Chapter thirty-seven

7.4K 547 111
                                    

              

            ••••••••••••••••••••••••••••••••

ألم يحن الوقت بعد، فكرت بهذا تاتيانا أثناء نظرها الى ساعة يدها، تبقت دقيقة واحدة قبل أن تدق الساعة العاشرة وهي لا تزال الى الان تقف بالقرب من والدها في منتصف قاعة الرقص الخالية.. 

لقد غادرت جميع النساء قبل وقت قصير و انسحب الرجال بدورهم أيضاً الى مكان آخر و لم يتبقى في المكان سوى والدها الذي طلب منها أن تقف معه لبعض الوقت.. 

أشارت الساعة في يدها الى العاشرة مما دفعها لتنظر الى خوسيه بقليل من الضجر قبل ان تفتح فمها من أجل سؤاله عن سبب وقوفهم هنا و قبل ان تتكلم بحرف واحد وضع خوسيه يده على ضهرها بخفة قبل أن يتكلم بصوت غامض.. 

"هيا بنا، لقد حان الوقت.." 

تجاهلت تاتيانا الرعشة التي أصابتها قبل أن تترك والدها يقودها نحو مقر المجلس. في أثناء تقدمها لاحظت ان المكان اصبح خالي و لا يسمع فيه اي صوت فقط الأصوات القادمة من كعبها وهي تطرق الأرضية الرخامية بهدوء.. 

لقد تفاجأت عندما علمت بان قاعة المجلس تتواجد في داخل الفندق و لكن بعد أن دخلت له و رأت المساحة الشاسعة في داخله و الاجراءات الأمنية المشددة حوله تيقنت بأنه المكان المناسب.. 

من قد يفكر بأن فندق ستانلو العالمي قد يكون مركزاً لإجتماع قادة المافيا المكسيكية.. حسب ما أخبرها به خوسيه بان قاعة الاجتماعات كانت متواجدة قبل المجلس و من اجل إبعاد الشبهات قاموا بتحويلها الى فندق يضم اغلب المهرجانات العالمية من اجل اخفاء حقيقته 

بعد أن تجاوزت عدة قاعات برفقة والدها توقفت أخيراً امام لوحة جدارية ضخمة تحتل مساحة كبيرة من الحائط أمامها.. 
تمعنت في النظر الى اللوحة جيداً.. 

كانت اللوحة تظهر مشهداً قاتماً، يصور ما أعقب معركة شرسة.. في الوسط يقف رجل وحيد غارق في الدماء، التي ترمز إلى ثمن الصراع، وضعيته هي وضعية الارهاق و العزم بينما يغرس سيفه في الأرض، دلالة على نهاية القتال، يرفع بصره الى الاعلى، ربما نحو السماء، مما ينقل شعوراً بالتأمل أو الحزن أو الصلاة الصامتة من أجل السلام.. 

كان يحيط بالمقاتل تناقض صارخ، و شهادة قاتمة على الدمار الذي خلفته المعركة، فالأرض مليئة بجثث المحاربين الذين سقطوا، واجسادهم بلا حياة ممددة في أوضاع مختلفة تدل على الهزيمة.. 

لقد تم رسم المشهد بتفاصيل دقيقة، مما يعكس الوحشية و الفوضى التي حدثت للتو. كما ان الدماء  التي تغطي الرجل كانت تلطخ الأرض من حوله و هي دليل حي بتكلفة الصراع.. 

"الموقف الأخير.." 

أخرجها من تأملها صوت خوسيه مما دفعها لابعاد نظراتها عن اللوحة قليلاً قبل ان تلمح الاسم الذي أخبرها به والدها للتو.. 

••ماريو••حيث تعيش القصص. اكتشف الآن