•••••••••••••••••••••••••••
" ماذا سوف تفعلين الآن.. هل تريدين العودة الى موسكو؟."
تكلم ديڤيد يُعيدني الى الواقع، بعد أن كنت مستغرقة في النظر إلى الخارج من خلال نافذة السيارة.. كنا في طريقنا من أجل العودة إلى الفندق.. كان الوقت باكراً جداً الآن،وأنا لم أنم طوال الليلة الماضية.. لم أجبه بل واصلت النظر إلى الشوارع المزدحمة بالسيارات، والباعة المتجولين.. لكن ما أثار فضولي و استيائي أيضاً هو رؤية بعض الأطفال الصغار يتجولون بين السيارات. يحاولون أن يبيعوا بعض من المناديل الورقية او بعض الأزهار. وبعضهم يقومون بمسح زجاج السيارات من الخارج…
لم يكن هذا المنظر غريباً بالنسبة لي.. فهناك الكثير من الأطفال أيضاً في روسيا يعملون في الشوارع.. لكنني لا أستطيع أن أرى هذا ولا أقوم بفعل شيئاً لمساعدتهم.. طلبت من ديڤ أن يقوم بإيقاف السيارة على جانب الطريق.. فامتثل لطلبي دون أن يسأل لماذا.. هذا هو ديڤيد يفعل ما أقوله له دون أن يفكر بالأمر حتى.. لن أستغرب الآن إن قلت له إرمي نفسك من السيارة.. سيفعلها المجنون بعد أن يتأكد من سلامتي
ناديت على أحد الأطفال فأتت على الفور.. كانت فتاة صغيرة يبدو أنها في الثامنة أو التاسعة من العمر.. كانت ترتدي فستان يبدو أن صلاحيته قد إنتهت قبل ولادتي.. ابتسمت لها وأنا أقوم بخلع النظارة وأضعها فوق رأسي..
" هل تريدين بعض الأزهار سيدتي.. إنها أفضل من الأزهار هنا لن تجديها في مكان آخر".
" نعم أريدها كلها.."
رأيت ابتسامتها تتسع وتملئ وجهها بالكامل.. " لكن قبل هذا أخبريني أيتها الجميلة ما هو أسمك.. "
تكلمت باللغة الإسبانية لكي تستطيع أن تفهم كلامي.. كنت أُجيد عدد قليل من اللغات ومن حسن حظي أن الإسبانية واحدة منها..
" فالنتينا".
أخذتُ الزهور منها و استنشقتها بعمق.. " رائحة هذه الزهور جميلة جداً، لكن إسمكِ أجمل.. "ابتسمت الفتاة أكثر.. أشرت إلى ديڤ أن يعطيها المال.. فأخرج محفظته على الفور، وسلمها ضعف المبلغ الذي طلبته لا بل أضعاف مضاعفة.. نظرت الفتاة الصغيرة إلى الأموال التي في يدها بعدم تصديق.. رفعت رأسها ونظرت لنا بصدمة.. لم تستطع التكلم للوهلة الاولى، ولكن بعد قليل من الوقت رأيت الدموع تتساقط من عينيها بفرح، فمسحتها على الفور قبل أن تقترب من النافذة وتقبلني على خدي بسرعة أثناء شكرها لي…
بعد رحيل الفتاة شعرت بمشاعر جميلة تتحرك في داخلي.. استطاعت هذه الفتاة أن تغير مزاجي المتعكر بسهولة.. فأردتُ أن أفعل المزيد لكي أنسى الأفكار السوداء التي تحثني على فعلها…
كان جانبي الإنساني يحثني دائماًعلى مساعدة الناس..أنا متأكدة بأنني قد ورثتُ هذا عن أمي فهي كانت إمرأة لطيفة تساعد المحتاجين دائماً.. من يرى أفعالي السوداء لن يصدق بأنني قد أقوم بمساعدة الأطفال، لكن هذه هي أنا بجانبين.. الأول سيئ قد يقتلك على الفور.. والثاني لطيف يعانقكَ إذا جعلته يبتسم…
أنت تقرأ
••ماريو••
Actionهي تعيش في عالم الشهرة و الأموال، مغنية مشهورة.. تتغير حياتها عندما تعلم أي مختل هو والدها الحقيقي.. اكبر مجرم في المكسيك.. والدها ملك على عرش الجنون، و هي الجنون بذاته.. حتى يظهر هو، تعلم على يد سيد المجانين، و سيطر على العالم السفلي و تَوج نفسه...