بداية الجزء الأول

4.8K 61 1
                                    

بدت قصتنا من بيت الجدة هيلة واللي كانت مكونة من بنت وثلاث عيال
كان اكبرهم عبدالله اللي تزوج نويّر بعد حب سنين وجاب منها رهف وتوفى بحادث سيارة قبل لا يشوف بنته تكبر وقبل لا يشوف اول كلمة تنطقها وقبل لا يشوف اول خطوة تخطيها
وتزوجت نويّر بعد وفاته بخمس سنين وبقت رهف معها
اما بالنسبة لسلطان اللي كان عبدالله اقرب واحد له واثر عليه خبر وفاة عبدالله مره وكره الديرة وهرب منها بعيد لحياة المدينة تحديدًا الرياض وانعم عليه الله بالخير الكثير واستقر هناك  هو وزوجته خلود وعياله نايف ونوره وديم
وكان يجي يزور امه  بالاعياد بس وكان يصرف عليهم ويلبي احتياجاتهم لكن ماكان يدري انهم كانوا بحاجته هو مب فلوسه...
اما خالد والعنود باقي عايشين مع امهم هيلة بالديرة وكانت العنود قايمة بالبيت وماتقصر وكانت بآخر سنة لها بالجامعه
اما خالد اللي ماكمل الجامعه وعايش على التجاره بحكم انه اشطر فيها من الدراسه وورث الشي ذا من ابوه...
مرت الايام وكبرت رهف اللي تقريبًا هي بتكون محور قصتنا
وصلت لعمر ١٥ وبآخر زيارة لها فبيت جدتها بعيد الاضحى اتخذت قرار بانها راح تسكن عند جدتها لانها متعلقه فيها وتحب الديرة وعمها خالد وعمتها العنود وهم كانو يبونها لكن مع ذلك امها كانت رافضه مره وكانت تبيها عندها بالبيت
لين حملت نويّر اخيرًا بعد سنين من العلاج وكان حملها صعب مره
وكان زوج امها فهد يقول لنويّر ان لازم تجهض اللي فبطنها وانه حلال لانه متعبها وحتى الاطباء كانو يقولونلها كذا لان نسبة عيش الجنين جدًا نازله ولو كملت ممكن واحد فيهم يموت !
الا ان نويّر كانت رافضه الشي ذا لدرجة انها معاد تروح مواعيدها خوفًا بانهم يخلونها تطيّح اللي فبطنها
وكان ايمانها قوي وعزيمتها قويه وفيها من طبع العناد وكملت الشهر التاسع بحمد الله وكانت تنتظر الولاده اللي اخيرًا جا وقتها فجر الجمعة ...
بدا الطلق وصحت رهف على صوت صياح امها وهي تردد فقلبها: الله يسهل عليها
وتستودع الله امها واللي فبطنها
وراحو المستشفى ورهف جلست فالبيت تجهز الاستقبال وتفكر باسم للمولود الجديد ولا جاها النوم وشالت البيت شيل عشان تفاجئ امها اذا جت وغفت بعد التنظيف من التعب وعلى صلاة العصر صحت وتشيّك على جوالها والحال ان ماكان فيه اي خبر!
دقت على زوج امها فهد ولا يرد وبعد دقايق ارسلها رساله انه بالطريق وتطمنت رهف وبدت تكمل التجهيزات وتنفخ البالونات باعتقاد انه جاي مع امها واخوها
وعلى صلاة المغرب انفتح الباب واستقبلت رهف الداخل بابتسامه وبيدها البالونه تنفخها ولكن انصدمت ان الداخل من الباب عمها خالد!
دخل وهو منزل راسه ويهرب عيونه منها وكانه مايبيها تشوف انه كان يبكي
سلمت عليه وهي تناظره بصمت وداريه ان في شي حصل وتلاشت ابتسامتها وطاحت البلونه من يدها
مسكها وجلّسها على الكنب وهنا عرفت رهف ونزّلت راسها وهي تقول :من ياعمي
خالد ناظرها بعيون هماله وهو يقول :امك يارهف
هنا رهف ماعطت اي ردة فعل الا ان السكين غرست بقلبها ولفّت ومع ذلك مانزلت دمعة منها
جا عمها وضمها وبدا يواسيها ويقولها ان هذي الدنيا وكان منهار اكثر منها ويبكي وهي سااكته وبعد دقايق دخلت جدتها هيلة وعمتها العنود وكل من يقربلها من عمام وخوال وجيران وانتشر الخبر وبدو يواسونها ويطبطبون عليها والكل كان يبكي على حالها وحست بكمية الشفقه اللي بعيونهم الا انها الى الآن تناظر بتعجّب
وقاطعت اصوات بكيهم وتعزيتهم رهف اللي قالت بصوت خافت: واخوي عايش؟
قالتلها العنود وهي تقرب منها وتمسح على ظهرها : ايه يارهف بالعناية بس مايتوقعون بيعيش حالته صعبه مره
رهف: الاعمار بيد الله من هم عشان يتوقعون!! ... عمه ممكن اروح اشوفه؟
العنود تناظر رهف ومستغربه هدوءها! : ايه يحبيبتي الحين اكلم عمك ونروح
رهف:تمام
وراحت رهف غرفتها والى الآن كل شي ما كانه حقيقي ومب قادره تستوعب ان امها خلاص معاد ترجع لكن لبست عبايتها ونزلت وهي تقول لعمتها: يلا مشينا
العنود:يلا
وفعلًا طلعو من البيت وراحو المستشفى وخالد كان يحاول فيهم يخلون رهف تشوف اخوها لين وافقو وبالوقت ذا كانت دقات قلب رهف تتسارع بلهفه وخوف لين حطت اخوها بحضنها وهي تبتسم وعيونها تصب وتسمي عليه
والعنود وخالد كانو يشوفونها من ورا القزاز وهم صارو يبكون معها
وكانت الممرضه تقول لرهف ان خلاص لازم تاخذه منها
ورهف كانت متمسكه فيه ومب قادره تفكه وكانها تحس انها آخر مره بتشيله
وباسته وهي تقول باذنه: استودعتك الله ياحبيبي تكفى معادلي غيرك لا تخليني ... اوعدك اصير امك وابوك بس اطلع بالسلامه...
واخذته منها الممرضه وراحت ورهف ماكانت قادره تشيل عينها منه لين ودوه العناية
ورجعت عند عمها ولقت زوج امها فهد موجود ومسك رهف وباس راسها وعزاها بامها وهو يبكي ورهف منزله عينها وبعد ثواني جاهم خبر وفاة الولد ...
وكذلك رهف ماعطت اي ردة فعل وكانها كانت عارفه
اخذها زوج امها وطلعو من المستشفى وقاله خالد :خلاص خلها معي
وهي ركبت السياره مع عمها خالد
العنود تسالها: رهف تبين ترجعين لبيتنا
رهف:ايه
العنود:خالد بالله مر بيت رهف اول بحهزلها شنطه
خالد: طيب
وطول ذا المده وهم بالطريق لبيت رهف كانت في صمت مميت
ونزلت العنود تاخذ اغراض رهف
وهنا خالد بدا يتكلم مع رهف: لا تسوين كذا وانا عمك والله جالسه تقطعين قلبي ...تكلمي ابكي سوي شي بس لا تسكتين كذا
ورهف ساكته للحين وتناظر من الدريشه
خالد: رهف كلميني قولي شي
رهف:........................
خالد: انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله
جت العنود واخذو الجده هيله ورجعو البيت وكذلك الكل ساكت من صمت رهف
واول ماوصلو رهف طلعت على غرفتها اللي كانت جدتها مجهزتها لها عشان تنام عندهم بين فترة وفترة وسكرت الباب
وتجمعو بالصاله وارسلو خبر لمنيرة وسلطان والكل كان جاي
وصارو يتكلمون عن حالة رهف وهدوءها
وقالت الجدة هيله: خلوها شوي بروحلها انا
خالد: خليها يمه انا بشوفها
وطلعلها خالد ودق الباب ولا فتحت لين جته العنود وصارو يدقون الباب ولا فتحت وبدو يخافون عليها وجت الجدة ومعها مفتاح احتياط وفتحته بسرعه ولقوها نايمه
وخافو اكثر وراح خالد وبدا يشيك عليها وطلعت نايمه صدق والعنود قالت لخالد: بس مب زين تنام وهي كذا نقعدها؟
خالد مسح على شعر رهف وقال: لا خلوها
وجلست جدتها عندها وصارت تقرا قرآن وطلعو العنود وخالد وهم كلهم خوف
وعلى فجر اليوم الثاني وصلو سلطان ومنيره
وتجمعو افراد العيلة والكل كان موجود عشان رهف وزعلان على نويّر وكانت حسبة اختهم
وفعلًا تحققت امنية رهف لكن مو بالشكل اللي هي كانت تبيه كانت امنيتها ينلم شمل العيله ويكونون كلهم موجودين مع بعض
بس للاسف كان سبب جمعتهم خبر موجع نفس كذا
وللاسف رهف بتسكن عند جدتها لان ماصار عندها غيرها ...
ومرت ايام العزا وخلص الدفن ومر اول اسبوع وكل ذا الوقت رهف مانطقت بكلمة وحده
وكل يوم كانو يحاولون فيها وكان واحد ورا الثاني يدخل عليها ولكن مع ذلك ماكانت تتكلم ولا ترد على احد
لكن الشي الوحيد اللي كان مطمن الجدة هيلة بانها كل ماجتها تالي الليل تلقاها تصلي وتدعي ربها 
فتدري ان قلبها بامانة الرحمن وحفظه وكذلك الكل كان يدعيلها بالصبر وان الله يجبر قلبها

قلبي رهيفٍ للأحبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن