبض الموصله به بالصفير ليعلن عن فارقتها للحياة...
فارقت مؤنسة إلينا، أصبحت بلا أب وبلا أم ذهبت من كانت تدللها وتفعل المستحيل من أجلها ذهبت وذهب معها أمانها، وحنانها، وحبها وحضنها الدافي..
الجهاز أصبح صوته أعلي،ليدخل الطبيب ومساعديه مهرولاً،محاولاً فعل شيء علها تستفيق،ولكن جاء أجلها وصعدت الروح لخالقها... تلك المرأه الجميله تلك المرأه التي أحبها الجميع تلك المرأه التي تحملت بعد موت زوجها وربت ابنتها أفضل تربيه، تحملت المصاعب من أجلها كانت تخفي الألم المميت عنها وتصنع ابتسامه علي وجهها لتطمئنها... ليتها تعود تلك المرأة..
توقف الوقت بإلينا لم تعد تشعر بشئ فقط تسمع الجهاز الذي يصرخ معلنا نهاية حياة أمها حبيبتها ورفيقتها
تنهد الطبيب بحزن وتركهم قليلاً معها، لترفع تلك الصغيرة اليتيمه رأسها وتنظر لأمها وحولها، لتجد نيلسي تصرخ في حضن زوجها الذي يحاول تهدئتها وقد دمعت عيناه نظرت للجه الاخري لتجد آدم الذي ينظر لها بدموع ونظرات شفقه، لتعاود النظر لأمها وتضحك بصوت عالي وتقول أنتوا بتعيطوا ليه؟ ه هيا بس نامت شويه صح ياماما يلا قومي عرفيهم إنك لسه هنا معايا وإنك مش هتسبيني لوحدي، أنا مش هقدر أعيش من غيرك أصلا يلا قومي بقي يامااااما وأصبحت تهز فيها وصوتها يعلوا شيئًا فشيئاً.
مامااا يلااا بقي قووومي ما تسبنيش مع دااا، قومي طيب هقولك علي حاجه وبعدين نامي تاني
إنتي عارفه دا آدم آدم "شهقه" حبسني في اوضه فيها فيرااان وكانت ضلمه أوي كنت مستنياكي تجيلي زي ما كل مره بتنقذيني، يلا قومي بقي يا ماما هو هو مش هيقدر يحميني هو مش بيحبني زي ما إنتي قولتي، يلا قومي خديلي حقي زي ما دايما بتعملي يلااا ياماما.
قومي بقي إنتي وحشتيني والله يلا وهقعد معاكي طول حياتي مش هسيبك خااالص يلاا بقي يـ ماما يلا يـحبيبتي لتدخل الممرضه لتغطي وجهها وتخرج جثتها، لتبعد إلينا يدها عنها وهي تصرخ إنتي بتعملي أي أوعي ما تلمسيييهااااش ابعدي عنها سيبيها 😭
ليمسك آدم يديها الاثنين ويسحبها للخلف وهي تحاول إبعاده وهي تصرخ بكامل قواها، خرجا من الغرفه ليحملها ويكتفها بيديه، ويخرج بها من المستشفي بأكملها
ويتجه لسيارته ليدخلها فيها، اتجه لناحية الباب الآخر ليجدها تحاول فتح الباب وتحاول كسره
لتضربه علي كتفه وتقول نزلنييي مش وقت تحكمااااتككك نزلنننيييي أرجوك، امي مش ماتت هيا بس نايمه نزلني هما هياخدوها يدفنوها وهي صاحيه، أنتوا ليه بتكرهوها كدا هااا لييه؟؟؟ هيا كانت بتحبكم أويييي ليه بتعملوا كدا فيها..
ليأخذها آدم لمكانه الذي يذهب له عندما يحزن، وفي الطريق إلينا كانت تصرخ وتضربه وصلوا أخيراً نزل آدم لينزلها، لتنظر للمكان وتنظر له وديييينييي لأمييي، ليحتضنها ويحاول تهدئتها لكن هذه المره لا فائده لا تهدئ أبداً، بل تزداد حالتها سوءا تضربه وتبعده عنها بشتي الطرق
لتبعده إلينا بيدها كانت خلفه صخره وقع عليها علي يده ليتأوه، لينظر لها ويقول أمك مااااتتت خلااص مش هترجع تاااني افهمييي بقييي. لتنصدم من كلامه وتقول بهدوء ااانت كداب أنا عارفه ماما مش هتسيبني أنتوا متفقين عليا صح؟ علي فكره مقلب باايخ، ليمسك آدم كتفها ويهزها بقوه اصحي فوقي أمك مااتت طنط مروة ماتت، لتنظر له ثم فقدت توازنها ووقعت مغشيّا عليها،حملها وشعر بألم شديد في يده لكنه تحمل واتجه للبيت وهاتف الطبيب ليأتي لها هناك، وصلوا ووصل الطبيب أيضاً، ليفحصها ليخبره أنه لا شئ فقط صدمه حدثت واتركها ترتاح قليلاً حتي تفيق ومتحاولش تقولها نفس الخبر اللي صدمها تاني حاول تبعدها عنه لإن الصدمه بالفعل كبيرة، رحل الطبيب ليجلس آدم بجوارها وهو قلق عليها
في المستشفي أكمل سلمان الإجراءات لإخراجها وقد ذهبوا بها لتُغسل، اتصل سلمان علي سرحان عم إلينا ليخبره بما حدث..
في تمام الساعه الثامنه مساءً استيقظت إلينا لتلتفت خلفها لتجد مروة بجانبها لتحضنها سريعا وتقول وهي تضحك كنت عارفه إن دا مقلب من مقالبك، اتضح لها أنها آيلا وليست أمها لتقول إلينا آيلا هيا فين ماما هااا؟؟ لتدمع عيني آيلا وتبدأ في البكاء، لتبدأ الينا في الصراخ وهي تنادي علي أمها، لتحضنها آيلا وتحاول تهدئتها لتساعدها علي تبديل ثيابها ويذهبا لبيت عائلة شاهين، وصلا لتجد إلينا رجالاً كثيره تلبس الاسود لتتجه للدخول ليقابلها عمر ويحضنها ويقول الباقيه في حياتك يا روحي طنط نروه كانت طيبه والكل كان بيحبها ما تخافيش أنا معاكي، لتبعده الينا بقوه وتصرخ عليه قائله الباقيه في حياة ميييين أنت مالكش دعوه أنا مش محتاجه أصلا وجودك، وماما جوه هدخل وهلاقيها جوه وهتشوووووففف ليأتي لها آدم بعدما علم بقدومها ليأخذها ويدخلها للداخل وهي تحاول إبعاده عنها، أما عمر الذي صدم من كلامها لكن مهما كانت فهي في حاله صعبه الآن، دخلت إلينا لتجد البيت مليئ بالنساء التي تلبس الأسود لتقابلها نيلسي لتحضنها وتسألها عن حالها لتسأل إلينا عن امها وتتجه لهذا الحشد لتسأل عنها، لتنظر نيلسي لآدم وتقول مكانش لازم تكون موجوده دلوقتي، لينظر لها آدم بشفقه وخوف عليها
خرج آدم.
وفي تمام الثانيه عشر، بدأت الناس ترحل..... انتهى العزاء، انتهي وقت مروة لن نسمع أحدا ينادي مرة أخري مروه لن نراها إلا في الصور لن نسمع صوتها الحنون العذب...
كانت إلينا جالسه منتظره رجوع أمها، حتى رحل الجميع ودخل آدم ويامان وعمها وعائلته
ليحاولوا مواساتها، ليتجه لها عمها ويحضنها ويخبرها أنه موجود فى أى وقت تحتاجه فقط تتصل عليه أو تأتى له فى أى وقت، ليتجه لها عمر وعيونه مليئه بالدمووع ليمسك وجهها ويرفعه ناحيته ليقول إلينا أنا معاكِ مش هسيبك خالص هااا انا أخوكِ حبيبك ماشي
لتومئ له إلينا وتقول ليه دا كله يعني أنتوا مفكرينها ماتت دا هيا بس راحت مشوار وجايه بس طولت أنا قلقانه عايها أول مره تتأخر كدا عمر اتصل كدا عليها عشان فونى فوق، لتدمع عينى عمر ويحضنها بقوه هيا في قلبنا دايما ومش هننساها خاالص ، مش هننساها لحد ما نروحلها، لتقول إلينا أنت أنت ليه أوڤر كدا هيا جايه بعد شويه، ليقول عمر بهدوء ماما سافرت يا إلينا ومش هترجع تاني إحنا هنروحلها بس مش دلوقتي، لتقول إلينا ليه أنا زعلتها في حاجه؟! لينفي عمر ويذكر حب مروه الدائم لها.
ويقول هيا راحت لخالقها طلعت في السما فوق لتصدم إلينا بقوه ليأخذها عمر للحديقه، ويتجه آدم خلفهم الذي يريد الهجوم علي ذالك العمر اتجها للحديقه لينظر عمر للسماء ويرفع يده يشير لنجم لامع في السماء كبير عن غيره ولمعانه شديد، ليقول إنتي عارفه أول مره النجم دا يظهر كل ما تبصي ليه هتفتكريها ماشي، لتدمع عيونها بقوه وتعلوا شهقاتها ليحضنها ويمسد شعرها. اششش أهدى ماما لو شافتك كدا هتزعل منك أوي، هيا مش بتحب تشوفك ضعيفه هيا عايزاكى قويه وتقدرى تتحملى الصعوبات، لتومئ له إلينا ليمسح دموعها، لكن هيهات نزلت ألماساتها مرة أخري، ليحتضنها عمر وبعد مدة اتجها للداخل حتي استكانت ونامت في أحضان أخيها عمر..
شعر بارتخاء جسدها ليعلم أنها نامت، ليقبل علي حملها ليتجه له آدم ليأخذها منه وهو يعطيه نظرات حارقه، ليتجه بها لغرفتها ومازالت شهقاتها مسموعة
وضعها علي السرير ليجلس بجوارها، ويقبل يدها ويمسد شعرها يحاول تهدئتها وإخفاء تلك الشهقات، ليتسطح بجوارها ويضمها لصدره لتنام فى أحضانه..
أما فى الاسفل انصرف عمها وأبنائه وزوجته، وأخبرت نيلسي سلمان أن يرجع للبيت هو ويامان وآيلا
وستبقي هى مع إلينا، لتتجه للأعلى فتحت غرفة إلينا لتطمئن عليها وعلى ابنها لتراهم فى أحضان بعض، لتغلق الغرفه وتتجه لغرفة مروة دخلت لتشم رائحتها الجميلة، لتمسد على وسادتها وتتأمل كل ركن وقفت فيه مروة، لتبكى بشده وتكتم شهقاتها بيدها لتضع راسها علي الوساده ونامت..

'لـكنّهـا لـا تُـنـسي'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن