انا الشرير

٣٤:نص خاطئ

طفل بالعاشرة من العمر لديه شعر اسود وكأن الحبر سقط عليه ولونه بلمعة زرقاء داكنة، خصلاته ناعمة يصل لذقنه مثل خيوط من الحرير، لم يحتوي على اي تعرجات او شعرة خارج المجموعة، ويبرز شعره الداكن بياض بشرته الشاحبة

اعين عسلية شفافة واسعة مع رموش طويلة، كان لديه نظرة لطيفة ودافئة توهمك بالبراءة، حواجب رقيقة وانف صغير، كما انه وجنتاه متوردتان بسبب الجو البارد، يغرق الجسد الصغير بالمعطف الابيض الواسع ويعطي انطباعا هشا ورقيقا

بقدر ما كان وجهه جميلا، كان قلبه قاسيا

اخبر آريان جده كل شيء مهم بوجه غير مبالي، من قدرته وكل الأحداث المستقبلية التي حصلت والتي ستحصل بشكل مختصر، وتقبل ساكاي على الفور كل ما قاله، استمع بهدوء لكل كلمة وحلل الوضع

نظر الجد لآريان بجدية، ثم اعاد بصره للعبة، وحرك قطعة الفيل على رقعة الشطرنج، عيناه كانت تضخ هالة باردة وضغط غير معتاد، قال بحواجب معقودة ونظرة مظلمة

"لقد تعاقدت مع الإيليف، وستسقط الملك، قمت باول خطوة وهي تغيير الراي العام ونظرة البشر للاشخاص الذين لديهم قوى خارقة، وبعد اختلال الوضع الاقتصادي ستكون الأكاديمية مثل الملجأ الذي يتمناه الجميع، بعدها ستصنع الحرب بين الممالك، وتجري بعض التجارب لصنع مهجنين.. كما ان هذا ليس كل شيء، انت تخبأ الكثير عني"

لم يبدي آريان اي ردة فعل، بالطبع لن يخبره بانه يخطط لقتل ابنه

توقف ساكاي عن الحديث قليلا، بعدها ابتسم بسخرية "على اية حال، يبدو ان خططك مكتملة بالفعل، اذن لماذا اتيت إلي؟ هل تطلب نصيحتي؟ او انك اتيت لاستعارة قوتي؟"

غرق آريان بالتفكير، اعين ساكاي الحادة والخطيرة تحثه على الاجابة، كان لا يضاهي اي شيء راه من قبل، بدت العيون الضيقة وكانها مستعدة للقتل، بوضوح لم يكن لديه اي عاطفة اتجاه حفيده، على الارجح كان غاضبا منه لاستعمال ابنه شين كاداة

لبعض الوقت فكر آريان بهدوء، ربما عليه الضغط على ساكاي، قد يكون هذا الحل الامثل

فجأة، ومن العدم، رن صوت في الجو

"اعذرني، ربما يمكنك العودة، لكنها حياتي الوحيدة ولن اسمح لك بتدميرها"

"اقطعوا ذراعه، وارموه في البحر"

"انت مغرور ومتكبر بنفسك، ربما بعد ان تُكسر اصابعك باستمرار على مر ثمانين عاما، سوف تستعيد رشدك"

ما هذا؟ تعرف آريان على الصوت، كانت النصوص تخص جده

ومضت اصوات ولمحات من الماضي او المستقبل في عقل آريان، كما لو كانت تحذيرا

اصبح المعطف الابيض على ظهر آريان مبللا وزجا بسبب العرق، كان لديه حدس يخبره انه إذا اجاب بشيء لم يعجبه، سيختفي من الوجود، كانت احدى اللحظات القليلة التي شعر بها آريان بالخوف فعلا