p40

225 5 0
                                    

ها أنا أجلسُ في غرفتي في ليلةٍ دُّجىٰ، وحدي أُصارِع الذكريات،
أشباح الماضي لا تتركني،
مشتّت، تائه، لم أعُد أرغب بشيء،
قلبي يؤلمني؛ فأنا متعب حقًا،
تقهقرتُ من تلك الحرب المُتعبة، وأظن أن عقلي هو من انتصَر.
بقلمي "شَجَنْ"

وقفنا البارت اللي فات لما يامان جه يوضح قصده ويطّمن علي إلينا، لكن للأسف حدث ما كنا نخشاه..
نهضت إلينا بصعوبه واتجهت نحو آدم، اآدم في إيه؟! إيه اللي حصل، إيه اللي أنا ماأعرفُهش؟!
صمت،لتتابع اااأنا كنت حامل؟!
صمت كان فقط ينظر لها بتوتر وصدمه وبدأت عيناه تذرف ما بداخلها، نفي برأسه لتبدأ دموعها تتدحرج علي خديها بصدمه لتقع مغشيًّا عليها، أمسكها آدم برجفه تسكن جسده حملها واتجه بها للغرفه وضعها علي السرير وبدأ يوقظها ودموعه تهبط بخوف، فقد حدث ما كان يخافه ويخشاه، لم تفق إلينا ليعانقها وشهقاته تتعالي شيئاً فشيئًا..
أما يامان فقد إرتعب بحق صعد للأعلي ليري أخاه بهذا المنظر يعانقها وهو منهار شهقاته لا تتوقف بل تتعالي، لم يتمالك نفسه لينزل للأسفل وخرج من البيت وهو يبكي...
أما عند آدم فقد حاول إفاقتها بكل الطرق وأخيراً فاقت لتناظره وبدأت بالبكاء عانقها لتبعده بقوه إنت السبب إنت قتلت إبني. بسببك، أنا قولتلك مش عايزه حاجه من الزفت دا مش عايزه حاااااجه منهم مش عايزه حاااجه، قالت وهي تبكي بقهر، عانقها بقوه وشدّ عليها حتي لا تبعده كانت تضربه بضعف وهي تصرخ.
إنت خبيت عـ عني علشان ماتطلعش نفسك غلطان صح؟!
إنت لييه بتعمل كدااا لييييه؟!، حرام عليكم حراااام، كان آدم يعانقها وهو يبكي بقوه لا يستطيع التحدث، لا يستطيع تبرير أي شئ فهي الآن منهاره بشده، إبعد عني إبعد عنييي إبعععد إبتعد آدم قليلاً.
_إنت بتعيط ليه، عشان تضحك عليا صح؟!
إنت أصلا مااهتمتش مابانش عليك الزعل حتي هو إنت بتكرهني؟! مش عايز أطفال مني؟! طيب طـ طلقني طلقنييي، كان آدم يبكي بقهر وحزن شديد ولأول مره في حياته يبكي بهذه الطريقه، عانقها لتصرخ بقوه لا تريد قربه لا تريده، إبتعد لتطرده من الغرفه بأكملها، خرج آدم بعدما فقد الأمل في تهدئتها خرج علّها تهدأ، وجلس أمام الباب أما هي فكانت تصرخ كالمجانين وأصبحت تدمر كل شئ أمامها دخل فور سماع صوت تدمير الزجاج، لتصرخ أن يخرج حتي خرج جلست أرضاً تسند ظهرها بالسرير لتضم قدميها لصدرها وهي ترتعش وتبكي بقوه بقيت تبكي حتي غفت دخل آدم بخوف بسبب إختفاء صوتها ليجدها متسطحه أرضاً وهي تضم قدميها لصدرها وشهقاتها لا تتوقف حملها واتجه بها نحو السرير عانقها بهدوء وهو يحاول كتم شهقاته حتي لا تستيقظ، لم يستطع تمالك نفسه، نهض واتجه للحديقه فتح تلك الغرفه دخل ينظر للمكان بحزن شديد فقد كانت مفاجأه لصغيرته أحضرها لها كي تفرحها، لكن للأسف زار الحزن بيتهم جلس في تلك الغرفه يبكي ويبكي.. لأول مرة يبكي هكذا، يبكي بعنف وكأنه طفل صغير فقد أمه، كطفل يبكي من فرط خوفه بعدما فقد أمانه، يبكي بشدة من يراه يبكي هكذا ستقطع نياط قلبه حزنًا عليه.
ضيق مُتسِع العَالم،فهو كطِفل مُشَرد لم يجِد لهُ مَنزل آمِن الآن، فأمانه عناقها له، عناقها الذي بخلت عليه به في أشدّ حاجتهِ إليه ❤‍🩹.
أما في بيت الجارحي كانت نيلسي جالسه هي وزوجها وهم مهمومين بسبب ما جري لإلينا ولطفلها ولآدم المقهور، فهو لم يستطع إنقاذ إبنه.. في الأعلي في غرفة آيلا بالتحديد كانت تتحدث مع خالد عمّا جري بحزن، صدم خالد ليقول يعني يتسبب في قتل روح عشان اللي عملناه؟، لتقول آيلا باستغراب عملتوا إيه؟
_ولا حاجه، ثم أغلق معها للإطمئنان علي صديقه لكنه لم يجيب، ليهاتف آيلا وأكملا مكالمتهما..
أما عند يامان فقد اتجه لمرسمه مشتت،خائف،حزين،مصدوم،الكثير والكثير من المشاعر تجتاحه الآن..
بعد مده صعد آدم لصغيرته تسطح بجوارها وهو يعانقها بقوه وعينيه معلّقه بها لا يكفّ عن تأملها وكأنه سيفقدها، أما هي فكانت كالأموات نائمه بملامح حزينه ومنهكه فقد خرجت روحها بسماع ذلك الخبر ولأن آدم هو السبب في ذلك، مرّ اليوم دون أحداث جديده..
إستيقظت إلينا في تمام الساعه الثامنه مساءً فتحت بنيّتيها لتري آدم أمامها، لتبكي بشده وبدأت تبعده عنها بقوه، نهض آدم ووقف ليقول بصوت باكي مقهور إلينا إسمعيني طيب ااأنا،لم يكمل حديثه لتصرخ عليه تريده أن يخرج من الغرفه، لا تريد رؤيته خرج آدم وهو يبكي بقوه، جلس أمام الباب يناظره ويستمع لشهقاتها التي تزيده سوءً، يريد ضمّها لصدره...
بقيا هكذا طوال الليل لم يغفي أحدهما..
وأنا العليل الذي في هواك مكبدُ
يا من أنا في هواه معذبُ
رأفةً بالحالِ.

'لـكنّهـا لـا تُـنـسي'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن