مدرسة المشاغبين😂🤫

138 13 10
                                    

فى ذلك الصرح الكبير في تلك المؤسسة
الراقية حيث يجتمع
العلم مع الأدب
الصغار والكبار
من طلاب ومعلمين
يجلس ذلك الشاب الوسيم ذو الشعر البنى الذى ينعكس عليه شعاع الشمس الخافت
ليجعله عسلى اللون
بملامحه الهادئة والجادة فى نفس الوقت
ينظر تارة للمدير وتارة أخرى لساعته الثمينة
فهى ما استطاع أخذه إلى ذلك المنزل
تهريبا من جده وجدته

المدير وهو ينظر لملف أمامه:انت متأكد إنها جاية يا استاذ أحمد
أحمد:لا طبعا يا فندم مش حضرتك بعتلها جواب من المدرسة مع الولد
المدير بتأكيد:أيوة بس ده اليوم الدراسي هينتهى خلاص و برده مجتش
أحمد بغيظ و بهمس:إن شاءالله عن أمها ما جت
المدير:بتقول حاجة
أحمد:لا أبدا يا فندم ده أنا بدعى توصل بالسلامة
المدير بمزاح:توصل؟ انت بتتكلم كده كإنك تعرفها أو شوفتها قبل كده 😂
أحمد عاقدا حاجبيه:شوفة سودة فوق دماغها في المستقبل العاجل إن شاءالله
المدير بعدم فهم:نعم
أحمد وهو يقف:مفيش يا فندم مفيش هو حضرتك مدقق في كل كلامى كده ليه
المدير باستغراب:مفيش أصل باين عليك مضايق كده ومش على طبيعتك يعنى
أحمد وهو ينظر تجاه شعاع الشمس:لا ولا حاجة أصل المدام معطلانا وانا مش فاضيلها طول النهار يعنى
المدير:إزاى يعنى ده انت بقالك ساعة وربع تقريبا قاعد في المكتب مستنيها وسايب حصصك من الصبح ومش راضى تشتغل وباين على الموضوع شاغلك أوى
أحمد مربعا يديه ببرود:ده عشان الولد على فكرة
المدير:وانا مقولتش غير كده
أحمد ببرود: حقيقى أم مهملة و فاشلة و مخوفة الولد ووهماه إن كل الناس وحشين ومؤذيين وممكن يعملوا فيه حاجة حاجة غبية شبهها
المدير:هو انت شوفتها قبل كده
أحمد بحزم:أيوة وبتسأل ليه حضرتك
المدير:أصلك مضايق منها جدا جدا
أحمد بتأكيد: على أخرى
المدير بعدم اهتمام:عموما احنا دورنا في المدرسة بنعمله أكتر من كده ملناش فيه هى بقى تعالجه متعالجوش هى حرة دى مش مسؤلي.........
أحمد وهو يشد منه ملف يزن فجأة:مفهوم مفهوم...هات كده
المدير وهو ينظر له باستغراب فجأة:فيه إيه
أحمد وهو يرحل:ملكش دعوة...قصدى حضرتك ملكش دعوة أصل دى مش مسؤلية المدرسة
ثم خرج وأغلق الباب بحدة في وجه ذلك الرجل الكبير الغير مسؤول
و ذهب إلى حديقة المدرسة ينظر في الفراغ
لقد نظر في الفراغ طويلا
إلى أن طفح به الكيل من تلك المهملة المستفزة و قرر الاتصال بها من خلال الرقم المدون فى ملف يزن
أحمد ببرود ممسكا بالهاتف:ألو
شخص ما:أيوة يا فندم
أحمد:مدام زفت مروة فين
الشخص بنبرة مستغربة:نعم
أحمد بغضب:انت هتحقق معايا بقولك أستاذة مروة فين
الشخص:إيه الأسلوب اللى بتتكلم بيه ده
أحمد بغضب: بقولك ايه لخص معايا و جيب من الآخر وإديلها التليفون بدل م......
مروة وهى تجيب:بدل ما إيه
أحمد ببرود قاتل:مش حضرتك جايلك استدعاء من المدرسة مجتيش ليه
مروة بتكبر: حضرتك بنى آدم وقح ولسانك طويل وقليل الأدب والاستدعا بتاعكوا ده تبله و تشرب مايته
أحمد رافعا حاجبه وراددا بوقاحة:هو لو على الوقاحة فانتى مسمعتيش ولو على الاستدعا دى شكليات متهمنيش انا أعرف أجيبك بطريقتى
مروة بغيظ:انت بجد.....
أحمد بنبرة مقصودة:ولو على قلة الأدب فانتى مشو......
و فوجئ أحمد في التو واللحظة أن تلك الغريبة أغلقت الهاتف في وجهه
أحمد ضاحكا: يا بنت المجانين ماشى طب انا بقى قاعدلك وأما نشوف انا ولا انتى 😂
ثم غير ملامح وجهه إلى البرود مرة أخرى في انفصام غريب
جلس أحمد مع حارس الأمن و يزن بعد ميعاد المدرسة فبالتأكيد ستأتى تلك المبجلة لتأخذ ذلك الطفل الذى ينتظرها
أحمد وهو يكلم يزن:هى ماما هتيجى تاخدك مش كده يا حبيبي
يزن بتلعثم:أيوة يا م...مستر...هى...هى هتيجى صح
أحمد ببسمة:أكيد طبعا يا يزن ماما بتحبك وأكيد مش هتسيبك أبدا
يزن باطمئنان:أيوة هى بتحبنى
أحمد بمشاكسة:طب انت بتحبها أكتر ولا بابا
يزن برعشة و تردد:ب... بابا..انا...انا بخاف منه انا بحب مامى بس
أحمد وهو يحتضنه:اهدى يا حبيبي...
ثم أخرجه من أحضانه ونظر لعينيه الخائفتين:قولى يا يزن انت مش بتشوف بابى
يزن وهو يضع اصبعه ناحية شفتيه بتردد:ب...بابى...لا لا انا مش عاوز أشوفه
أحمد:ليه يا يزن
يزن بصوت طفولى خائف:مامى بتقولى إنه وحش و يخوف وكان بيضربها ولو شافنى ممكن ياخدنى بعيد من هنا
أحمد بغضب:مامى هى اللى قالتلك كل ده
يزن بصوت متردد:أيوة
أحمد للأمن:ممعكش سلك مأشة بلح
الأمن:إيه
أحمد وهو ينظر في الفراغ:طب ممعكش بيرسول
الامن وهو يبحث:أشوفلك بس عاوزه في ايه يا استاذ أحمد
أحمد: بقولك بيرسول هكون عاوزه في ايه هدهنبه الشقة ولا هطلعبه الدور التانى
الأمن:ها
احمد فى نفسه:جموسة زى اللى موقفك هنا
ثم إلتقط فرع شجرة من على الأرض فنظر له يزن بخوف يشوبه استغراب هو و رجل الأمن
أحمد في نفسه بتوعد:حلو البتاع ده هلسوعها بيه...ده أخرها معايا
يزن وهو يمسك قدم أحمد:هو.. هو حضرتك..عاوز من مامى حاجة
أحمد: لا يا حبيبي
يزن:طيب حضرتك مستنى أخوك يروحك
أحمد ببسمة:لا انا هروح مشى عشان هشترى حاجات
يزن ببراءة:حاجات لابنك
أحمد ببسمة:انا معنديش ولاد يا يزون
يزن وهو يحتضنه فجأة: خلاص انا هقولك يا بابى عشان يبقى عندك ولاد زى مامى كده
أحمد وهو يحتضنه وعلى وجهه نظرة حيرة واستغراب:انت طيب أوى يا يزن وانا بحبك
يزن بفرحة:وانت كمان طيب أوى عشان هتشترى حاجات حلوة للناس وانت مروح
أحمد ببسمة وهو يمسك يده:طيب تيجى أشتريلك حاجة حلوة
يزن بفرحة:ماشى...بس مامى
أحمد بهمس: هنروح ونيجى بسرعة قبل ما العقربة...قصدى مامى تشوفنا
يزن بهمس:بس هنرجع بسرعة
أحمد:أيوة
يزن وهو ينظر للأمن:و محدش هيقول علينا لمامى
أحمد بنظرة غامضة:عييييب ده سر
يزن🤫:أيوة سيكريت عشان مامى متسمعناش
وبالفعل أخذه أحمد وتوجه نحو سوبر ماركت ليشترى له بعض الأشياء
بينما ينادى عليهم رجل الأمن ولا يعلم
إلى أين ذهبوا وكيف تجرأ يزن ذلك الطفل الخائف و ذهب مع أحمد
ليتفاجئ بعد برهة ليست بالطويلة بتلك التي تقف أمامه بكل كبرياء لتأخذ طفلها
مروة بصوت متعجرف:فين الولد
الأمن بارتباك: معرفش والله يا مدام
مروة بإنفعال:انت عبيط ولا بتستعبط فين الولد
الأمن وهو ينظر في كل مكان حوله:مش عارف والله
مروة وهى تخلع كعبها:لا اسمعنى بقى انت كلك على بعضك كده انت والمدرسة والمدير بالجنينة الحلوة ممكن أولع فيكوا بجد عادى جدا انت متعرفنيش
الأمن وهو يتراجع:اهدى حضرتك وإلبسى الجزمة كده.......
مروة وهى تقترب بشر:الجزمة دى هتبقى في دماغك لو مقولتليش وديت ابنى فين
الأمن وهو يرفع يديه أمام وجهه مدافعا:هو راح مع استاذ أحمد بس معرفش راح فين
مروة بدهشة وهى تنزل حذائها على الأرض ببطئ: استاذ أحمد ؟
الأمن:أيوة يا مدام
مروة بإنفعال مرة أخرى: استاذ أحمد مين يا مجنون ازاي تسيب ابنى مع أى حد كده
الأمن:اهدى يا مدام بس ده الأستاذ اللى كان هيروحه المرة اللى فاتت و حضرتك عملتى مشكلة معاه
مروة بتعالى:اه قولتيلى عموما انا معرفش الأشكال دى ولا آخد بالى أصلا
الأمن في همس:باين عليكى ولية مجنونه
مروة بشر:بتقول ايه
الأمن:ولا حاجة يا فندم انا بقول بس تلاقيهم بيجيبوا حاجة من هنا ولا هنا و جايين على طول
مروة وهى تشده من ياقته بعنف:انت مجنون أستنى مين انا ابنى مخطوف عاوزنى أستنى اللى خطفه يزهق و يرجعهولى انا لازم أبلغ حالا
الأمن وهو يتحرر منها: يا مدام استاذ أحمد راجل محترم جدا ومن عيلة كبيرة ميصح......
مروة وهى تضربه بوكس في وجهه:وهبلغ عنك انت كمان ايه رأيك بقى
الأمن وهو يمسك وجهه بألم:انا كان مالى ومال الشغلانة دى بس يا رب ما أنا كنت بياع سريح وفل يا هانم ورد يا بيه إلهى تتجوزوا وتتحرقوا يا رب... الظاهر كانوا بيدعوا عليا باين
فقامت مروة بضربه بوكس على الجانب الآخر من وجهه
الأمن وهو يمسك الجانب الآخر بنبرة باكية: يا حبيبتي يامااااا انا عايز أروح لمامى
مروة وهى تسحله في الشارع من قدمه:انطق شريكك في الجريمة ودى ابنى فين
الأمن وهو يمسك في شجرة ما: ياماااااااااا إلحقونااااااى يا ناس الولية السحلية بتسحلنااااااااى
مروة وهى تدنو لمستواه:هتقول يزن فين وإلا هخليك تحفر قبرك بإيدك
الأمن ممسكا بالشجرة:هتموتناااااااااااى يا عالم يا هو
مروة وهى تنظر له بملابسه المتسخة وشعره المنكوش:كده يعنى
الأمن وهو يستغل الفرصة ويصعد على الشجرة: الحمدلله الحمدلله ربنا نجانى
مروة متخصرة:انزل هنا يا كلب انت فكرك مش هعرف أوصلك
الأمن:ليه... ليه يا ولية كده سيبينى في حالى أبوس كعب جزمتك
مروة وهى تلقى عليه طوب صغير:انزل يا مهمش يا حيوان يا خاطف الأطفال
الأمن:لا مش نازل عاوزانى أنزل عشان تموتينى ليه أهبل أنا ومش فاهم
مروة صارخة وهى تمسك ملابسها بإنفعال:شوفلى البنى آدم اللى أخد منى ابنى ده فين حالا وإلا بجد هموتك وانا مش بهزر هروح أعمل محضر و هجيب رجلك
الامن متخصرا:رجلى ومالها رجلى يا ولية طمعانة فيها ليه...ما تهدى كده و سيبينى أروح لأمى الحاجة يسترك ما يفضحك
مروة وهى تشمر لتتسلق الشجرة:ولااااااااااا
الأمن وهو ينظر حوله و يتراجع: يا لهوى الولية مسعورة...ياما ياما إلحقينى يا ما
الأمن بتراجع: خلاص خلاص انا هكلمهولك
مروة وهى تلقى عليه بعض الأحجار: وأما تعرف تكلمه ساكت من ساعتها ليه يا حيوان
الأمن وهو يحك رأسه:أصل الصراحة الأستاذ أحمد زيرو حداشر وأنا مستخسر الرص....اه
فى ذلك الوقت شدته مروة من قدمه ليقع متأوها على الأرض
مروة وهى تقترب منه:زيرو إيه حداشر ده أنا اللى هخليك زيرو تلاتاشر الوقتى لو مكلمتهوش حالا
الأمن وهو يستند على الشجرة وهو جالس على الأرض بتعب وملابسه متسخة جدا ووجه أحمر من الضرب واضعا الهاتف على أذنه:ألو...ألو...إلحقنى يا استاذ أحمد...ايه أيوة انا بموت....اه والله وانا هكذب عليك ليه.... بقولك إلحقنى بدل ما تودع جثمانى وأبقى شهيد في ايد الولية دى...ايه الواد...الواد ده ترجعه حالا وبعد كده معتش تاخد ولاد الناس متسحلناش معاك أبوس ايدك
الأمن وهو يشاور على زجاجة ماء من بعيد:ها...هاتيلى الماية اللى هناك دى أبوس صوابع رجليكى
مروة:لا مفيش ماية لحد ما ابنى يرجعلى
الأمن بانفعال:يا ولية بقولك عطشان هموت
مروة بغضب شديد:اخرس خالص يا حرامى.....ايه عاوز تسهينى وتهرب
أحمد قادما من بعيد وهو يشاور على رجل الأمن:وهو ده منظر واحد عايش عشان يهرب أساسا
مروة مربعة يديها:نعم
أحمد ببرود:نعم ايه انتى عملتى إيه في الراجل يا مجرمة
الأمن بتعب:دى سحلتنى يا استاذ أحمد
مروة لأحمد بتحدى:أيوة ومسحت بيه بلاط الشارع كمان وممكن أعمل أى حاجة عشان خاطر ابنى
ثم شدت يد يزن:تعالى هنا يا يزن
أحمد بهدوء:براحة على الولد و سبيه في العربية عشان مينفعش الكلام ده يكون قدامه كده
مروة بانفعال شديد:انت مالك... مالك بيا انا وابنى انا حرة أربيه بالطريقة اللى تعجبنى انت مين انت أساسا عشان تدخل في حياتى كده
ثم نظرت ليزن:انت ازاى تروح مع حد غريب وتخليه يجبلك الحاجات دى انت مش عارف إنه ممكن يخطفك ويعذ......
أحمد آخذا يد يزن الخائف للغاية:انتى مجنونة ازاى تقولى لطفل صغير في تانية ابتدائي الكلام ده
مروة بغيظ كبير جدا:بقولك ملكش دعوة
أحمد للأمن:خد الولد على عربية الهانم
الأمن وهو يقوم بصعوبة: يا رب يا معين... تعالى يا حبيبي
يزن وهو ينظر لوالدته ببراءة:أروح يا مامى؟
مروة بغضب:روح يا يزن بس انا زعلانة منك ومش هكلمك تانى
يزن بدموع في عينيه:انا آسف يا مامى معتش هعمل كده تانى
مروة بغضب:لا مش قايلة اعتذارك ويالا على العربية عشان هنروح
يزن ببكاء:مامى
مروة بصراخ:قولتلك على العربية يالا
فمشى الطفل مع الأمن للسيارة بينما ينظر أحمد لها بنظرة أحست منها أنه يود قتلها في الحال
مروة:وانت ب.......
أحمد بحزم شديد:اسمعينى انتى يا أستاذة ولا مدام عشان مش هعيد كلامى تانى لإنه لو اتعاد هيكون بطريقة تانية ومش هتعجبك
مروة وهى ترحل:انا مش عاوزة أسمع منك حاجة
أحمد وهو يقف أمامها:استنى هنا
مروة بانفعال:عاوز إيه
أحمد وهو ينظر في عينيها:انتى ام فاشلة مهملة و لسانك طويل وبتربى ابنك تربية زفت فوق دماغ اللى جابوكى ده منظر أم...ده ام أربعة وأربعين فيها حنية أكتر منك شيخة ولابسالى الكعب وعاملة نفسك شيك وانتى متستهليش يكون عندك عيال من الأساس
مروة بدهشة:ها
أحمد:ها ايه هو انا بكلم ايطالى انتى مالك مسهمة كده ومصدومة بقولهالك للمرة المليون انتى متستحقيش تكونى ام أصلا
مروة بغضب وهى تلوح في وجهه:وانت مالك ومالى انا أعامل ابنى زى ما انا عاوزة انا حرة وكلامك ده كله ملوش قيمة عندى
أحمد ببرود:طب أصدمك بقى ابنك مريض نفسي يا أستاذة
مروة:نعم
أحمد:أيوة ابنك متشخص مريض رهاب اجتماعى و ممكن يدخل في أى لحظة في حالة اكتئاب انتى متخيلة طفل في السن ده يحصله كل ده ومن ورا واحدة زيك مبتفهمش حاجة في التربية و فاشلة و مش عارفه تتعامل مع ابنها
مروة بصراخ:انا ابنى معندوش الكلام ده انت بنى آدم مجنون
أحمد:لا عنده والدكتور شخصه بنفسه وهيتعالج يعنى هيتعالج بمزاجك أو غصب عنك
مروة مقتربة منه بتحدى:عند ماما سامع
أحمد مقتربا اكثر: عند أمك انتى
مروة وهى تبتعد بارتباك واضح:انت قليل الأدب إزاى تقرب منى كده
أحمد مقتربا منها و ناظرا في عينيها:بعد كده اما أطلبك في التليفون تردى بأدب يا أم لسان طويل سامعة بدل ما أوريكى قلة أدبى بجد
مروة وهى تصفعه:سافل
ثم رحلت وبقى ينظر في أثرها
ويفكر بشرود يا إلهى ما تلك المرأة وكيف يكون لها لسان بذلك الطول وكلامها بذلك الاستفزاز
نعم هى استفزته بشدة رغم أنه بارد كالثلج وهادئ طوال الوقت لا يستطيع أى أحد ممن حوله أن يؤثر عليه أو يستفزه بتلك الطريقة
إلى أن وجد رجل الأمن واقفا بجانبه بكل بهدلة وابتسامه عريضة
الامن ببسمة عريضة: الحمدلله مشيت💖
أحمد وهو يدفعه بيده في وجهه:طب غووور
الأمن:إيه
أحمد: بقولك غور
الامن وهو يمسك أذنه:بتقول ايه يا استاذ أحمد على صوتك
أحمد:يخربيتها هى طرشتك ولا إيه
الأمن بصوت عالى جدا:بتقووووول ايييييييه
أحمد:أبو أووووووومك
الأمن وهو يضع يده على أذنه:مش ساااااامع انت بتشكرنى
أحمد وهو يكلمه في أذنه: بقولك غووووووور يا جاموسة يا ابن الجاموسة
الأمن ببسمة عريضة:لا شكر على واجب يا بيه
احمد وهو يدفعه ويذهب:ديب ياكلك
الامن من بعيد ملوحا بابتسامة:مع السلامة خلى بالك من نفسك
أحمد وهو يرحل:استغفر الله العظيم يا رب
.......................................................................
فى صرح تعليمي آخر يبعد عن تلك المؤسسة
فى الجامعة
تحديدا في مكتبة الجامعة يجلس ذلك الشاب الشارد
ذو العيون الرمادية وهيئته الرياضية وطوله المناسب بتيشيرته الذى يتماثل مع لون عينيه ممسكا بكتاب لا يعرف
عن ماذا يتحدث أصلا
وهل هذا وجهه أم ظهره
ممسكا بنظارته الشمسية يعض عليها في فمه
بشروووود
يفكر في أعمال جده يعلم أنه لا يحب مجال دراسته لكنه بارع للغاية في ذلك المجال
بشهادة أساتذته في الجامعة و مدربيه في الشركات التى كان يعمل فيها في فترات إجازته على سبيل التدريب
هو يحب المزاح ولكن ليس في العمل
خصوصا انه يود اثبات نفسه
أمام جده ليتميز عن ابن عمته ذلك المدعو مراد وابن عمه ذلك المدعو خالد
مازن وهو يتحدث مع نفسه:أكيد أكيد انا أحسن من مراد وخالد أيوة انا قمر وعارف نفسى كويس في البيزنس بس ممكن أثبت نفسى إزاى بقى
ثم ترك من يده النظارة الشمسية ونظر بعيدا:أيوة لقيتها لازم أجيب فكرة جديدة أطور بيها المصنع والأجهزة و ممكن نزود العمالة كمان بس دى لازمها رسمة على تقيل ودراسة جدوى وتحديد نسبة النجاح والخسارة هو هتعب وهسهر شوية بس اشطا مفيش مشكلة أكيد مش هسيب الفرصة دى خصوصا إن مراد بيدير شركة باباه وعنده خبرة وخالد أقذر من كده مفيش وممكن يوصل بأى طريقة يعنى الطريق فيه خوازيق...قصدى يعنى صعوبات ولازم الواحد يتجهزله كويس
وإن شاءالله أول ما انجح همحيهم من ذاكرتى وأذلهم خصوصا بقى الواد أحمد عشان مش مخلينى أرش من برفانه ايه يعنى جايب برفان بستة عشر تلاف جنيه مستخسره فيا ليه اكمنى يعنى كسرتيله ازازتين قبل كده جته نيلة وهو بخيل جلده ويا سلام بقى لما ربنا يكرمنى كده وأبطل أمرش رجلين حتشبسوت اللى من ايام خلق الدنيا دى وأتحرر من العبودية ده الصابون اللى بييجى في عينى والماية والملح خلونى زى الفسيخة اللى صلاحيتها مناسبة للاستهلاك الكلابي يااااه أحلام.....
ثم نظر في هاتفه ليرى الساعة
مازن في نفسه: يا ترى فين البت ام ماتور مبيفصلش دى ده أنا مستنيها بقالى نص ساعة  طب والله لأسميها ام زور ده ولا صوت القاهرة أعوذ بالله
................................................
أما عن ندى اللى كانت واقفة بتودع صاحبتها بعد المحاضره بنص ساعة وبتكلموا في أى كلام ملهوش لأزمة
ففى الوقت ده رن عليها رقم غريب
كارما:ايه يا ندى ما تردى الفون بيرن بقاله ساعة
ندى:ولا يهمك متشغليش بالك ده رقم غريب وانا مبردش على ارقام غريبة
كارما:آه...طب ما تردى وخلاص لو لقتيه حد غريب أو رخم وكده اعمليله بلوك وخلاص
ندى:لا انا متعودة على كده بابا دايما يقولى مترديش على الارقام الغريبة وانا بصراحه شايفة انه عنده حق بلا وجع دماغ
كارما:بصى هو كلام أونكل صح بس ده بيرن كتير دى رابع مرة ولا خامس مرة يعنى ممكن يكون فيه حد عارفك ولا حاجة مهمة ولا حاجة
ندى:فكك يا كارما بلا قلبة دماغ على الفاضى وبعدين افرضى طلع راجل بيعاكس انا مش ناقصة
كارما:انتى حولة يا بنتى ما فيه اختراع اسمه زفت نعمله بلوك
ندى: بقولك ايه ما تفكك انتى وتعمليلى بلوك وتريحى😂
كارما:اسكتى شكلى هعملها بجد انا مش عارفة صحوبية ايه المهببة دى أصلا
ندى:فوق دماغك يا حبيبتي
كارما:ها ها ها ظريفة أوى
ندى:لا بقولك ايه فكك الساعة لسه مجتش ١٢ الضهر كفاية عليا الشفت المسائى بتاعك بالليل
كارما:أعملك ايه بقى يا ندى ما أنا خطيبى مسافر ومش لاقية حد انكد عليه
ندى:اه تقومى تطلعى نكدك عليا
كارما:الله مش انتى صاحبتى
ندى وهى تضربها على رأسها:أيوة صاحبتك مش جوزك متجننيش
كارما:طب ايه مش هتروحى
ندى:لا هروح بس هفوت على مازن أخويا عشان نروح مع بعض
كارما:اخوكى مين يا بنتى اللى طلعلك فجأة ده
ندى:اديكى قولتى طلعلى فجأة بس أخويا بقى اعمله ايه
كارما وهى تنظر في ساعتها:طيب يا حبيبتي طريقك اخضر بقى مع السلامة
ندى:مع السلامة يا أختى....طريقى أخضر؟ وخطيبها بس اللى ليه الكلام الحلو وتيجى تنكد عليا بالليل يالا كله عندك يا رب
ندى وهى ترحل رن هاتفها
ندى وهى تنظر إلى الهاتف: دى رنا يا ترى عاوزة ايه
ألو....أيوة يا رنون....فى الكافتريا...طيب طيب هستناكى يا روحى
وبعد ذلك ذهبت ندى إلى الكافاتريا متجاهلة مازن تماما😂
وصلت ندى وطلبت مشروب ما وانتظرت رنا ما يقرب من التلت ساعة لكنها لم تأت
فقررت الرحيل
وعندما همت بالوقوف فاجأها ذلك الذى يدعى فايز بوقوفه في وجهها
فايز ببسمة جانبية: مبتروديش عليا ليه
ندى رافعة حاجبها:نعم
فايز ممسكا هاتفها بجرأة:تليفونك...ابقى ردى عليه
ندى وهى تشد هاتفها:انت واحد جرئ و قليل الأدب
فايز وهو ينظر برأسه لأسفل بضحكة ثم يرفع رأسه مرة أخرى: حاجة شبه كده
ندى وهى تبتعد عنه: بقولك ايه ابعد عنى واعمل حدود كده وإلا مش هتعرف انا هعمل فيك ايه
فايز وهو يجلس بكل روقان وينظر لها:انتى فاهمانى غلط ليه انا بحب أهزر مش أكتر
ندى:انت عاوز ايه يعنى
فايز وهو يستند على كفى يده وينظر لها من أسفل إلى أعلى:انا بحاول بس نكون اصدقاء مش أكتر
ندى بعدم تصديق:والله؟
فايز:اه والله
ندى وهى ترحل:طيب عن اذنك بقى عشان ابن عمى مستنينى ولازم أمشى 
فايز وهو ينظر لها وهى ترحل:ندى...حلو ده
ثم رن هاتفه ليعلن عن رنا
تلك التى عطلها بحجج واهية حتى يذهب ويقابل رنا.............
................................................................

"اللى ربى بتاع مربى" 😉🙄حيث تعيش القصص. اكتشف الآن