٢٣:خائف مني

332 45 24
                                    

داخل العرابة..

كان الاب والابن يقابلان بعضهما، اصر والده على ان يرتدي آريان ملابس اشتراها، قميص ابيض وبنطال اسود، ويجب الذكر، هذا من ابسط انواع الملابس التي إرتداها آريان على الاطلاق، كان والد آريان عادة يحب التباهي، ويرتدي ملابس فخمة، بها الكثير من الجواهر، لكن هذه المرة كان يرتدي ملابس قديمة، مغبرة

دون ذكر ان الطريق كان وعرا واصطدم راسه عدة مرات بزجاج النافذة، كما ان الخشب الذي يجلس عليه كان قاسيا، كان جدهم يعيش بقرية ريفية صغيرة، والطريق ليس اكثر من ثلاث ساعات، لكن ما المشكلة ان ياخذوا وسائل سفر اكثر راحة؟!

كان آريان ينظر من خلال النافذة، يحاول تهدأة والده

"ابي انظر الى تلك الاسماك، انها تقفز!"

زم آريان شفتيه بتوتر عندما لاحظ انه لا يوجد هنالك اسماك في النهر، ابتسم له والده بقلق

"أبي أليس الغروب جميلا؟"

كانت السماء حمراء.. تشبه سماء الكارثة

"أبي هل لديك اعمال؟ هل ستسافر قريبا مع امي؟ لا تقلق ساعتني بالمنزل في غيابك!"

كان والده لطيفا، وقد تفاعل مع اسئلة وكلام آريان وقد كان سعيدا لدرجة انه نسى قلقه

"أبي، أي نوع من الاشخاص هو جدي؟"

تجمد وجه والده، كانت اعينه العسلية تهتز، آخذ وقتا طويلا دون ان يجيب، او يتنفس

"أبي؟"

"اوه؟ جدك انه.. انه ذكي.. و وطيب القلب، تذكر ان لا تزعجه آريان، لا تكن صاخبا ولا تبتعد عني، حسنا؟"

"ساكون مطيعا لا تقلق ابي، لكن عليك لاحقا ان تكافئني وتشتري لي ثلاثة قطع من كعك محشو بالشوكولاتة!"

"ماذا؟ لا انت وآيلان تأكلان الكثير من الحلويات"

"إذن ساسيء التصرف وازعج جدي!"

عقد آريان يديه لصدره ونفخ وجنتيه بغضب، شحب وجه والده وامسك بكتفيه بقوة

"آريان إياك ان تزعجه.. إياك" كانت نبرته اقرب للصراخ، رمش آريان بهدوء، وعى والده انه انفعل كثيرا، عاد لمقعده وقال مع ضحكة محرجة

"اسف عزيزي ري، إذا كنت جيدا ساشتري لك كل ما تريده لاحقا"
...
...
توقفت العربة وقال السائق انهم وصلوا، ابتلع شين ريقه وخرج من العربة، ثم حمل آريان بين ذراعيه

"أبي انا كبير ويمكنني المشي وحدي" اشتكى آريان وضحك شين بتوتر، شد على جسده اكثر، وكانه يحميه "لا اريدك ان تقع وتتسخ، سنصل قريبا"

مشى شين على طريق طويل، مليء بالحصى والحجارة، وحوله اشجار ليمون مخضرة، زهورها بيضاء وارجوانية صغيرة، كانت الاشجار تتخللها اشعة الشمس قوية وتسقط على وجوههم، وهنالك اصوات زقزقة طيور من حولهم

انا الشريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن