••ماريو••

Chapter fifteen

                   •••••••••••••••••••••••••

كان الظلام حالكاً مع توسط القمر في منتصف السماء  ولا يوجد ما يثير الريبة في المكان لكن قطع هذه الهدوء صوت عجلات بعض السيارات وهي تتقدم في اتجاه الغابة.. 

كانت أربع سيارات سوداء مظللة لا يمكن رؤية ما في داخلها تسير بخط منظم وبسرعة ثابتة تقطع الطريق الرئيسي وتدخل في داخل حدود إحدى الغابات الاستوائية في المكسيك. 

توقفت أخيراً واحدة تلوى الأخرى في خط مستقيم على جانب الطريق الترابي تقوم بتشغيل المصابيح الامامية لها.. أصبحت الاضاءة قوية في المكان قبل أن يترجل خوسيه من إحداها يأمر رجاله بإخراج الخونة من الداخل.. 

فُتحت جميع أبواب السيارات ليخرج منها إثنا عشر رجلاً تم تقيّدهم مع  إغلاق أعينهم و وضع شريط لاصق على أفواههم يمنعهم من الكلام.. تم إجبارهم على التقدم إلى الأمام والوقوف أمام خوسيه الذي كان ينظر لهم بابتسامته المجنونة. تباً لا يطيق صبراً حتى يطلق صراحهم.. 

أشار لرجاله من أجل تحريرهم وفك قيودهم.. في بادئ الأمر شعر الجميع بالخوف وعدم التصديق بأنهم أحرار و أخيراً.. لكن بعد قليل من الوقت قاموا بإزالة الأكياس التي كانت تغطي رؤوسهم مع الشريط اللاصق.. 

لكنهم توقفوا عن ما كانوا يفعلوه  بصدمة عندما رأوا من كان يقف أمامهم تباً هل المختل خوسيه بذاته من سوف يقوم بقتلهم اليوم بسبب ما فعلوه.. 

لقد كان الجميع هنا مشترك في أمر واحد وهو الخيانة والعقاب الوحيد هو الموت.. إن كنت تريد العيش في المكسيك فيجب عليك إتباع قاعدتين مهمتين وهما.. الاولى لا تعبث مع عائلة دي كارديناس لانك سوف تموت والثانية لا تعبث مع مجنون عائلة دي كارديناس لأنك سوف تتمنى الموت.. 

وهم الآن خالفوا القاعدتين لذا الموت لن يكون كافي من أجل تهدئة غضب هذا الرجل الذي ينظر لهم بابتسامته المميتة التي جعلتهم يتمنون الموت في الحال  أفضل من البقاء برفقته.. 

" هل كانت الرحلة جيدة أيها الأوغاد؟ أتمنى ألا تكونوا قد استمتعتم بها.. " 

تصلب الجميع عند كلامه  لقد كانت الإشاعات التي سمعوها  صحيحة .. إن كلام خوسيه فقط من  يجلب الرعب لهم وليست تصرفاته الغريبة .. 

بدأ يتحرك أمامهم ذهاباً وإياباً في حركات عشوائية كأنه واقع في مشكلة ويبحث عن حل لها وهو في الحقيقة كذلك.. إنه لا يعلم ما هي الطريقة المناسبة من أجل إخبارهم بأنه قد عفى عنهم و يستطيعون الذهاب الآن دون جعله يبدو بمظهر ملاك الرحمة.. 

ولكن و في لحضة واحدة توقف في مكانه بصدمة كأنه وجد الطريقة.. نعم ملاك الرحمة، سوف يكون ملاك الرحمة اليوم  سوف يعفو عن  هؤلاء الاوغاد ويعود من أجل إخبار أميرته بذلك.. نعم، سوف يكون لديه قصة جديدة ليرويها لها الليلة..