٢٤:لا تنظر إلي

313 39 12
                                    

"آريان ما الذي تبحث عنه بالضبط؟"

"جدي، هل هنالك احد يشبهني؟ سواء كان عمي، او ابن عمي، اي اقارب من بعيد" سال آريان اخيرا بنبرة خافتة ومليئة بالبراءة

"شخص يشبهك؟ بالطبع، تختلف أشكالنا بعض الشيء، لكن عائلة هاياشي تتميز بصفات لا تخطئها العين، كلنا لدينا نفس الشعر الأزرق الداكن والعيون العسلية التي تلمع بالحياة، عندما أنظر إليك، أرى فيك ملامح أجيال من أجدادك، أراهن أن إخوتك يشبهونك كثيرًا، ولم يرثوا شيئًا من والدتهم، هذا لان جيناتنا قوية وسلالتنا نقية، تجري في عروقنا وكأنها خيوط القدر التي تربطنا ببعضنا البعض عبر الزمن"

هذه معضلة، ألا يبدو الأمر وكانه تحول لبحث عن ابرة في كومة قش؟

"حسنا؟ لكن جدي انا حقا اريد لقاء اقاربي، اشعر وكانهم سيفهمون ما افكر به، انت تعلم ان الاطفال في عمري اغبياء للغاية، لذا اخبرني اين استطيع إيجادهم؟"

ينظر الجد إليه بعينيه المرهقتين، ويأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يجيب بحزن وحنين "يا صغيري آريان، لقد قطعنا الصلات منذ زمن بعيد، لقد كانت الأيام صعبة، والحروب فرقتنا وأخذت الكثير منا، لم أعد أعلم شيئًا عن الأقارب البعيدين، فالحياة لم تكن رحيمة بنا، لكن هنالك وعد غير منطوق يجب ان تعلمه، عائلة هاياشي لا تتقاطع طرقها ولا تتداخل شؤون بعضها، انا فقط على تواصل مع عمك وابيـ..." وسمع صوت شخير جده
...
...
في صباح هادئ، تسللت أشعة الشمس من بين ستائر النافذة لتلقي بظلالها على وجه آريان، وقف الجد عند باب الغرفة، يبتسم بلطف وهو يراقب حفيده نائمًا بسلام، ببطء وحنان، تقدم الجد نحوه، ووضع يده برفق على كتف آريان، وهمس بصوت دافئ "استيقظ آريان، لدينا يوم مليء بالمغامرات بانتظارنا"

مغامرات؟ كان يأمل ألا يعلمه جده شيئا غريبا، مثل تحنيط الجثث

استيقظ آريان ببطء، فتح عينيه وتثاءب، ثم ابتسم عندما رأى جده يقف بجانبه، جلس في سريره واعتدل

"صباح الخير، جدي.. ما الذي سنفعله اليوم؟"

على أية حال، لا شك ان والده يموت قلقا وسياتي بسرعة البرق لاخذه

بدأ اليوم بإفطار لذيذة، حيث أعد الجد وجبة شهية تضمنت البيض المخفوق، والخبز المحمص، وعصير الليمون الطازج..

بعدها جلس آريان وجده في شرفة المنزل يلعبان الشطرنج، الهواء العليل يحمل معه رائحة الأزهار المتفتحة وأصوات الطبيعة البعيدة، مما يضفي على الجو سكينة وراحة

كان آريان يركز بتمعن على لوحة الشطرنج، محاولاً قراءة كل حركة يقوم بها جده، على الجانب الآخر، الجد، بابتسامة دافئة، يتابع حفيده وهو يفكر في حركته التالية

بدأت المباراة تأخذ منحى مثيرًا، إذ كانت كل خطوة من آريان تظهر ذكاءه وتفكيره الاستراتيجي، كان الجد يشعر بالفخر وهو يلاحظ قدرات حفيده وتفوقه

انا الشريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن