••ماريو••

Chapter forty_ the end

               
          •••••••••••••••••••••••••••••••••

في قلب إحدى الجبال، مختبئاً تحت طبقة سميكة من الثلج، يقع كهف سري حيث كانت تقف فيه تاتيانا الان، لقد قطعت شوطاً كبيراً و جهداً اكبر من اجل الوصول له..

كان مدخله غير مرئي تقريباً لأي شخص لا يعرف موقعه بالضبط، كان يقع في منتصف الطريق الى القمة، و لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق مسار مخفي خطير شديد الانحدار..مما يتطلب تسلقاً محفوفاً بالمخاطر عبر الثلوج العميقة و الصخور الزلقة..

كان الكهف من الداخل يسوده جو غامض ومثير للإعجاب، مما دفع تاتيانا الى الابتسام بسعادة بعدما وقفت في منتصفه، مررت يدها على الجدران الحجرية بخفة تتحسس نعومتها تحت يدها و تتذكر كل مرة اتت فيها الى هنا عندما كانت أصغر سناً..

كان هذا الكهف هو بوابتها الوحيدة من اجل الدخول الى جبل التنين، و لذا و دون أي تردد ارتسمت على ملامحها الجدية و اخذت تتحرك بعزم نحو احد الجدران قبل ان تقف امامه و تتكلم بصوت عالي..

"بوتا-أنتا–دروك يول "

و لكن لم يحدث شيء، انتظرت الى بضع لحظات اخرى،و استمر الوضع على ما هو عليه،مما دفعها الى تكرار العبارة مرة اخرى من جديد..

"بوتا-أنتا–دروك يول "

عبست و اقتربت من الجدار امامها تقوم بوضع يدها فوقه قبل ان تهمس بالعبارة من جديد  و لكن لا شيء، عندها ادركت بأن المعلم قد علم بوصولها و هو الآن يقف خلف الجدار و لا يسمح بدخولها..

لمعت عينيها بالدموع اثناء وضعها ليدها فوق بطنها تحيط بها بقوة، كان البرد شديداً في داخل الكهف و لم تفعل ملابسها السميكة اي شيء من اجل وقايتها منه، و ليس هذا فقط، تكاد عضلات جسدها ان تتمزق من شدة الألم بعد التسلق الكثيف الذي قامت به بحالتها الصحية المتدهورة..

"لابوني، افتح لي ارجوك، انا اعلم انكَ تسمعني.."

صرخت بهذا بصوت عالي مما جعل صوتها يتردد في داخل الكهف الخالي و المظلم في نفس الوقت..

و كما توقعت لم يحدث اي شيء لهذا واصلت كلامها .."هيا لابوني، انا اعلم انكَ غاضب مني و لكن الا تظن بان الامر زاد عن حده قليلاً،هيا لقد مرت ثلاث سنوات و انا اشتقت لك و الى المكان هنا.."

علمت تاتيانا انه لن يجيبها في اي وقت قريب ولكنها كانت متأكدة بأنه يستمع لها ..  "انا أسفة لانني قمت بقصها في ذلك و الوقت و اسفة لانني ذكرتكَ بها الان و لكنني كنت غاضبة منك كثيراً وقتها.."

صمتت لبعض الوقت و ابتسمت عندما تذكرت ما فعلته به في السابق اثناء إحدى نوبات غضبها منه.. تسللت له في الليل مع ان نومه يكون خفيف في العادة الا انه في تلك اللحظة لم يشعر بها وهذا بسبب تدريباته التي استخدمتها ضده..