انا الشرير

٢٦:لماذا ترتجف؟

إذن، لقد بدأت الكارثة بسبب اماني البشر؟

(آسف حفيدي الغالي، آسف آريان.. اظنني كنتُ وساكون جزءا من معاناتك المستمرة)

لسبب ما، شعر آريان وكأن جده موجود معه في هذه الغرفة، ويسمعه، لذا ابتسم بسخرية مريرة

"هل تظن الاعتذار كافياً، جدي؟"

كانت كلماته الحادة تعكس الضجر والإحباط العميق الذي كان يشعر به

"كيف تتمنى شيئا كهذا؟!" استمر بصوت مرتفع مليء بالإساءة "انت ليس لديك ادنى فكرة كم ان الكارثة مخيفة ومعرفة انك السبب..."

انحى على المكتب، وامسك خصلات شعره، يجرها بعنف، وتمتم بحزن مكبوت

"كيف لي ان اسامحك؟"

اهتز صوته، وكان مجروحا

"لماذا لم تواجهني بالحقيقة وانت قيد الحياة؟"

امال آريان راسه بعدم فهم، قرا الكلمات المكتوبة مجددا ولاحظ شيئا

(سليل الرياح، تاناكا نوزمي، تمنى ان ينقلب الصياد الى فريسة، وان تأكل الطيور البشر)

كان مسؤولا عن الموجة الاولى

(سليل الماء، ايشيكاوا نانامي، تمنى ان تغرق الارض ويرتفع المحيط)

كان مسؤولا عن الموجة الثانية

(سليل البرق، هامادا كيوسكي، تمنى ان تسحق الارض، كما يسحق البشر النمل)

كان مسؤولا عن الموجة الثالثة، حيث اتى الصخريون، وكانت في اعينهم شرارة كهربائية

(سليل القمر، كوجيما نوزومي، تمنى ان تغطي الظلمة والضباب، ويذهب النور)

كان مسؤولا عن الموجة الثالثة..

هذا يعني ان جده، سليل الشمس، هاياشي ساكاي، مسؤول عن الموجة الخامسة

(اعذرني، فلقد تمنيت ان يحترق هذا العالم..)

هل هذا يعني ان الوحوش القادمين لهم قوة تشبه قوة آيلان؟ مقاومة عالية للنيران، جسدهم يشتعل، ونيرانهم لا تنطفأ، كما ان لديهم خصائص الشمس، تجعل علاج الجروح صعبا

ستكون مواجهتم صعبة ومزعجة، لكن ان تعلم ما ستواجهه يختصر عليه الطريق، فكل ما عليه فعله لمواجهة الموجة الخامسة ان يتاكد من وجود اشخاص ذوي قدرة مائية او ثلجية في فريقه

إذا كانت كل عائلة مسؤولة عن موجة واحدة فقط، فماذا عن موجة السادسة والسابعة؟ ذكر الوحش الضبابي انه هنالك سبع مستويات، اي سبع موجات، لماذا لم يذكرهم جده شيئا عنهم؟ هل هذا كل ما يعرفه؟ او انه تعمد اخفاء المعلومات عنه؟

"هل علي ان اعود واساله..؟"

تساءل آريان ببرود، وبدا يفكر إذا ما كان الموضوع يستحق موته والعودة بالزمن، لكن ماذا لو كان هذا كل ما يعرفه جده؟ ألن يكون موته سدى ومضيعة؟
...
...
بعد سنة، في اروقة الأكاديمية، كان آريان يسير بتفكير مشغول، وفيما كان يتجه نحو الفصل لاحظ شقيقه آيلان وهو يسير بشكل متعثر، مغطى بكدمات ظاهرة على وجهه وذراعيه، بينما كانت مجموعة من الأطفال الآخرين يلاحقونه بنظرات عدائية وهم يركضون خلفه